الخوف عند غيابكَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبي أنا لا أُجيد فعل الإنتظار
على حافة الوقت
ف كلما تأخر بكَ التوقيت
أدخل في دوامة الغضب
و تتلاطمني أمواج الحزن
ف لا تجعل القلب في انتظاركَ يحتضر

قبل أن أجد نفسي واقعة في غرامكَ
لأنه هكذا بين عشية وضحاها
استيقظتُ على حالتي الغرامية
دون مقدمات أو تقديم وتيقة ثبوت ملكية
لقلب لطالما تجنب الوقوع في الحب
كنتُ كلما لمحتُ عاشقة تنتظر
ملتصقة بدقائق ساعة تقيلة الزمن
كل شيء يمضي إلا هي لا حياة فيها
كما لو أنه لا يكفيها توقف نبضات تلك العاشقة
كي تتوقف هي بدورها
ف يزداد الزمن صمتا وتُشل الحركة
و أبتسم أنا كيف لها السقوط في قاع الإنتظار

لم أكن أعرف أن ذاك المثل القائل
(من ضحك على شيء ابتلي به)
سيصيبني ب ارتجاجات في أنحاء القلب
و يتعرض كلي لهزات نبضية
ف يسقط علي بعضي
و بعضي يهوي على الأرض فتنشق
و أكون فريسة جادبية الإنتظار
و تستقبلني ساعتي في مرافئ تكتكاتها
و لا مفر لدي سوى الطاعة
و الإمتثال أمام سيد الوقت
الذي استعمرني وجردني من جواز هويتي
و ذهب لشأنه تاركا ورائه أنثى
تنتظره في بهو الحب

قبل توقيت حضوره بدقائق
كنتُ قد وصلتُ عند انتظاره
و لم تكن ساعتي في معصمي
لكنها كانت في قلبي تقودني إليه
أُشبه سندريلا وهي ذاهبة لرؤية أميرها
هكذا أخبرتي سلوى
و هكذا غمزني النسيم مغازلا أنوثتي
و هكذا حملتني الرياح على بساط الهوى
و عيون العصافير ترمقني بإعجاب
جرفتني لهفة اللقاء في نسيان التوقيت
حين جائني اتصال من سيد الوقت
أنه لن يكون عند الوقت

عند انتظاري تجاوز الحب
سن الشغف والهيام
و عند عودتي انطفأت الفرحة
و ذبل توهج الفؤاد
و خلعتُ بهجتي وغسلتُ مساحيق شوقي
و انكمشتُ بجانب حزني في العناية الفائقة
لا شيء يحيط بي سوى أنفاسي المتقاطعة
و نشرتي النفسية الغامضة
و حلكة الظلام داخلي
ادخلتني ممرات الخوف عند غيابكَ