هناك
أسماء مباشرة للبحر، في
القرآن الكريم، مثل كلمة (بحر) و( يم) والتي اعتاد الناس عليها.
وهناك
أسماء غير مباشرة، أو ذات صلة بالبحر، أو دالة ومؤشرة عليه، وسنذكرها بالترتيب، مع العلم أن بعض الأسماء يختلف معناها من موقع لآخر حسب الآية وموقعها والمناسبة التي أنزلت فيها.
فقد أطلق العرب كلمة بحر على كل مجمع مائي كبير وواسع، كالمحيطات والبحار والأنهار والبحيرات، وقد ثبّت
القرآن الكريم هذه التسمية على كل من
البحر والنهر في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا}[الفرقان: 53]، لقد أجرى الله البحار والأنهار في مجاريها ومساربها بعيدة عن بعضها، ولكنها غالبًا ما تلتقي معًا عند مصبات الأنهار في البحار.
ورغم أن الأنهار العذبة تصب في
البحر المالح باستمرار، فالبحر لا تتغير ملوحته، وهو في الوقت نفسه لا يمتلئ أبدًا، وهذا من آيات الله ومعجزاته العظيمة.
وكلمة (يم) أيضًا تطلق على كل من
البحر والنهر، وهذا ما نجده في
القرآن الكريم أيضًا، حيث يطلق اسم (يم) على نهر النيل في قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} [القصص: 7]،كما أطلق كلمة (يم) على
البحر بقوله تعالى عند غرق فرعون وجنوده: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص:40]، وهناك كلمة (ماء) تدل على
البحر في قوله تعالى عند حدوث الطوفان في عهد نوح: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، وتوجد في
القرآن الكريم أيضًا كلمات ذات صلة بالبحر مباشرة، وتدل عليه بمجرد ذكرها مثل كلمة (سفينة) في قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79]، وكذلك مرادفات كلمة (سفينة) مثل كلمة (فلك) في قوله تعالى مخاطبًا نوح:
{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37]، ومثل كلمة (جارية) وجمعها (جوار) و(جاريات) في قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، وقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الشورى: 32]، وقوله: {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: 3]، وهناك تعبير لغوي يدل على السفينة هو: (ذات ألواح ودسر) في قوله تعالى عن النبي نوح –عليه السلام: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} [القمر: 13]، كما توجد في
القرآن الكريم كلمات ذات دلالة خاصة تدل على
البحر أو الطوفان أو الغرق مثل كلمة تنور في قوله تعالى عند بدء الطوفان في زمن النبي نوح: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40].
ومن الأسماء ذات الصلة بالبحر الأسماك والحيتان، وخاصة حوت النبي يونس –عليه السلام، حيث يقول الله تعالى عنه: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 142]،وكذلك حوت النبي موسى عليه السلام الذي جاء ذكره في سورة الكهف: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} [الكهف: 63]، وكذلك أسماك بني إسرائيل التي يطلق عليها اسم حيتان أيضًا، في قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} [الأعراف: 163]، وهناك اسم آخر للحوت هو (النون)، ومن هنا جاء لقب النبي يونس –عليه السلام- (ذو النون) أي صاحب الحوت في قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87].
وهناك كلمة سبت التي لها إشارة للبحر والتي تشير إلى بني إسرائيل وصيدهم للأسماك يوم السبت، كما مر معنا في آية سابقة، وقوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} [النساء: 154]،وكلمة (يغوصون) في الآية 82 من سورة الأنبياء: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} [الأنبياء: 82]، أي يغوصون في
البحر لاستخراج نفائسه من أجل النبي سليمان –عليه السلام.