إنكســـار قــلب كـــان بــــدايــة قلــــم

09-01-2016, 10:32 AM

رِثاء أبي

إذا أُستشرت كُنت ذا رأيٍ
وإذا حَكمت فَصلت بين المَاءَ واللبنِ

حَقٌ هو ما قد فُعل بِك
حَقٌ أن يُلحق بِك الموت وأن تَلتف بالكفنِ

فلطالما إختار الموت الخَيرةً
وَكَم مِن بِحَارٍ نَالت من عَظيم السُفنِ

أراد لك الموت لِقاء ربي
وأراد لنا شُعوراً بالفٌقد وحَياة مَع الفِتنِ

فمن بَعدَك سيفصل بيننا
إن جارت الدٌنيا علينا وأختبرت فينا مصائِب المِحنِ

مَن بعدَك سَيشُد من أذرنا
ومن سيُبارك في فًرحٍ ومن سيواسي في حُزنِ

غَريبُ بَعدك كُل شىء
غريبة الأهل وغريبة الدار وغَريب حتى الوَطنِ

والأيام بعدك كـ الطير المذبوح
يُرفرِف في صَخبٍ وفي ضَجرٍ مِن غَدر الزَمنِ

أيادي مِن ذٌريتك تُغلق عَليك تٌربَتك
فَتودِع دَبيب أقدامَهٌم وتَلمَح ظُلمة السَكنِ

يا أبي قَبرَك بإذن الله مِن نٌور
لَكِني قد فَقدت حَبيب فلا لَوم إن سالت دٌموع العَينِ

بقلم ... عمرو الجوري