" من اجلك امي "
الا يحق لي ان اكتب مقالاً عن الام عوضاً عن الخاطرة والتصاميم !!!
قلمي به عاهة نصف استقامة .. وقامته لا تستقيم الا بالمقال وما عدا ذلك هو عاجز
....
" بي ظمأ .. لا يقبل الارتواء .. جزعت في سدة ..وسدة ما بين السماء والارض "
..
" الطب لا يقبل بالخرافات "
هكذا كان رد الدكتورة النفسية عندما اردت ان انتقد تجاهل المصحة النفسية عن ارتباط العين والسحر بنفسية بعض المرضى المُقيمين بالمصحة
فليس من المعقول ان ينقلب حال شخص من الشكل الطبيعي الى شخص مريض نفسي بدون مؤشرات سابقة للمرض او تاريخ وراثي او حتى استعداد جيني !!
مُقتنعة ان لكل فعل ردة فعل .اما ان يكون ردة فعل بدون فعل اثارة ..
هنا تكمل علامة الاستفهام !!
لستُ من الاشخاص الذين يقتنعون بسهولة الا بأثبات دليل يقطع الشك باليقين
لذا تكررت أسئلتي حتى ضاق وسعيت الدكتورة لتختصر غضبها بسؤال :
هل انتِ مُلتزمة دينياً !!!
تحسست ذقني بسخرية وقلت :
وهل الايمان بالعين والسحر والحسد يلزمه لحية ومسبحه !!
قالت : الطب ليس له علاقة بالمسببات الغير مرئية
حينها ذهبت ذاكرتي الى الوراء بعيداً لتسترجع ذاكرتي تفاصيل عجزت ان انساها
عندما كُنت لا اؤمن بالعين لجهلي بها
او لانني واقعية لا ارجع أي حدث الا لمسببات مرئية
كما كانت تؤمن بها الدكتورة
"ليتني استطيع ان اضرب لك قصة
لكن
اخاف ان دموعي تشل لساني عن تكملتها "
...
غزة .. هي امي
انثى ذات 39 عاماً .. وام لـ 13 ابنً وابنه .. وزوجة لرجلاً يكبرها بـ 30 سنه
اميه التعليم , لا تقراء والا تكتب ,, لكن تملك قلباً يملاه العطف والحنان ..
تحكمها معايير بسيطه تمثل بالطاعه والهدوء والصوت المنخفض ..
قليلة الكلام ,, بسيطة الحركه ,, امانيها لا تتعدا حدود بيتها وزوجها وابنائها ..
تجدها بالمجالس صامته تكتفي بابتسامه مُعبره بها انني معكم بالحديث ,,
لم اذكر بيوم وجدتها دون اثر لدموعها .. ولاسباب بكائها مضحكه بنفسي .. فهي عاطفيه لابعد الحدود .. تحمل هموم ابنائها .. وكنت اجزم ان مماتها سيكون على يد احد اخوتي فهي تبالغ باهتمامها بهم ..
وبيوم زارتنا احدا قريباتها وهي الزياره الاولى لها لنا ... فسعادة امي لاتوصف حينها ..
لم تكن امي تهتم بمظهرها بشكل مبالغ وانما لبس بسيط وترتيب شعرها وبعض الذهب تزين بها يديها ..
كانت سهرتها مع قريبتها من امتع لحظاتها واذكر جيداً كيف كانت ابتسامتها لاتفارقها وتقول : واخيراً ام فلان زارتني في بيتي
ليتها كانت تعلم ان ام فلان هي من تسببت في موتها !!!!!!
كانت تلك المراه من الاشخاص الذين لاتطفي نار عينها بذكر الله .. او قول : ماشاءالله
امي تملك شعراً جميل اسود وكثيف وطويل .. وكان عين الشيطانه لاتفارق شعرها ..
وعند خروجها من منزلنا ..وبملمس يديها تضعها على راس امي وتقول : من اين لكِ هذا ؟؟
وما ان ابعدت امي يدها عن راسها حتى احست بحمى تعتلي قمة شعرها .. تبعها صداع قاتل
لم تكف عن الصراخ من قوة الالم .. ولا نفع معها الادويه .. لم تخبرنا عن قصة قريبتها وان هي السبب بمرضها خوفاً من ان تظلمها ..فتوالت الايام وهي تصارع الم الصداع وكثرة معها الادويه وصراخها ثابت في مسمعي حتى يومكم هذا ... وبعدها باسبوع اخبرتنا ان ام فلان هي السبب في مرضي .. هي من وضعة يدها على راسي ولم تذكر الله ..
وماكان من تلك الشيطانه الا الانكار ورفضة ان ناخذ من اغتسالها ..
وبعدها بشهر اصابها نوع من الجنون تتكلم بصوره غريبه وتضحك لوحدها وتقضي حاجتها على نفسها وفقدت ذاكرتها .. وبعدها بايام قليله اصابها شلل بالجزء الايمن من جسدها فالنخاع اسفل الرقبه اصابه التهاب حاد وموت الخلايا به والاسباب مجهوله.. ومع ذالك لم تقبلها اي مستشفى سوا حكوميه او اهليه ( حالة نادره ) وعلاجها غير معروف .. سوا مضاد حيوي قوي على الجسد تكلفته 1000 ريال لثلاث ابر ليوم واحد فقط .. انقلب حال اسرتي راساً على عقب ,, ومانعد نسمع بالبيت سو صراخ امي وما كان علينا سوا اغلاق ابواب غرفتنا علينا حتى لا نسمع صراخها .. فصراخها والله قاتل .. قتل الحياه بقلوبنا .. وماعاد نريد سوا صمتها .. وبعدها بايام تغير حالها من الصراخ الا النوم .. فظنينا ان الالم توقف واستبشرنا بشفائها.. ولكنها للاسف كانت النهايه فبدات تدخل في غيبوبه جزءيه ..
ومن هنا قبلتها احدى المستشفيات لترقد فيها بعد الحاح وواسطات ..
وكانت الفاجعه عندما اخبرونا ان خلايا الدماغ تموت خليه خليه ابتدائاً من مؤخرة الراس حتى البدايه ..
اربعة اشهر هي حصيلة معاناتها
وبيوم الخميس الموافق 6/ 11 توفت امي دماغياً
وبيوم 6/12 توفى الابن الاكبر للشيطانه اثر حادث سير
كانت دعوة من ابنه تمزق قلبها على رحيل امها ..
ومازلت غصتي على غزه قائمه الى يومكم هذا ..
..
لم يكن لدي أي شيء يخص امي سو قميص " نمري "
كلما شاهدت اتذكرها واضحك على قصة القميص
كانت امي تحب الممثلة " زينب العسكري "
وشاهدتها بقميص نمري في احدى الحلقات واعجبها
وبيوم وجدته في سوق تجاري واشتريته لها
وكانت المرة الاولى والاخيرة التي اشتري لها شيء من مالي
لم ترتديه الا مره واحده وما زال موجود حتى الان بصندوق مُذكراتي
الرائحة كما هي ..
هو الشيء الوحيد الذي تمسكت به قبل ان يذهب للجمعية الخيرية
..