حياة حصري لهمسات

♡♡
قَرَأْتُ خَبَّرَ زَوَاجُهُ كَالغَرِيبَةِ وَبِفُتُورٍ رَمَتْ الجَرِيدَةُ عَلَى الأَرْضِ
وَمَشَتْ فَوْقَهَا تَضْحَكُ بِصَوْتٍ حَدّ البُكَاءُ هَمْهَمَتُ فِي حُزْنٍ قَائِلَةٍ :
اِنْتِهَازِيٍّ وُصُولُي لَمْ يَكُنَّ السَّفَرُ لِلعَمَلِ كَمَا أَوْهَمَنِي فَهِمْتُ الآنَ
لِمَاذَا اِنْقَطَعَتْ عَنِّي كُلُّ أَخْبَارِهِ ؟ وَأَخَذَتْ تَبْحَثُ عَنْ مُذَكِّرَاتِهَا
وَكَانَتْ أَمَامَهَا وَمِنْ كَثَّرَتْ دُمُوعُهَا لَمْ تَرَاهَا !
وَعَلَى الأَوْرَاقِ حِكَايَتُهَا مَعَهُ وَمِنْ نُقْطَةِ البِدَايَةِ كَانَ حُبَّهُمَا بِلَا مُقَدَّمَاتٍ
باغتها حُبُّهُ مِنْ النَظْرَةِ الأُولَى أَصْبَحْتُ أَسِيرَةَ هَوَاهِ
وَقَلَّبَتْ فِي الأَوْرَاقِ هُنَاكَ فَصْلٌ فِي الحِكَايَةِ تُرِيدُ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ
وَأَخِيرًا وَجَدْتُهُ بِنْتُ الأَحْلَامِ
أَلَمْ تُخْبِرَنِي كَثِيرًا أَنَّكَ
تَتَمَنَّى بِنِت تَشْبَهَنِي فِيهَا مِنْ بَرَأْتِ وَطَهِّرِي وَحَتَّى مَلَامِحُ وَجْهِي وَاِسْمِي
أَلَمْ تُخْبِرَنِي بِفَرْحَتِكَ بِحَيَاةِ الصَّغِيرَةِ
أَحْبَبْتُهَا مِنْ قَلْبِي حَتَّى تَمْنِيَتِهَا مِنْ قَبْلُ أَنْ أَرَاهَا
قُلْ لِي:
بَعْدَ أَنْ أَحْيَيْتُهَا بِدَاخِلِيَّ كَيْفَ أَقْتُلُهَا وَإِنَّ كَانَ فِي مَوْتِهَا حَيَاةٌ لِي؟
لَسْتُ المَرَّةُ الأُولَى الَّتِي أَحْزَنَ فِيهَا فِي حُبُّكَ
كَمْ تَأَلَّمْتُ وَتَعَذَّبْتُ وَلَكِنَّي تَغَابَيْتُ فِي حُبِّكَ
تَذَوَّقَتْ مَرَارَةُ الحُزْنِ كَثِيرًا فِي حُبَّكِ وَمَا زَلَّتِ
وَلَكِنَّ حُزْنَيْ الآنَ مُخْتَلِفٌ فِي مَرَارَتِهِ كَالعَلْقَمِ
الحُزْنُ بَعْدَ الفَقْدِ مَا أَبْشَعُهُ وَأَبْشَعُكَ
طَيَّبَتْ جُرْحِي عَلَى الأَوْرَاقِ يَا سَيِّدِي كَثِيرًا
وَأَلَانَ الجُرْحُ خَارِجَ وَرَقِي وَمُذَكِّرَاتِي
كَمْ يَلْزَمُ حَيَاةٌ مِنْ الوَقْتِ لِلتَّعَافِي مِنْ حُبِّهِ
وَكَمْ سَنَةً بَعْدَ الحُزْنِ وَالوَجَعَ تَطِيبُ جِرَاحُهَا
وَمَا سَبِيلُهَا لِلنِّسْيَانِ بَعْدَ غَدْرِهِ
بَعْدَ أَنْ سَدَّدَتْ مَسَامِعِي عَنْ كُلٍّ مَا حَوْلَي وَهُمْ يُخْبِرُونِي
بِأَنَّكِ لَنْ تَعُودَ وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُشَوِّهَ ذِكْرَاكَ بِدَاخِلِيَّ
وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ ذِكْرَاكَ وَشْمٌ فِي قَلْبِي لَنْ تَمْحِيَهُ مُجَرَّدُ كَلِمَاتٍ
مَا أَغْبَى مَشَاعِرِ العَقْلِ يَرْفُضُهَا بَعْدَ أَنْ تَوَرَّطَ القَلْبُ بِهَا
وَأَيْنَ كَانَ عَقْلِي عِنْدَمَا تَمَسَّكْتُ بِرَجُلٍ خَذَّلَنِي حَدَّ الخَيْبَةُ
وَمَا أَكْثَرُ الخَيْبَةُ فِي الحَيَاةِ وَالعَجِيبُ أَنْ أُسَمِّيَ حَيَاةً
وَلَيْسَ لِي فِيهَا حَيَاةً !
سَمِعْتُهُمْ يَتَهَامَسُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ
وتبأ لَكَ وَلِي وَلِفُضُولِهُمْ
أَنَّ عَقْلِي أَصَابَهُ الجُنُونُ وَأَنْ مَسَّ العِشْقُ جَعَلَنِي
كالمسحورة بَهْوَاكَ
وَالخَرَفُ جَعَلَنِي أَنْتَظِرُ وَهُمْ وَأَتْبَعَ سَرَابٌ
قَلَّ لِي :
بِرَبِّكَ عَلَى مَنْ أَعَتَبَ وَأَلُومُ عَلَيْكَ أُمٌّ عَلَيْهُمْ
أَمْ عَلَى نَفْسِيَّ وَمَا فَعْلَتُ بِهَا !؟
أَلَمْ أُخْبِرُكِ كَثِيرًا أَنَّ الهذيان فِي حُبِّكَ سَيُمَرِّضُنِي
وَوَعْكَةُ الحُبِّ سَتُصِيبُنِي فِي مَقْتَلٍ
وَأَنَّ قَلْبِي لَنْ يَتَحَمَّلُ وَجَعَهُ وَأَلَمَهِ فِي بُعْدِكَ
وَأَنَّ دِقَّاتِهُ سَتَتَوَقَّفُ وَتُعْلِنُ لَكَ مُوتِي
وَرَجَوْتُكِ أَنْ لَا تَرَحَّلَ وَتُبْقَى مَعَي
وَلَا تَتْرُكُنِي فَرِيسَةَ العَذَابِ وَالوَحْدَةَ وَالمَرَضَ
أَلَمْ تَسْمَعَنِي أَمْ هَانَ عَلَيْكَ شَقَائِي وَعَذَابِي !؟
أَلَمْ تُخْبِرَنِي حِينُهَا أَنَّنَا لَنْ نَفْتَرِقُ وَفِرَاقَنَا فِرَاقُ جَسَدٍ لَا رُوحٌ
وَرُوحُي سَتُصَاحِبُكَ وَتَكُونُ زَادَكَ فِي غُرْبَتِكَ
وَسَتَعُودُ وَلَنْ يُفَرِّقُنَا سِوَى المَوْتِ أَلَمْ تُخْبِرَنِي !!
كُنْتَ كَاذِبٌ يَا سَيِّدَيْ حَدِّ الصِّدْقِ.
لِكُلٍّ شيىء بِدَايَةً وَنِهَايَةٌ وَمَوْتٌ حَكَيْتَنَا النِّهَايَةُ وَمُتُّ فِي عَيْنِي
وَصَدَّقَتْ حِينَ قِلَّتَ أَنَّ المَوْتُ فَرْقُنَا
وَمُثُلُكَ كَالأَمْوَاتِ وَالأَمْوَاتِ لَا يَعُودُونَ لِلحَيَاةِ
وَقَطَعَتْ حَيَاةٌ المُذَكِّرَاتِ وَتَنَاثَرَتْ الأَوْرَاقُ مِنْ حَوْلِهَا
وَكَأَنَهَا تَنْتَصِرُ لِكَرَامَتُهَا المَجْرُوحَةُ وَأُعْلِنَتْ حَيَاةً مَوَّتَ الحِكَايَةَ
وَلَنْ تُشِيعَ جُثْمَانَهَا إِلِّي مَثْوَاهُ الأَخِيرُ وَلَنْ تُعْلِنُ حَالَةُ الحِدَادِ
وَجَفَّفَتْ دُمُوعُهَا وَطَيَّبَتْ كُلُّ أَوْجَاعِهَا
وَكُلَّمَا مُرْ فِي ذَاكِرَتِهَا لَفْظَتُهُ خَارِجَ تَفْكِيرِهَا
وَلَنْ تُعِيدُ ذِكْرَى مِيتْ تَشَوَّهَتْ ذِكْرَاهُ فِي قَلْبِها
وَمَعَ الوَقْتِ وَطُولَ صَبْرٍ وَبَرَّاقَةَ أَمَلٍ لَاحَتْ فِي الأُفْقِ
عَادَتْ حَيَاةٌ لِلحَيَاةِ
♡♡