أخر اوراق التوت

هاأنا أعود كل ليلة لأبحث عنك في الأفق البعيد

لألآمس عذب الإحاسيس من جنون حرفك ..

ولاأغادر ..

حروفك الساحره تملاء الروح ضياءا وعطرا فواح

فتنهل وترتوي أغصان عروقى وتغسل الظلام القابع بالأنحاء

لقد إخترقت أرجاءك وإستوطنت ...

حين تقتحمينني بعنفك الذي يعزف على أوتار دمي بحنان العاشقين ، لا أجد في يدي سوى سلاحٍ وحيدٍ أمتشقه في وجه اللوم : الصمت !

من بين الألوان ، عيناي أدمنتا البحث عن الأحمر ، حتّى إذا ما رأيته ، رقص القلب نشوةً ، ثم عاد إلى صومعة الصمت ...

حين يسرقنا الكلام ، أجد نفسي في غابة سحريّة تسودها الفصول الأربعة ، و تطير الفراشات من حولي بكل اتجاه ، و أشرب من نبعٍ أتذوّق ماءه لأول مرة ...
كل هذا حين نتكلم ...
لكن الصمت يبقى سرّاً أعذب و أعمق .

أوّل شيء سأفعله في الصباح ، أن أمضي لشجيرتي الحزينة ، فأسقيها و أسمع عتابها .
هي كذلك يستوطنها الصمت .

لأنها تسكن على قمة جبلٍ لا يراه الناس ، أجدني على الدوام أرنو للسماء ...
و أهمّ بالصعود ، لأنها - وحدها - من يستطيع أن يحلّ طلاسم صمتي .

أتراها تمرّ العينان على الدّيار - مثلي - بصمت ؟