12-12-2017, 03:09 PM
|
|
ماتعرف عن صحيفة المقاطعة بين بني الله محمد صل الله عليه وسلم وقريش والدروس منها وجدت قريش أن المسلمين يزدادون يوما بعد يوم وسياسة التعذيب والاضطهاد لم تثنهم عن عقيدتهم،
وأن مهاجري الحبشة يتمتعون بحماية ملكها،
وملسمي مكة يجاهرون بصلاتهم منذ أسلم عمر،
ورسول الله ممتنّع ببني هاشم
لذا فكرت قريش في مواجهة شاملة تواجه بها محمداً وأصحابه ومن يناصرهم فاتفقوا على مقاطعة بني هاشم فلا ينكحوا إليهم
ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعون منهم
حتى يسلّموا محمد إليهم فيقتلوه،
وكتبوا ذلك في صحيفة عرفت بـ"صحيفة المقاطعة"
وعلقوها في جوف الكعبة ضمانا لتنفيذها
وأخذوا العهود والمواثيق فيما بينهم للالتزام بتنفيذ
ما جاء بالصحيفة وأصر بنو هاشم وبنو عبد المطلب مسلمهم وكافرهم
عدا أبي لهب على نصرة محمد وحمايته
وأمام هذه المقاطعة اضطروا إلى الخروج من مكة
والالتجاء إلى شعب أبي طالب في جبل أبي قبيس (أحد الجبال المحيطة بمكة)
فحاصرتهم قريش بها وكانوا لا يستطيعون الخروج منها
إلا في الأشهر الحرم
ونفذت قريش الحصار بكل دقة فرصدت العيون على بني هاشم ولم تترك طعاما ولا بيعاً يصل إليهم
إلا سبقوهم إليه فاشتروه
وكان أبي جهل ينادي في التجار الوافدين على مكة
أن لا يبيعوا بني هاشم شيئا من تجارتهم
ويشتريها منهم بأضعاف ثمنها
فكان الواحد من بني هاشم إذا خرج لشراء طعام أو غيره ضاعف التاجر سعر السلعة فلا يقدر على شرائها ويعود إلى أطفاله بلا طعام وهم يتضرعون من الجوع وطال الحصار على رسول الله وبني هاشم، وأنفقوا جميع ما يملكون ولم يبق لديهم شيء من مال أو طعام أنفقت أمنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كل ما تملك وأنفق أبو طالب ما عنده
وأنفق كل بني هاشم ما عندهم،
وكادوا يهلكون جوعا فاضطروا إلى أكل أوراق الشجر وكل ما ظنوه يسد رمقهم، وتحمل الرسول صل الله عليه و سلم ومن معه عناء هذه المقاطعة بصبر وجلد
وكانت الآيات القرآنية تنزل لتزيدهم ثباتاً
وتطالبهم بالصبر وتحدي الحصار والقطيعة،
ولم يثن ذلك الرسول عن نشر دعوته
فكان يخرج في مواسم الحج والتجارة يدعو كل من وفد مكة
إلى الإسلام، ولقد عاب بعض هؤلاء على قريش موقفها من بني هاشم وأعجبوا بثبات محمد وأصحابه
فاستحسنوا الإسلام فاعتنقوه
وكان هذا على عكس ما أرادت قريش من المقاطعة وأراد الله للمحنة الرهيبة أن تزول وللغمة أن تنكشف وأن يجتاز المسلمون الابتلاء بنجاح،
فاطلع جبريل النبي صل الله عليه و سلم على أن صحيفة المقاطعة التي كتبتها قريش قد أكلت الأرضة كل ما فيها
من ألفاظ القطيعة والظلم
ولم يبق بها إلا أسماء الله
فأخبر النبي عمه أبا طالب بذلك فخرج إلى قريش وأخبرهم بما قاله النبي وقال:
فإن كان صادقا علمتم أنكم ظالمون لنا، قاطعون لأرحامنا،
وإن كان كاذباً دفعته لتقتلوه ووافق ذلك أن قام خمسة رجال من قريش هم :
هشام بن عمرو
وزهير ابن أميه
والمطعم بن عدى
وأبو البختري بن هشام
وزمعة بن الأسود
عابوا على قومهم ما فعلوه ببني هاشم
واتفقوا على نقض الصحيفة،
فطاف زهير بالبيت سبعا ونادي في أهل مكة
أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى
لا يباع ولا يبتاع منهم !!
والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة،فعارضة أبو جهل فقام أصحاب زهير الأربعة ووافقوه على رأيه وقالوا:
أنهم لا يرضون ما كتب في الصحيفة ولا يقرونه،
فقال أبو جهل، هذا أمر قضى بليل
ونشوور فيه بغير هذا المكان،
فقام المطعم ليشق الصحيفة فوجدها على الصورة التي أخبرهم الرسول عنها، قد أكلت الأرضة كل ما فيها إلا أسماء الله وبذلك خرج بنو هاشم وبنو المطلب من الشعب
وعادوا إلى مكة ليمارسوا حياتهم العادية
ولكن قريشا استمرت في اضطهادهم وتعذيبهم
وكان خروجهم من الحصار في السنة العاشرة من البعثة
-
وعلى الرغم من قسوة الحصار وشدة وطأته على المسلمين،فقد عاد بالخير عليهم وعلى الإسلام
إذ عابت القبائل العربية على قريش سلوكها الشائن مع بني هاشم
فلم يحدث أن سلكت قبيلة عربية مع أحد بطونها هذا السلوك الغريب،
كما كان لموقف التحدي الرائع الذي وقفه المسلمون
أثر كبير في اجتذاب بعض أفراد هذه القبائل للإسلام،أما قريش فقد هانت في أعين المسلمين بعد أن فشلت كل محاولاتها للنيل من الإسلام و المسلمين |
|
lhjuvt uk wpdtm hglrh'um fdk fkd hggi lpl] wg ugdi ,sgl ,rvda ,hg]v,s lkih ghjuvt lpl] lkih hggi hglrh'um fdk f,p sl wpdtm ugdi uk ,hg]v,s ,sgl |