لقاء

نتأمل صفحات حياتنا ولا نجد فيها سوى ذكريات قتلت كل أمل للقاء
نحاول استجماع طاقاتنا لنعبر دروب الحياة بأمان
ونبدأ بقتل كل ذكرى كانت في حياتنا هي الحياة
ندخل الى صندوق ممتلء بالذكريات وكل ما نفعله إلقاء هذه الأحلام في أقرب سلة مهملات
لأنها بعد أن كانت مصدر سعادتنا أصبحت لا تجلب لنا سوى الألم والشقاء

ولقاء جديد يسود حياتنا لعل فيه الشفاء
والمشكلة أننا عند كل لقاء نبدأ تمزيق دفاتر مذكرات احتوت أمالا ماضية وكل الاطموحات
حتى نبدأ بداية جديدة خالية من الذكريات وهنا قمة المعاناة
فنحن محتجزون مع الوقت .... والذكرى في حياتنا أمل .... ولحظات أحلامنا لذة لا تغتفر يعاقب عليها قانون البشر....

نتجاهل نداء ذلك القلب ونهرب وكأن الهروب وسيلة للإلتحاق بعالم الواقع بعيدا عن الخيال, حتى لا يشغل هذا القلب تراهات وأحلام
فقط لأننا نخشى أن تزداد جراح قلوبنا فحياتنا بلا جراح بالية ممزقة
فكيف سيكون حالها عندما يزداد نزفها؟؟؟؟؟؟؟

وعندما نفقد الأمل ويتسلل اليأس الى عالمك فجأة ودون سابق إنذار لا ترى سوى عيونا لامعة تراقبك من البعيد تدون حركاتك على صفحات من جليد
تلك العيون التي عشقت أن ترى جنونك بصمت مريب
تتوارى عن الأنظار بقلب أليم .. بعيون دامعة حتى لا ترى أي لمعان للدموع في تلك العيون
بل ويخفي في داخله ذلك الوحش الكاسر الذي يتخبط من شدة الألم...
ليجد بأنك تناسيته وعدت للهروب ولم تفكر في قمة ألمه.....

هل شعرت يوما بأنك تفكر في الموت لتحيا
لتبتعد عن هواجس قلبك حتى لا تعود كسيرا كما كنت في السابق؟؟؟ لتهرب من أمالك وتدفنها تحت قدميك دون تفكير
لتجد بأن هروبك لا فائدة منه؟
فهنالك من يلازمك كضلك لا يفارق روحك يرجوك بالهبوط من عرشك
يرجوك بأن تسمح له بأن يشغل بالك
يشعرك بالإرتباك وكل ما كان منك أنك جعلته أضحوكة مذكراتك.... تتحدث عنه بسخرية جارحة حتى لا يصل لروحك ... وكأنه نكره لا قيمة له ولا معنى؟؟؟؟
متناسيا ذلك الكم الهائل من الندم الذي سيتخلل أوصالك والمأساة أن تحصل على شخص يمدك بالألم قبل الألم لتدخل معه بنقاش ليس له أي اعتبار