وجب الرحيل يا سلوى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الساعة الآن تشير
إلى الشوق و تسعة وتسعون نبضة
بسرعة ثمانين كيلو في الساعة
و عندما نحدد التوقيت والسرعة
نأكد وصف حالة اللحظة
و الحالة مستترة تقديرها أنتَ
و أنتَ تقيم في الذاكرة

كنتُ أظن أن حصانا حملني على ظهره
و مشى بي سبعة أيام و سبع ليالي
حتى أوصلني إلى شواطئ صدركَ
و أنزلتني يداكَ السحريتين
كنتُ أظن أنني أشهرتكَ لقلبي حبا
أنني أشهرتكَ للجفاف مطرا
أنني أشهرتكَ لظلام نورا
كنتُ أظن أن كلماتكَ هي أدوات زينتي
و أن ذراعيكَ حمامة زاجلة تحملني
و تطير بي حول الكرة الأرضية
دون جواز سفر
لكن خابت ظنوني
و عندما تخيب الظنون وجب الرحيل

أعلم أنا وجدا
سيفوتني الكثير عند الغياب
و عند قرار حزم الحقائب
و الخروج و إقفال الباب
حقيبتي في يدي اليمني
لا تحمل سوى فستاني وكتاب حياتي
و طرحة من خيوط أملي
و صندل بكعبه العالي
و ربما لن تطأه قدمي
لأن الدوار بدأ يصيبني من علو نبضاتي

غادرتُ أو بالأحرى
غادرتُني ... تركتُني
هجرتُني ... تناسيتُني
و فقدتُ شهيتي و استمراريتي
كل شيء ساده السكون
و الشوق احتل الذاكرة
و أُكابر أن لا أفعلها
و أسقط في الإشتياق
و أصطدم مع التمني
بالإحتفاظ بك لسنوات مابعد العمر

ما أصعب بداية رحلة تفصلني عنكَ
و ما أطول لحظات أشهرتْ
في وجهي أسلحة الشوق
و القلب يحتج بنبضاته على حقيبتي
ف اذكرني و لربما خيرا
اذكرني في كل همسة
اذكرني في كل لحظات الذكرى
و لا تجعل رداء النسيان
يمحي ما كان مني


سلوى أحمد حسني / البارزه