أخر اوراق التوت

أَيَا امْرأَةً خُلِقْتِ هُنَاكَ
مِنْ ضِلْعي ومن كتفِي

ولمَّا أصْبَحَتْ أُنْثَى
يُناطِحُ أَنْفُهَا أَنْفِي

تَقُولُ الشِّعْرَ فِى كِبْرٍ
وتَنْسَى أنَّهُ حَرْفِي

فَمَنْ بِاللهِ عَلَّمَهَا
تَقُولُ الْحَرْفَ فى وَصْفِي

خُلِقْتِ لِمُتْعَتِي قَبْلاً
فَهَلْ هَذا إذاً يَكْفِي ؟

وَلَمْ يَكُ يَوْمَهَا غَيْرِي
يُعَلِّمكِ الْخُطَا خَلْفِي

أُصَحِّحُ نُطْقَكِ الْمَكْسُورَ
فى الإعْرابِ والصَّرْفِ

وأَضْبِطُ عَقْلَكِ الْمَنْقُوصَ
فى التَّمْدِيدِ والْوَقْفِ

وأَصْبِرُ إنْ دَعاكِ النَّقْصُ
فى حَوَّاءَ لِلْخَرْفِ

فَمَنْ مِنْكُنَّ قَدْ بُعِثَتْ
نَبِيّاً كامِلَ الْوَصْفِ

ومَنْ مِنْكُنَّ يَوْمَ الْحَشْرِ
إلاَّ آخِرَ الصَّفِّ

وهَلْ حَوَّاءُ مَنْ قَادَتْ
لِوَاءً سَاعَةَ الزَّحْفِ

أَلَمْ تُخْلَقْ سَمَاءُ اللهِ
والأَرضون باللِّطْفِ

لِأَحْمَدَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ
مَخْطُوطٌ عَلَى السَّقْفِ

ألَيْسَ لآدَمَ التَّفْضِيلُ
عَنْ حَوَّاءَ بِالضِّعْفِ

ونَقْرأُ فى كِتَابِ اللهِ
قَوَّامُونَ مَنْ يُخْفِي

وجِئْتِ الآنَ يا أُنْثى
تُسَاوِي الأنْفَ بالأنفِ

ألَسْتُ أَنَا وَمَنْ غَيْرِي
أُمِرْتِ لِتَرْقُبِي طَرْفِي

لِأَرْضَى عَنْكِ ولْيَرْضَى
عَلَيْكِ اللهُ مِنْ عَطْفِي

ولِي وَحْدِي أَيَا حَوَّا
أُمِرْتِ لِتَسْجُدِي ، يَكْفِي

لماّ تراءتْ من بعيدٍ أسْرعَتْ
دقّاتُ قلبيَ تسْبقُ الخُطُواتِ

وتسابقتْ معها العيونُ بلهفةٍ
وكلاهما يستعجلُ اللحَظاتِ

ليكون أوّل من يفوزُ بطيْفِها
ويُرَتِّلُ الأشواقَ بالقُبلاتِ

والرُّوحُ راحتْ تَعْتَلي فِرْدَوْسَها
خَلْفَ الْوُجُودِ تُفاخِرُ الحَيَواتِ

وتَهيمُ تَقْطِفُ مِن سماواتِ الهوى
مُزْنَ الْمُنَى ولَطائفَ الشَّهَواتِ

فتَبَسَّمَتْ . آهٍ قُتِلْتُ بثَغْرِها
ونَسِيتُنِي وتَعَطّلَتْ حَرَكاتي

فَتَرَفَّقَتْ في رِقَّةٍ تَحْنو عَلى
كَفِّي تُهَدْهِدُ رَجْفَةَ اللّمَسَاتِ

وأنَامِلي حُبْلَى بشَوْقٍ أَبْكَمٍ
فاسْتَنْطَقَتْ مِنْ بَيْنِها الْكَلِماتِ

والْعِطْرُ مِنْ أَنْفاسِها مُتَكَبِّرٌ
لا يَقْبَلُ الشُّرَكاءَ والصَّدَقاتِ

يَسْرِي فَيَبْلُغُ مِنْ جَمِيعِيَ مَبْلَغاً
حَتّى يُعانِقَ مَجْمَعَ النَّشَواتِ

فتَمايَلَتْ . والْقَلْبُ يَحْضُنُ حَوْلَها
ويُلاحِقُ السَّكَنَاتِ والْحَرَكاتِ

ثُمَّ انْحَنَتْ . يا وَيْلَتِي عُنْقُودُها
لَمّا تَدَلَّى كُنْتُ في الأَمْواتِ

وأَنا الْمُتَيَّمُ مَا اسْتَطَعْتُ وِصالَها
باللهِ كَيْفَ بِهَجْرِها لِحَياتي

خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاص

سَأكْتُبُ فِيكِ شِعْراً من فؤادي
ولَوْ حَبِلَتْ أَسَارِيرُ الأعَادِي

وأُسْمِعُهُ الأَصَمّ بكلِّ دَرْبٍ
وأُقْرِئُ كُلَّ أَعْمىً بالبَوَادِي

سأكتبُ عنْ هوانا ألْفَ بيتٍ
فكوني أنتِ يا عُمْرِي مِدادِي

ونُصْبِحُ أَشْهَرَ الْعُشَّاقِ دَهْراً
ويَحْكِي حُبَّنَا كُلُّ الْعِبادِ

سأكتب أَنَّ عينيكِ انْتِمائِي
وأوْطانِي فما أحْلَى بلادِي

وأَنِّي أكْرَهُ التّرْحَالَ لكِنْ
إلى عينيكِ أطْمَعُ في ازْدِيادِ

أُسَافِرُ فِيهِما عُمْراً طَويلاً
أَتِيهُ ولا أُفَكِّرُ في ارْتِدادِ

لَعَمْرُكِ فيهما جَنَّاتُ رُوحِي
وأَنْهارُ الخلودِ وكُلُّ زادِي

وآوِي بينَ سَحْرِكِ يا حياتي
ونَحْرِكِ ها هُنا أَرْمِي وِدادِي

فَيَنْبُتُ عِنْدَ ثَغْرِكِ أَلْفُ سَطْرٍ
فَأَنْقُشُ فَوْقَهُمْ تَحْيَا بلادِي

وأُعْلِنُ ثَوْرَةً تاللهِ مِنْها
يَخِرُّ صَبابَةً قَلْبُ الْجَمادِ

سأكتُبُها أُحِبُّكِ أَلْفَ أَلْفٍ
وأَعْشَقُ فيكِ ضَعْفَكِ والتَّمادِي

أُحِبُّكِ إِنْ خَضَعْتِ بِعِزِّ نَفْسٍ
وأَعْشَقُ فِيكِ مَيْلَكِ للْعِنادِ

فَقَرِّي أَعْيُناً يا نَبْضَ قَلْبِي
وخَلِّ لِحَاسِدِي كُلّ السُّهَادِ

أراكِ كتاباً غزيْر الْمدادِ
بهِ ألْف فصْلٍ بباب العنادِ

أحمل
اوتار الطريق
وسحابة
وابحث عن موطنا
لارسم على ارضه

وشمة ماء
اجبرني واد الرمل
على ان اغذي
ضريح الماء
لتمر السحابة على نعشي
وترتوي الصحراء
ترتوي