ثورة حواسي الراكضة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل استرسالي في الكتابة رسالة أبعثها لحبيبي
أنتَ ياحبيبي ...
في أوقات غيابكَ كل ماحولي يملئه الفراغ حتى قلبي
لا أنفاس فقط هي دقات قلب الحزن
و أنا أخاف من ذاكَ الخواء في دهاليز الوداع
وكيف لا أخشى لحظة من الجمال معكَ أن تلود بالفرار
و أنتَ أصبحتَ جمالي الذي أتزين به كل صباح

أحيانا يضعنا القدر في طريق أحدهم
نحب ... نعشق ... ونهوى
ف نجني التجاهل و الامبالاة
ف يتحول هذا الحب إلى ألم
ف نختار الإنسحاب كي تطيب الجراح
فجأة نجده في طريق قدرنا ثانية
و لا مفر من الأقدار و لا سبيل للإنسحاب

شيء بديهي أن تستوقفني إشارة المرور
و ذاك الخط الأحمر في يمين الورقة
ف أنا لا أُجيد الكتابة في بياض الورقة
لأنه انتحار لغوي
و الغوص في قاع محيط الأبجدية
و أنا لا أملك ذاك السنوركل لحمايتي من الغرق
كما لا أجيد الهروب من السطور المتوازية
مع خط استواء عينيكَ اللتان تدفعاني للغرق
ف أتخبط يمينا وشمالا و تتقاذفني أمواج قدري
و ترميني عند شواطئ أبوابكَ الموصدة

ماذا أفعل بكَ
أو بالأحرى ماذا فعلتَ بي
و أنا لا أقتنع برجل لا إسم له
مجرد .. هو .. في لائحة الأسامي
أتعرف عليه من خلال النظر
و تبقى الحاسة الأكثر سطحية
لا تُشعرنا بعمق الشيء
و لكنها تُخلق فوضى في باقي الحواس
و تجعلني أكتشف خوفي النسائي
من ثورة حواسي الراكضة

سقطتُ في دوامة التساؤلات
مع أن الأسئلة لن تزيدني إلا تورطا
و الإنضمام إلى حزب العشاق
و انتهاك حرمة الجنون
و استدراجي إلى اعترافات يصعب الخوض فيها
لماذا عندما أكف عن انتظاره يعود
لماذا لم يمنحني إشعارا بوصوله
لماذا يُدحرجني من شلالات شاهقة للشوق
و يمضي بي حيث لا أدري
جواب لا أكثر و يُصبح العالم أبهى
و أُصبح أنا أجمل

تمة مشاعر يجب علينا لمسها بحذر
كتلك الأحاسيس الآتية من العدم
فقط الخواء العاطفي يتلاعب بنا
أحيانا يُخطئنا و أخرى يُصيبنا حيث لا نتوقع
وبين قلب لا يبالي وقبلة لن تولد
تجاوز النبض سن الرشد
و دخل دار المسنين عاطفيا


سلوى أحمد حسني / البارزه