نعم أُعْلِنُ أني أُحِبُكَ

الساعة تشير إلى السادسة صباحا
بتوقيت مغربي الحبيب
قمتُ من سريري بذاك الهدوء المُعتاد
لا شيء يَشي بأن هناك شيء
كل شيء في مكانه وكما عهدته
استهلكتُ الساعتين والنصف كما كل يوم
أهم مافيها تلك النصف
التي أُخصصها دوما لأناقتي الوظيفية
أخدتُ حقيبتي الصغيرة وقبلتُ والدتي
و أسرعتُ نحو الباب
كما لو أن هناك من ينتظرني خارجا

عند خروجي تلقفتني نُسيمات الأمنيات
و ذاك النسيم الذي لا يتعب
من شمشمة أحاسيسي
و استجوابي على كرسي الإعتراف
ك محقق يُطالبني بالإمتثال
و يُفتش في جيوب قلبي
عن ذاك الرجل
الذي أقام في النبض منذ الأزل
هص ... هص ... هص
صمتا أيها الضجيج
ما ظننتُ سأَنْفَضِحُ و يَشي بي حبكَ
وتقبض علي مخابرات العاطفة
وسط ازدحامكَ في قلبي

خطوة وخطوتين وثلاث
و ذرات الهواء توشوش ورائي
هل هي عاشقة ياترى؟
ابتسمتُ و أكملتُ وجهتي للحافلة
جلستُ في المقعد الأمامي الفارغ دائما
(هل الناس تخاف من الجلوس في المقدمة)
فتحتُ حقيبتي أخرجتُ منها قلمي وورقة صغيرة
كتبتُ عليها ... نعم أُعْلِنُ أني أُحِبُكَ
وَضَعْتُها في المقعد المجاور لي
كما لو أنني حجزتُ مقعدا لكَ باعترافي
و أجبتُ على وشوشات تلك الجواسيس
و قدمتُ اعترافي في مكتب ضبط الحب
و نزلتُ من الحافلة لأنها نقطة وصولي
ف ربما تصعدُ أنتَ في نفس الحافلة
و تسمعُ خبر حبي مُتداول بين الركاب

قال القيصر .....
علمني حبك أن أتصرف ك الصبيان
و أنا في حبكَ كتبتُ بالطبشور على الحيطان
طفلة أركضُ بطائرة الحلم
و ألاحقُ ظلالك في كل مكان
عابرة بساتين القمح والرمان
أكتبُ أحبكَ على الأشجار
أحدثُ الزهر وأراقص الأطيار
و أتخطى الحدود وأجوب الصحراء
وعلى كراستي أستلقي بحرية
و أخبركَ أني أحبكَ ببرائة طفولتي
نعم ياحبيبي نعم
قد صدق القيصر وكذب اتزان العشق


سلوى أحمد حسني / البارزه