الحياة بين الحقيقة والوهم

ذات صدفة أيقظت قلباً لطالما جاهد العقل على كبح جماح شوقه كي لا يعلن عن نفسه
وذات ألم أرخى المنطق قبضته على قلب أدمن عشق النظر إلى دمه المسفوح على يديك
وذات صدود سدت شراييني فبت أتنفس من ذكريات عانقت أسفلت تعمد بخطاك
وذات جرح كتبت عن شظايا أوردة سحقت بين نعليك وما زلت تدعي الجهل بدائي
وأنت تدرك أنك دوائي
كتبت عنك كثيراً ولم أندم وشكوتك إلى البحر فلم تسأل وخلعت لك جلدي فلم ترحم
ذاب القلم في يدي ولم أسأم و كم تعجب دائي حين رأى ممحاتي لم تستخدم

بسم الله مجريها ومرساها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها احمد
الله خالق القلم ومشرفة بالقسم وجاعله أول ما خلق جمل الورق
بغصنه كما جمل الغصن الورق والصلاة على القائل جفت الأقلام
من الحرف الناطق
الى الغائب الحاضر
قد تكون هذه رسالتي الاخيرة هنا فمعظم رسائلي ضاعت في غياهب المجهول
حتى انا اجد صعوبة في العثور عليها واظنك لم تقراها بعد
ام انك قراتها ولن ترد حسنا افعل ما تشاء
اليوم سوف اسهر سهرة طويلة واكتب حتى الصباح كما هي عادتي
لكن هذا اليوم مميز بالنسبة لي لا تسالني لماذا
مع انك لم تعد تسالني شيئا لانني لا اعرف ايضا
ايها الغائب الحاضر يا ليتك تعلم كم افتقدك
لملمت ما استطعت جمعه من اشلائي بعد اخر محاولة قمت بها لنسف قلبي
لكنني اعذرك على اية حال وهذا دائي ومحارتي تستفرد بصنع القرارات
و تنفذها دون استشارتي وبعيدا عن عقلي
يا بحر هل كان عليه ان يقتلني ليعرف كم هو .................

أكاد أختنق من غصتي فيك يا أنت
لم يهون عليك دمي المهدور على عتبات الحلم المتعب بحرفي لم تقتليني
إن عز اللقاء في دنيا التعب وفرقت بيننا رياح السموم وفقه الواقع المتخم بظروف القسوة
أفلا تمهليني قليلًا فقط كي أتنفس بحريتي علني أتذكر في أي بئر عميقة رميت ذات أمل
مفتاح قلبي كي أتحرر مني و لأعرف أيضًا أين سأدفن ما تبقى منه
أتراني لم أخبرك من قبل أني أضعت خارطة الطريق في عينيك ذات حلم
ونسيت المكان و تلك البئر التائهة عني فصرت مشردًا ضائعًا في فضاء لا حدود له
سأدفنه وأودعه بمراسم تشييع مهيبة تليق بك وحدك
كي لا يتعذب كثيرًا من شوقه إليك ومن حزنه علي وعليك
والله أكاد أختنق بكل شيء ومن أي شيء
يا أنتي تركت النثر لأجلك لكي لا يزيد الحرف من ألمي
يا أنتي الأماكن تحترق شوقًا من حولي فإنْ كان الجماد يحترق فما ظنك بي
يا أنت رفقا بي وكوني بخير من أجلك فقط ثم إن شئت من أجلي

كانت أقربهن إلي نفسي أسرع إليها حين يغتالني الضيق وتمتص دمي خفافيش الغربة
أشكو حبيبتي لعينيها فتربت علي حزني بطيورها الملونة وتبتسم ساخرة من ظنوني
لا أدري لم تهرب من أمامي الآن حين تسمع وقع غنائي يطاردها من بعيد

أقطر الندى دمعة دمعتان فبكت حزنك زهرة زهرتان
تأرجح الشوق بين أن القاك لن القاك عطش المسافة جردني بسهولة ٍ خطاي
الوجد مسافة مسافتان هذا العمر ينتحب على أعتاب باب توصد أللباب فرجة فرجتان
حط عند أسوار الحديقة عصفور القصيدة لم تفتح له الريح شباكا ً لهذا القلب
لو كنت تدري شباكان تموت القوافي في جدب المنافي وإن شئت تمزيق غربتي
فللغربة وجهان متداخلان غربتان تقتل الآمال في عبث الزمان

على قارعة ذاكرة متعبة تستلقي ورقة الماضي
بعد سقوطها من غصن الحاضر المخضب بالغياب
لست أنت من لون جحودي أمس فلم تسألني اليوم عن موعد السفر
في غيابك ألا زلت تنتظر ولادة سؤالك في محراب جوابي
اربط حزام أجنحتك المتكسرة واستمع
سأرف عندما يصبح حلمي حارسا لأسوار يقظتك

اتقن الرسم على حا ئط قلبها رسم ثقباً وفي كل ليلة ٍ يفشل في اختراقه