ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 19-11-2016, 09:38 AM
نسيم فلسطين غير متواجد حالياً
Palestine     Male
SMS ~
الاوسمة
المركز الثاني اقلام رائده 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل : 20 - 10 - 2016
 فترة الأقامة : 2986 يوم
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز نسيم فلسطين يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وقفات مع ألفاظ قرآنية



( وكأيّن )
( وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) آل عمران :164




وَكَأَيِّنْ : كلمة مركبة من " كاف " التشبيه و " أي " الإستفهامية المنونة ثم صارت كلمة واحدة بمعنى كم الخبرية المفيدة للتكثير ، ولزوم أن تكون في صدر الكلام ، والاختصاص بالماضي ، وحكم مميزها أن يكون مفرداً مجرور بمن ، ولأن التنوين قد صار جزءً من تركيبها كتبت بالنون فهي الآن كلمة واحدة ويجوز أن تكتب (كأيٍ) بحسب أصلها .
ومن المعروف أن التنوين لا يكون في اللفظ دون الخط إلا في قوله تعالى حيثُ وقع فإنه كتب بالنون
في مواضعها السبعة في القرآن ( آل عمران ؛ يوسف ؛ الحج ؛ العنكبوت ؛ محمد ؛ الطلاق )
وفي المصحف أبدلت التنوين في "كأيٍ" نوناً حفاظاً على قراءات أخرى ، وذلك عكس "وليكوناً ، لنسفعاً "
ويوقف عليها بالنون الساكنة .

في المعجم الوسيط

اسم مركب من كاف التشبيه وأي المنونة يفيد تكثير العدد بمعنى (كم) الخبرية ويكتب تنوينه نونا مثل : كأين رجلا لقيت وكأين من رجل لقيت وإدخال (من) بعده أكثر وأشهر لغاته :كأين وكائن ..

في تفسير القرطبي

قال الخليل وسيبويه : هي أي دخلت عليها كاف التشبيه وبنيت معها فصار في الكلام معنى : و كم ، و صورت في المصحف نونا ; لأنها كلمة . نقلت عن أصلها فغير لفظها لتغير معناها , ثم كثر استعمالها فتلعبت بها العرب و تصرفت فيها بالقلب والحذف , فحصل فيها لغات أربع قرئ بها . وقرأ ابن كثير " وكائن " مثل وكاعن , على وزن فاعل , وأصله كيء فقلبت الياء ألفا , كما قلبت في ييأس فقيل يائس ; قال الشاعر : وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لو أصبت هو المصابا وقال آخر : وكائن رددنا عنكم من مدجج ... يجيء أمام الركب يردي مقنعا وقال آخر : وكائن في المعاشر من أناس ... أخوهم فوقهم وهم كرام وقرأ ابن محيصن " وكئن " مهموزا مقصورا مثل وكعن , وهو من كائن حذفت ألفه . وعنه أيضا " وكأين " مثل وكعين وهو مقلوب كيء المخفف . وقرأ الباقون " كأين " بالتشديد مثل كعين وهو الأصل , قال الشاعر : كأين من أناس لم يزالوا .... أخوهم فوقهم وهم كرام وقال آخر : كأين أبدنا من عدو بعزنا .. وكائن أجرنا من ضعيف وخائف فجمع بين لغتين : كأين وكائن , و لغة خامسة كيئن مثل كيعن , وكأنه مخفف من كيء مقلوب كأين . ولم يذكر الجوهري غير لغتين : كائن مثل كاعن , و كأين مثل كعين ; تقول كأين رجلا لقيت ; بنصب ما بعد كأين على التمييز . وتقول أيضا : كأين من رجل لقيت ; وإدخال من بعد كأين أكثر من النصب بها وأجود . و بكأين تبيع هذا الثوب ؟ أي بكم تبيع ; قال ذو الرمة : وكائن ذعرنا من مهاة ورامح بلاد العدا ليست له ببلاد قال النحاس : ووقف أبو عمرو " وكأي " بغير نون ; لأنه تنوين . وروى ذلك سورة بن المبارك عن الكسائي . ووقف الباقون بالنون اتباعا لخط المصحف .


و في كتاب (تأويل مشكل القرآن)

كأيّن هي بمعنى : كم . قال اللّه تعالى : وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ [الطلاق: 8] أي: و كم من قرية .
و فيها لغتان : كأيّن بالهمزة و تشديد الياء ، و كائن على تقدير قائل و بائع ، و قد قرئ بهما جميعا في القرآن ، و الأكثر و الأفصح تخفيفها ، قال الشاعر :
و كائن أرينا الموت من ذي تحيّة ... إذا ما ازدرانا أو أصرّ لمأثم
و قال آخر :
و كائن ترى من صامت لك معجب... زيادته أو نقصه في التّكلّم




,rthj lu Hgth/ rvNkdm lu ,rthj





رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:39 AM   #2


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



"
"لَنَسْفَعاً"
لَنَسْفَعاً" : في قولهِ تعالى "لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ" ( العالق :15) ، "وَلَيَكُونًا" في قوله تعالى "وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ " (يوسف : 32)

أصلها " لنسعفن، ليكونن" أُبدلت النون تنويناً حفاظاً على قراءات أخرى ، ويوقف عليها بالألف فرقاً بينها وبين النون الثقيلة .
ملاحظة: نون التوكيد الخفيفة في قوله تعالى (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) جاءت تنويناً وليس نوناً ساكنة، وذلك اتباعاً لرسم المصحف الشريف (الرسم العثماني)، والقاعدة تقول: إن رسم المصحف لا يُخالَفُ ولا يُقاسُ عليه غيرُه.
ومعنى (لا يُخالَفُ) أي أنه لا يجوز كتابة آيات القرآن الكريم إلا به، ولذلك أثبتنا الآية هنا كما جاءت في رسم المصحف.
ومعنى (لا يُقاسُ عليه غيرُه): أننا عندما نكتب لغة عربية غير آيات القرآن الكريم فإننا لا نلتزم بالرسم العثماني؛ لأنه رسم خاص بالمصحف الشريف، فلا يجوز أن نقيس غيرَه عليه.



التنوين في ( لنسفعًا...) ( وليكونًا...) هو في أصله نون توكيد خفيفة تتصل بالأفعال
ولكن لما كانت ساكنة في طرف الكلمة ملازمة للحركة ويوقف عليها بالألف بعد الفتح
فأشبهت التنوين فرسمت تنوينًا في المصاحف


سئل الشيخ الفاضل وليد الجناحي حفظه الله عن { ليكونا - لنسفعا } و كان جوابه كالتالي
كلمة ( لنسفعًا ) التي بسورة العلق الآية 15 و كلمة ( لنكونًا ) التي بسورة
يوسف عليه السلام الآية 32 كتبتا هاتين الكلمتين بالألف على العلم أنهما
أفعال والأصل أن الأفعال لا تنوَّن
فإذن هذه هي النون الخفيفة ( لنسفعن ) ، ( ليكونن ). فما هو سبب كتابتهما بالألف ؟

سبب كتابتهما بالألف

أولا : ما ذكره الإمام الداني رحمه الله في كتابه المقنع في رسم مصاحف الأمصار في باب ما رسم بإثبات الألف على اللفظ أو المعني [ فصل : قال أبوعمرو : واجتمع أيضا كتّاب المصاحف على رسم النون الخفيفة ألفا وجملة ذلك موضعان: في يوسف (س 12 آ 32 ) (( وليكونًا من الصـغرين )) وفي العلق ( س 96 آ 15 ) (( لنسفعا بالناصية )) وذلك على مراد الوقف. ] .

ثانيا : ونقول خطان لا يقاس عليهما خط المصحف وخط العروض ، لأن خط المصحف معجز كما هو القرآن معجز، وقال الشيخ محمد العاقب في كتابه كشف العمى والخط فيه معجز للناس .. وحائد عن مقتضى القياس
لا تهتدي لسره الفحول .... ولا تحوم حوله العقول
قد خصه الله بتلك المنزلة .... دون جميع الكتب المنزلة
ليظهر الإعجاز في المرسوم .... منه كما في لفظه المنظوم .

ثالثا : من المعلوم أن زيادة المبنى من زيادة المعنى والعكس صحيح ، ففي هاتين الكلمتين حذفت منهما النون وحل محلها الألف وهو أقل منها قوة ، فقال بعض أهل العلم ذلك ليوحي سرعة التنفيذ وفوريته للخفة ، فبذلك نلحظ هذا الإعجاز يأتي بناء الكلمة القرآنية مناسبا للمعنى في أدق مراميه وأوضح معانيه.

رابعا : ما قاله أهل العلم من لمسات بيانية فيها ، كالدكتور فاضل السمرائي حفظه الله : [ هذه نون التوكيد الأولى ثقيلة والثانية خفيفة ، (لَيُسْجَنَنَّ) هذه نون التوكيد الثقيلة و (وَلَيَكُونًا) هذه نون التوكيد الخفيفة والمعروف في اللغة أن نون التوكيد الثقيلة آكد من الخفيفة لأن تكرار النون بمثابة تكرار التوكيد. النون الثقيلة هي عبارة عن نونين ففي الفعل (لَيُسْجَنَنَّ) ثلاث نونات نون الفعل الأصلية المبنية على الفتح ونون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الثقيلة آكد من الخفيفة لأنهما نونان فتكرار النون بمثابة تكرار التوكيد. سبب الاختيار أنها هي أكدت على السجن فجاءت بالنون الثقيلة فسُجِن، هي لم ترده من الصاغرين وإنما تريد سجنه. الصغار يعني الإهانة وهي لا تريد إهانته وإنما سجنه ربما ينفذ ما تطلبه . إذن نون التوكيد الثقيلة توحي بتوكيد الفعل تدخل على الفعل المضارع بشروط معينة وعلى فعل الأمر . وفي سورة يوسف الآية (ليسجننَّ وليكوناً من الصاغرين) النون نون التوكيد التي تخلص الفعل للمستقبل واللام هي لام القسم وليست لام التوكيد هنا

استطراد : (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) يوسف) خطر ببالي أن ليسجنن مؤكدة بالنون الثقيلة لأنهم أكيد سيسجنونه وولم يؤكد (وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ) لأنه لن يكون من الصاغرين فلذلك جاءت بما بتناسب مع مستقبل يوسف عليه السلام لم تقل ليكونن من الصغرين
لأنها لن تقدر عليه وإنما تقدر على السجن كما أنها لن تكون حقيقة مستقبله وإنما
سيصير عزيز مصر لن يكون من الصاغرين

خامسا : لا يخفى علينا أن هناك كلمات كثيرة في القرآن الكريم تخالف الإملاء الحالي سواء كان بالحذف
أو بالإبدال أو الزيادة أو الفصل أو الوصل أو كتابة صورة الهمزة ،
وقال الشيخ محمد العاقب في كشفى العمي
الرسم في ست قواعد استقل .... حذف زيادة وهمز وبدل
وما أتى بالوصل أو بالفصل .... موافقا للفظ أو للأصل
وذو قراءتين مما قدر شهر .... فيه على إحديهما قد اقتصر .

وأقول في هاتين الكلمتين أنهما ليستا بمحل وقف إذن لو وصلا بما بعدهما وكانا بالنون الخفيفة سيكون حكمهما حكم ما هما عليه الآن في الرسم ( ليكونمِّن الصـغرين ) ( لنسفعمْبِالناصية ) الأول بالإدغام والثاني بالقلب . أما حال الوقف فنقف بالألف على الرسم بمد العوض
فالكتابة سر من أسرار القرآن الكريم علمه من علمه وجهله من جهله

والله تعالى أعلى وأعلم

 
 في المعجم الوسيط :
 

سفع بعضو من أعضائه سفعا قبض عليه و جذبه بشدة يقال سفع بناصيته و في التنزيل العزيز ( كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ) و يقال سفع بناصية الفرس ليركبه و السموم و النار و الشمس وجهه لفحته
لفحًا يسيرًا فغيرت لونه


 

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:40 AM   #3


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



"هاهُنَا"


وردت أربع مرات في القرآن الكريم
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:154]
.


{ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ } [الحاقة 35]
.
{ قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة 24]


.


{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ } [الشعراء 146]



هَاهُنَا
التفصيل : الهاء للتنبيه وهنا اسم إشارة "ظرف مكان" في المعجم الوسيط اسم إشارة للبعيد وتتصل به ها التنبيه ( ها هنا ) وكاف الخطاب فيقال : هناك و ها التنبيه مع كاف الخطاب فيقال : ها هناك ويقال للبغيض : هنا ها هنا ، تنحَّ بعيدًا
و هو أيضًا اسم إشارة للقريب ، وتتصل به ها التنبيه فيقال : ها هنا أو هنا ، تقرَّب وادنُ


و ها هنا عبيرٌ يفوح من الآيات الكريمة آنفة الذكر

في تفسير القرطبي

قالوا : يا موسى ، إَّنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها ، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " وهذا نكول منهم عن الجهاد ، و مخالفة لرسولهم وتخلف عن مقاتلة الأعداء
ويقال : إنهم لما نكلوا عن الجهاد وعزموا على الانصراف والرجوع إلى مصر ، سجد موسى وهارون - عليهما السلام- قدام ملأ من بني إسرائيل إعظامًا لما همُّوا به
و شقَّ يوشع بن نون و كالب بن يوفنا ثيابهما ولاما قومهما على ذلك ، ويقال : إنهم رجموهما وجرى أمر عظيم وخطر جليل ،

وما أحسن ما أجاب به من الصحابة رضي الله عنهما يوم بدر رسولَ الله حين استشارهم في قتال النفير الذين جاءوا لمنع العير الذي كان مع أبي سفيان ، فلما فات اقتناص العير واقترب منهم النفير ، وهم في جمع ما بين التسعمائة إلى الألف في العدة والبيض واليلب ، فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأحسن ، ثم تكلم من تكلم من الصحابة من المهاجرين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :" أشيروا علي أيها المسلمون " وما يقول ذلك إلا ليستعلم ما عند الأنصار لأنهم كانوا جمهور الناس يومئذ ،
فقال سعد بن معاذ : كأنك تعرض بنا يا رسول الله ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلَّف منا رجل واحد ، وما نكرَه أن تلقى بنا عدونا غدًا إنا لصُبُر في الحرب صُدُق في اللقاء ، لعل الله أن يريَك منا ما تقرُّ به عينك ، فسرْ بنا على بركة الله .. فسرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لقول سعد ونشطه ذلك .

وقال أبو بكر بن مردويه : حدثنا علي بن الحسين حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حميد عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما سار إلى بدر استشار المسلمين فأشار عليه عمر ثم استشارهم فقالت الأنصار : يا معشر الأنصار إياكم يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالوا : إذا لا نقول له كما قالت بنو إسرائيل لموسى " : اذهب أنت وربك فقاتلا إنها ههنا قاعدون " والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها برك إلى الغماد لاتبعناك .

و رواه الإمام أحمد عن عبيدة بن حميد الطويل عن أنس به
ورواه النسائي عن محمد بن المثنى عن خالد بن الحارث عن حميد به ورواه ابن حبان
عن أبي يعلى عن عبد الأعلى بن حماد عن معمر بن سليمان عن حميد به وقال : ابن مردويه أن عبد الله بن جعفر أن إسماعيل بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن شعيب عن الحكم بن أيوب عن عبد الله بن ناسخ عن عتبة بن عبيد السلمي
قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: ألا تقاتلون ؟ قالوا : نعم ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون و كان ممن أجاب يومئذ المقداد بن عمرو الكندي - رضي الله عنه- كما قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثني سفيان عن مخارق بن عبد الله الأحمسي عن طارق - هو ابن شهاب- أن المقداد قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يوم بدر : يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون هكذا رواه أحمد من هذا الوجه ..

و قد رواه من طريق أخرى ، فقال : حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب قال : قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لقد شهدت من المقداد مشهدًا لأن أكون أنا صاحبه أحبّ إليَّ مما عدل به أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يدعو على المشركين فقال : والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكنا نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يشرق لذلك و سرَّ بذلك. وهكذا رواه البخاري في المغازي وفي التفسير من طرق عن مخارق به ولفظه في كتاب التفسير عن عبد الله قال : قال المقداد يوم بدر يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكن امض ونحن معك فكأنه سُرِّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-


ثم قال البخاري : رواه وكيع عن سفيان عن مخارق عن طارق أن المقداد قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-

وقال ابن جرير : حدثنا بشر حدثنا مجيد عن قتادة قال : ذكرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : لأصحابه يوم الحديبية حين صدَّ المشركون الهدي وحيل بينهم وبين مناسكهم " : إنى ذاهب بالهدي فناحره عند البيت " فقال له المقداد بن الأسو د: أما والله لا نكون كالملأ من بني إسرائيل إذا قالوا لنبيهم " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فلما سمعها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تتابعوا على ذلك وهذا إن كان محفوظًا يوم الحديبية فيحتمل أنه كرر هذه المقالة يومئذ كما قاله يوم بدر.




 
24إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
قوله "أبداً ما داموا فيها": ظرف زمان متعلق بـ "ندخلها" ، "ما" مصدرية زمانية ، والمصدر المؤول ظرف زمان متعلق بـ "ندخلها"، وهو بدل من "أبداً". وجملة "داموا" صلة الموصول الحرفي . وجملة "فاذهب" مستأنفة . وقوله "أنت" : توكيد للضمير المستتر في "اذهب". قوله "وربّك" : اسم معطوف على الضمير المستتر في "اذهب" ، وجاز عطف الاسم الظاهر على المرفوع المستتر لوجود الفاصل . وقوله "هاهنا" : "ها" للتنبيه ، "هنا" اسم إشارة ظرف مكان
متعلق بـ "قاعدون" ، وجملة "إنا قاعدون" مستأنفة في حيز القول

 
قال تعالى : { ما قُتلنا ها هنا } 154 آل عمران
ما : نافية لا عمل لها . قتلنا : فعل ماض مبني للمجهول ونا نائب فاعل ، وجملة ما قتلنا لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
ها هنا : ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهنا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بقتلنا .


قوله تعالى : ( فليس له اليوم هاهنا حميم ) خبر " ليس " قوله : له ولا يكون الخبر قوله : ها هنا لأن المعنى يصير : ليس ها هنا طعام إلا من غسلين ، ولا يصح ذلك ; لأن ثم طعاما غيره . و ها هنا متعلق بما في له من معنى الفعل . والحميم ها هنا القريب . أي ليس له قريب يرق له ويدفع عنه . وهو مأخوذ من الحميم وهو الماء الحار ; كأنه الصديق الذي يرق و يحترق قلبه له . والغسلين فعلين من الغسل ; فكأنه ينغسل من أبدانهم ، وهو صديد أهل النار السائل من جروحهم وفروجهم ، عن ابن عباس . وقال الضحاك والربيع بن أنس : هو شجر يأكله أهل النار . والغسل ( بالكسر ) : ما يغسل به الرأس من خطمي وغيره . الأخفش : [ ص: 252 ] ومنه الغسلين ، وهو ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم . وزيد فيه الياء والنون كما زيد في عفرين . وقال قتادة : هو شر الطعام وأبشعه . ابن زيد : لا يعلم ما هو ولا الزقوم . وقال في موضع آخر : ليس لهم طعام إلا من ضريع يجوز أن يكون الضريع من الغسلين . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ; والمعنى فليس له اليوم ها هنا حميم إلا من غسلين ; ويكون الماء الحار .
" ولا طعام " أي وليس لهم طعام ينتفعون به .

{ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ } أي فليس له في الآخرة صديق يدفع عنه العذاب ، لأن الأصدقاء يتحاشونه ، ويفرُّون منه ..

و في تفسير ابن كثير

وقوله تعالى : { فليس له اليوم ههنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون } أي ليس له اليوم من ينقذه من عذاب الله تعالى لا حميم وهو القريب , ولا شفيع يطاع, ولا طعام له ههنا إلا من غسلين , قال قتادة : هو شر طعام أهل النار. وقال الربيع والضحاك : هو شجرة في جهنم , وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا منصور بن أبي مزاحم , حدثنا أبو سعيد المؤدب عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال : ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال : الغسلين الدم والماء يسيل من لحومهم . وقال علي بن أبي طلحة عنه : الغسلين صديد أهل النار.


 

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:41 AM   #4


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



" لَتُبْلَوُنَّ " في قوله تعالى ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) آل عمران : 186


" لَتُبْلَوُنَّ " أصلها : تبلى ؛
دخلت عليها (واو ونون الجماعة)
وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ثم دخلت لام القسم ونون التوكيد وهي عبارة عن
(نْ ، نَ)
وللتخفيف حذفت النون الأصلية (نون الفعل)
ولالتقاء الساكنين ضُم الساكن وهو الواو اللينة .


"لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ"
لَتُبْلَوُنَّ : اللام لام القسم ، وأصله: لتُبلَوُونَنَّ حذفت النون الأولى لاجتماع الأمثال ، واستثقلت الضمة على الواو الأولى ، فحذفت فالتقى ساكنان فحذفت لام الكلمة ، وحُرِّكت واو الجماعة بالضم دلالة على المحذوف ، والفعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون المحذوفة ، والواو ضمير مبنى فى محل رفع نائب فاعل ، والنون للتوكيد.

تفسير القرطبي :
هذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته والمعنى : لتختبرن ولتمتحنن في أموالكم بالمصائب والأرزاء بالإنفاق في سبيل الله وسائر تكاليف الشرع . والابتلاء في الأنفس بالموت والأمراض وفقد الأحباب . وبدأ بذكر الأموال لكثرة المصائب بها . " ولتسمعن " إن قيل : لم ثبتت الواو في " لتبلون " وحذفت من " ولتسمعن " ; فالجواب أن الواو في " لتبلون " قبلها فتحة فحركت لالتقاء الساكنين , وخصت بالضمة لأنها واو الجمع , ولم يجز حذفها لأنها ليس قبلها ما يدل عليها , وحذفت من " ولتسمعن " لأن قبلها ما يدل عليها . ولا يجوز همز الواو في " لتبلون " لأن حركتها عارضة ; قاله النحاس وغيره . ويقال للواحد من المذكر : لتبلين يا رجل . وللاثنين : لتبليان يا رجلان . ولجماعة الرجال : لتبلون .
ونزلت بسبب أن أبا بكر رضي الله عنه سمع يهوديا يقول : إن الله فقير ونحن أغنياء . ردا على القرآن واستخفافا به حين أنزل الله " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " [ البقرة : 245 ] فلطمه ; فشكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت . قيل : إن قائلها فنحاص اليهودي ; عن عكرمة . الزهري : هو كعب بن الأشرف نزلت بسببه ; وكان شاعرا , وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه , ويؤلب عليه كفار قريش , ويشبب بنساء المسلمين حتى بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة وأصحابه فقتله القتلة المشهورة في السير وصحيح الخبر .

وقيل غير هذا . وكان صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان بها اليهود والمشركون , فكان هو وأصحابه يسمعون أذى كثيرا . , وفي الصحيحين أنه عليه السلام مر بابن أبي وهو عليه السلام على حمار فدعاه إلى الله تعالى فقال ابن أبي : إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا ! ارجع إلى رحلك , فمن جاءك فاقصص عليه . وقبض على أنفه لئلا يصيبه غبار الحمار , فقال ابن رواحة : نعم يا رسول الله , فاغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك . واستب المشركون الذين كانوا حول ابن أبي والمسلمون , وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يسكنهم حتى سكنوا . ثم دخل على سعد بن عبادة يعوده وهو مريض , فقال : ( ألم تسمع ما قال فلان ) فقال سعد : اعف عنه واصفح , فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاءك الله بالحق الذي نزل , وقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة ; فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق به , فذلك فعل به ما رأيت . فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونزلت هذه الآية . قيل : هذا كان قبل نزول القتال , وندب الله عباده إلى الصبر والتقوى وأخبر أنه من عزم الأمور . وكذا في البخاري في سياق الحديث , إن ذلك كان قبل نزول القتال . والأظهر أنه ليس بمنسوخ ; فإن الجدال بالأحسن والمداراة أبدا مندوب إليها , وكان عليه السلام مع الأمر بالقتال يوادع اليهود ويداريهم , ويصفح عن المنافقين , وهذا بين . ومعنى " عزم الأمور " شدها وصلابتها . وقد تقدم .

تفسير الجلالين :
186 - ( لتبلون ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ، لتختبرن (في أموالكم) بالفرائض فيها والجوائح ( وأنفسكم ) بالعبادات والبلاء .


سبب النّزول
عندما هاجر المسلمون من مكّة إِلى المدينة وابتعدوا عن دورهم وديارهم ، راحت أيدي المشركين تطال أموالهم وتمتدّ إِلى ممتلكاتهم ، وتنالها بالتصرف والسيطرة عليها ، وإِيذاء كلّ من وقعت عليه أيديهم والإِيقاع فيه بالهجاء والاستهزاء.
وعندما جاؤوا إِلى المدينة ، واجهوا أذى اليهود القاطنين في المدينة ، خاصّة «كعب بن الأشرف» الذي كان شاعراً سليط اللسان ، فقد كان كعب هذا يهجو النّبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين ويحرض المشركين عليهم حتى أنّه كان يشبب بنساء المسلمين ويصف محاسنهن ويتغزل بهن .
وقد بلغت وقاحته مبلغاً دفعت بالنّبي (صلى الله عليه وسلم) إِلى أنْ يأمر بقتله ، فقتل على أيدي المسلمين غيلة.


والآية الحاضرة ـ حسب بعض الأحاديث المنقولة عن المفسرين ـ تشير إِلى هذه الأُمور وتحث المسلمين على مواصلة الصمود والمقاومة.

لا تتعبكم المقاومة :
(لتبلون في أموالكم وأنفسكم) أجل إنّ هذه الحياة ـ أساساً ـ ساحة إختبار ودار امتحان، فلابدّ أن يتهيأ الإِنسان لمواجهة كل الحوادث والمفاجآت الصعبة العسيرة ، وهذا في الحقيقة تنبيه وتحذير لجميع المسلمين بأن لا يظنوا بأن الحوادث العسيرة في حياتهم قد انتهت ، أو أنّهم قد تخلصوا من أذى الأعداء ، وسلاطة لسانهم بمجرد قتلهم لكعب بن الأشرف الشاعر السليط اللسان الذي كان يؤذي المسلمين بلسانه ، وشعره.
ولهذا قال سبحانه : (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً).
إِنّ مسألة التعرض لأذى المشركين اللساني وسبهم وشتمهم وهجائهم وإِن كانت من إحدى الإِبتلاءات التي جاء ذكرها في مطلع الآية ، ولكنه ذكر هنا بخصوصه للأهمية الفائقة ، لأن مثل هذا قلّما يتحمله الشرفاء من الناس لعظيم أثره في أرواحهم ونفوسهم ، ومن قديم قال الشاعر :
جراحات السنان لها التئام-----ولا يلتام ما جرح اللسان

.
؛" تَمَنَّوْنَ " وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
(آل عمران 143)
أصلها تمنَّى _ دخل عليها واو و نون الجماعة فأصبحت (تمناون) _
حذفت الألف منعاً لالتقاء الساكنين فأصبحت تمنَّون .

و في كتاب ( التحرير و التنوير ) لمحمد الطاهر بن عاشور( إسلام ويب )

كلام ألقي إليهم بإجمال بالغ غاية الإيجاز ، ليكون جامعًا بين الموعظة ، والمعذرة ، والملام . والواو عاطفة أو حالية .

والخطاب للأحياء ، لا محالة ، الذين لم يذوقوا الموت ، ولم ينالوا الشهادة ، والذين كان حظهم في ذلك اليوم هو الهزيمة ، فقوله : كنتم تمنون الموت أريد به تمني لقاء العدو يوم أحد ، وعدم رضاهم بأن يتحصنوا بالمدينة ، ويقفوا موقف الدفاع ، كما أشار به الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولكنهم أظهروا الشجاعة وحب اللقاء ، ولو كان فيه الموت ، نظرا لقوة العدو وكثرته ، [ ص: 108 ] فالتمني هو تمني اللقاء ونصر الدين بأقصى جهدهم ، ولما كان ذلك يقتضي عدم اكتراث كل واحد منهم بتلف نفسه في الدفاع ، رجاء أن يكون قبل هلاكه قد أبلى في العدو ، وهيأ النصر لمن بقي بعده ، جعل تمنيهم اللقاء كأنه تمني الموت من أول الأمر ، تنزيلا لغاية التمني منزلة مبدئه .

وقوله : ( من قبل أن تلقوه ) تعريض بأنهم تمنوا أمرًا مع الإغضاء عن شدته عليهم ، فتمنيهم إياه كتمني شيء قد جهلوا ما فيه من المصائب .

وقوله فقد رأيتموه أي رأيتم الموت ، ومعنى رؤيته مشاهدة أسبابه المحققة ، التي رؤيتها كمشاهدة الموت ، فيجوز أن يكون قوله فقد رأيتموه تمثيلا ، ويجوز أن تطلق الرؤية على شدة التوقع ، كإطلاق الشم على ذلك في قول الحارث بن هشام المخزومي :
وشممت ريح الموت من تلقائهم .. في مأزق والخيل لم تتبدد

وكإطلاقه في قول ابن معدي كرب يوم القادسية : فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت .

والفاء في قوله : فقد رأيتموه ، فاء الفصيحة عن قوله كنتم تمنون والتقدير : وأجبتم إلى ما تمنيتم فقد رأيتموه ، والمعنى : فأين بلاء من يتمنى الموت ، كقول عباس بن الأحنف :

قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ... ثم القفول فقد جئنا خراسانا
ومنه قوله تعالى : ( فقد كذبوكم بما تقولون ) وقوله في سورة الروم ( فهذا يوم البعث ).

وجملة وأنتم تنظرون حال مؤكدة لمعنى رأيتموه ، أو هو تفريع أي : رأيتم الموت وكان حظكم من ذلك النظر ، دون الغناء في وقت الخطر ، فأنتم [ ص: 109 ] مبهوتون . ومحل الموعظة من الآية : أن المرء لا يطلب أمرا حتى يفكر في عواقبه ، ويسبر مقدار تحمله لمصائبه ، ومحل المعذرة في قوله: ( من قبل أن تلقوه ) وقوله : ( فقد رأيتموه ) ومحل الملام في قوله :
( وأنتم تنظرون ) .

ويحتمل أن يكون قوله تمنون الموت بمعنى تتمنون موت الشهادة في سبيل الله فقد رأيتم مشارفة الموت إياكم ، وأنتم تنظرون من مات من إخوانكم ، أي فكيف وجدتم أنفسكم حين رأيتم الموت ، وكأنه تعريض بهم بأنهم ليسوا بمقام من يتمنى الشهادة . إذ قد جبنوا وقت الحاجة ، وخفوا إلى الغنيمة ، فالكلام ملام محض على هذا ، وليس تمني الشهادة بملوم عليه ، ولكن اللوم على تمني مالا يستطيع كما قيل : إذا لم تستطع شيئا فدعه. كيف وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل .
وقال عمر اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وقال ابن رواحة :

لكنني أسأل الرحمن مغفرة ...وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... أرشدك الله من غاز وقد رشدا

وعلى هذا الاحتمال فالضمير راجع إلى الموت ، بمعنى أسبابه ، تنزيلا لرؤية أسبابه منزلة رؤيته ، وهو كالاستخدام ، وعندي أنه أقرب من الاستخدام لأنه عاد إلى أسباب الموت باعتبار تنزيلها منزلة الموت .

و في تفسير القرطبي

ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه أي الشهادة من قبل أن تلقوه . وقرأ الأعمش " من قبل أن تلاقوه " أي من قبل القتل . وقيل : من قبل أن تلقوا أسباب الموت وذلك أن كثيرا ممن لم يحضروا بدرا كانوا يتمنون يوما يكون فيه قتال , فلما كان يوم أحد انهزموا , وكان منهم من تجلد حتى قتل , ومنهم أنس بن النضر عم أنس بن مالك , فإنه قال لما انكشف المسلمون : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء , وباشر القتال وقال : إيها إنها ريح الجنة ! إني لأجدها , ومضى حتى استشهد .
قال أنس : فما عرفناه إلا ببنانه ووجدنا فيه بضعا وثمانين جراحة . وفيه وفي أمثاله نزل " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " [ الأحزاب : 23 ] . فالآية عتاب في حق من انهزم , لا سيما وكان منهم حمل للنبي صلى الله عليه وسلم على الخروج من المدينة , وسيأتي . وتمني الموت يرجع من المسلمين إلى تمني الشهادة المبنية على الثبات والصبر على الجهاد , لا إلى قتل الكفار لهم ; لأنه معصية وكفر ولا يجوز إرادة المعصية , وعلى هذا يحمل سؤال المسلمين من الله أن يرزقهم الشهادة , فيسألون الصبر على الجهاد وإن أدى إلى القتل . فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ..
قال الأخفش : هو تكرير بمعنى التأكد لقوله : " فقد رأيتموه " مثل " ولا طائر يطير بجناحيه " [ الأنعام : 38 ] . وقيل : معناه وأنتم بصراء ليس في أعينكم علل ; كما تقول : قد رأيت كذا وكذا وليس في عينيك علة , أي فقد رأيته رؤية حقيقية ; وهذا راجع إلى معنى التوكيد . وقال بعضهم : " وأنتم تنظرون " إلى محمد صلى الله عليه وسلم . وفي الآية إضمار , أي فقد رأيتموه وأنتم تنظرون فلم انهزمتم ؟ .

{‏وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ‏}

جملة ‏"‏ولقد كنتم تمنون‏"‏ معطوفة على جملة ‏"‏حسبتم‏"‏ السابقة‏.‏ وجملة ‏"‏لقد كنتم‏"‏ جواب القسم، وجملة ‏"‏تلقوه‏"‏ صلة الموصول الحرفي ‏.‏ وجملة ‏"‏وأنتم تنظرون‏"‏ حالية في محل نصب‏.
تمنون : فعل مضارع أصله ( تتمنون ) مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة و واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و الجملة الفعلية في محل نصب خبر كان ( كنتم )‏


 

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:43 AM   #5


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي




رب // تودّ // قُدّ
" ربِّ "
أصلها (ربِّي) وهي منادى ، وكسرتها أصلية ، ويدخلها روم .

ملاحظة : كل كلمة أصلها ياء محذوفة وقبلها كسرة تكون كسرتها أصلية يدخلها الروم ضمن أوجه الوقف .



تعلم أن العرب لا تبدأ إلا بمتحرك ولا تقف على ساكن ، وأنه لا يجوز الوقف إلا على الحرف الأخير من الكلمة ، وهناك بعض القبائل العربية تقف
بالروم أو الإشمام ،

فيكون للوقف الصحيح ثلاث كيفيات هي : * السكون المحض : هو الوقف على الحرف الأخير من الكلمة من غير حركة أو شبه حركة .
* الروم : لغةً : رام الشئ إذا طلبه .
اصطلاحاً : هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد ومقدارها ثلث الحركة ويكون في المضموم والمكسور
* الإشمام : اصطلاحاً : هو الإشارة بالشفتين كمن ينطق بالضم من غير صوت بُعَيد النطق بالحرف الأخير ساكناً ، وهو يرى ولا يسمع ويكون في المضموم فقط .





(حذف الياء دائمًا للاستمرار)

وهي التي تدل على المتكلم المضمر المتصل سواء أكان منصوبًا أو مجرورًا
استعمل حرف

الياء (الدال على التحول) ليدل عن المتكلم الذي تحول إليه شيء ، أو أضيف إليه ؛
فالأشياء والأمور مطلقة حتى تقيد بالتملك ، أو بالإضافة ، وجد ذات الشيء أو مثله عند غيره أو لم يوجد ، وخصت الياء بالمتكلم دون المخاطب ؛ لأن الياء عندما تكون

الحرف الأخير ؛ يزاد إلى دلالة التحول فيها ؛ الاستقرار والامتداد ، وأبلغ الاستقرار
أن يكون الشيء ملكًا لك وبين يديك ، وغير ذلك لا تصرف لك عليه ، ويغيب عنك
لوجوده بعيدًا عنك ، أو خروجه من يدك

وفي الأصل أن الإنسان يوجد في الحياة ولا يملك شيئًا ، وما يملكه الإنسان أو يضاف إليه؛ هو مما تحول إليه واستقر عنده بأي سبب كان ؛ بالشراء ، أو الهبة ، أو الإرث ،

أو الهدية ، أو العطاء ، أو الأجر و جزاء العمل ، أو أي سبب آخر ؛ فياء التحول شاملة لكل ذلك وأمثالها
وصورة الياء الساكنة في الرسم ، والمتولدة من مد كسرة الحرف الأخير في الكلمة ؛ تثبت معنى التحول واستقراره وانقطاعه ، ويقيده بالمتكلم ، وحذفها يطلق قيدها للاستمرار ، ولتشمل غير المتكلم أيضًا في حال الوقف ؛ لأن الوقوف على الكلمة يكون دون الياء . وتكتب الكلمة على تسكين آخرها ؛ لأن حذف الحركة يعطي لها الاستقرار بالتسكين ، وإذا كان الحرف في الأصل ساكنًا فالوقوف عليه لا يغير في دلالته ، لكن بالحذف تحرك الكلمة في الوصل فيتغير حالها ، والوقف يكون على غيرها ، والرسم يوثق ذلك





الياء الزائدة المتصلة بالاسم :
حذفت في أحد عشر موضعاً ؛


1- مآب :
قال تعالى: (وَالَّذِينَ ءاتَيْنَـاـهُمْ الْكِتَـاـبَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ(ي) (36) الرعد
.
وإليه مآبي : إليه رجوعي الدائم دون غيره ، وكذلك رجوعكم ، ولو كان القصد إخبارهم بمآبه إلى الله دونهم فقط ، وأن عليه عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك ب ه؛ لما كان هناك فائدة من دعوتهم إلى عبادة الله ، أوكانت الدعوة لأمر مؤقت قابل لأن يبدل بغيره
.

2- متاب :
قال تعالى : (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَـاـكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ(ي) (30) الرعد

كالسابقة فإلى الله متابي الدائم ، وكذلك متابكم ، ولو كان القصد إخبارهم بمتابه إلى الله دونهم ، وأن ربه الله الرحمن لا إله له غيره ، وأن توكله عليه دون سواه فقط ؛ لما كان هناك فائدة من تكليفه بالرسالة إليهم
.

3- دعاء :
قال تعالى : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَواةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(ي) (40) إبراهيم
.
حذفت ياء دعائي في (إبراهيم) لأن المراد تقبل الدعاء بصفة دائمة متى دعا الله في هذا الموقف وفي غيره ، وكذلك دعاء ذريت ه، ومن الدعاء لا يتحقق إلا في الآخرة كالنجاة من النار ودخول الجنة ؛ أي تقبل دعائي واستمر في تقبل الدعاء مني ومن ذريتي
.
أما إثباتها في قوله تعالى : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءي إِلَّا فِرَارًا(6) نوح
.
فلأن هذا الدعاء هو خاص من نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان والتحول إليه ، وعند الاستجابة ينقطع هذا الدعاء ، وقد انقطع فعلاً من غير أن يؤمنوا ؛ عندما يأس من إيمانهم ورأى خطر بقائهم فدعا عليهم بقوله تعالى : (رب لا تذر على الأرض من الكـاـفرين ديّارًا (26) نوح ، فاستجاب الله له واستأصلهم بالطوفان
.
أما أمثلة (دعاء) الأخرى (المحذوفة الياء) فهي ؛ إما معرفة بأل ، وإما معرفة بالإضافة إلى(غير ياء المتكلم) ، وإما منونة
.

4 - دين :
قال تعالى : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(ي) (6) الكافرون
.
حذفت ياء ديني في (الكافرون) ؛ لأن الله تعالى طلب في الآية من رسوله أن يقول لهم بأنه مثبت ومستمر على دينه لا يتحول عنه ولا يرضى بغيره ، كما هم مستمرون على كفرهم ومصرون عليه .


أما إثباتها في ؛ قوله تعالى: (قُلْ يَـاـأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّـاـكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(104) يونس .
فلأنه رد على الكافرين الشاكّين في دين الله ، وقد انتهى هذا الشك بتحول الجزيرة كلها قلعة للإسلام، فالمسألة كانت في الشك واليقين لا في الاستمرار والانقطاع .
وأما إثباتها في قوله تعالى : (قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14) الزمر.
فلأن المسألة في الإخلاص في الدين ، ولا تراجع عن هذا الدين ، وليست المسألة في الاستمرار في الدين وعدمه . وهي واحدة من مجموعة أقوال أمر بتبليغها للمشركين

في فترة الصراع مع المشركين في مكة ، وسورة الزمر مكية ، وانتهي الأمر بدخول
مكة بعد ذلك في الإسلام .

5-عباد : في أربع مواضع [في] :
قال تعالى : (قُلْ يَـاـعِبَادِ(ي) الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـاـبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) الزمر
حذفت
الياء في هذا الموضع لأنهم مستمرون على العبادة، وهو تعالى يحضهم على التقوى ، والصبر ، والهجرة إن لم يحتملوا البقاء للمحافظة على دينهم ، وأجر صبرهم عند الله بغير حساب.

وحذفت
الياء في قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَـاـعِبَادِ(ي) فَاتَّقُونِ (16) الزمر.
فلا يتقي الله بهذه الصورة من صور العذاب للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا من يستمر على عبادته سبحانه وتعالى ، وعرض هذه الصور لتثبيتهم على عبادتهم لله واتقائه.


وحذفت
الياء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّـاـغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ(ي) (17) الزمر.
لأنه لا ينتفع بالبشرى إلا مؤمن استمر على اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله حتى لاقى ربه.


وحذفت
الياء في قوله تعالى: (يَـاـعِبَادِ(ي) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الزخرف.
لأنه لا يطمئن يوم القيامة إلا من كان من أصحاب الجنة ، وهم عباد الله الذين استمروا على عبادة الله سبحانه وتعالى حتى لاقوه .







( فائدة )
المُنادى المضافُ الى ياءِ المُتَكَلِّم

أ . اذا كانَ آخِر المُنادى المُضاف الى ياءِ المُتَكَلِّمِ حَرفَ عِلَّة ( ألِفاً ) فإنه حينَئِذٍ يُعامَلُ مع حرفِ النداء مُعامَلَتَه مع غَيرِه ، نحوُ : " يا فتايَ ، ويا مُصطفايَ " ، وعلى لغة هُذَيل تُقلَبُ ألِفُ المقصورِ ياءًا ، نحو : " يا فَتَيَّ " ، وإن كانَ منقوصاً أُدغِمَت ياءُ المنقوصِ في ياءِ المُتَكَلِّم ، نحو : " يا داعِيَّ ، ويا راجِيَّ " ، على نحوِ ما سَبَقَ في الكلامِ على المضافِ الى ياءِ المُتَكَلِّم في بابِ الإضافَة ، وإذا كانَ مُعتَلاً جارِياً مَجرى الصحيح كَظَبيٍ وَجَديٍ لَم يَتَغَيَّر .

ب . اذا كانَ مُثَنَّى أو جَمعاً لِمُذَكَّرٍ سالِم أُدغِمَت ياءُ التَثنِيَةِ أو ياءُ الجَمع في ياءِ المُتَكَلِّم بعدَ فتحِ ما قَبلَها في المُثَنَّى وكَسرِ ما قبلها في الجَمع ، نحوُ : " يا وَلَدَيَّ ، ويا مُستَمِعِيَّ الأكارِم " وَتُقلَبُ واوُ الجَمع ياءاً وتُدغَمُ في الياء على نحوِ ما سَبَقَ أيضاً .

ج . اذا كانَ ذلك المُنادى مُفرَداً صحيحاً جازَ لكَ فيه مع الياءِ خمسةُ أوجُهٍ :
1 . حذفُ الياء والاكتِفاءُ بالكسرةِ التي قبلها ، و هذا هو الأكثَر ، نحوُ : "يا رَبِّ استَجِب دُعائي " ، والوقف عليه بالسكون ، نحو : " يا رَبْ " .
2 . إبقاءُ الياء ساكِنَةً مع كَسرِ ما قَبلَها ، نحوُ " يا رَبِي " .
3 . إبقاءُ الياءِ مفتوحَةً مع كَسرِ ما قَبلَها ، نحوُ " يا رَبِّيَ " ، فإن أردتَ الوَقفَ على الياء فجِء بهاءِ السَكت ، نحوُ : " يا رَبِّيَه " .
4 . قلبُ الياءِ ألِفاً ، نحوُ : " يا رَبّا " ، ويجوزُ الإتيانُ بهاءِ السَكتِ في الوقف ، نحوُ : " يا رَبّاه " .
5 . حذفُ الألِفِ المُبدَلَةِ من الياء وإبقاءُ الفتحةِ التي قَبلَها ، نحوُ : "يا رَبَّ ، يا وَلَدَ " ، فإن وَقَفتَ فجِئْ بهاءِ السَكت ، فتقول : " يا رَبَّه ، يا ولَدَه " .




و قوله تعالى { ربِّ أنَّى يكون لي غلام }2 .
“ربِّ “ منادى لأداة نداء محذوفة منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، والياء المحذوفة ضمير مبنى على السكون فى محل جر مضاف إليه .




 

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:45 AM   #6


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



ربِ // تودّ // قُدّ

" تَوَدُّ " ( تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ). سورة آل عمران ، الآية رقم 30.

أصلها (توْدَدُ) : إدغام متماثلين كبير رسماً ولفظاً ، وبسبب الإدغام التقى ساكنين فتحت الواو منعاً لالتقاء الساكنين . في تفسير القرطبي يوم تجد كل نفس ما عملت من خير " يوم " منصوب متصل بقوله : " ويحذركم الله نفسه . يوم تجد " . وقيل : هو متصل بقوله : " وإلى الله المصير . يوم تجد " . وقيل : هو متصل بقوله : " والله على كل شيء قدير . يوم تجد " ويجوز أن يكون منقطعا على إضمار اذكر ; ومثله قوله : " إن الله عزيز ذو انتقام . يوم تبدل الأرض " [ إبراهيم : 47 , 48 ] محضرا حال من الضمير المحذوف من صلة " ما " تقديره يوم تجد كل نفس , ما عملته من خير محضرا . هذا على أن يكون " تجد " من وجدان الضالة . وما عملت من سوء و " ما " من قوله " وما عملت من سوء " عطف على " ما " الأولى .

تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا
و " تود " في موضع الحال من " ما " الثانية . وإن جعلت " تجد " بمعنى تعلم كان " محضرا " المفعول الثاني , وكذلك تكون " تود " في موضع المفعول الثاني ; تقديره يوم تجد كل نفس جزاء ما عملت محضرا . ويجوز أن تكون " ما " الثانية رفعا بالابتداء , و " تود " في موضع رفع على أنه خبر الابتداء , ولا يصح أن تكون " ما " بمعنى الجزاء ; لأن " تود " مرفوع , ولو كان ماضيا لجاز أن يكون جزاء , وكان يكون معنى الكلام : وما عملت من سوء ودت لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ; أي كما بين المشرق والمغرب . ولا يكون المستقبل إذا جعلت " ما " للشرط إلا مجزوما ; إلا أن تحمله على تقدير حذف الفاء , على تقدير : وما عملت من سوء فهي تود . أبو علي : هو قياس قول الفراء عندي ; لأنه قال في قوله تعالى : " وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " [ الأنعام : 121 ] : إنه على حذف الفاء .

والأمد : الغاية , وجمعه آماد . ويقال : استولى على الأمد , أي غلب سابقا . قال النابغة : إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
والأمد : الغضب . يقال : أمد أمدا , إذا غضب غضبا .
" ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد "
قال الزجاج : أي ويحذركم الله إياه . ثم استغنوا عن ذلك بذا وصار المستعمل ;
قال تعالى : " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " [ المائدة : 116 ] فمعناه تعلم ما عندي وما في حقيقتي ولا أعلم ما عندك ولا ما في حقيقتك . وقال غيره : المعنى ويحذركم الله عقابه ; مثل " واسأل القرية " . وقال : " تعلم ما في نفسي " أي مغيبي , فجعلت النفس في موضع الإضمار لأنه فيها يكون .



/

لطائف قرآنية بين الأمد و الأبد في القرآن الكريم
مقالة للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي


الأبد والأمد : كل منهما ظرف زمان ، ووردا في القرآن ، لكنهما ليسا مترادفين ، فلا بد من إمعان النظر في القرآن لملاحظة الفروق بينهما ، والوقوف على لطائف من استعمال القرآن لهما.
أولاً: الأبد في القرآن
قال الراغب الأصفهاني: “الأبد: الزمن الطويل الممتد، الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان.
يقال: زمان كذا. ولا يقال: أبد كذا. وحق الأبد أن لا يُثنّى ولا يجمع. لأنه لا يتصور حصول أبد آخر يضم إليه فيثنّى به” [المفردات ص59].

الأبد: المدة الطويلة. تقول: أَبَدَ، يَأْبُدُ، أَبْداً. و: تأبَّد الشيءُ: إذا تخلد. فالأبد: ظرف زمان للمستقبل، بمعنى الدهر الطويل، والمدة الممتدة، التي لا تتجزأ ولا تنقسم ولا تنتهي. والأصل أن لا يأتي إلا مفرداً نكرة.
وقد ورد الأبد ثمانياً وعشرين مرة في القرآن، كان فيها كلها ظرف زمان للمستقبل، وكان مفرداً منصوباً نكرة.

أ. الأبد المؤبد في القرآن:
1.ورد لتأكيد خلود الكفار في جهنم، وكان مقروناً مع الخلود. كما في قوله تعالى: (إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً . إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً) [النساء: 168-169].
2.وورد لتأكيد خلود المؤمنين في الجنة منعمين، وكان مقروناً مع الخلود. كما في قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، لهم فيها أزواج مطهرة) [النساء: 57].
3.وقد يرد لتأكيد تأبيد الشيء في الدنيا. كما في قوله تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً) [النور: 21]. فهذا التأبيد مستمر حتى قيام الساعة، ومن المعلوم أنه لا يزكو أحد ولا يتطهر إلا برحمة الله وفضله.

ب. الأبد الموقوت في القرآن:
1.وقد يرد لتأبيد الحكم طيلة حياة المعني به، لكن الحكم ينتهي عند موت ذلك المعنى، كما في قوله تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً) [الأحزاب: 53]. تحرّم الآية على المسلمين نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهن أمهاتهم. ولكن هذا الحكم المؤبد موقوت بحياة أولئك الأزواج رضي الله عنهن، وقد توقف وانتهى بوفاتهن، فهذا تأبيد موقوت محدد بحياتهن.

2.ومن التأبيد الموقوت في القرآن ما ورد في قوله تعالى: (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا…) [المائدة: 24]. تخبر الآية عن رد بني إسرائيل الجبناء على موسى عليه السلام عندما طلب منهم دخول الأرض المقدسة مجاهدين، حيث رفضوا ذلك، ونفوا دخولها، وأبدوا ذلك النفي بظرف الزمان المستقبلي “أبداً”:
(إنا لن ندخلها أبداً)، لكن هذا ليس تأبيداً مؤبداً، وإنما هو تأبيد موقوت،
لأنهم قيدوه بدوام وجود أهلها فيها، وهذا التأبيد يتوقف وينتهي عند خروجهم منها: (إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها). ويوضح هذا ما ورد في قوله تعالى:
(قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) [المائدة: 22].
إن الآية الثانية والعشرين من سورة المائدة تفسر الآية الرابعة والعشرين منها، وتبين أن تأبيدها موقوت وليس مؤبداً! وأن تفسر آية متقدمة بآية قبلها سابقة عليها، في سياق قصة واحدة، يعتبر لطيفة من لطائف القرآن!

3. ومن التأبيد الموقوت تأبيد عداوة المؤمنين للكافرين: وهو الذي ورد في قوله تعالى :
(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً، حتى تؤمنوا بالله وحده) [الممتحنة: 4].. لقد صارح أتباع إبراهيم عليه السلام المؤمنون قومهم الكافرين بثلاث حقائق: براءتهم منهم ومن معبوداتهم ، وكفرهم بهم، وإظهار العداوة والبغضاء لهم.
وأخبروهم أن العداوة والبغضاء أبدية ، بظرف الزمان المستقبلي المؤبد:
(وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً).

لكن هذا التأبيد لا يراد به الأبد الممتد في الزمان، إنما هو أبد موقوت، مرهون باستمرار ما عليه قومهم من كفر وشرك بالله، فإذا تخلوا عن ذلك وآمنوا بالله وحده، انقطع وانتهى التأبيد، وحلّ محل العداوة والبغضاء، الأخوة والمحبة في الله: (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده…).

والقاعدة التي نخرج بها من ذلك: إذا ورد ظرف الزمان المستقبلي “أبداً” في آية تتحدث عن يوم القيامة، كان المراد به الأبد الممتد المؤبد، الذي لا يتجزأ ولا يتوقف ولا ينتهي، ولا سيما إذا قرن بالخلود، الدال على مزيد من التأبيد كما في تأبيد خلود الكفار في جهنم، وفي تأبيد خلود المؤمنين في الجنة.
أما إذا ورد في آية تتحدث عن التأبيد في الدنيا، فقد يراد به التأبيد المستمر حتى قيام الساعة، حيث تنتهي الحياة الدنيا… وكثيراً ما يراد به: “التأبيد الموقوت” المحدد بزمان معين، أو بشروط وصفات خاصة. والجمع في دلالة الظرف “أبداً” بين التأبيد والتوقيت، ليدل على تأبيد موقوت مشروط لطيفة أخرى من لطائف القرآن.

ثانياً: الأمد في القرآن
قال الراغب الأصفهاني: “الأبد والأمد: يتقاربان. لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان، التي ليس لها حد محدود، ولا يُتَقَيَّد، فلا يقال: أبد كذا. والأمد: مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر، فيقال: أمد كذا، كما يقال: زمان كذا… والفرق بين الزمان والأمد أن الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عام في المبدأ والغاية”. [المفردات ص 88].
الأمد: ظرف زمان، يراد به المدة المحددة، التي لها غاية ونهاية. تقول: أَمِدَ، يَأمَدُ، أَمَداً. من باب: غضب، يغضب، غضباً، وتقول: أمده كذا. وتقول: ضربت لفلان أمداً. أي: مدة زمنية محددة.
ولكل إنسان أمدان: الأول. أمد ماض، وهو يوم ولادته. والثاني: أمد مستقبلي قادم، وهو يوم وفاته الذي ينتظره.
وقد ورد الأمد أربع مرات في القرآن، كان في مرة معرفة مرفوعة: “الأمد”، وفي ثلاث مرات نكرة منصوبة: “أمداً”.

والأمد المذكور في القرآن نوعان:
أ. أمد ماض: وهو المدة الزمنية المحددة التي مضت وانتهت قبل نزول القرآن. وورد بهذا المعنى في آيتين:
الأولى: قوله تعالى عن بعث أصحاب الكهف: (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً) [الكهف: 12].
ألقى الله النوم على الفتية في الكهف مدة طويلة، واختلف قومهم فيهم، وفي مدة نومهم، ولم يكونوا يعرفون مكان وجودهم، وانقسموا إلى حزبين، كل حزب يحدد أمداً لنومهم، منذ مغادرتهم البلدة إلى الكهف! فبعث الله الفتية، وأيقظهم من نومهم، وقدر أن يذهب أحدهم إلى البلدة، وأن يهتدي أهلها إليهم، ويعرفوا مكان كهفهم، ليحسم الخلاف الناشب بين الحزبين فيهم: (لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً).

والراجح أن اسم الاستفهام “أي”: مبتدأ. و”أحصى”: أفعل تفضيل: خبر مرفوع بضمة مقدرة. و”أمداً”: تمييز منصوب لأفعل التفضيل والتقدير: أي الحزبين أدق وأضبط وأتقن إحصاء، لأمد ومدة لبثهم نائمين في الكهف.

فالأمد في الآية مدة زمنية ماضية محددة، قضاها الفتية نائمين في كهفهم، وقد عرفنا بعد ذلك أنها ثلاثمئة وتسع سنوات. لقوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعاً) [الكهف: 25].
الثانية: قوله تعالى عن أمد أهل الكتاب: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) [الحديد: 16].

يخبرنا الله أنه “طال الأمد” على أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقست قلوبهم، ويدعونا إلى أن لا نكون مثلهم. والأمد في الآية مدة زمنية ماضية محددة، انقضت وانتهت. وما بين إنزال التوراة على موسى وإنزال القرآن على محمد عليهما الصلاة والسلام أمد طويل امتد لعدة آلاف من السنين. وبين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام عدة قرون.
و”الأمد” في الآية معرفة، وهو فاعل مرفوع. وتعريفه مقصود، لأنه صار معروفاً معهوداً محدداً، وقد أدى طول الأمد إلى قسوة القلوب: (فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم).

ب. أمد مستقبلي: يراد به مدة زمنية محددة، لكنها آتية منظورة متوقعة. وورد بهذا المعنى في آيتين:
الأولى: الأمد فيها دنيوي: وهو المذكور في قوله تعالى: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً). [الجن: 25].
يأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا القول للكافرين به. و: “إن” هنا: حرف نفي بمعنى لا. أي: لا أدري هل ما توعدون قريب الوقوع، أم له أمد بعيد حدده الله. والذي كانوا يوعدون به هو العذاب في الدنيا، جزاء على كفرهم وتكذيبهم.
وسورة الجن مكية، وفيها هذا التهديد للكفار بقرب حلول ما يوعدون به من العذاب في الدنيا. وقد أوقع الله بهم العذاب بعد عدة سنوات من نزول هذه الآية،
حيث هزمهم على أيدي المسلمين في غزوات بدر وأحد والخندق وحنين وغيرها. وبهذا كان هذا الأمد قصيراً.

الثانية: الأمد فيها أخروي: وهو المذكور في قوله تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً). [آل عمران: 30].. تتحدث الآية عن يوم القيامة، وإحضار أعمال النفوس تمهيداً لحسابها، فالنفس المؤمنة تجد أمامها الخير محضراً، والنفس الكافرة تجد أمامها السوء محضراً،
فتفرح النفس المؤمنة وتستبشر، وتحزن النفس الكافرة، وتتمنى لو كان بينها وبين عملها السيئ أمد بعيد…
و”أبداً” في الآية اسم “إن” مؤخر منصوب. و”بعيداً” صفة… و”الأمد البعيد”: الفترة الزمنية الطويلة، التي تفصل بين النفس الكافرة وعملها السيئ. وهذه الأمنية لا تتحقق للنفس الكافرة، لأن عملها محضر أمامها، لا يفصلها عنه أمد بعيد ولا أمد قريب.

ومن لطائف “الأمد” في القرآن أن مرات وروده في القرآن “متناصفة”: مرتان في الأمد الماضي، ومرتان في الأمد المستقبلي… والأمد المستقبلي: نوعان، أمد دنيوي مضى وانقضى بالنسبة لنا وصار ماضياً.. وأمد أخروي قادم يوم القيامة… وثلاثة آماد نكرة، وأمد واحد معرفة: (فطال عليهم الأمد). وآماد الدنيا الثلاثة انتهت مدتها وتحققت، وأمد الآخرة لم يتحقق، لأنه أمنية مستحيلة للكافرين…

بهذه السياحة التدبرية الممتعة مع “الأبد والأمد في القرآن” ندرك أهمية ومتعة تدبر القرآن، ومتابعة الكلمة الواحدة فيه، وفهمها من خلال سياقها، وحسن ملاحظة الفروق اللطيفة الدقيقة بين الكلمات المتقاربة في القرآن، والالتفات إلى اللطائف المبثوثة فيه.



 

رد مع اقتباس
قديم 19-11-2016, 09:46 AM   #7


نسيم فلسطين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7463
 تاريخ التسجيل :  20 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 13-08-2017 (08:03 PM)
 المشاركات : 41,752 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



ربِ // تودّ // قُدّ

" قُدَّ " : ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) يوسف 26
قُدَّ : أصلها قُدِدَ على وزن فُعِل ، إدغام متماثلين كبير رسماً ولفظاً .


قدد- القدُّ : قطع الشيء طولا. قال تعالى: (إن كان قميصه قد من قبل( [يوسف/ 26] ، (وإن كان قميصه قد من دبر( [يوسف/27]. والقد: المقدود ، ومنه قيل لقامة الإنسان : قد ، كقولك : تقطيعه ( قال ابن منظور : وإنه لحسن التقطيع : أي: القد، ويقال: فلان قطيع فلان، أي: شبيهه في قده وخلقه ، وجمعه أقطعاء / وقددت اللحم فهو قديد ، والقدد : الطرائق.
قال : (طرائق قددا([الجن/11) ، الواحدة : قدة ، والقدة : الفرقة من الناس ،
والقدة كالقطعة ، واقتد الأمر : دبره ، كقولك : فصله وصرمه .





تفسير القرطبي : كان في موضع جزم بالشرط , وفيه من النحو ما يشكل , لأن حروف الشرط ترد الماضي إلى المستقبل , وليس هذا في كان ; فقال المبرد محمد بن يزيد : هذا لقوة كان , وأنه يعبر بها عن جميع الأفعال . وقال الزجاج : المعنى إن يكن ; أي إن يعلم , والعلم لم يقع , وكذا الكون لأنه يؤدي عن العلم . " قد من دبر " فخبر عن " كان " بالفعل الماضي ; كما قال زهير : وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو أبداها ولم يتقدم وقرأ يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق " من قبل " بضم القاف والباء واللام , وكذا " دبر " قال الزجاج : يجعلهما غايتين كقبل وبعد ; كأنه قال : من قبله ومن دبره , فلما حذف المضاف إليه - وهو مراد - صار المضاف غاية نفسه بعد أن كان المضاف إليه غاية له . ويجوز " من قبل " " ومن دبر " بفتح الراء واللام تشبيها بما لا ينصرف ; لأنه معرفة ومزال عن بابه . وروى محبوب عن أبي عمرو " من قبل " " ومن دبر " مخففان مجروران .




لقطات من تفسير النيسابوري :

ثم إن يوسف كان في غاية الحسن والجمال ، فلما شب طمعت فيه امرأة العزيز وذلك قوله : { وراودته } والمراودة مفاعلة من راد يرود إذا جاء وذهب ، ضمنت معنى الخداع أي فعلت ما يفعل المخادع بصاحبه حتى يزله عن الشي الذي يريد أن يخرجه من يده ، وقد يخص بمحاولة الوقاع فيقال : راود فلان جاريته عن نفسها وراودته هي عن نفسه إذا حاول كل منهما الوطء والجماع ، وإنما قال : { التي هو في بيتها } ولم يقل زليخا قصداً إلى زيادة التقرير مع استهجان اسم المرأة { وغلقت الأبواب } لا ريب أن التشديد يدل على التكثير لأن غلق متعد كنقيضه وهو فتح .

والمفسرون رووا أن الأبواب كانت سبعة { وقالت هيت لك } هذه اللغة في جميع القراآت اسم فعل بمعنى هلم إلا عند من قرأ { هئت لك } بهاء مكسورة بعدها همزة ساكنة ثم تاء مضمومة فإنها معنى تهيأت لك . يقال : هاء يهيء مثل جاء يجيء بمعنى تهيأ .

قال النحويون : هيت جاء بالحركات الثلاثة : فالفتح للخفة ، والكسر للالتقاء الساكنين ، والضم تشبيهاً بحيث . وإذا بين باللام نحو « هيت لك » فهي صوت قائم مقام المصدر كأفٍ له أي لك أقول هذا . وإذا لم يبين باللام فهو صوت قائم مقام مصدر قائم مقام الفعل ويكون اسم فعل ، ومعناه إما خبر أي تهيأت وإما أمر أي أقبل . وقد روى الواحدي بإسناده عن أبي زيد { قالت هيت لك } بالعبرانية هيتالج أي تعال عربه القرآن .

وقوله : { واستبقا الباب } أي تسابقا إليه على حذف الجار وإيصال الفعل مثل { واختار موسى قومه } [ الأعراف : 155 ] أو على تضمين استبقا معنى ابتدرا . وإنما وحد الباب لأنه أراد الداني لا جميع الأبواب التي غلقتها .

روى كعب أنه لما هرب يوسف جعل فراش القفل يتناثر ويسقط حتى خرج من الأبواب { وقدت قميصه من دبر } لأنها اجتذبته من خلفه فانقد أي انشق طولاً { وألفيا سيدها } صادفا بعلها وهو قطفير . وإنما لم يقل سيدهما لأن ملك يوسف لم يكن ملكاً في الحقيقة . روي أنهما ألفياه مقبلاً يريد أن يدخل وقيل جالساً مع ابن عم للمرأة ..




لفتــة :
قميص/ براء ..
استدلال "الشاهد من أهلها "بالقميص في غاية الحصافة العلمية و الذوق الاجتماعي :
أ-طرح النظرية مجردة أولا ثم التحاكم إليها ثانيا :
النظرية :
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ{26} وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ{27}
التطبيق :
{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف28
والاستدلال على هذا النحو أبعد عن الباطل .. لأن المرء يكون قد قرر في حياد تام قاعدة معينة ، فيكون رهينا بها ، قاضيا على نفسه بقبول نتيجة الاختبارأيا كانت ...
على العكس ما لو تفحص الواقعة التجريبية أولا لأنه لا يؤمن أن تخترع النظرية لتمرير الواقعة أو زخرفتها..


فكان من حصافة هذا الشاهد – وهو من أهل المرأة - أن قرر القاعدة قبل تفحص القميص قياما بحق النزاهة والحياد.
ب-هذا الشاهد قام أيضا بحق "الذوق" الاجتماعي و"العرف" (الارستوقراطي).. فهو عندما استعرض الحالين الممكنتين بدأ وفق مقولة "النساء أولا"
فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ..
فبدأ باحتمال صدقها وأخر فرضية صدق غريمها... وفي هذا جبر شكلي لخاطر المرأة باعتبارها أنثى أولا ومن أهله ثانية .
هذه ثلاث وظائف مختلفة للقميص في قصة يوسف...ولنا أن نلاحظ أيضا

أن القميص جاء في سياق الدليل الصادق الحق..الذي يجلي الواقع كما هو لا كما يظهر.. فكل الملابسات من شأنها أن تورط يوسف عليه السلام لولا ذلك القميص .





من ( منتدى الشريعة ) :
الإيجاز البلاغي في قصة النبي يوسف

يشكل الإيجاز، بوصفه صورة من صور البلاغة القرآنية، سمة من سمات كتاب الله

(عز وجل) إذ يتميز النص القرآني عموماً بالتركيز والتكثيف ، والوصول إلى جوهر المعنى عبر القول الموجز والإشارة الدالة.

تُستثنى من ذلك بعض الآيات التي اقتضى البيان الإلهي أن تأتي بشكل مفصّل، لكنه تفصيل لا ِيُحَمِّلَ التركيبَ فوق ما يحتمل المعنى أو يقتضيه. وفي ذلك كله بلاغة استدعت الإطناب والتفصيل في موضع، والإيجاز والتكثيف في موضع آخر.

تتجلى ظاهرة الإيجاز في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) في عنصرين أساسيين هما :

1 - الإيجاز في اللفظ
2 - الإيجاز بالحذف


وهذان العنصران متداخلان ، متشابكان ، لا ينفصل أحدهما عن الآخر ، ولذا فإن الحديث عن الإيجاز في القصة يقتضي بالضرورة دراسة هذين العنصرين في سياق واحد .

لكن الوقوف على مواطن الإيجاز جميعها في قصة يوسف (عليه السلام ) والإشارة إلى ما تحمله من دلالات بلاغية أمر متعذ ر، فكل جملة ( لا في القصة وحدها بل في القرآن الكريم كله) تحتاج إلى وقفة مطولة، دراسة وتحليلاً، فهماً وتدبراً ، إذا ما أردنا دراسة جانب من جوانب تركيبها البلاغي .

ولذلك نرى أن نقف على بعض مواطن الإيجاز في القصة ، علنا نجد فيه مثالاً لما يزخر به النص القرآني من الإيجاز البلاغي الذي يمثل جانباً من جوانب إعجاز القرآن الكريم، مما لا يكون لبشر قط مهما أوتي من فصاحة القول وبلاغة المعنى .

ولابد أن نشير أولاً إلى أن قصة يوسف (عليه السلام) جاءت في السورة عبر مجموعة من المشاهد، التي ترتبط فيما بينها ترابطاً عضوياً، فالانتقال من موقف إلى آخر في القصة يتم – غالباً – دون رابط سردي ، غير أن الارتباط برابط السببية بين المشاهد ، يغني عن السرد المحذوف، ويقوم بدوره ، ويخلق في الوقت ذاته حالة من الحركية التعبيرية.

من هنا كان تناولنا قضية الإيجاز في القصة يقوم على التقاط بعض المشاهد منها ، ومن ثم دراستها دراسة تحليلية تبين دور الإيجاز في صياغة القصة صياغة فنية رفيعة.

( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ )

لنقف عند شهادة الشاهد ، والشاهد أتت من المشاهدة ، وامرأة العزيز ويوسف لم يكن معهما أحد ليكون شاهداً على ما حدث، ولعل الشاهد قد شهد موقف امرأة العزيز ويوسف
( عليه السلام ) وقد ألفيا سيدها لدى الباب، وذِكرُ الشاهد قضيةَ قدِّ القميص تعني بالضرورة عدم رؤيته قميص يوسف وقد قُدَّ من دبر، وإلا فلا معنى لشهادته.

كيف خطرت له مسألة القميص إذاً ؟

أَوَلم يكن ممكناً ألا يكون يوسف ( عليه السلام ) مرتدياً قميصاً في ذلك الموقف ؟

الراجح - والله أعلم - أن امرأة العزيز ذكرت قميص يوسف لتجعله دليلاً على مقاومتها إياه ومنعه من فعل الفاحشة ، ولم تُشر إلى الجهة التي قُدَّ منها ، وكأن الشاهد – وهو خارج الباب برفقة العزيز – قد سمع ذلك دون أن يرى يوسف ، فرأى أن يجعل القميص دليل إدانة أو براءة، وهنا تنبّه العزيز إلى هذه المسألة فعرف بها كيد زوجته ، وتأكد من براءة يوسف مما اتهمته به زوجته .

وهذا من وجوه الحذف البلاغي في القصة ، إذ لم تشر الآية إلى أن امرأة العزيز ذكرت قدّ القميص كدلالة على براءتها ، والآية لم تذكر أيضاً مكان وجود الشاهد في هذا الموقف، وأنه كان يسمع ما يحدث وهو خارج الباب دون أن يرى... فهذا كله مما توحي به الآية الكريمة بإيجاز موحٍ يحتاج إلى شيء من التأمل والتدبر.

ومما جاء في هذا الموقف مفصلاً قول الشاهد :

إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ

وكان ممكناً حسب البلاغة القرآنية اختزال هذا القول بالاكتفاء بالجزء الأول منه ، إذ يتضمن في ظل وجود الشرط معنى جزئه الثاني .

لكن ذكر جانب دون الآخر ، أو التفصيل في جانب والإيجاز في جانب الآخر– فيما لو جاء على هذا النحو – ربما يحمل دلالة على ميل الشاهد إلى الاحتمال الذي فصّل فيه ، لذا جاء قوله في الاحتمالين متساوياً من حيث عدد الكلمات، حرصاً منه على أن يكون دقيقاً
في قوله ، منطقياً في رأيه ، حيادياً ، عادلاً ، في سبيل الوصول إلى الحقيقة .



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفاظ , مع , وقفات , قرآنية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات بالحياة [القروب الاخضر] عَبَقُ الجنّه ( همســـــات العام ) 10 13-03-2016 01:18 PM
زيت الزيتون إشارة قرآنية رائعة بتي (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 23 09-03-2015 10:32 AM
وقفات مع سورة الأنعام سورة الأنعام السورة الوحيدة التى نزلت جملة واحدة يشيعها 70 ألف مرام (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 33 18-06-2014 06:17 AM
فتاة عربية تلبس فستاناً عارياً عليه آيات قرآنية! بسمتي الم (همســـــات الحوادث والغرائب ) 14 11-06-2014 05:29 AM
وقفات قرآنية عيون الكون (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 10 22-04-2013 05:01 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010