الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
"صبيحة" ملكة قرطبة من ضاحية الزهراء التي أنشاها امير المؤمنين "عبد الرحمن الناصر" في عاصمته "قرطبة" ببلاد الاندلس ، أنقل اليكم سيرة ملكة كان لها أثرُ ومكانة في حكم هذه المملكة العريقة. تبدأ القصة عندما كان "الحكم بن عبد الرحمن الناصر" ينصرف بعض الشيء الى هوايتهِ المحببة وهي القراءة والإطلاع بعد أن بلغ به الاجهاد في توطيد أركان الملك حتى لم يبق في يد امراء الاقطاع من الفرنجة سوى مقاطعتي (ليون وكتالونيا) ، فقد كان شغوفاً بالعلم مقبلاً عليه وزود له ابوه القصر بمكتبة فخمة تحوي "000, 400" مجلد في مختلف العلوم والفنون والآداب. وفي لحظات انعزالهِ تلك وذات صباح عبق ، تتسلل الى داخل المكتبة جارية رشيقة القد حلوة التقاطيع ساحرة الملامح لتقف عند صيوان يحوي النادر من كتب الادب وما جادت به قرائح الشعراء ثم تتصفح مجلداً بشغفٍ ونهم وتختفي بنفس الخفة التي جاءت بها وسرعان ما اثارت اهتمام الملك ودهشته ان يجد بين ساكنات قصره العديدات من يهمها الإطلاع ، ومرت الايام ليفاجىء بها ذات يومٍ أمامه عندما دخل كعادتهِ الى قاعة المكتبة ليسالها عما كانت تقرا فاذا بها تجيبه بانها كانت تُطالع كتاباً عن شاعر النبوة "حسان بن ثابت" ولم يكد يناقشها في شعر "حسان" حتى كانت اسرع منه واحسن جواباً واذا به في النهاية يسالها عمن تكون واسمها لتجيبه بانها جارية من جواري قصره واسمها "صبيحة" ويابى الملك ان يصدق ما سمعه فصاحبة هذا العقل المتفتح لا يمكن ان تكون جارية من جواريه اللاهيات فحديثها الطويل مع امير المؤمنين جعله يكتشف فيها ألواناً من السحر لم يعهدها من قبل لا في نساء القصر ولا في جواريه. ومن هنا بدات مرحلة جديدة في حياة "صبيحة" فقد اصبحت جارية الملك الاثيرة وزاد تعلقه بها بعد ان وضعت ابنه الاول "هشام" ليقرر الملك بعدها بأنها لم تعد جاريته بل زوجته وشريكته في ملك الاندلس العريق. ولكون الاندلس محوطة بالدسائس فقد أحست الملكة بأنها قد وُضعت في مكانٍ يجب أن تكون جديرة به وأن تشغله عن مقدرة وتفوق ، وعرف لها زوجها أمير المؤمنين فضلها وذكاءها فأعتمد عليها وراح يُراقبها ليرى كيف ستُفلح في ادارة دفة الامور حتى أذا وثق منها وأرتاح الى حسن ادارتها أنصرف الى هوايته المحببة. لم تتدخل "صبيحة" في تصريف شؤون سياسة الدولة المدنية فحسب بل راحت تُشرف على مسيرة الامور الحربية فراحت تُحرك الجيوش من هنا وهناك والى اية جهة توجه الاهتمام بحيت لا تدع بذلك اية فرصة لـ"شارلمان" وامراء الاقطاع ينفذون منها الى تحقيق ما يطمعون فيه وهو القضاء على الملك الاسلامي في بلاد الاندلس. ومع مسيرة الايام وتعاظم المسؤوليات وتعدد مهام الدولة رأت الملكة الحذرة أن تستعين بكاتب سر يقوم بتحرير ما تراه ويرصد في سجلاتٍ خاصة محاضر اجتماعاتها بالوزير "المصحفي" وهكذا دخل "محمد بن عبد الله بن علي" الى قصر أمير المؤمنين ليعمل في خدمة الدولة ووجدت الملكة "صبيحة" غايتها التي كانت ترجوها واعجبها فيه اخلاصه الشديد وتفهمهِ الدقيق لكل صغيرة وكبيرة كانت تعرض في اجتماعاتها مع الوزير "المصحفي" مما جعلها ترى فيه عوناً لا يجب أن يُهمل ، ورأت الملكة أن ترفع من مكانة كاتبها وكاتم اسرارها فعينتهُ وكيلاً عنها يُشرف على أموالها وضياعها ثم أقنعت الملك أن يُوكل اليه مباشرة شؤون أملاك ولي العهد وأن يجعله على خزائن الاندلس لعلمه الواسع بالشؤون المالية ولكي يتم ذلك فقد وقع لمراتٍ عدة تحت اختبارات الملك نظراً للوشايات الكاذبة التي كانت تصل الى مسامعه فوجد أمير المؤمنين نفسه أمام رجل من اخلص رجالات دولته ليعهد اليه في النهاية أمر رعاية ولي العهد "هشام". وبدأت السنون تمر وبدأت معها سلسلة من الامراض تُهاجم أمير المؤمنين ليموت بعدها وتصبح "صبيحة" كل شيء في الاندلس فعمدت الى تصريف الامور حيث قامت بتطهير جو القصر من الدسائس وابعاد الطامعين ومن يتبعونهم حتى يكون الجو نقياً صالحاً للعمل بعد ذلك ، ثم أتجهت الى الشعب فاقبلت تدرس أموره وتتعرف مطالبه فضلاً عن تربص أمراء الاقطاع من الفرنجة الذين ظنوا أن الفرصة قد حانت وأن الامور لا بد قد أضطربت بعد موت "الحكم" وراحت الملكة تستعد لمواجهة الخطر الخارجي فكانت أن عينت كاتبها المخلص قائداً للجيش الذي وجهته الى حرب الفرنجة للقضاء على أطماعهم ليعود الى "قرطبة" تسبقه أنباء انتصاراته على الفرنجة وتحطيم أحلامهم فارتفعت مكانته في قلب الملكة والشعب ونال الحظوة وبلغ به طموحه وتطلعه الى أن يفاجىْ الملكة ذات يوم رغم علمه بما تتمتع به من قوة ومنعة بأنها أذا لم تقبل شروطه ومطالبه فسوف يكون له معها شأن اخر لقد أراد "محمد بن عبد الله" أن تكون لهُ السلطة والكلمة النافذة حتى لو كلفه ذلك التصادم مع الملكة ، وأستعرضت الملكة "صبيحة" الموقف ووجدت أنها في موقفٍ حرج يُنذر بقيام حربٍ أهلية مما يُعرض أمن الاندلس للخطر ورأت أن تتصاغر ظاهرياً وتُسرع للأتصال سراً ببعض أمراء الشمال الافريقي من الاغالبة لينقذوها من كاتبها السابق الذي أصر أن يكون سيداً لسيدته الملكة "صبيحة" ولولدها الصغير أمير المؤمنين "هشام بن الحكم". وعرف الكاتب الشاب من خلال عيونه التي ترقب خطوات الملكة ما كانت تنويه وقام بعزل أمير المؤمنين الصغير في قصره وأحاطه بالجند والحراس وراح يهيب بهشام أن ينصرف الى عبادته ولا يشغل نفسه بشيء وأبت الملكة إلا أن تقاوم من أجل أبنها ومن أجل سلطتها وأحبت أن تلجأ الى حكم الشعب في شأن الغاصب الجريء وأذا به يُسارع برد الضربة اليها باضعافها فأتصل بأمير المؤمنين الذي أبغض السياسة وكره شؤون الحكم فاستكتبه إقراراً بأنه لا يصلح أبداً لادارة شؤون الملك وأنه يتنازل عن كل سلطاته الى وزيره الاكبر "محمد بن عبد الله" وأن يكون وصيه من دون سائر الناس وكانت الضربة موجعة للملكة التي وجدت نفسها مجردة من كل شيء وراحت من كانت تهز صولجان الملك يوماً في بلاد الاندلس تعيش حياة الدعة والهدوء في الوقت الذي أخذ نجم "محمد بن عبد الله" في التالق والتعاظم فلقب نفسه بالملك المنصور دون أن يُقدم على تنصيب نفسه أميراً للمؤمنين. وعاشت الملكة "صبيحة" ما تبقى لها من حياة تجتر الذكريات وتستشعر الراحة لأنها سلمت بواقع الامر وخلصت البلاد من شر الفتن والحروب الداخلية كي يظل أمن الاندلس قوياً متماسكاً أمام العدو المتربص من الفرنجة الناقمين. ورحلت في اليوم الذي قدره الله تعالى مبكياً عليها من شعبٍ أحبها وأخلص لها ولم ينس أيامها ، فقد حكمت الاندلس وادارت سياستها وكانت بهذا من المسلمات الخالدات. المصدر: منتدى همسات الغلا "wfdpm" lg;m rv'fm lg;m |
22-08-2017, 03:00 PM | #2 |
| سماء معلومات مميزة جَزآكـ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..، جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً.. جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ دَآمَ لَنآ عَطآئُكــ^^.. دُمْت بــِطآعَة الله ..~ |
. |
24-08-2017, 03:02 AM | #4 |
| متصفح مميز جدا تسلم الايادي ولآحرمنا جزيل عطائك دمت ودام نبض متصفحك متوهجاً لروحك جنائن الورد واأمنيات بايام أجمل |
|
25-08-2017, 02:44 PM | #5 |
| سلمت يدآك على روعة الطرح وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .. لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري لسموك ♥ ميوره ♥ |
وحدك يالله تدرك عمق ما أشعر به فكن معي دائما _ _ _ _ يبقى الكتمان مريح رغم انه مؤذي داخليا _ _ _ _ اشعر بخيبه مثل ذالك السجين الذي سمحوا له بالزياره مرا واحد في السنه ولم يأتي احد لزيارته |
26-08-2017, 01:49 AM | #6 |
| سلم الذوق والاحساس العذب تحيتي لك ولحضورك الأنيق شكراً لتواصلك الجميل وحضورك المعطر بصدق الوفاء |
::: ثلاثة اخرجهم من حياتك: :: من استرخص مشاعرك :: من يتلذذ في تعكير مزاجك :: من هانت عليه العشرة ا-------------------ا |
الكلمات الدلالية (Tags) |
"صبيحة" , ملكة , قرطبة |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
معلم ومعلومة | تيماء | (همسـات السياحة واشهر الفنادق) | 134 | 24-03-2020 10:13 AM |
البطل الاندلسى الحاجب المنصور | نسيم فلسطين | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 27 | 13-04-2017 08:42 PM |
العدل والظلم : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين | اللحيدان | ( همســـــات الإسلامي ) | 134 | 29-04-2014 02:41 AM |
رابـطـة جمـهـور الأنـديـة الأسـبـانـيـه .... | فارس الهيلا | ( همســـات الرياضه) | 7001 | 09-08-2013 02:18 PM |