#1
| |||||||||||
| |||||||||||
إرادة الله فوق كلِّ شيء، إنَّ قلْب الأمِّ يعتصر ألمًا وحسرة، والأنفاسُ تكاد تنقطِعُ منها لوعةً وحُزنًا، إنَّها مَشاعر الأمومةِ الفطرية، تتجاذب هذه المسكينةَ مخاوفُ الحَمْل من جهة، والهلع من كونه صبيًّا من جهة أخرى، إنَّه الحمل بالمولود، والخوف ممَّا هو كائن مَوجود، وبعد أن رأى الصَّبيُّ النورَ، امتزجت مشاعر التوجُّس بالسرور، فارتعدت فرائصُ الأمِّ من بَطْش فرعون وجنوده، وطغيانه وحشوده، فجاء الوحيُ الربَّانيُّ مسرِّيًا ومسلِّيًا؛ فأوحى الله إليها وحْيَ إلهام أن تحافظ عليه وترضعه، وتتركه لأمر الله دون أن تمنعه، ثمَّ إذا خافت عليه أن تلقيَه في اليَمِّ دون ألَم، فلن يغرق ولن يموت، والله متولِّيه في جميع شؤونه وناصرُه وكافيه. ألقَتْ أمُّ موسى وليدَها في اليمّ، وقد تحمَّلتْ في نفسها كلَّ همٍّ وغَم، لقد ألقت فِلذة الأكباد، ورمَت مهجة الفؤاد، فهل يعود إليها الرقاد؟! أم يمزِّقها شبح السُّهاد؟! ألا تَرى معي أنَّ المهد قد سار في حِفظ الله ورعايتِه، حتى وصل إلى قَصْر فرعون وسدّته؛ لتلتقطه - بعد ذلك - زوجُ فرعون التي كانت مَحرومةً مِن الولد، فرغبت في الاحتفاظ به والمناحة عنه بكلِّ جَلد. يا ألله! جلَّت حكمتُك، وعظمت قدرتُك! قلتَ وقولك الحقُّ: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19]. هكذا - يا إخواني - تربَّى موسى في قصر فرعون وهو ألدُّ أعدائه. ♦ أليس هو مَن ادَّعى الربوبيَّة؟! ♦ أليس هو من أمر بقَتْل نَسْل الذكوريَّة! ومضى قدَرُ الله سبحانه وتعالى أن يَمتنع الرَّضيع عن المراضِع؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [القصص: 12]، وأن تسير الأختُ بحْثًا عن موسى عليه السلام، فبحثت عنه، فلمَّا وجَدتْه ممتنِعًا عن شُرْب الحليب وهو على شفا هلاك، أرشدتهم لمرضعةٍ لا يمتنع عنها؛ قال الله تعالى: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [القصص: 13]، وبعد الشدَّة يأتي الفرَج، ويتَّصل الابن بأمِّه، ففرِحتْ برؤيته وقرَّت العَينُ بصحبته، وتحقَّق وعدُ الله في عودته وبعثته، وصدَق اللهُ تبارك وتعالى إذ يقول: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]. إنَّها إرادة الله فوق كلِّ شيء، وإذا أراد الله شيئًا هيَّأ له الأسباب. إخوتاه، علِّقوا قلوبَكم بالله، واستمِدُّوا منه العونَ والسداد، وسَلُوه الهدى والرَّشاد، وصلّى الله وسلَّم على خير رُسله والعباد. المصدر: منتدى همسات الغلا Yvh]m hggi t,r ;g~A adxK adxK t,r Yvh]m |
02-07-2017, 12:44 PM | #4 |
| جزاك الله الف خير على هذا الطرح القيم وجعله الله فى ميزان اعمالك دمتي بحفظ الرحمن ودى وشذى الورود |
|
02-07-2017, 12:55 PM | #5 |
| |
|
02-07-2017, 03:17 PM | #7 |
| شاعرة عدوانية جزاك الله كل خير على هذا الموضوع القييم بارك الله فيك وعافاك سلم لنا طرحك المفيد وسلم لنا ذوقــــك جزاك الله خيراعظيما وجعل ماقدمته دمتم برووعة وجمالاً |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله , شيء، , فوق , إرادة , كلِّ |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تمتلك إرادة قوية | ملكة الحزن | (همسات تطوير الذات ) | 16 | 14-10-2016 05:41 AM |
كذبة اسمها ضعف الارادة | سماء | (همسات تطوير الذات ) | 21 | 25-07-2016 04:50 AM |
السعادة إرادة | زائر الفجر | ( همســـــات العام ) | 11 | 18-02-2015 06:02 AM |
السعادة إرادة | زائر الفجر | ( همســـــات العام ) | 12 | 18-02-2015 05:37 AM |
الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله؟ | محمدعبدالحميد | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 04-04-2014 10:07 PM |