#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
اهمية الفتوى أهميَّة الفتوى . الحمد لله الذي عَلَّم بالقَلَم ، عَلَّم الإنسان ما لَم يَعْلَم . والصلاة والسلام على مُعلِّم الناس الخير ، الذي ما تَرَك خيرًا إلاَّ دَلّ أمَّـتَه عليه . وعلى آله وأصحابه الْهُدَاة ، الذين كانوا للهُدَى مَنارًا . أما بعد : فإنَّ الله خَلَق خَلْقَه حُنَفَاء على الفِطْرَة ، أسْوِياء في أصل الْخِلْقَة ، وقد أبْدَى إبليس العَدَاوة لآدَم ، وأضْمَر الكَيْد له قبل أن تُنْفَخ فيه الرُّوح ، وفي الحديث : " لَمَّا صَوّر الله آدَم في الْجَنَّة تَرَكَه مَا شَاء الله أن يَتْرُكه فَجَعَل إبْلِيس يُطِيف بِه يَنْظُر مَا هو ، فَلَمَّا رَآه أجْوف عَرَف أنه خُلِق خَلْقا لا يَتَمَالَك " . رواه مسلم . وفي الحديث القدسي ، يقول الله تعالى : " وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا " رواه مسلم . ولَمَّا كان ذلك ابْتَعَث الله الأنبياء ، وأرسل الرُّسُل ، وتتابعَتِ الآيات الـنُّذُر ، وجَعَل الله في الإنس والْجِنّ مُنْذِرين ؛ لإخراج العِبَاد مِن ذُلَّ عِبادة العِباد إلى عِـزّ عِبادة رب العباد . وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيّ " . رواه البخاري ومسلم . أمّا هذه الأمة فقد انقطَع الوَحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخُتِمَتْ بِنَبِـيِّنا الـنُّبُوَّات ، وأبْقَى اللهُ العَلَماء يَحمِلُون مِيراث الأنبياء ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، وإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا ، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ؛ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . وبِقَدْر مَا يأخذ العَالِم والْمُتعلِّم نَصِيبًا مِن ( اقرأ ) تَزْدَاد تَبِعَته مِن ( أنْذِر ) !وكان بِشْر الحافي يقول : أدُّوا زَكاة الْحَدِيث فاسْتَعْمِلُوا مِن كل مِائتي حَديث خَمْسَة أحاديث . ولَمَّا كان الناس أحْوج إلى العِلْم منهم إلى الطَّعام والشراب ، كما قال إمام أهل السنة ، الإمام أحمد بن حنبل ، إذ يقول : الناس مُحْتَاجُون إلى العِلْم أكثر مِن حَاجَتهم إلى الطعام والشَّرَاب ؛ لأنَّ الطعام والشراب يُحْتَاج إليه في اليوم مَرَّة أو مَرَّتين ، والعِلْم يُحْتَاج إليه بِعَدَد الأنْفَاس . والطَّعام والشَّرَاب به قِوام البَدَن ، والعِلْم بِه قِوام الرُّوح ، بل بِه النَّجاة في الدنيا والآخِرة ، ففاقِد الطعام والشَّرَاب قد يَموت جُوعا ، فَيَهْلِك جَسَده ، وفاقِد العِلْم قد تَموت رُوحه ، وتُوبِقه ذُنُوبه ، وتَجْتَاله الشياطين ، وقد يخسر بسبب ذلك الدنيا والدِّين ! والفتوى شَأنها جَسِيم ، وخَطْبها عَظيم ، وقد كان السَّلَف يَتَدافَعُون الفَتوى ، كُلّ منهم يُحيلها على صاحِبه ، طلبا للسلامة والْخَلاص مِن تَبِعاتِها . وكان عمر الفاروق رضي الله عنه إذا حَزَبَه أمْر مِن أمُور الفتوى جَمَع لها كَبار الصحابة . قال الإمام أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي : إن أحَدهم لَيُفْتِي في الْمَسْألة ولو وَرَدَتْ على عُمَر لَجَمَع لها أهْل بَدْر ! وما ذلك إلاّ لِعظم شأن الفتوى وما تتضمنه مِن القول على الله بغير علم . قال الله تعالى : قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون) قال الإمام مالك رحمه الله : ما شيء أشدّ عليّ مِن أن أُسْأل عن مسألة من الحلال والحرام ؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله ولقد أدركت أهل العِلم والفقه بِبَلَدِنا وإن أحدهم إذا سُئل عن مسألة كأن الموت أشْرَف عليه ، ورأيت أهل زماننا هذا يَشتهون الكلام فيه والفتيا ، ولو وَقَفوا على ما يَصيرون إليه غدا لَقَلَّلُوا مِن هذا ، وإن عمر بن الخطاب وعَلِيًّا وعامة خيار الصحابة كانت تَرِد عليهم المسائل - وهم خير القرن الذى بُعِث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم - وكانوا يَجْمَعُون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويَسألون ، ثم حينئذ يُفْتُون فيها ، وأهل زماننا هذا قد صار فَخْرهم الفُتيا ؛ فَبِقَدْر ذلك يُفْتَح لهم مِن العِلم . قال الإمام النووي في " مقدّمة المجموع" : وروينا عن السلف وفضلاء الْخَلف مِن التوقُّف عن الفُتيا أشياء كثيرة معروفة نَذْكُر مِنها أحْرُفا . وروينا عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : أدركت عشرين ومائة مِن الأنصار مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسْأل أحدهم عن المسألة فَيَرُدّها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا ، حتى تَرْجِع إلى الأول . وفي رواية : ما مِنهم مَن يُحَدِّث بِحَدِيث إلاَّ وَدّ أن أخاه كَفَاه إياه ، ولا يُسْتَفْتَى عن شئ إلاَّ وَدّ أن أخاه كَفَاه الفُتْيا. اهـ . وقد حرص بعض إخواننا على إنشاء منتديات متخصصة في الفتوى ، وأحْسَن الـظَّن بأخيه كاتِب هذه الأسطر ، ورغب أن أكون معه مُعينا ، فَوَافَقْتُ ليس حُـبًّـا في تَقَحُّم الفَتوى ، ولا حِرْصًا على وُرُود مَوارِدِها ، بل رغبة في نشْر الْخَيْر ، وفي تَعلِيم الناس ، والسلامَة مِن تَبِعَة العِلْم الذي تَعلّمته ، ولِسَان الْحَال كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : وَدِدْت أن الناس تَعَلَّمُوا هذه الكتب ولم يَنْسِبُوها إليّ . وقد الْتَمَستُ مِن بعض مشايخنا السَّلامَة مِن مَغَـبَّـة الفَتْوى ، واسْتَأذَنْـتُهم في الانْكِفاف عنها ؛ فما أذِنُوا لي !بل قال لي بعض مشايخي : مَن للـنَّاس إذا تُرِكُوا ؟ ثم أخبرني أن مِن الناس مَن يسأل ويَسْتَفْتِي بعض شيوخ الضلالة مِن أهل البِدع المغلَّظَة ! وقد رسَمْتُ لنفسي منهجًا أن أجعل الحق هو هدفي المنشود ، والكِتاب والسُّـنَّة هما الأصل الذي تُرَدّ إليه الأصول ، وأنَّ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم – إذا صَحّ – مُقدَّم على كلّ قول . وأن لا أشذّ عن أقوال علماء أهل السُّـنَّة ، وأن لا أقول قولاً لَم أُسْبَق إليه في مسائل العِلْم ، إلاَّ أن يَتعلَّق بمسألة مُحْدَثَة ، فإني أردّ القول إلى أصول أهل العْلِم في الْحُكم على الْمُحْدَثَات . ومع ذلك كله فإني لا أُغْفِل الرُّجوع إلى فتاوى العلماء ، بل والرجوع إلى بعض مشايخي كلما أشكَلتْ عليّ مسألة ، أو عرضَتْ لي مُشْكِلة . مع اعتِبَار سؤال أهل التخصص ما أمْكَن . فإن مَن فَعَل ذلك جَمَع إلى عقله عُقولا ، وإلى رأيه آراءً ، ولَم يَخْرُج عن الْجَادَّة . وأسأل الله أن يُجزل الأجر والمثوبة لكل من يقف وراء هذا العمل ، مِن بَرْمَجَة وتصميم ، وحِرص ورِعاية وتَواصُل . وأن يُعظِم لهم الجزاء ، وأن يُجري الخير على أيديهم . وأن يلهمنا جميعا رُشدنا .. وأن يُسَدِّدنا ويوفِّقنا لِما فيه الْخَير والصَّلاح . المصدر: منتدى همسات الغلا hildm hgtj,n |
26-06-2014, 01:30 PM | #2 |
| جزآك الله خير الجزاء ونفع بِك وأسأل المولى أن يجعل الجنة مثوآكِ بغير حساب ولآ سابقة عذاب . بحفظ الرحمن |
|
26-06-2014, 02:05 PM | #3 |
| جزاك الله خير الْجزاء ماشاء الله عليك جعله شاهد لك ليس عليك ورِزقك الْمولَى الْجِنـــــــــــــة ونعيمها وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاتك دمت بالف خير لك أرق التحيـآآ |
|
26-06-2014, 02:36 PM | #4 |
| جزاكـ الله خير الجزاء وشكرا لـ طرحكـ الهادف وإختياركـ القيم رزقكـ الله الجنهـ ونعيمها لـ روحكـ السعادهـ .. |
|
26-06-2014, 03:10 PM | #5 |
| اميـن يـاربـ العالمـين مديري النازف جزاك الله خير الجزاء وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناك ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة وأجـــــــــزل لك العطـــاء |
|
26-06-2014, 03:21 PM | #7 |
| بحق ولمآ يحتآج المرء للتأكد من أمر الأسلم له الرجوع إلى أهل الإختصآص وسؤآلهم ففي جوآبهم شفآء لمآ وجد في الصدور من حيرة جزيتم الفردوس الأعلى على هالطرح القيم بوركتم ، |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفتوى , اهمية |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفتوى من مصادرها الصحيحة ( مواقع ) ... حصري | ع ــبدالعــزيز | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 65 | 12-02-2015 08:54 PM |
اهمية ممارسات الفن لدى ذوي الاحتياجات | جرح بملآمح انسان | همسات ذوي الاحتياجات الخاصة | 20 | 19-05-2014 06:00 PM |
اهمية الاستغفار | غنوجه الكويت | ( همســـــات الإسلامي ) | 20 | 17-05-2014 02:50 PM |
اهمية الجبال في نزول المطر | جرح بملآمح انسان | ( همســـــات الإسلامي ) | 12 | 13-02-2014 02:22 AM |