لُغة القرآن .. إلى أين ..؟!

سيكون لي رد يفيكَ الحق
أيها الاعذب الشامخ
بإذن الله تعالى ..


تقديري لشخصك
ولتواجدك القيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كلمة قد تكون الأخيرة ..
قبل ان اكتب المقال و قبل حتى أن تولد هذه الكليمات كلنا نعلم ان الساحة الادبية ليست بخير وانا لست مبدعة أو مبتدعة ولم يكن مقالي موجها لشخص بعينه أو أديب بعينه بل هو نتاج تجربة شخصية وبحث وإستزادة واطلاع بما يدور داخل دواليب الادب العربي وعلى يقين لنفسيَ أولا و لمن هو على شاكلتي ثانيا من ناحية الثقافة والتوجه ولا أحسب الكلام هنا كافيا حين يتعلق الأمر بثوابت الأمة .. فأقدم شيئ بنفس الانسان هي ثقافته وموروثه وتاريخ بني جِلدته وملته الوجودية في الكون ( ما يعرف في ثقافتنا بِالعقيدة ) التي يدين بها و يذودُ عنها وهذه كلها لا تتجلى للعيان كتجليها في الأدب وهذا ما يجعل للأدب المكانة العالية بين كل معارف الانسان من قديم زمانه إلى يوم الناس هذا بل لهذه اللّحظة التيِ أخطُ فيها الحرف ..
ولا أزال في كلِ مرة أراجع ردودي هنا المرة تِلو المرة في محاولةٍ مني لَملمةَ ما تشعث سهوا وأجمع ما تفرق علي إستطرادا حتى أن قلمي قد أنهك و مسودتي لم يبق فيها هامش حتى (فأنا تقليدية جداا ) لازلت اكتب بقلم وأستمتع به يخدش الورق .. وهذا الذي يلحّ عليّ في مثل هذه المسائل الأدبية ذات الشأن الكبير و التي يستهين بها الكثيرون وهم ينتهجون منهج الحداثة فإنهم ليسوا الا صورة نمطية كرستها المذاهب الغربية وخريجوها ممن يجنحون للسهل المهل و يروجون كون علوم الأدب ليست بشيئ ذي بال ... وأنها لغة ولّت وخيال فاسد بحاجة لتطوير ومواكبة الحضارة ... هنا بالذات أمر أريد أن أنبه إليه أحبابي والمُغرمون بالأدب العربي رغم أنه ليس إختصاصيِ هو انه ولحكمةِ الله وإرادتهِ و لأمر مَّــا عنده علمه وحده لا شريك له كانت اللغة والقرآن الكريم آخر المعجزات الكونية الكبرى معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم تمثلت في كتاب هو ظاهرة بيانية لغوية (وكان الذي أوتيَه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قرآنا) فيما معناه أنه أُوتيَ كتابا سماويا بلغة عربية مبينة قامت عليها حضارة عظيمة لم يعرف لها التاريخ مثالا ولن يعرف في كل مناحي العلوم والمعارف وتشعباتها وكانت منهلا لمن يدّعون الفضل علينا اليوم ..
ما أردت قوله في مجمل استعراضيِ لهذه الصفحات .. لغة عربية سليمة وقويمة و كتاب سماوي منزه و محفوظ و بنان مطواع هو والله ِ الأدب السامي الرفيع المبين ولكل الحداثيين والمُستشرقين وكل من تسول له نفسه القفز على "الظاهرة القرآنية" وأثرها في اللغة وفي الأسلوب وفي الأدب العربي و بيانه فقد قفز على حقيقة تاريخية و بديهية فلطالما كانت أساليب الاسلاميين أرفع من أساليب الجاهليين وكل من حاول المساس وتغريبَ هذه الأساليب بما يتنافى و هذه الوقائع الراسخة رسوخ الجبال فكأنما يريد تغيير تاريخ وحضارة الإنسان والأرض و ما عليها ...



شكرا لكل من شاركنا الحديث
سعيدة بكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع ليس وليد اللحظة بل هو قديم متجدد
لاأحد ينكر الهجمات الشرسة على اللغة العربية سواء من الخارج أو حتى من بنيها أي الناطقين بها
فهناك مجموعة من الناطقين بها بدأوا تشكيل مدارس حداثية للأدب العربي من خارج الوطن العربي
وكانوا شديدين التأثر بالأدب الإنجليزي والعلوم الغربية
لذلك بدأوا تشكيل المرحلة على النسق الغربي وحاولوا العبث بالموروث وما يحمله من قيم جمالية
سواء كان للغة ذاتها أو حتى للأدب العربي بشكل خاص وإن كان المستهدف هو اللغة بحد ذاتها
وتشكيلها على حسب رأيهم تشكيل يواكب العصر أنذاك
مدارس الحداثة في المهجر:
كانت هذه المدارس لها نزعة التمرد على السياسة القائمة في بلدانهم
سرعان ماتحولت إلى تمرد على كل شيئ ومنه اللغة وفي قلبه الأدب الذي أخذ منحى مغاير تماما لما كان عليه
وكلنا يعلم كيف تم تشكيل الأدب وماهي الأوضاع التى أخذها ووتشكل فيها من خلال هذه المدارس
ولأنهم غير قارين على إختراع موروث جديد يوازي الموروث الثقافي العربي سقطوا جميعا في مستنقع الحداثة
لذلك خرج منهم الكثير من هذه المدارس وبدا واضع أنهم عادوا إلى الأصل
لذلك كل من تجاوزها أصبح له قوة وحضور حتى تلك البحور التى إستحدثوها وأضافوها على بحور الشعر وسميت بحور الحداثة أو التجديد أو التتمة أو سموها ماشئتم لأنها تعدد أسمائها
إلا أنهم أيضا لم يستطيعوا الإنتاج إلا عندما مارسوا اللغة كما هي وتمسكوا بالأصول الموروثه كما جائت
ولكن بطريقتهم هم
وهذا حسن وقد يكون حفظ لهم شيئ وأغفل العين عن أشياء أضاعوها

ثم حين لم تنجح مدارس الحداثة في تغيير وجه اللغة ومنها الأدب
بدأت حملات المواكبة للعصر والكلمات التى يتم دسها في بعض النصوص وزرعوا لها معنى في التشريح النقدي لكنها أيضا أعطت مدلولات أخرى وأصبحت ثقل كبير عليهم
في النهاية
نحن أمام قوة عظيمة لهذه الللغة قد يحدث في لسان أهلها شرخ أو إعوجاج لكنها تبقى كما هي
أي عندما نريد إصلاح إعوجاج لسان أحد ما فإننا نعرضه على اللغة
على عكس ماكانوا يفعلون هم حين يكون العرض على مدارس التحديث والتجديد
وبهذا أصبحت اللغة هي التى تدافع عن نفسها بدل أن يدافع عنها أحد
ومن يحاول المساس بها أصبح في أزمة التبرير أو حتى الشرح والتنزيل على الواقع ببعض المصطلحات المستحدثة الدخيلة

عفوا :
ربما أصبحت أكثر ثرثرة
تحيتي وإجلالي لكم جميعا بعد تحية القديرة نوميديا

نوميديا
ماشاء الله عليكِ غاليتي
مقاله رائعه بكل ماتعنيه الكلمه
صحيح يا غاليه لغة القرآن الكريم من أفضل وأحسن اللغات
ربي يصلح الحال ونشوف هذا الحال أفضل من قبل
اتمنى الأجيال القادمه ان تترعرع على هذه اللغه وهي الأفضل لهم
سلمتِ وسلمت لنا هذه المحبره الرائعه

لكَِ ولروحكَ ورود الاكآسيآ يرآفقهآ
همسآت حب
دومتي دائما نبض للحروف
سلم لنا قلمك غاليتي