الإهداءات | |
( همســـــات العام ) خاص بالمواضيع العامه |
#1
| ||||||||
| ||||||||
فقر كم من أمنية قد جرفها تيّار الفقر ، و أخذ في تحجير مكنونها بصدر حامليها ، و عاش ذويها تحت وطأة التأمل طويلاً ، لم يكن الفقر إلا عاملاً مساعداً على تجفيف المشاعر حتى تبات مهشمّة الملامح ، كالشمس حين تطل على أوراق الخريف ، و تتساقط من كل شجرةٍ بهيّة عدّة أوراق قد حلمَت بالبقاء في العلالي ، الفقر آفة الإنسان ، و محّطم آماله الدائم ، يأخذ بالأشخاص إلى حيث الألم و الحزن ، ويكّبل أيديهم و أرجلهم عن الخطوة الأولى من الحلم ، ليعيشوا متأملين تذوق نكهته الأخيرة ولا يستطيعون ذلك ! و لأن الفقر مجففاً ناجحاً للمشاعر ، فإنَ الفقراء على قُدرة عالية من الصبر ، و على قوّة هائلة لامتلاك ما لا يملكه الأثرياء ، فهم الذين يعيشون واقع التجربة بكل حذافيرها ، أفراح و أحزان حتى القطرة الأخيرة من الكأس ، قُدرتهم على التكيف السريع يجعلهم الأثمن ، و الأقرب لخوض التجربة الأصدق ، ليخرجوا لنا بخلاصة الحياة التي تختصر لنا الكثير من الدروب المطلّة على هذا الأفق الطويل ، يا أيها الفقير ، ارفع رأسك للأعلى ، فليسَ هنالك ما يدعو إلى طأطأة رأسك و النظر إلى أقدام الأثرياء ، فإن كانوا يملكوا المال ، فأنتَ تملك القناعة و الرضا ، و الحياة مبنيّة على أساسهما ، فكم من ثري لم يقتنع ، و عاش باكياً لحاله ، و كم من فقيرٍ عاش بفقرهِ وصنع المعجزات التي ترتبط بروحهِ ، سترحل الأحلام ، نعم ، سترحل الآمال ، نعم ، لكنها ليست كل شيء ، فالحياة أكبر من كونها أحلام و آمال مبنية على أموال ، فالغنى هو غنى النفس ، و القناعة هي الكنز الأثمن الذي لا يفنى ، اسألني يا فقر ماذا فعلت بحالي ، فأجيبك و مرارة الدمع تكتسيني : جرحتني يا فقر و سيّلت لي دمعة .. و أخذت تمسح على جرحٍ ما طاب طاريه .. يا فقر ، تَراك طفيت لي كل شمعة .. و ما علمتني أيامي إلا صبرٍ صنعت باديه .. المصدر: منتدى همسات الغلا trv |
22-02-2010, 02:12 PM | #6 |
| بصراحه احساس مو طبيعي بالموضووع هذا لاهنت
|
|
|
|
كاتب الموضوع | امير الذوق | مشاركات | 7 | المشاهدات | 474 | | | | انشر الموضوع |
| |