#1
| |||||||||||
| |||||||||||
بلاغة التصوير القرآني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أحبتي في الله وردت مشاهد وصور بلاغية بيانية عظيمة في القرآن الكريم تصور كيف تنبعث الحياة في الأرض بعد نزول المطر وكيف يمكن أن نتصور الأرض في موضع ككائن حي، وفي موضع آخر ككائن مات ثم بعثت فيه الحياة، وفي موضع آخر ككائن يهتز جزلا وطربا وينمو بالخيرات، وككائن خاشع، وكمصدر رزق ونعمة ..... ولقد أحببت أن أشارككم بعض هذه الصور البلاغية العظيمة بدأت هذه الصور والمشاهد في سورة البقرة وتواصلت إلى أن انتهت في سورة الحديد: { وما أنزل من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة .... } البقرة. فيأتي هنا إحياء الأرض بعد نزول الماء ثم يليه خلق وبث الحياة في الدواب ومنهم البشر، والماء مصدر كل شيء حي. { .... لنحي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا } الفرقان. فالبلدة ميتة تحي بنزول المطر فتنبعث فيها حركة البهائم والبشر، ويشربون الماء فيتدفق في عروقهم. { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها...} العنكبوت. تصوير الأرض ككائن كان حي ثم مات ثم انبعثت فيه الحياة مرة أخرى. { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } الروم. هل من قادر على تلك الأمور العظيمة يحي ثم يميت ثم يحي الأرض والبشر والخلق كلهم بكلمة كن يحيهم ويميتهم كما يشاء ويفعل بهم ما يشاء. ولذلك قال الكثير من العلماء أن أسم الله الأعظم والذي إذا دعي به أجاب هو: الحي، وقال آخرون هو: الحي القيوم. { وينزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها } الروم. تصوير بلاغي غاية في الدقة ، أرض تموت ثم ماء يهطل من السماء وتشربه الأرض فتحيي من جديد. { فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها } الروم. نعم رحمته تعالى وسعت كل شيء وعلى الرغم من الجحد والنكران والكفر والشرك والعصيان لم تنقطع هذه الرحمة العظيمة عن الخلق مؤمنهم وكافرهم، فانظر إلى عظمة الخالق الرحيم كيف يرفق بعباده وكيف هو أرحم بهم أكثر بمائة مرة من رحمة الأم بوليدها، ولو شاء لحبس الماء عنهم فيموتون ظمأ وجفافا وجوعا. { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور } فاطر. نتكدر عندما تهب الرياح الموسمية مثيرة الزوابع الرملية وبعد سويعات أو دقائق تنزل الأمطار فنفرح بها ولا نستوعب الحكمة من تلك الرياح التي سبقت المطر. تصور هبوب الرياح باردها ودافئها، معتدلة وهوجاء، وكيف بعدها تسكن ويليها نزول المطر. هل من يستطيع أن يصور ذلك كله في مشهد من ثانيتين وهي مدة قراءة هذه الآية؟ بل وأضف إلى ذلك مشهد البعث والنشور، كل تلك المشاهد والصور في ثانيتين. { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون } يس. ألم تمر يوما بالصحراء وهي جافة ثم تمر بها مرة أخرى بعد نزول المطر بأيام؟ فماذا رأيت؟ نباتات وثمار خرجت بدون زراعة، فمن الذي أنبتها؟ الله العلي القدير. ثم انظر إلى المزارع يفلح الأرض ويبذر البذور ثم ينتظر نزول الغيث فتنزل الأمطار وتسقي الأرض ثم ينبت الزرع ويكبر وينمو ثم تبرز الثمار ويأتي وقت الحصاد لنأكل الحب والثمار. كل تلك المشاهد والأحداث في آية واحدة نقرأها في ثانية واحدة. { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ....} فصلت. يا سبحان الخالق البارئ المصور، الأرض خاشعة مستكنة من الجفاف والظمأ تماما كإنسان أصابه الجفاف فارتمى على الأرض بدون حراك ينتظر إما الموت أو الفرج، ثم إذا ما نزل الغيث قام فرحا ليرتوي ثم إذا ما ارتوى اهتز طربا وبدأ فيه الحراك وعاد لصحته ونمى جسده، والأرض كالإنسان تهتز وتطرب وتنمو جزلا وفرحا. ما أعظمها من مشاهد كثيرة جدا والله لا تعد ولا تحصى في علم الكلام والبلاغة ولا في الأفلام وغيرها ، في نصف آية. { وما أنزل من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها ...} الجاثية. ودعونا لحظة من تشبيه الأرض بالموت ثم الحياة فلقد تكرر معنا المشهد و لا نستطيع معه إلا الإجلال والإكبار، ولكن المشهد ارتبط بمشهد أخر عظيم ألا وهو الأرزاق، هنا الماء هو الأرزاق فالماء مصدر كل شيء حي وبدونه لا معنى للحياة ولا طعم ولا لون لأي من أموال وكنائز الدنيا كلها لا تساوي جرعة ماء لظمأن تائه في الصحراء، فالماء إذا هو الرزق نفسه ولا تعادله في قيمته وأهميته أي أرزاق أخرى. (وجعلنا من الماء كل شيء حي). { ... رزقا للعباد فأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج } ق. ويتكرر معنا المشهد العظيم نزول الغيث رحمة بالعباد والمخلوقات، ومنه يأتي الزرق فتعود الحياة إلى البلدة المهجورة والتي ماتت من شدة الجفاف. وهكذا يخرج الخلق مرة أخرى لا ليهتزوا طربا وفرحا ولكن ليقفوا أمام الواحد القهار موقف الحشر والحساب. فهل من متعظ؟ { اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون } الحديد. بعد كل هذه المشاهد والآيات والصور هل تتعظون وهل تعقلون؟ ومن حكمة الله تعالى وعظمته سبقت هذه الآية الكريمة آية أخرى عظيمة جدا كان يخر لها صعقا العلماء لفهم معانيه العظيمة، وكذلك المتكبرون والمعرضون عن الحق من الجبابرة والعتاهية لخوفهم من العقاب، وهي { ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ......} وهكذا يختتم الله تعالى تلك المشاهد فجعل أخرها في سورة الحديد لعل النفوس تتعظ وتعود إلى خالقها وبارئها. المصدر: منتدى همسات الغلا fghym hgjw,dv hgrvNkd hgrvNkd |
19-11-2017, 03:51 PM | #2 |
| اللهم بلغنا بلاغته وحفظه وانر قلوبنا بكل حرف منه حفظك الباري ورحم الله والديك وسلم قلمك و سلمت يدآك على هذه الطروحات الله يعطيك العافيه بإنتظار ايرادات خر ى من موروداتك القيمه مودتي وإحترامي ختم واجمل تقيم ومحبه |
|
19-11-2017, 04:08 PM | #3 |
| جزاكِ الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك رائعة واكثر من رائعة بارك الله فيكِ وجزاكِ الفردوس الاعلى ان شاء الله تقيمي ويثبت |
|
19-11-2017, 04:48 PM | #4 |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد هنا التصوير الفني في أسلوب القرآن فالتصوير هو الأداة الجمالية المفضلة في أسلوب القرآن فبه يعبر عن المعنى الذهني والحالة النفسية وعند الحادث المحسوس والطبيعة البشرية ثم يرتقي بالصور فيمنحها الحياة الشاخصة فإذا المعنى النفسي هيئة وحركة ، وإذا الحالة النفسية وحدة ومشهد وإذا النموذج الإنساني شاخص وحي ، فيأتي التصوير الفني باللون والحركة والتخييل اولا تصوير المعاني الذهنية فالصور حية محسوسة، ومثال على ذلك قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } الأعراف 40 يرسم القرآنالكريم صورة للذين كفروا، ويقول أنه لا أمل لهم بدخول الجنة إطلاقاً... فجاء بمثل إنسان بيده حبل غليظ " الجمل هو الحبل الغليظ السميك جدا" يحاول أن يدخله فيفتحة الإبرة "سم الخياط هي فتحة الإبرة "، وبالتأكيد يستحيل ذلك، حتى يشعر القارئ باستحالة دخول الكفار إلى الجنة ويعتبر ويؤمن... ثانيا: نأتي على تصوير الحالات النفسية فيصور مجسمة، ومثال على ذلك بقوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج ١١ صورة عجيبة وحالة نفسية يصفها االله عز وجل للإنسان الذي آمن ولكن لم يستقر الإيمان فيقلبه، يريـد أن يستفيد من عقيدته مكاسب دنيوية، أي مؤمن متزعزع وراغب فيالدنيا أكثر من رغبته فيالآخرة. فيشبهه وكأنه يقف على حافة الهاوية "على حرف "،وإذا لامسه شيء بسيط "فتنة وإن صغر أمرها " يسقط، ويترتب على ذلك انه سيخسر الدنيا والآخرة. |
|
19-11-2017, 04:57 PM | #5 |
| المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجوري اللهم بلغنا بلاغته وحفظه وانر قلوبنا بكل حرف منه حفظك الباري ورحم الله والديك وسلم قلمك و سلمت يدآك على هذه الطروحات الله يعطيك العافيه بإنتظار ايرادات خر ى من موروداتك القيمه مودتي وإحترامي ختم واجمل تقيم ومحبه اللهم وفق احبتي لما تحب وترضى وأسمعني عنهم مابه النفس تسعد وتحيا ولاتنـــــــسهم ذكرك سراً وجهرا وأبلغهم سلاما غالــــــــيا ً يفوح عطراً ومسكا |
|
19-11-2017, 04:57 PM | #6 |
| المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنسيسه فاتنة جزاكِ الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك رائعة واكثر من رائعة بارك الله فيكِ وجزاكِ الفردوس الاعلى ان شاء الله تقيمي ويثبت اللهم وفق احبتي لما تحب وترضى وأسمعني عنهم مابه النفس تسعد وتحيا ولاتنـــــــسهم ذكرك سراً وجهرا وأبلغهم سلاما غالــــــــيا ً يفوح عطراً ومسكا |
|
20-11-2017, 09:35 AM | #7 |
| جزاك الله خير وجعله فى ميزان حسناتك وانار دربك بالايمان وطاعة الرحمن دمت بحفظ الرحمن |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
التصوير , القرآني , تلاعب |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل التصوير بالموبيل حرام | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 03-11-2017 03:06 PM |
بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم | ذابت نجوم الليل | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 10 | 03-05-2017 06:08 PM |
هل التصوير بالموبيل داخل فى التحريم | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 5 | 23-04-2017 05:46 PM |
تلاعب الشيطان بالمسلم ( مشاركتي بالحمله ) | حنين الروح | ( همســـــات الإسلامي ) | 19 | 10-03-2015 10:53 PM |
صحيفة كتالونية: ريال مدريد تلاعب بقرعة دوري الأبطال! | Kassab | ( همســـات الرياضه) | 6 | 26-12-2014 11:59 AM |