#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
الذات السجينة حزينة تلك الذات , تعيش الآه والعذابات , خلقها الله لكي تنطلق وتحلق وكبلها الإنسان وقيدها من كل حدب وصوب !! تعيش الذات في ذلك الصندوق المسمى الجسد , يحكمها العقل وتؤثر فيها العواطف والمشاعر , تفرح وتترح , تزدان فرحة وتنتحب حزينة , تقبل وتدبر , وترعد وتزمجر . هي انعكاس واضح لواقعها المعاش ونمط حياتها صاحبها الذي هي رهينة عنده . لكن هذه القصة الدرامية مختلفة باختلاف الزمان والمكان والأشخاص فمن الناس من يرفق بتلك الذات ومنهم من يجور عليها منهم من يرتقي بها ومنهم من ينحط بها ومعها !! تلك الذات هي المزيج بين هلامية الروح وتأطير الجسد لكن الناس ليسوا سواسية معها فمنهم من يسعد بها ومن خلالها ومنهم من يشقى ويتدهور !! تطالعنا الآية القرآنية الشهيرة في هذا المقام حيث يصنف الله الناس إلى ثلاث أصناف : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَ اتِ } وهنا يكمن العجب من كينونة الإنسان الذي خُلق بأحسن تقويم وقيل له هيت لك فذاك الميدان أمامك فما أنت صانع وما أنت جامع وما أنت من الأبواب قارع !! ورغم كل تلك الحرية التي وضعها الله عز في علاه للإنسان وهي شرطاً للتكليف وما أعطي الإنسان من خريطة تمثل المنهج العام وبينة له المحد دات والتصورات العامة والتفصيلية وقدمت له المحفزات وأعطي فترة زمنية ليرى الله والناس صنيعه ونتاجه . إلا أننا نرصد ظلم الإنسان لنفسه حين خلقه الله حراً وكبل نفسه , وطليقاً فسجن ذاته , وعاقلاً فسفه واقعه وحياته وسلوكه !! قدم له العلم فختار الجاهلية وبذلت له الحكمة فأعرض عنها وانصرف !! وما أجده إلا جهل الإنسان الذي أفضى لهذا الظلم لنفسه وإيغاله في التخبط الذي قاده لهذا المستنقع الآسن !! تأمل معي تلك الذات السجينة وتخيل ذاك السجن المظلم المقتم حيث تطوف الكآبة في كل مكان فيه ويجوب أرجائه كل بؤس مقيم . تلك الذات سجنها صاحبها وقيدها وحرم نفسه والمجتمع والأمة من خيرها فهو من وضعها بنفسه مخيراً في تلك الزنزانة وأقفل الباب وراءه ورحل وأقنع نفسه بأن ذلك أفضل شيء كان بمقدوره عمله !! تلك الذات السجينة يقيم معها عشرة من العُتاة القساة الذين لا يرحمون ولا يرأفون وهم السجانون الذي لا تأخذهم إلاً ولا ذمة بها !! والغريب هنا أن كل واحد منهم يكفي لتحيد تلكالذات عن واجباتها ومهامها الحياتية وعزلها عن الدنيا بكل جدارة . هؤلاء العشرة هم : ( الجهل , الضعف , التخبط , ضياع الهدف , الحقد ,الكسل , العجز , الاتكالية , التشاؤم , السلبية كل واحد من هؤلاء الزبانية يعتبر وباء ينتقل ليخنق الأرواح ويعطل العقول ويسجن الذات الجميلة التي يحملها كل واحد منا داخل قمقم مقزز لا هواء فيه ولا ماء !! وهنا فعندما نذكر هذه الذات السجينة والتعيسة فنحن نؤكد على أن طبيعة الذات الإنسانية خُلقة لتعيش عزيزة قوية متطلعة تهوى القمم وتعشق النجاحات وتشرئب بالإنجازات والأعمال . ذات تسبح في ملكوت الله الواسع ملؤها الحماس والإقبال والطموح عزائي لكل إنسان لم يثق بنفسه ولم يحسن الظن بربه , وعزائي لك من سمع تلك الوساوس التي تغتال الأحلام وتزهق أرواح المشاريع والمبادرات . وعزائي لكل من صّدق أنه لا يستطيع ولا يقدر وأن كل ما هو أمامه مستحيل . عزائي لكل من أدمن التبرير بدل التفكير , وآمن بالحظ والصدفة ولم يؤمن الأسباب عزائي لكل من صدق تلك الوساوس وحلق معها إلى عالم الظلام والعتمة قال تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا هل ننهي خطورة تقييد أنفسنا وقهر ذواتنا واكتفائنا بالأماني والكلمات أو الشكوى والإسقاطات وشتم الزمان وترديد كلمات العجز والضعف والاستسلام !! هل نعي أن بين السعادة والتعاسة في حياتنا قرار وبين الفقر والغنى طريقة تفكير وبين والابتسامة والعبوس روح صافية وضمير مرتاح ونية صالحة . ذاتك سوف تسألك صباح كل يوم ماهو هدفنا اليوم وقبل النوم ما هي انجازاتنا اليوم فهل تملك لها من جواب مقنع ووجيه ؟ سوف تسألك وأنت تمر بين سنين العمر هل أنت متفرج أم أنت لاعب في الميدان سوف تلح عليك بخير فلا تعارض بل بادر واستزد . وسوف تؤنبك عندما تخطئ وتلومك حينما تزل بك القدم فتفكر في كل ما تقول وعد إلى مسار الحق حينما ينحرف بك قطار الحياة المنطلق بسرعة . ففي خضم هذا الحياة اللاهثة أنت بحاجة إلى تأمل صوتك الداخلي الصادق . اسمع ذلك الصوت القادم من الأعماق وتفكر في رسائله و منطلقاته وعزز فيه تلك الروح الإيجابية وكافح بلا هوادة تلك الأشباح الشريرة التي تنثر السواد والوساوس والإحباط في داخلك واجعل من ذاتك منارة سلام وخير وعطاء لكل من هم حولك . وتأكد أنك لن تنال السلام الداخلي حتى تتوازن روحك وعقلك وجسدك وعواطفك وتتخلص من كل ما يعطل ذلك التوازن من إفراط أو تفريط , من ظلم أو جور أو تعدي أو إسراف . افتحوا الأبواب لذواتكم ولتخرج من ذلك السجن الذي لا يليق بها وعندها فقط سوف تشتم نسائم الصباح اليانعة وتشهد إشراقه شمس كل يوم وتقبل على الحياة بكل قوة وتألق وسمو . عندها سوف تحقق ذاتك بإطلاق سراحها ونيلها حريتها المسلوبة . " تأصيل " (وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون} " محبرة الحكيم " الذات المنطلقة هي الذات التي تخلصت من عقم الفكر ومكابرة الجاهلية وكسل النفس وارتباك المشاعر وحمق الانفعالات واستسلام الضمير [فاطر : 32] . والله واسع عليم ( 268 ) البقرة (آل عمران:117 المصدر: منتدى همسات الغلا hg`hj hgs[dkm |
13-12-2017, 12:04 PM | #3 |
| سلِمت الذائقة و اليُمنى على شذرات الحُضور وعبق المنثُور .. يعطيك العافية على ثمراتِ جهودك .. محبتي و التقدير .. |
|
15-12-2017, 07:49 PM | #5 |
| يعـطيك العــآفية ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ بنتظآر القآدم بشووق فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك لروحــك بآقآت من الجوري |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
15-12-2017, 08:51 PM | #6 |
| روووعـــــــــــه اختيار موفّق الله يعطيك العاافية |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
17-12-2017, 07:56 AM | #7 |
| |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الذات , السجينة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الذات السجينة | سماء | (همسات تطوير الذات ) | 10 | 18-10-2017 05:13 AM |
تطوير الذات السجينة | مبارك آل ضرمان | (همسات تطوير الذات ) | 7 | 07-10-2016 11:20 PM |
كيفية حب الذات دون الوقوع في النرجسيه | ملكه | (همسات تطوير الذات ) | 8 | 10-01-2016 11:21 AM |
الذات السجينة | حنين الروح | (همسات تطوير الذات ) | 16 | 18-08-2015 09:05 PM |
الذات بين النفي والتأكيد | درة همسات | (همسات تطوير الذات ) | 16 | 09-09-2014 09:14 PM |