وأفضل من تم تخليد ذكراه من البشر؛ خاتم المرسلين وأفضل بني آدم أجمعين سيدنا محمد النبي الأمين، وبعده الأنبياء
المرسلون خلدهم الله في كتابه الكريم. وعلى النقيض هناك من خلد القرآن ذكراهم كرموز للشر ودعاة إلى النار، على رأس
هذه الفئة إبليس اللعين، ومن تبعه إلى يوم الدين، ومن هؤلاء فرعون، وهامان، وقارون.
الصدقة يدعونا الله عز وجل في مواضع كثيرة من القرآن أن نؤديها، ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استمرار ثواب الصدقة
في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ما تصدق أحد بصدقة من طيب
ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل
كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله” (رواه مسلم).
أما عن العلم فيقول الله عز وجل ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” (المجادلة: من الآية 11)
وعن أبي الدراء رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له
طريقا إلى الجنة، و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، و إن العالم ليستغفر له من في السماوات
و من في الأرض، حتى الحيتان في الماء، و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء
إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” (حيث حسن – صحيح الترغيب – الألباني)
والعلم المقصود هنا ليس العلم الديني والشرعي فحسب، بل يشمل فروع العلم المختلفة النافعة؛ النظرية والعملية.
وعن استمرار وخلود العلم بعد موت صاحبه أنشد الامام الحافظ الذهبي الدمشقي في نهاية كتابه الكبائر يقول:
كتبت وقد أيقنت يوم كتابي … بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى بمثله …. وإن عملت سوءً عليها حسابها
وفي ذلك يقول الشاعر:
ما من كاتب إلا ويفنى …. وتبقى ما كتب يداه
فلا تكتب إلا ما ….. يسرك يوم القيامة أن تراه
وأما عن الولد الصالح ودعاؤه لوالديه فنجد أن الله عز وجل يأمرنا بالدعاء للوالدين “وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا” (الاسراء: من الآية 24)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟
فيقال: باستغفار ولدك لك” (حديث صحيح – الألباني – صحيح الجامع)، فأولادنا كالزرع إن تعهدناهم بالرعاية والتربية الحسنة
حصدنا الخير الوفير في الدينا، واستمر حصولنا على الحسنات من دعواتهم بعد الممات، وفرحنا يوم القيامة بحصاد ما زرعنا.