بسم الله الرحمن الرحيم
منْ مِنكُمْ لا يعرفُ إمرئ القيس ؟
تقولَتْ العربُ في هذا الشاعرِ التكهُناتْ
مِنهُمْ من قال أنهُ ممسوسٌ بشاعرةٍ من الجنْ
ومِنْهُمْ من قالَ أن قريحتهُ على أُهبةٍ في الصحوِ والنُعاسْ
ومِنْهُم من قالَ أنَهُ نسيَّ الحديثَ المُرسلَ في الحياهْ
وأصبحَ حديثُهُ للأحياءِ شعراً
بمعنى أنهُ لو أرادَ كوزَ ماءٍ من جاريه
لأفصحَ عن ظمأهِ ببيتِ شعرْ
تعددت التكهنات في حُجةِ الشعر وشيخُ القوافي وسيدُ المُعلقاتْ
شِعرُهُ يحتاجُ لحضورِ الحواسِ مُجتَمِعهْ
ولو تفرغَ أهلُ اللغةِ لمثلِ هذا الرجُلْ
لملأَ لهمْ معاجِمَ في اللغةِ جديدهْ
اليوم سنُلقي الضوء على بعضِ الإعجاز الشعري لإمرئ القيس
وكيفَ سبقَ عُلماءَ الفيزياءِ والحركه
في إثباتِ مُعادلاتِهِمْ من خلالِ الشعر
وقبلَ ألفٍ ومئاتِ القرونِ من السنينْ
يقولُ إمرئ القيس :
مِكَرٍ مِفَرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً ـ كجلمودِ صخرٍ حطهُ السيلُ من علِ
أرجو أن تقفوا على كلمةِ (( معاً )) !!
كيفَ يُقبِلُ الحصانُ ويُدبِرُ ويكِرُ ويَفِرُ في آنٍ معاً !!
هنا أحبةَ الغار إعجازٌ لن يتكررَ في الشعر
إدراكُنا مُقيدٌ بقريحةٍ لاتوازي شيئاً في مكيالِهِ
فنُدْرِكُ كيفَ وصلَ امرئ القيس لجمعِ هذا النقيض من الشيئِ وضِدِهِ في البيتْ
وهنا البلاغةُ سيدةُ الموقفْ
صنعَ العالِمُ إدوارد مايبريدج كاميرا عليةُ السرعة
في أواخرِ القرنِ التاسع عشر
ليبحثَ بِها حركةَ الحِصانْ
وانتهى المشهدُ العِلمي
بأنَ الحصانَ أثناءَ عدْوِهِ بُسرعهْ
تتأخرُ قدماهُ الخلفيتينْ أثناءَ تقدُمِ قدميهِ الأماميتينْ
ثم تتأخرُ قدماهُ الأماميتان أثناءَ تقدُمِ قدميهِ الخلفيتينْ
فيكونُ في حالةِ إقبالٍ وإدبارٍ وكرٍ وفَرْ في آنٍ معاً
هنا بعضُ الصور التوضيحيه لرُبما قربتْ الصورةُ لكُمْ
هذه صوره توضِحُ تقدُمَ القدمانِ الخلفيتان
وتأخُرَ القدمانِ الأماميتانْ
وهذه صورةٌ أُخرى توضِحُ الضِدَ من الحركهْ
وفي نفسِ البيتِ إعجازٌ آخرَ وأجملْ
نُدْرِكُ أن الحصانَ يعدو بشكلٍ أُفقي
فلماذا يُشَبِهُ امرئ القيس الحصانَ بصخرةٍ تحُطُ من الأعلى ؟؟
أثبتَ العُلماءُ أيضاً أنَ الحِصان تأتي إثناءَ عدوِهِ لحظةُ
تكونُ فيها كُلُ قوائِمِهِ في الهواء
ثم يرتطمُ بِها مرةً أُخرى على الأرضِ ليكمِلَ العدو
في تشبيهٍ بليغٍ لإنحدارِ الجلمودِ من مكانٍ عالي