02-11-2017, 10:19 PM
|
|
الغيبة و النميمة / كبيرتان من كبائر الذنوب، فالواجب الحذر من ذلك يقول الله سبحانه: " وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا " (12) سورة الحجرات / الـغــيـــبـة: عرفها العلماء بأنها اسم من اغتاب اغتياباً إذا ذكر أخاه بما يكره من العيوب وهي فيه فإن لم تكن فيه فهو البهتان كما في الحديث: قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته .. رواه مسلم والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع وعدَّها كثير من العلماء من الكبائر وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً فقال: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) [الحجرات: 12] ولا يخفى أن هذا المثال يكفي مجرد تصوره في الدلالة على حجم الكارثة التي يقع فيها المغتاب ولذا كان عقابه في الآخرة من جنس ذنبه في الدنيا / والغيبة أسبابها الباعثة عليها كثيرة منها: الحسد، واحتقار المغتاب، والسخرية منه ومجاراة رفقاء السوء، وأن يذكره بنقص ليظهر كمال نفسه ورفعتها وربما ساقها مظهراً الشفقة والرحمة وربما حمله عليها إظهار الغضب لله فيما يَدَّعي / الــــغـــيـــــبــــة طريق مفصل كما ذكر الغزالي فـــــ الأول: أن يتذكر قبح هذه المعصية، وما مثل الله به لأهلها بأن مثلهم مثل آكلي لحوم البشر وأنه يُعرِّض حسناته إلى أن تسلب منه بالوقوع في أعراض الآخرين فإنه تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلاً عما استباحه من عرضه فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفاً من ذلك / الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته، فلان يعمل كذا فازجره عنه الثالث: الاستفتاء، بأن يقول للمفتي ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له كذا؟ وما طريقي للخلاص ودفع ظلمه عني؟ الرابع: تحذير المسلمين من الشر، كجرح المجروحين من الرواة والشهود والمصنفين ومنها: إذا رأيت من يشتري شيئاً معيباً أو شخصا يصاحب إنساناً سارقاً أو زانيا أو ينكحه قريبة له، أو نحو ذلك فإنك تذكر لهم ذلك نصيحة، لا بقصد الإيذاء والإفساد الخامس: أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كشرب الخمر ومصادرة أموال الناس فيجوز ذكره بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر السادس: التعريف، فإذا كان معروفاً بلقب: كالأعشى والأعمى والأعور والأعرج جاز تعريفه به ويحرم ذكره به تنقيصاً ولو أمكن التعريف بغيره كان أولى / النميمة: فهي السعي للإيقاع في الفتنة والوحشة كمن ينقل كلاماً بين صديقين أو زوجين للإفساد بينهما، سواء كان ما نقله حقاً وصدقاً أم باطلاً وكذباً، وسواء قصد الإفساد أم لا فالعبرة بما يؤول إليه الأمر فإن أدى نقل كلامه إلى فساد ذات البين فهي النميمة وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع / مع التحية والتقدير .. |
|
hgydfm , hgkldlm |