الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
الكلمة الطيبة من هدي النبي صل الله عليه وسلم ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم - أنه يعفو عن الإساءة، ويغفر الزلَّة، ويتحمل جفاء الجفاة؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجبذ بردائه جبذةً شديدة، قال أنس - رضي الله عنه -: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أثَّرتْ بها حاشيةُ الرداء؛ من شدة جبذته، ثم قال: يا محمدُ، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أَمَر له بعطاء"؛ (رواه البخاري: 6088، ومسلم: 1057). فتأمَّلوا حال هذا الأعرابيِّ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكتفِ بتنبيهه بالكلام؛ بل جبذ بردائه جبذة شديدة، أثَّرت في صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ناداه باسمه كما ينادي بعضَ أولاده، وقد أَمَر الله أن يشرَّف ويعظَّم ويُدعَى باسم النبوة والرسالة، وهو مع ذلك كله لم يتلطَّف في طلب مسألته؛ بل قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك، فلسانُ حاله: الفضل والمنة لله لا لك، ومع ذلك الجفاء في القول والفعل يضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، ويأمر له بالعطاء، فهذه صورة من صور: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - حَسَنَ المعاملة مع الخصوم، فيدفع بالتي هي أحسن، ويعفو عن الإساءة؛ فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار على قطيفة فَدَكِيَّةٍ، وأردف أسامةَ بنَ زيد وراءه، يَعُود سعدَ بن عبادة - رضي الله عنه - في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مرَّ بمجلسٍ فيه عبدالله بن أُبيِّ بن سلول، وذلك قبل أن يُسلم عبدالله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس عبدالله بن رواحة، فلما غشيتِ المجلسَ عَجَاجَةُ الدابة خَمَّر عبدالله بنُ أُبيٍّ أنفَه بردائه، ثم قال: لا تُغبِّروا علينا، فسلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبدالله بن أبي بن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًّا، فلا تؤذِنَا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك، فمَن جاءك فاقصص عليه، فقال عبدالله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغْشَنا به في مجالسنا، فإنَّا نحبُّ ذلك، فاستبَّ المسلمون والمشركون واليهود، حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يُخَفِّضُهُمْ حتى سكنوا، ثم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - دابتَه، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة - رضي الله عنه - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا سعدُ، ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبدَالله بنَ أبي - قال كذا وكذا))، قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: يا رسول الله، اعْفُ عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتابَ ، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرَةِ على أن يتوِّجوه فَيُعَصِّبُوهُ بالعصابة، فلما أبى اللهُ ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شَرِقَ بذلك، فذلك فَعَل به ما رأيت، فعفا عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم"؛ فيُعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ أعداء الإسلام باللِّين، ويكنيه بأحبِّ الكُنَى إليه، بأبي الحباب؛ مداراةًَ له، واستمالة لقلبه، ويعفو عنه ويصفح، أين نحن من هذا الخُلق النبوي في تعاملنا مع إخواننا وأحبابنا، حينما نختلف في أمر من الأمور الدينية، من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، من الأمور الاجتهادية، أو الأمور الدنيوية البحتة، المبنية على النظر المحض، أو التجارِب الشخصية؟ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حليمًا مع خصومه، مع يقظته لما يحيكونه ضده، مما لا يرضي من القول والعمل؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان اليهود يسلِّمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: السام عليك، ففطنت عائشة - رضي الله عنها - إلى قولهم، فقالت: "عليكم السام واللعنة"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقالت: "يا نبي الله، أولم تسمع ما يقولون؟!"، قال: ((أولم تسمعي أني أرد ذلك عليهم، فأقول: وعليكم؟!)) فردَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إساءتَهم، ودعا عليهم بالموت، من باب رد الاعتداء بالمثل، من غير خروج عن حد الاعتدال، فملك نفسَه، وصان لسانه عن السب والشتم لهؤلاء المعتدين. فمَلَك النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك شغافَ قلوب أعدائه؛ بحُسن خلقه، ولطيف معاملته، حتى دعاهم هذا الخُلقُ العظيم إلى قبول الحق، والدخول في الإسلام، المصدر: منتدى همسات الغلا hg;glm hg'dfm lk i]d hgkfd wg hggi ugdi ,sgl H, hggi hgkfd hg'dfm hg;glm sl ugdi i]d ,sgl |
15-04-2017, 10:52 PM | #2 |
| جزـآك ـآلله خير وًجعلة ـآلله بميزـآن حسنآتك وً بآرك الله فيك على طرحك القيم دمت بخير وًسعآآآدهـ |
|
16-04-2017, 01:28 AM | #5 |
| جزاك الله الف خير على هذا الطرح القيم وجعله الله فى ميزان اعمالك .... دمتي بحفظ الرحمن .... ودى وشذى الورود |
|
16-04-2017, 10:57 AM | #6 |
| مها الرياض تسلم يمينكـ ..جهود تعانق السماء يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع لا حرمنا من إبداعكـ .. بإنتظار جديدكـ المتميز و تواجدك المتألق .. لقلبَكـ طُوق الياسمين .. ودٍيٌ قبْلٌ رٍدْيٌ تحياتي لك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الله , النبي , الطيبة , الكلمة , سم , عليه , هدي , وسلم |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا الحبيب يا مُحـب | Kassab | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 12 | 31-01-2017 09:57 AM |
سيرَة أمّهات المُؤمنين /السيدة خديجة | ابراهيم دياب | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 12 | 26-03-2015 09:16 PM |
سيرَة أمّهات المُؤمنين /السيدة عائشة | ابراهيم دياب | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 13 | 26-03-2015 09:14 PM |
استغفار النبي وتوبته من غير ذنب | درة همسات | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 30 | 09-09-2014 09:14 PM |
الكلمة الطيبة مفتاح القلوب المغلقة | الشمالي فهودي | ( همســـــات العام ) | 12 | 06-10-2013 07:20 AM |