حظ اخرق

#1 03-09-2017, 11:49 AM

حظ اخرق

أخد يعبث فى خزانة ملابسه فى محاولة لايجاد t-shirt الأسود ذا النصف كم والذى يكشف عن وجهه الخمرى ولحيته السوداء الخفيفة ......
ليس من اهتماماته انتقاء الملابس والموضة يرتدى ما يقع امامه دون محاولة إرهاق فكره بمثل هذه التفاهات التى تقبع فى فكر الفتيات وحدهن ...
لكن مقابله اليوم لا تتكرر فى حياته الرتيبة كثيرا بل أن حظه الأخرق سيجعل مثيلتها لن تعبر أيامه مجددا
كومة الملابس اعتلت أقصى الخزانة كجبل بركانه اشتعل وسط البحر

حاول أن يمد ايديه ليلتقطه متحسسا خامته القطنية التى تختلف عن ملابسه فأسقط تلك الفوضى على أرضيه الحجرة وكأنها أعلنت غضبها فبادرته بالسقوط
تأفف واشتعل غضبا ليركل ملابسه فى ركلة اشبه بمن يركل كرة قدم
أصاب قدميه فى خزانة ملابسه وتصاعد الألم فقرر أن يأخد هدنة من بحثه
جلس على أريكة بنفسجية تتلألا مع لون حجرته المكتسى بالأبيض الحليبى وسكن لحظات هدأت فيها أنفاسه الغاضبه قبل أن يهدأ ألمه أيضا
لابد وأن حظه الأخرق لن يدعه سليما ككل مرة قالها ثم نهض فى محاولة لمنع حدوث ذلك
كومة الملابس أيقظت فى صدره الملل كيف يجد t-shirt بين كل ذلك
أخذ يقلب فى ملابسه ويتقاذف كل ما لا يهمه منها إلى أن وقعت عيناه على قميص تكتسيه الزرقة بخطوط تملؤه وتبرز الأبيض المحاط به
تلاحقت أنفاسه استقطب جبينه واحمر وجهه غضبا فقال فى محاولة لمنع أفكاره من الانسياب
قميص ردئ ألم أتخلص منك منذ شهر ؟!
أمسك القميص فى يده واندفع نحو سله القمامة ليدفع به خارج حياته
تسللت فى ذاكرته على الفور حبيبته السمراء بعينيها الواسعتين وجسدها الممشوق ويديها الصغيرتين
وابتسامتها التى تكشف عن أسنانها المائله الى الأصفر
أيقظت براكين الشوق الخامدة بداخله كإيقاظها للكراهية المنبعثة من أعماقه الساكنة
إلى متى سيظل شبح ليان يطارده ويقتحم أفكاره وقتما يظن أنه رحل
إلى متى ستظل ابتسامتها تداعب فكره
الحب الذى تملك قلبه وسرى فى أوردته وأصاب كل وريد فى جسده أصبح أشد مقاومة للكراهية التى زرعتها هى من ناحيته
قميص أحمق أيقظ الذكريات التى ماتت ليموت هو بهذا الألم الذى يلاحقه
لا زال سليم بعشق ليان رغم افتراقهما منذ سنة رغم اختيارها الفراق رغم الوعود التى لم تنفذها يوما
يتذكر جيدا وعودها المزيفة كم مرة هتفت له أنها تقع فى غرامه فى كل مرة تراه جالبا لها إحدى الهدايا الكثيرة التى يغرقها فيها
"الحب أعمى " هكذا يقولون وهكذا كان هو معها لم يلتفت جيدا لمكائدها لم يعر لتلك التفاصيل الصغيرة التى تكشف عن وجهها الحقيقى المكتظ بالخبث اهمية
سحرته ببراءتها المصطنعه لتقعه فى أشد المصائب وتسلبه قلبه قبل ماله
أوليس كيدهن عظيم ؟!
وكيد ليان تخطى الحواجز ليشل عقله عن التفكير الا بها
لم يستمع يوما إلى نصائح أصدقائه كان متيما بها
يعجز تفكيره أن يجد فيها عيبا كانت كاملة فى نظره
اندفع وراء حبه فأغرقته وأيقظت جفاءه
استيقظ من أفكاره المشئومة وقرر أن يفك سلاسل عشقه لها

أمسك علبه الكبريت فى يد والقميص الأحمق فى يده الأخرى
سيحرق هديتها الوحيدة كما حرقت قلبه
صعد إلى سطح المنزل وأشعل عود الكبريت حارقا القميص وكل الذكريات المصاحبه له
لابد وأن يتحرر لن يكون عبدا لأفكار حتما ستودى به
أطلق زفرة طويلة بعدما تأكد أن القميص صار رمادا
تنفس حينها هواء تشبعت به رئيته ،هواء خاليا منها ومما يتعلق بها
عاد إلى منزله واستكمل بحثه عن t-shirt ،مد يده وسط كومة الملابس وجده بعد محاولة ليست بمجهدة اعتلى وجهه بسمة وتيقن أن ليان كانت هى حظه الأخرق

تمت

قلم :سارة محمد
ودق السماء /روح مخملية

أقبل الآراء والنقد

]

المصدر: منتدى همسات الغلا

p/ hovr hpvr ]u

03-09-2017, 11:52 AM

تقييم ختم ونشر

وعودة بعد التمتع بالقراءة

03-09-2017, 11:56 AM

/

وفجركِ مثل لغتك ، تغريدٌ وتغرِيد
أربكتِ الخُطى بـ ضوء قمرٍ ناعس

03-09-2017, 11:59 AM

03-09-2017, 12:01 PM

قصة جميلة وسرد ممتع
لنتيقن بعدها انه ليست جمع قصص الحب جميلة
هناك ثمة حب وهمي ومزيف
يجلب لصاحبه التعاسة والخيبة

ألف شكر لك ودق السماء على امتاعنا بسردك الراقي
ننتظر المزيد من ابداعك وهطول مزنك
محبة وتقدير
و

03-09-2017, 12:16 PM

ودق..
مازلت اتفاجا بقدرات قلمك..
واكتشف فيك الوان ومساحات خياليه واسعه..

كانت قصه مكتمله كامله لا غبار عليها..
وفيها من العبر ما فيها ومن الحكم ما يمتليها..

واني لمتاكد انه مازال في جعوبتك الكثير والكثير..

كيف لا وانتي الودق السار المخملي..
تحياتي لودقك