#1
| |||||||||||
| |||||||||||
يوم عاشوراء إن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]. وعن أبي بِكرة رضي الله عنهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: «السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» (رواه البخاري 2958) والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه. وقوله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آ كد وأبلغ في الإثم من غيرها. وعن ابن عباس في قوله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم. وقال قتادة في قوله: {فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء، وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تُعظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل. (من تفسير ابن كثير) تعريفه هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام مناسبة الصيام شكر لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وقومه في اليوم العاشر من محرم فضله عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . رواه مسلم مراتب صيام يوم عاشوراء أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم فوائد حول هذه المناسبة * يستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام . * هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا * هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة * يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها * فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهورالإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه .. * هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة - والله ذو الفضل العظيم - فهيا نبادر باغتنام هذا الفضل ولنبدأ عامنا الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات { إن الحسنات يذهبن السيئات } نتابع المصدر: منتدى همسات الغلا d,l uha,vhx |
22-04-2017, 11:36 AM | #2 |
| فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم» (رواه مسلم 1982). قوله: "شهر الله" إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم. ولكن قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله. وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان، ولعلّ لم يوح إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه. (شرح النووي على صحيح مسلم). الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان: قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله: "وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دُنْيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها" (قواعد الأحكام 1/38). نتابع |
|
22-04-2017, 11:37 AM | #3 |
| عاشوراء في التاريخ: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» (رواه البخاري 1865). قوله: «هذا يوم صالح» في رواية مسلم: «هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه». قوله: «فصامه موسى» زاد مسلم في روايته: «شكراً لله تعالى فنحن نصومه». وفي رواية للبخاري: «ونحن نصومه تعظيماً له». ورواه الإمام أحمد بزيادة: «وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً». قوله: «وأمر بصيامه» وفي رواية للبخاري أيضاً: «فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا». وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبويّة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه".. قال القرطبي: لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام. وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيداً كما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعدُّهُ اليهود عيداً". وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً" وفي رواية له أيضاً: "كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم". قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فصوموه أنتم» (رواه البخاري). وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يصام. (انتهى ملخصاً من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري). صيام يوم عاشوراء إنَّما كان شكرًا لله -تعالى- على نجاة بنى إسرائيل، وإغراق عدو الله (فرعون).. وفرعون هو لقب ملوك مصر الَّذين كانوا في عهد موسي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مثل لقب: الملك ..الأمير.. والرَّئيس.. وغيرها من الألقاب.. وفي عام 1981 شُكِّلت لجنةٌ طبِّيَّةٌ؛ لدراسة إحدى المومياءات الفرعونيَّة المصرية (والمومياء هي الجثث المُحنَّطة)، برئاسة الطَّبيب الفرنسي موريس بوكاي، وخَلُصَت الدِّراسة إلى أنَّ تلك المومياء الَّتي أُجري البحث العلمي عليها تعود لرجل مات غرقًا..!! وليس موتًا طبيعيًّا كما كان يعتقد..ََََ!! وقد ذهل الطَّبيب الفرنسي عندما علم أنَّ القرآن الكريم يخبر عن أحد الفراعنة أنَّه مات غرقًا.. وأنَّه محفوظٌ من أجل العبرة الاتعاظ..!! ممَّا يؤكد أنَّ هذه الجثَّة تعود لذالك الفرعون ذاته، الَّذي أغرقه الله -تعالى- وجاء ذكره في القرآن الكريم..!! ممَّا أدَّى إلى إسلام الطَّبيب الفرنسي..!! الله أكبر.. وصدق الله العظيم إذ يقول: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92]. نتابع |
|
22-04-2017, 11:38 AM | #4 |
| فضل صيام عاشوراء: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان" (رواه البخاري 1867). ومعنى "يتحرى" أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم 1976) وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم. أي يوم هو عاشوراء؟! قال النووي رحمه الله: عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمانِ ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة. قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وتاسوعاء هو التّاسع منه.. وبه قال جُمْهُورُ العلماء… وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة. (المجموع). وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية (كشاف القناع ج2 صوم المحرم). وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس، قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح). استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء: روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلم 1916). قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يُستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع. وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب. الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء: قال النووي رحمه الله: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً: أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر. الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون. الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التّاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. انتهى. وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء: «لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع». (الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم). وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»: ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وبه يُشعر بعض روايات مسلم. فتح 4/245). حكم إفراد عاشوراء بالصيام: قال شيخ الإسلام: صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم.. (الفتاوى الكبرى ج5). وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده… (ج3 باب صوم التطوع). يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة: ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء.. (تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع – مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت). وقال البهوتي رحمه الله: ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله بن بشر عن أخته: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" (رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال: على شرط البخاري) ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده تشبه بهم.. (إلا أن يوافق) يوم الجمعة أو السبت (عادة) كأن وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها تأثير في ذلك (كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع). ما العمل إذا اشتبه أول الشهر؟ قال أحمد: فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر. (المغني لابن قدامة ج3 الصيام – صيام عاشوراء). فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة ثم صام التاسع والعاشر، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضاً صام الثامن والتاسع والعاشر (فلو كان ذو الحجة ناقصاً يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقيناً). وحيث إن صيام عاشوراء مستحب ليس بواجب فلا يؤمر النّاس بتحري هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحري هلال رمضان وشوال. صيا م عاشوراء ماذا يكفّر؟ قال الإمام النووي رحمه الله: يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر. ثم قال رحمه الله: صوم يوم عرفة كفّارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه… كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر. (المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصّغائر فقط. (الفتاوى الكبرى ج5). نتابع |
|
22-04-2017, 11:39 AM | #5 |
| عدم الاغترار بثواب الصيام: يغتر بعض المغرورين بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر. قال ابن القيم: لم يدرِ هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفّر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر. ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه، لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائة مرّة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبداً يتأمّل في فضائل التسبيحات والتهليلات ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك من آفات اللّسان، وذلك محض غرور. (الموسوعة الفقهية ج31، غرور). صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان: اختلف الفقهاء في حكم التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان، فذهب الحنفية إلى جواز التطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة، لكون القضاء لا يجب على الفور، وذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى الجواز مع الكراهة، لما يلزم من تأخير الواجب، قال الدسوقي: يكره التّطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب، كالمنذور والقضاء والكفارة، سواء كان صوم التّطوع الذي قدّمه على الصوم الواجب غير مؤكد أو كان مؤكّداً كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح، وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصّوم قبل قضاء رمضان، وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتّسع الوقت للقضاء، ولابد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه. (الموسوعة الفقهية ج28: صوم التطوع). فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة، و فضل الله عظيم. نتابع |
|
22-04-2017, 11:40 AM | #6 |
| بدع عاشـــــــوراء : يوم عاشوراء: يوافق ذكرى استشهاد الحسين -رضي الله عنه-.. فما هو الموقف الحق من: مقتله -رضي الله عنه-..!! قال ابن كثير-رحمه الله-: "فكلِّ مسلمٍ ينبغي أن يحزنه قتل الحسين -رضي الله عنه- فإنَّه من سادات المسلمين، وعلماء الصَّحابة وابن بنت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، الَّتي هي أفضل بناته، وقد كان عابدًا وسخيًّا ولكن لا يحسن (أي يحرم) ما يفعله الناس من إظهار: الجزع والحزن: الَّذي لعلَّ أكثر تصنُّعًا ورياءً وقد كان أبوه أفضل منه فقُتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتمًا كيوم مقتل الحسين فإنَّ أباه قُتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السَّابع عشر من رمضان سنة أربعين، وكذالك الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب و أبو بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين . ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- سيِّد ولد آدم في الدُّنيا والآخرة وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله (-صلوات الله تعالى وسلامه عليهم- ) ولم يتخذ أحدًا يوم وموتهم مأتمًا.." انتهى. موقف المسلمين من ذكرى: استشهاد الحسين -رضي الله عنه- كلنا نحزن لمقتل الحسين ومن معه -رضي الله عنهم- والحسين قتل مظلومًا وما كان ينبغي أن يُقتل، ولكنَّه قدر الله، وقد قُتل ووقعت الفاجعة والمصيبة العظيمة، فماذا يجب علينا أن نفعل..؟؟ لو كنَّا في زمانه لكان لزامًا علينا أن نطالب بإنزال القصاص العادل فيمن نفذوا تلك الجريمة النَّكراء، أمَّا أننا بعد تلك الحادثة بأكثر من ثلاثة عشر قرنًا فالواجب علينا هو أن لا نرضى بمقتله، وأن نسترجع قائلين (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون)، ولا يجوز أن نحمل إثم هذه الجريمة لغير من نفذوها قال -تعالى-: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} [فاطر: 18]. ويجب على كلِّ مسلمٍ أن يعلم الحقائق التَّالية.. فيما يتعلق باستشهاد الحسين -رضي الله عنه-: أوَّلًا: الحسين -رضي الله عنه- مات شهيدًا.. وما أعظم ما أعدَّ الله -عزَّ وجلَّ- للشُّهداء من ثوابٍ وكرامةٍ.. قال -تعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} [آل عمران: 169-170]. فالله -تعالى- أخبر عنِ الشُّهداء بأنَّهم :فرحون.. فرحون.. أفلا نفرح لفرحهم ..!!؟؟ أفلا نفرح لفرحهم..!!؟؟ ثانيًا: استشهاد الحسين -رضي الله عنه- في يوم عاشوراء.. لا يغيِّر.. ولا ينسخ.. حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-..!! بل يبقي عاشوراء يومٌ صالحٌ.. رضي من رضي..!! وسخط من سخط..!! تنبيهٌ: ولوتصوَّرنا أنَّ أحدًا من الصَّحابة -رضي الله عنهم- استشهد في يوم عيد الفطر أوِ النَّحر.. -وبالتَّأكيد وقع ذلك،كما وقع لأمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه- فهل يسوِّغ للمسلمين أن يحولوا يوم العيد الَّذى نصَّ الله -تعالى- عليه صراحة بأنَّه: عيدٌ للمسلمين.... هل يسوِّغ لهم أن يحولوه إلى حزنٍ..!!؟؟ لأنَّ صحابيًّا استشهد فيه...!!؟؟ (مع حفظنا الشَّديد لمكانة الصَّحابة -رضي الله عنهم- في قلوبنا). ثالثًا: لا يجوز اللطم والنِّياحة: لا يجوز لمن يخاف الله –عزَّ وجلَّ- إذا تذكَّر استشهاد الحسين ومن معه -رضي الله عنهم-، أن يقوم بلطم الخدود، وشقِّ الجيوب، والدَّعوى بدعوى الجاهلية، قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ليس منَّا من لطم الخدود، وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية» [متفقٌ عليه]. وقال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: "أنا بريءٌ ممَّن برىء منه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم، إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم بريءٌ من الصَّالقة، والحالقة، والشاقة" [متفقٌ عليه]. والصَّالقة هي الَّتي تصيح بصوتٍ عالٍ مرتفعٍ عند المصيبة، وكذا الحالقة الَّتي تحلق شعرها، والشَّاقَّة الَّتي تشقُّ ثوبها.. وقال –أيضًا صلَّى الله عليه وسلَّم-: «النَّائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب» [رواه مسلم 934]. وقال -أيضًا عليه الصَّلاة والسَّلام-: «لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميتٍ فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا» [متفقٌ عليه]. رابعًا: موقف آل البيت الكرام -رضي الله عنهم- من ذكرى كربلاء: ما عرف عن آل البيت الكرام، ولا عن غيرهم من أئمَّة الهدى -رحمهم الله تعالى- أنَّهم لطموا أو شقَّوا أو صاحوا -وحاشاهم أن يفعلوا ذالك في هذه الذِّكرى- فما علم أنَّ عليًّا بن الحسين أو ابنه محمدًا أو ابنه جعفر أو موسي بن جعفر أنهم فعلوا ذلك.. فهؤلاء هم قدوتنا -رحمهم الله تعالى-. نتابع |
|
22-04-2017, 11:41 AM | #7 |
| ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية عما يفعله بعض الناس من بدع عاشوراء : سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمّا يفعله النّاس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنَّاء والمُصافحةِ، وطبخ الحبوب وإظهار السرور، وغير ذلك.. هل لذلك أصلٌ أم لا؟ الجوابُ: الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحبَّ ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصّحابة، ولا التابعين، لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن : من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك.. ورووا في حديث موضوع مكذوبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّهُ من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر السنّة). ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب. ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال: فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهليّة من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتَّعزي بعزاء الجاهلية.. وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصّدق فيها ليس فيه إلاّ تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتّوسل بذلك إلى سبِّ السَّابقين الأولين.. وشرُّ هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرّجل الفصيح في الكلام. نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
يوم , عاشوراء |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا نصوم عاشوراء ؟ | ساره الطنايا | (همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ) | 11 | 25-10-2016 07:05 AM |
فضل صيام يوم عاشوراء | درر | ( همســـــات الإسلامي ) | 17 | 28-10-2015 11:45 AM |
فتوى متعلقه بيوم عاشوراء | فجر الورد | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 25 | 12-02-2015 09:15 PM |
فضل صيام عاشوراء | اميرة الحزن | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 15-11-2013 02:41 PM |
فضل شهر الله المحرم و يوم عاشوراء | ملامح يوسفيه | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 09-11-2013 02:59 AM |