السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم المؤمنين أمنا - الصحابية الجليلة زينب بنت جحش التي زوجها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات أي فضل هذا نسبها ومولدها:
هي
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية . أُمُّها أميمة بنت عبد المطلب عمَّة رسول
الله وُلِدَتْ -رضي
الله عنها- في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة
زواجها من زيد بن حارثة:
انطلق رسول
الله ليخطب لزيد بن حارثة فدخل على
زينب بنت جحش -رضي
الله عنها- فخطبها، فقالت لستُ بناكحته فقال رسول
الله "بَلْ فَانْكِحِيهِ". قالت يا رسول الله، أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدَّثان، أنزل
الله تعالى قوله على رسوله
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36]،
فقالت -رضي
الله عنها- رضيتَه لي يا رسول
الله منكحًا؟ قال رسول
الله نعم. قالت إذن لا أعصي رسول
الله قد أنكحته نفسي
طلاقها من زيد وإسقاط التبني:
ولكن الحياة لم تَسِرْ على وجهها المطلوب بين زيد بن حارثة وبين السيدة
زينب بنت جحش -رضي
الله عنها- فجاء زيد للنبي يريد أن يُطلِّق زينب، لكن النبي ردَّه، وقال له "اتَّقِ اللهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ" فأنزل
الله تعالى قوله
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37] فالله تعالى قد أخبر نبيَّه أن
زينب بنت جحش ستكون زوجةً من زوجاته ، لكن النبي خاف المنافقين وأقوالهم لأن زيدًا ابنٌ للنبي بالتبنِّي ، لكن
الله تعالى أخرج ما كان في صدر النبي ليكون زواجه من السيدة
زينب بنت جحش -رضي
الله عنها- ذات حكمة تشريعية عظيمة ، وهي إسقاط التبني، وأول من يُطبِّق هذه الحكمة هو النبي على مَنْ تبنَّاه إذ كان زيد منسوبًا للنبي فكان يُقال له زيد بن محمد ثم أُسقط التبني فنُسب لاسمه الحقيقي زيد بن حارثة
زواجها من رسول الله صل الله عليه وسلم:
وبعد طلاق امنا ام المؤمنين
زينب من زيد بن حارثة وبعد انقضاء عِدَّتها، قال رسول
الله لزيد بن حارثة "اذْهَبْ وَاذْكُرْهَا عَلَيَّ" يقول زيد فلمَّا قال ذلك عظمت في نفسي، فذهبتُ إليها، وجعلتُ ظهري إلى الباب ، وقلتُ يا
زينب ، بعث رسول
الله يَذْكُرُك فقالت ما كنتُ لأحدث شيئًا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجد لها ، فأنزل
الله تعالى
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37]
فجاء رسول
الله فدخل عليها بغير إذن ، وروي أنه لما دخل بها ، قال لها ما اسمك قالت بَرَّة فسماها رسول
الله زينب وروي أنه لما تزوَّجها رسول
الله تكلَّم في ذلك المنافقون ، فقالوا حرَّم محمد نساء الولد ، وقد تزوَّج امرأة ابنه فأنزل
الله تعالى
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40]
ولمَّا نزل قوله تعالى
{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا...} [الأحزاب: 37]
كانت
زينب -رضي
الله عنها- تفتخر على بقيَّة زوجات النبي وتقول لهنَّ: زوجكنَّ آباؤكنَّ، وزوَّجني
الله من فوق سبع سموات
مكانتها وفضلها:
قد وصفها رسول
الله بأنها أوَّاهة ، فقال لعمر بن الخطاب رضي
الله عنه "إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ" فقال رجل يا رسول
الله ، ما الأوَّاه؟ قال "الْخَاشِعُ الْمُتَضَرِّعُ
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75]
حياتها وزهدها بعد رسول الله:
وقد ظلَّت -رضي
الله عنها- جوَّادة كريمة بعد رسول
الله ، متمسِّكة بالزهد ، وعدم التعلُّق بالدنيا ومتاعها ، فيُذْكَر أنه لمَّا جاء العطاءُ عمرَ ، بعث إلى أمِّ المؤمنين
زينب بنت جحش -رضي
الله عنها- بالذي لها ، فلمَّا دخل عليها قالت "غفر
الله لعمر! لَغَيْرِي من أخواتي كان أقوى على قَسْم هذا منِّي" قالوا هذا كله لكِ قالت "سبحان الله" واستترت دونه بثوب ، وقالت "صبُّوه واطرحوا عليه ثوبًا" فصبُّوه وطرحوا عليه ثوبًا ، فقالت لبرزة بنت رافع: أَدْخِلي يدكِ فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها، فقسّمته حتى بقيت منه بقيَّة فقالت لها برزة غفر
الله لكِ والله لقد كان لنا في هذا حظٌّ قالت"فلكم ما تحت الثوب" قالت فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهمًا، ثم رفعت يديها، فقالت "اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا"
وفاتها:
تُوُفِّيَتْ أمُّ المؤمنين
زينب بنت جحش -رضي
الله عنها- في خلافة عمر بن الخطاب رضي
الله عنها في عام عشرين من الهجرة، وقيل في عام واحد وعشرين من الهجرة، وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة
: