ننتظر تسجيلك هنا


العودة   منتدى همسات الغلا > ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ > ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞

الملاحظات

الإهداءات
الصارم من مكه : يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ جمعة مباركة مقدما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-2019, 06:52 PM   #8


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

سوره ابراهيم من الايه 1 الى الايه 52

الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
(1)
اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
(2)
الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ
(3)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ
لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(4)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
(5)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ
مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ
وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ
(6)
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
(7)
وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ
(8)
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ
مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي
شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ
(9)
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا
فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
(10)
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ
اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا
أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(11)
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ
عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
(12)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا
أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ
(13)
وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي
وَخَافَ وَعِيدِ
(14)
وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
(15)
مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ
(16)
يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ
مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ
(17)
مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ
فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا
عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ
(18)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
(19)
وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
(20)
وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ
مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا
أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ
(21)
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ
دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا
بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ
مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(22)
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ
(23)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
(24)
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(25)
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ
مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
(26)
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
(27)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ
(28)
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ
(29)
وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ
قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ
(30)
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ
(31)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ
بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ
(32)
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
(33)
وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ
لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
(34)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي
وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(35)
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ
مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(36)
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ
مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
(37)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى
عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
(38)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ
إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ
(39)
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ
(40)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
(41)
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
(42)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ
(43)
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ
مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ
(44)
وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ
لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ
(45)
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ
كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
(46)
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
(47)
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ
وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
(48)
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ
(49)
سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ
(50)
لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(51)
هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا
هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ
(52)


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:53 PM   #9


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

سابع حلقاتنا

سيدنا اسماعيل عليه السلام


هو ابن ابراهيم البكر وولد السيده هاجر
سار ابراهيم بهاجر
بامر من الله
حتى وضعها وابنها فى موضع مكه وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيده هاجر
تطوف هنا وهناك حتى هداها الله الى ماء زمزم
ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء امر الله لسيدنا ابراهيم
ببناء الكعبه ورفع قواعد البيت
فجعل اسماعيل ياتى بالحجر وابراهيم يبنى حتى اتما البناء ثم جاء امر الله
بذبح اسماعيل حيث راى ابراهيم فى منامه انه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال
{يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين}
ففداه الله بذبح عظيم
كان اسماعيل فارسا فهو اول من استانس الخيل وكان صبورا حليما
يقال انه اول من تحدث بالعربيه البينه وكان صادق الوعد
وكان يامر اهله بالصلاه والزكاه
وكان ينادى بعباده الله ووحدانيته
سيرته:
الاختبار الاول:
ذكر الله فى كتابه الكريم
ثلاث مشاهد من حياه اسماعيل عليه السلام
كل مشهد عباره عن محنه واختبار لكل من ابراهيم واسماعيل عليهما السلام
اول هذه المشاهد هو امر الله سبحانه وتعالى لابراهيم بترك اسماعيل وامه فى واد مقفر
لا ماء فيه ولا طعام
فما كان من ابراهيم عليه السلام الا الاستجابه لهذا الامر الربانى
وهذا بخلاف ما ورد فى الاسرائيليات من ان ابراهيم حمل ابنه وزوجته لوادى مكه لان ساره
زوجه ابراهيم الاولى
اضطرته لذلك من شده غيرتها من هاجر
فالمتامل لسيره ابراهيم عليه السلام
سيجد انه لم يكن ليتلقّى اوامره من احد غير الله
انزل زوجته وابنه وتركهما هناك
ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام
وقليلا من الماء
ثم استدار وتركهما وسار
اسرعت خلفه زوجته وهى تقول له:
ياابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه شئ؟
لم يرد عليها سيدنا ابراهيم وظل يسير
عادت تقول له ما قالته وهو صامت
اخيرا فهمت انه لا يتصرف هكذا من نفسه
ادركت ان الله امره بذلك فسالته:
هل الله امرك بهذا؟
فقال ابراهيم عليه السلام:
نعم
قالت زوجته المؤمنه العظيمه:
لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذى امرك بهذا
وسار ابراهيم حتى اذا اخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين الى السماء وراح يدعو الله:
{رَّبَّنَا انِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى الَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
(37)
(ابراهيم)
لم يكن بيت الله قد اعيد بناؤه بعد
لم تكن الكعبه قد بنيت
وكانت هناك حكمه عليا فى امر الله سبحانه لابراهيم
فقد كان اسماعيل
الطفل الذى تُرِكَ مع امه فى هذا المكان
ووالده من سيكونان المسئولان بناء الكعبه فىما بعد
وكانت حكمه الله تقضى ان يسكن احد فى هذا الوادى
لميتد اليه العمران
بعد ان ترك ابراهيم زوجته وابنه الرضيع فى الصحراء بايام نفد الماء وانتهى الطعام
وجف لبن الام
واحست هاجر واسماعيل بالعطش
بدا اسماعيل يبكى من العطش
فتركته امه وانطلقت تبحث عن ماء
راحت تمشى مسرعه حتى وصلت الى جبل اسمه
"الصفا"
فصعدت اليه وراحت تبحث به عن بئر او انسان او قافله
لم يكن هناك شئ
ونزلت مسرعه من الصفا حتى اذا وصلت الى الوادى راحت تسعى سعى الانسان المجهد حتى جاوزت الوادى ووصلت الى جبل
(المروه)
فصعدت اليه ونظرت لترى احدا لكنها لم تر احدا
وعادت الام الى طفلها فوجدته يبكى وقد اشتد عطشه
واسرعت الى الصفا فوقفت عليه
وهرولت الى المروه فنظرت من فوقه
وراحت تذهب وتجئ سبع مرات بين الجبلين الصغيرين
سبع مرات وهى تذهب وتعود
ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروه احياء لذكريات امهم الاولى ونبيهم العظيم اسماعيل
عادت هاجر بعد المره السابعه وهى مجهده متعبه تلهث
وجلست بجوار ابنها الذى كان صوته قد بح من البكاء والعطش
وفى هذه اللحظه اليائسه ادركتها رحمه الله
وضرب اسماعيل بقدمه الارض وهو يبكى فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم
وفار الماء من البئر
انقذت حياتا الطفل والام
راحت الام تغرف بيدها وهي تشكر الله
وشربت وسقت طفلها وبدات الحياه تدب فى المنطقه
صدق ظنها حين قالت:
لن نضيع ما دام الله معنا
وبدات بعض القوافل تستقر فى المنطقه
وجذب الماء الذى انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس
وبدا العمران يبسط اجنحته على المكان
كانت هذه هى المحنه الاولى
اما المحنه الثانيه فهى الذبح
الاختبار الثانى:
كبر اسماعيل
وتعلق به قلب ابراهيم
جاءه العقب على كبر فاحبه
وابتلى الله تعالى ابراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب
فقد راى ابراهيم عليه السلام فى المنام انه يذبح ابنه الوحيد اسماعيل
وابراهيم يعمل ان رؤيا الانبياء وحى
انظر كيف يختبر الله عباده
تامل اى نوع من انواع الاختبار
نحن امام نبى قلبه ارحم قلب فى الارض
اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق
جاءه ابن على كبر
وقد طعن هو فى السن ولا امل هناك فى ان ينجب
ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى فى المنام انه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذى ليس له غيره
اى نوع من الصراع نشب فى نفسه
يخطئ من يظن ان صراعا لم ينشا قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذى يخلو من الصراع
نشب الصراع فى نفس ابراهيم
صراع اثارته عاطفه الابوه الحانيه
لكن ابراهيم لم يسال عن السبب وراء ذبح ابنه
فليس ابراهيم من يسال ربه عن اوامره
فكر ابراهيم فى ولده
ماذا يقول عنه اذا ارقده على الارض ليذبحه
الافضل ان يقول لولده ليكون ذلك اطيب لقلبه واهون عليه من ان ياخذه قهرا ويذبحه قهرا
هذا افضل
انتهى الامر وذهب الى ولده
{قَالَ يَا بُنَى انِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}
انظر الى تلطفه فى ابلاغ ولده
وترك الامر لينظر فىه الابن بالطاعه
ان الامر مقضى فى نظر ابراهيم لانه وحى من ربه
فماذا يرى الابن الكريم فى ذلك؟
اجاب اسماعيل:
هذا امر يا ابى فبادر بتنفىذه
{يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى ان شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
تامل رد الابن
انسان يعرف انه سيذبح فيمتثل للامر الالهى ويقدم المشيئه ويطمئن والده انه سيجده
{ان شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
هو الصبر على اى حال وعلى كل حال
وربما استعذب الابن ان يموت ذبحا بامر من الله
ها هو ذا ابراهيم يكتشف ان ابنه ينافسه فى حب الله
لا نعرف اى مشاعر جاشت فى نفس ابراهيم بعد استسلام ابنه الصابر
ينقلنا الحق نقله خاطفه فاذا اسماعيل راقد على الارض
وجهه فى الارض رحمه به كيلا يرى نفسه وهو يذبح
واذا ابراهيم يرفع يده بالسكين
واذا امر الله مطاع
{فَلَمَّا أَسْلَمَا}
استخدم القرآن هذا التعبير
{فَلَمَّا أَسْلَمَا}
هذا هو الاسلام الحقيقى
تعطى كل شئ فلا يتبقى منك شئ
عندئذ فقط
وفى اللحظه التى كان السكين فيها يتهيا لامضاء امره
نادى الله ابراهيم
انتهى اختباره
وفدى الله اسماعيل بذبح عظيم
وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد
هم المسلمون
صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين
عيدا يذكرهم بمعنى الاسلام الحقيقى الذى كان عليه ابراهيم واسماعيل
خبر زوجه اسماعيل:
عاش اسماعيل فى شبه الجزيره العربيه ما شاء الله له ان يعيش
روض الخيل واستانسها واستخدمها
وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقه وتعميرها
استقرت بها بعض القوافل
وسكنتها القبائل
وكبر اسماعيل وتزوج
وزاره ابراهيم فلم يجده فى بيته ووجد امراته
سالها عن عيشهم وحالهم
فشكت اليه من الضيق والشده
قال لها ابراهيم:
اذا جاء زوجك مريه ان يغير عتبه بابه
فلما جاء اسماعيل
ووصفت له زوجته الرجل
قال:
هذا ابى وهو يامرنى بفراقك
الحقى باهلك
وتزوج اسماعيل امراه ثانيه
زارها ابراهيم
يسالها عن حالها
فحدثته انهم فى نعمه وخير
وطاب صدر ابراهيم بهذه الزوجه لابنه
الاختبار الثالث:
وها نحن الآن امام الاختبار الثالث
اختبار لا يمس ابراهيم واسماعيل فقط بل يمس ملايين البشر من بعدهم الى يوم القيامه
انها مهمه اوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين
مهمه بناء بيت الله تعالى فى الارض
كبر اسماعيل
وبلغ اشده
وجاءه ابراهيم وقال له:
يا اسماعيل
ان الله امرنى بامر
قال اسماعيل:
فاصنع ما امرك به ربك
قال ابراهيم:
وتعيننى؟
قال:
واعينك
فقال ابراهيم:
فان الله امرنى ان ابنى هنا بيتا
اشار بيده لصحن منخفض هناك
صدر الامر ببناء بيت الله الحرام
هو اول بيت وضع للناس فى الارض
وهو اول بيت عبد فىه الانسان ربه
ولما كان آدم هو اول انسان هبط الى الارض
فاليه يرجع فضل بنائه اول مره
قال العلماء:
ان آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكه حول عرش الله تعالى
بنى آدم خيمه يعبد فىها الله
شئ طبيعى ان يبنى آدم
بوصفه نبيا
بيتا لعباده ربه
وحفت الرحمه بهذا المكان
ثم مات آدم ومرت القرون
وطال عليه العهد فضاع اثر البيت وخفى مكانه
وها هو ذا ابراهيم يتلقى الامر ببنائه مره ثانيه
ليظل فى المره الثانيه قائما الى يوم القيامه ان شاء الله
وبدا بناء الكعبه
هدمت الكعبه فى التاريخ اكثر من مره
وكان بناؤها يعاد فى كل مره
فهى باقيه منذ عهد ابراهيم الى اليوم
وحين بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
تحقيقا لدعوه ابراهيم
وجد الرسول الكعبه حيث بنيت اخر مره
وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر اساسها كما حفره ابراهيم
نفهم من هذا ان ابراهيم واسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت
بعد ذلك
محاكاته على عدد كبير من الرجال
ولقد صرح الرسول بانه يحب هدمها واعادتها الى اساس ابراهيم
لولا قرب عهد القوم بالجاهليه
وخشيته ان يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد
بناؤها بحيث تصل الى قواعد ابراهيم واسماعيل
اى جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟
كان عليهما حفر الاساس لعمق غائر فى الارض
وكان عليهما قطع الحجاره من الجبال البعيده والقريبه
ونقلها بعد ذلك
وتسويتها
وبناؤها وتعليتها
وكان الامر يستوجب جهد جيل من الرجال
ولكنهما بنياها معا
لا نعرف كم هو الوقت الذى استغرقه بناء الكعبه
كما نجهل الوقت الذى استغرقه بناء سفىنه نوح
المهم ان سفىنه نوح والكعبه كانتا معا ملاذا للناس ومثوبه وامنا
والكعبه هى سفينه نوح الثابته على الارض ابدا
وهى تنتظر الراغبين فى النجاه من هول الطوفان دائما
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبه
حدثنا عن امر اخطر واجدى
حدثنا عن تجرد نفسيه من كان يبنيها
ودعائه وهو يبنيها:
{وَاذْ يَرْفَعُ ابْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَاسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا انَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا امَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا انَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ انَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ
(129)}
(البقره)
ان اعظم مسلمين على وجه الارض يومها يدعوان الله ان يتقبل عملهما
وان يجعلهما مسلمين له
يعرفان ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
وتبلغ الرحمه بهما ان يسالا الله ان يخرج من ذريتهما امه مسلمه له سبحانه
يريدان ان يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفىن والركع السجود
ان دعوه ابراهيم واسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن
انه يبنى لله بيته
ومع هذا يشغله امر العقيده
ذلك ايحاء بان البيت رمز العقيده
ثم يدعوان الله ان يريهم اسلوب العباده الذى يرضاه
وان يتوب عليهم فهو التواب الرحيم
بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذى يعيشان فيه
يجاوزانه ويدعوان الله ان يبث رسولا لهؤلاء البشر
وتحققت هذه الدعوه الاخيره
حين بعث محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم
تحققت بعد ازمنه وازمنه
انتهى بناء البيت
واراد ابراهيم حجرا مميزا
يكون علامه خاصه يبدا منها الطواف حول الكعبه
امر ابراهيم اسماعيل ان ياتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجاره الكعبه
سار اسماعيل ملبيا امر والده
حين عاد
كان ابراهيم قد وضع الحجر الاسود فى مكانه
فساله اسماعيل:
من الذى احضره اليك يا ابت؟
فاجاب ابراهيم:
احضره جبريل عليه السلام
انتهى بناء الكعبه
وبدا طواف الموحدين والمسلمين حولها
ووقف ابراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل
ان يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى الى المكان
انظر الى التعبير
ان الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شئ
وقمه ذلك هوى الكعبه من هذه الدعوه ولد الهوى العميق فى نفوس المسلمين
رغبه فى زياره البيت الحرام
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود الى بلده
يحس انه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه
ويعمق حنينه اليه كلما بعد منه
وتجئ اوقات الحج فى كل عام
فىنشب الهوى الغامض اظافره فى القلب نزوعا الى رؤيه البيت
وعطشا الى بئر زمزم
قال تعالى حين جادل المجادلون فى ابراهيم واسماعيل
{مَا كَانَ ابْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}
(آل عمران)
عليه الصلاه والسلام
استجاب الله دعاءه
وكان ابراهيم اول من سمانا المسلمين
تابعو معنا الحلقه الثامنه


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:54 PM   #10


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

ثامن حلقاتنا

سيدنا اسحاق عليه السلام

هو ابن ابراهيم البكر وولد السيده هاجر
سار ابراهيم بهاجر
بامر من الله
حتى وضعها وابنها فى موضع مكه وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيده هاجر
تطوف هنا وهناك حتى هداها الله الى ماء زمزم
ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء امر الله لسيدنا ابراهيم
ببناء الكعبه ورفع قواعد البيت
فجعل اسماعيل ياتى بالحجر وابراهيم يبنى حتى اتما البناء ثم جاء امر الله
بذبح اسماعيل حيث راى ابراهيم فى منامه انه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال
{يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين}
ففداه الله بذبح عظيم
كان اسماعيل فارسا فهو اول من استانس الخيل وكان صبورا حليما
يقال انه اول من تحدث بالعربيه البينه وكان صادق الوعد
وكان يامر اهله بالصلاه والزكاه
وكان ينادى بعباده الله ووحدانيته
سيرته:
الاختبار الاول:
ذكر الله فى كتابه الكريم
ثلاث مشاهد من حياه اسماعيل عليه السلام
كل مشهد عباره عن محنه واختبار لكل من ابراهيم واسماعيل عليهما السلام
اول هذه المشاهد هو امر الله سبحانه وتعالى لابراهيم بترك اسماعيل وامه فى واد مقفر
لا ماء فيه ولا طعام
فما كان من ابراهيم عليه السلام الا الاستجابه لهذا الامر الربانى
وهذا بخلاف ما ورد فى الاسرائيليات من ان ابراهيم حمل ابنه وزوجته لوادى مكه لان ساره
زوجه ابراهيم الاولى
اضطرته لذلك من شده غيرتها من هاجر
فالمتامل لسيره ابراهيم عليه السلام
سيجد انه لم يكن ليتلقّى اوامره من احد غير الله
انزل زوجته وابنه وتركهما هناك
ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام
وقليلا من الماء
ثم استدار وتركهما وسار
اسرعت خلفه زوجته وهى تقول له:
ياابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه شئ؟
لم يرد عليها سيدنا ابراهيم وظل يسير
عادت تقول له ما قالته وهو صامت
اخيرا فهمت انه لا يتصرف هكذا من نفسه
ادركت ان الله امره بذلك فسالته:
هل الله امرك بهذا؟
فقال ابراهيم عليه السلام:
نعم
قالت زوجته المؤمنه العظيمه:
لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذى امرك بهذا
وسار ابراهيم حتى اذا اخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين الى السماء وراح يدعو الله:
{رَّبَّنَا انِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى الَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
(37)
(ابراهيم)
لم يكن بيت الله قد اعيد بناؤه بعد
لم تكن الكعبه قد بنيت
وكانت هناك حكمه عليا فى امر الله سبحانه لابراهيم
فقد كان اسماعيل
الطفل الذى تُرِكَ مع امه فى هذا المكان
ووالده من سيكونان المسئولان بناء الكعبه فىما بعد
وكانت حكمه الله تقضى ان يسكن احد فى هذا الوادى
لميتد اليه العمران
بعد ان ترك ابراهيم زوجته وابنه الرضيع فى الصحراء بايام نفد الماء وانتهى الطعام
وجف لبن الام
واحست هاجر واسماعيل بالعطش
بدا اسماعيل يبكى من العطش
فتركته امه وانطلقت تبحث عن ماء
راحت تمشى مسرعه حتى وصلت الى جبل اسمه
"الصفا"
فصعدت اليه وراحت تبحث به عن بئر او انسان او قافله
لم يكن هناك شئ
ونزلت مسرعه من الصفا حتى اذا وصلت الى الوادى راحت تسعى سعى الانسان المجهد حتى جاوزت الوادى ووصلت الى جبل
(المروه)
فصعدت اليه ونظرت لترى احدا لكنها لم تر احدا
وعادت الام الى طفلها فوجدته يبكى وقد اشتد عطشه
واسرعت الى الصفا فوقفت عليه
وهرولت الى المروه فنظرت من فوقه
وراحت تذهب وتجئ سبع مرات بين الجبلين الصغيرين
سبع مرات وهى تذهب وتعود
ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروه احياء لذكريات امهم الاولى ونبيهم العظيم اسماعيل
عادت هاجر بعد المره السابعه وهى مجهده متعبه تلهث
وجلست بجوار ابنها الذى كان صوته قد بح من البكاء والعطش
وفى هذه اللحظه اليائسه ادركتها رحمه الله
وضرب اسماعيل بقدمه الارض وهو يبكى فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم
وفار الماء من البئر
انقذت حياتا الطفل والام
راحت الام تغرف بيدها وهي تشكر الله
وشربت وسقت طفلها وبدات الحياه تدب فى المنطقه
صدق ظنها حين قالت:
لن نضيع ما دام الله معنا
وبدات بعض القوافل تستقر فى المنطقه
وجذب الماء الذى انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس
وبدا العمران يبسط اجنحته على المكان
كانت هذه هى المحنه الاولى
اما المحنه الثانيه فهى الذبح
الاختبار الثانى:
كبر اسماعيل
وتعلق به قلب ابراهيم
جاءه العقب على كبر فاحبه
وابتلى الله تعالى ابراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب
فقد راى ابراهيم عليه السلام فى المنام انه يذبح ابنه الوحيد اسماعيل
وابراهيم يعمل ان رؤيا الانبياء وحى
انظر كيف يختبر الله عباده
تامل اى نوع من انواع الاختبار
نحن امام نبى قلبه ارحم قلب فى الارض
اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق
جاءه ابن على كبر
وقد طعن هو فى السن ولا امل هناك فى ان ينجب
ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى فى المنام انه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذى ليس له غيره
اى نوع من الصراع نشب فى نفسه
يخطئ من يظن ان صراعا لم ينشا قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذى يخلو من الصراع
نشب الصراع فى نفس ابراهيم
صراع اثارته عاطفه الابوه الحانيه
لكن ابراهيم لم يسال عن السبب وراء ذبح ابنه
فليس ابراهيم من يسال ربه عن اوامره
فكر ابراهيم فى ولده
ماذا يقول عنه اذا ارقده على الارض ليذبحه
الافضل ان يقول لولده ليكون ذلك اطيب لقلبه واهون عليه من ان ياخذه قهرا ويذبحه قهرا
هذا افضل
انتهى الامر وذهب الى ولده
{قَالَ يَا بُنَى انِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}
انظر الى تلطفه فى ابلاغ ولده
وترك الامر لينظر فىه الابن بالطاعه
ان الامر مقضى فى نظر ابراهيم لانه وحى من ربه
فماذا يرى الابن الكريم فى ذلك؟
اجاب اسماعيل:
هذا امر يا ابى فبادر بتنفىذه
{يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى ان شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
تامل رد الابن
انسان يعرف انه سيذبح فيمتثل للامر الالهى ويقدم المشيئه ويطمئن والده انه سيجده
{ان شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
هو الصبر على اى حال وعلى كل حال
وربما استعذب الابن ان يموت ذبحا بامر من الله
ها هو ذا ابراهيم يكتشف ان ابنه ينافسه فى حب الله
لا نعرف اى مشاعر جاشت فى نفس ابراهيم بعد استسلام ابنه الصابر
ينقلنا الحق نقله خاطفه فاذا اسماعيل راقد على الارض
وجهه فى الارض رحمه به كيلا يرى نفسه وهو يذبح
واذا ابراهيم يرفع يده بالسكين
واذا امر الله مطاع
{فَلَمَّا أَسْلَمَا}
استخدم القرآن هذا التعبير
{فَلَمَّا أَسْلَمَا}
هذا هو الاسلام الحقيقى
تعطى كل شئ فلا يتبقى منك شئ
عندئذ فقط
وفى اللحظه التى كان السكين فيها يتهيا لامضاء امره
نادى الله ابراهيم
انتهى اختباره
وفدى الله اسماعيل بذبح عظيم
وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد
هم المسلمون
صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين
عيدا يذكرهم بمعنى الاسلام الحقيقى الذى كان عليه ابراهيم واسماعيل
خبر زوجه اسماعيل:
عاش اسماعيل فى شبه الجزيره العربيه ما شاء الله له ان يعيش
روض الخيل واستانسها واستخدمها
وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقه وتعميرها
استقرت بها بعض القوافل
وسكنتها القبائل
وكبر اسماعيل وتزوج
وزاره ابراهيم فلم يجده فى بيته ووجد امراته
سالها عن عيشهم وحالهم
فشكت اليه من الضيق والشده
قال لها ابراهيم:
اذا جاء زوجك مريه ان يغير عتبه بابه
فلما جاء اسماعيل
ووصفت له زوجته الرجل
قال:
هذا ابى وهو يامرنى بفراقك
الحقى باهلك
وتزوج اسماعيل امراه ثانيه
زارها ابراهيم
يسالها عن حالها
فحدثته انهم فى نعمه وخير
وطاب صدر ابراهيم بهذه الزوجه لابنه
الاختبار الثالث:
وها نحن الآن امام الاختبار الثالث
اختبار لا يمس ابراهيم واسماعيل فقط بل يمس ملايين البشر من بعدهم الى يوم القيامه
انها مهمه اوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين
مهمه بناء بيت الله تعالى فى الارض
كبر اسماعيل
وبلغ اشده
وجاءه ابراهيم وقال له:
يا اسماعيل
ان الله امرنى بامر
قال اسماعيل:
فاصنع ما امرك به ربك
قال ابراهيم:
وتعيننى؟
قال:
واعينك
فقال ابراهيم:
فان الله امرنى ان ابنى هنا بيتا
اشار بيده لصحن منخفض هناك
صدر الامر ببناء بيت الله الحرام
هو اول بيت وضع للناس فى الارض
وهو اول بيت عبد فىه الانسان ربه
ولما كان آدم هو اول انسان هبط الى الارض
فاليه يرجع فضل بنائه اول مره
قال العلماء:
ان آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكه حول عرش الله تعالى
بنى آدم خيمه يعبد فىها الله
شئ طبيعى ان يبنى آدم
بوصفه نبيا
بيتا لعباده ربه
وحفت الرحمه بهذا المكان
ثم مات آدم ومرت القرون
وطال عليه العهد فضاع اثر البيت وخفى مكانه
وها هو ذا ابراهيم يتلقى الامر ببنائه مره ثانيه
ليظل فى المره الثانيه قائما الى يوم القيامه ان شاء الله
وبدا بناء الكعبه
هدمت الكعبه فى التاريخ اكثر من مره
وكان بناؤها يعاد فى كل مره
فهى باقيه منذ عهد ابراهيم الى اليوم
وحين بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
تحقيقا لدعوه ابراهيم
وجد الرسول الكعبه حيث بنيت اخر مره
وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر اساسها كما حفره ابراهيم
نفهم من هذا ان ابراهيم واسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت
بعد ذلك
محاكاته على عدد كبير من الرجال
ولقد صرح الرسول بانه يحب هدمها واعادتها الى اساس ابراهيم
لولا قرب عهد القوم بالجاهليه
وخشيته ان يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد
بناؤها بحيث تصل الى قواعد ابراهيم واسماعيل
اى جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟
كان عليهما حفر الاساس لعمق غائر فى الارض
وكان عليهما قطع الحجاره من الجبال البعيده والقريبه
ونقلها بعد ذلك
وتسويتها
وبناؤها وتعليتها
وكان الامر يستوجب جهد جيل من الرجال
ولكنهما بنياها معا
لا نعرف كم هو الوقت الذى استغرقه بناء الكعبه
كما نجهل الوقت الذى استغرقه بناء سفىنه نوح
المهم ان سفىنه نوح والكعبه كانتا معا ملاذا للناس ومثوبه وامنا
والكعبه هى سفينه نوح الثابته على الارض ابدا
وهى تنتظر الراغبين فى النجاه من هول الطوفان دائما
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبه
حدثنا عن امر اخطر واجدى
حدثنا عن تجرد نفسيه من كان يبنيها
ودعائه وهو يبنيها:
{وَاذْ يَرْفَعُ ابْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَاسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا انَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا امَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا انَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ انَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ
(129)}
(البقره)
ان اعظم مسلمين على وجه الارض يومها يدعوان الله ان يتقبل عملهما
وان يجعلهما مسلمين له
يعرفان ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
وتبلغ الرحمه بهما ان يسالا الله ان يخرج من ذريتهما امه مسلمه له سبحانه
يريدان ان يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفىن والركع السجود
ان دعوه ابراهيم واسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن
انه يبنى لله بيته
ومع هذا يشغله امر العقيده
ذلك ايحاء بان البيت رمز العقيده
ثم يدعوان الله ان يريهم اسلوب العباده الذى يرضاه
وان يتوب عليهم فهو التواب الرحيم
بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذى يعيشان فيه
يجاوزانه ويدعوان الله ان يبث رسولا لهؤلاء البشر
وتحققت هذه الدعوه الاخيره
حين بعث محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم
تحققت بعد ازمنه وازمنه
انتهى بناء البيت
واراد ابراهيم حجرا مميزا
يكون علامه خاصه يبدا منها الطواف حول الكعبه
امر ابراهيم اسماعيل ان ياتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجاره الكعبه
سار اسماعيل ملبيا امر والده
حين عاد
كان ابراهيم قد وضع الحجر الاسود فى مكانه
فساله اسماعيل:
من الذى احضره اليك يا ابت؟
فاجاب ابراهيم:
احضره جبريل عليه السلام
انتهى بناء الكعبه
وبدا طواف الموحدين والمسلمين حولها
ووقف ابراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل
ان يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى الى المكان
انظر الى التعبير
ان الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شئ
وقمه ذلك هوى الكعبه من هذه الدعوه ولد الهوى العميق فى نفوس المسلمين
رغبه فى زياره البيت الحرام
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود الى بلده
يحس انه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه
ويعمق حنينه اليه كلما بعد منه
وتجئ اوقات الحج فى كل عام
فىنشب الهوى الغامض اظافره فى القلب نزوعا الى رؤيه البيت
وعطشا الى بئر زمزم
قال تعالى حين جادل المجادلون فى ابراهيم واسماعيل
{مَا كَانَ ابْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}
(آل عمران)
عليه الصلاه والسلام
استجاب الله دعاءه
وكان ابراهيم اول من سمانا المسلمين
تابعو معنا الحلقه التاسعه


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:55 PM   #11


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

تاسع حلقاتنا

سيدنا يعقوب عليه السلام

روى البخارى فى (صحيحه)
عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم
قال:
(الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام)
فقد وصف صلى الله عليه وسلم النبى يعقوب بانه
(الكريم)
وادرجه فى سلسله ابائه الانبياء الكرام ابراهيم واسحاق عليهما السلام
وحديث القران الكريم عن النبى يعقوب عليه السلام جاء مقتضباً
وغايه ما ذكره بخصوص هذا النبى الكريم الايات التاليه:
قوله سبحانه:
{ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون}
(البقره:132)
وقوله تعالى:
{ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا
نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون}
(البقره:133)
وقوله عز وجل:
{واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولى الايدى والابصار}
(ص:45)
وذكر القران الكريم يعقوب عليه السلام فى معرض الحديث عن قصه ابنه يوسف
وسوف نقف عليها بالتفصيل فى مقال اخر
وقد اطلق القران الكريم على يعقوب عليه السلام اسم اسرائيل، وجاء ذلك فى موضعين:
احدهما:
قوله تبارك وتعالى:
{كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراه}
(ال عمران:93)
الثانى:
قوله عز وجل:
{اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذريه ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذريه ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا}
(مريم:58)
ولفظ اسرائيل معناه:
صفوه الله او عبد الله
وقد حفل القران الكريم بالعديد من الايات التى تخاطب ذريه اسرائيل عليه السلام
حيث ورد هذا الخطاب فى نحو اربعين موضعاً فى القران الكريم
نحو قوله تعالى:
{يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم واوفوا بعهدى اوف بعهدكم واياى فارهبون}
(البقره:40)
والايات التى ذكرها القران الكريم عن النبى يعقوب عليه السلام
كلها تدل على انه كان على مله ابيه ابراهيم عليه السلام
وقد اوصى بنيه من بعده باتباع مله ابيه ابراهيم حنيفاً
وعدم الحيد عنها
لانها هي مله الاسلام لله وحده
كما اخبرنا القران الكريم ان يعقوب عليه السلام كان من اهل العمل الصالح
والعلم النافع
والقوه فى العباده
والبصيره النافذه
وقد ذكر ابن كثير فى
(البدايه والنهايه)
قصه يعقوب مفصله
وحاصل ما جاء فيها:
ان اسحاق عليه السلام لما تزوج رُزق بولدين
احدهما:
سماه
عيصو
والثانى:
خرج وهو اخذ بعقب اخيه
فسموه
يعقوب
وهو اسرائيل
الذى ينتسب اليه بنو اسرائيل
ثم ان يعقوب لما كبر قَدِمَ على خاله لابان فى ارض حران
وكانت له ابنتان:
اسم الكبرى ليا
واسم الصغرى راحيل
وكانت احسنهما
واجملهما
فطلب يعقوب الزواج بالصغرى من خاله
فاجابه الى ذلك بشرط ان يرعى على غنمه سبع سنين
فلما مضت المده على خاله لابان صنع طعاماً
وجمع الناس عليه
وزف اليه ليلاً ابنته الكبرى ليا
فلما اصبح يعقوب اذا هى ليا
فقال لخاله:
لم غدرت بى؟
وانت انما خطبت اليك راحيل
فقال:
انه ليس من سنتنا ان نزوج الصغرى قبل الكبرى
فان احببت اختها فاعمل سبع سنين اخرى وازوجكها
فعمل سبع سنين
وادخلها عليه مع اختها
وكان ذلك سائغاً فى ملتهم
ثم نُسخ فى شريعه التوراه
ثم ان راحيل دعت الله تعالى وسالته ان يهب لها غلاماً من يعقوب
فسمع الله ندائها
واجاب دعائها
فحملت من نبى الله يعقوب
فولدت له غلاماً عظيماً شريفاً حسناً جميلاً
سمته يوسف
كل هذا وهم مقيمون بارض حران
وهو يرعى على خاله غنمه بعد دخوله على البنتين ست سنين اخرى
فصار مده مقامه عشرين سنه
فطلب يعقوب من خاله لابان ان يسرحه ليمر الى اهله
فقال له خاله:
انى قد بورك لى بسببك
فسلنى من مالى ما شئت
واوحى الله تعالى الى يعقوب عليه السلام ان يرجع الى بلاد ابيه وقومه
ووعده بان يكون معه
فعرض ذلك على اهله
فاجابوه مبادرين الى طاعته
فحمل اهله وماله
وقفل قاصداً بلاده
ثم مر يعقوب على اورشليم قريه شخيم
فنزل قبل القريه
واشترى مزرعه شخيم بن جمور بمائه نعجه
فضرب هنالك فسطاطه
وابتنى ثَمَّ مذبحاً
فسماه ايل اله اسرائيل
وامر الله ببنائه ليستعلن له فيه
وهو بيت المقدس اليوم الذى جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام
وذكر اصحاب السير ان اولاد يعقوب عليه السلام الذكور كانوا اثنى عشر رجلاً
فمن (ليا):
روبيل
وشمعون
ولاوى
ويهوذا
وايساخر
وزايلون
ومن
(راحيل):
يوسف
وبنيامين
وجاء يعقوب الى ابيه اسحاق فاقام عنده بقريه
(حبرون)
التى فى ارض كنعان حيث كان يسكن ابراهيم عليه السلام
ثم مرض اسحاق ومات عن مائه وثمانين سنه
ودفنه ابناه العيص ويعقوب مع ابيه ابراهيم الخليل
وقد قص علينا القران الكريم ان يعقوب واولاده استدعاهم يوسف عليه السلام للحضور الى مصر
فتركوا فلسطين
ولبوا دعوته
وحضروا الى مصر
قال تعالى:
{فلما دخلوا على يوسف اوى اليه ابويه وقال ادخلوا مصر
ان شاء الله امنين ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا
وقال يا ابت هذا تاويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا
وقد احسن بى اذ اخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان
بينى وبين اخوتى ان ربى لطيف لما يشاء
انه هو العليم الحكيم}
(يوسف:99-100)
وذكر اهل السير ان يعقوب عندما دخل مصر كان عمره مائه وثلاثين سنه
واقام بمصر سبع عشره سنه
ثم لحق بربه
وسنُّه مائه وسبعه واربعون عاماً
فاستاذن يوسف عليه السلام ملك مصر فى الخروج مع ابيه يعقوب ليدفنه عند اهله بفلسطين
فاذن له
وتم دفن يعقوب عليه السلام ببلده
(حبرون)
المسماه بالخليل اليوم
بجوار جده ابراهيم وابيه اسحاق عليهما السلام
وثمه تفاصيل اخر عن قصه يعقوب عليه السلام
تُعرف عند الحديث عن قصه يوسف عليه السلام

تابعو معنا الحلقه العاشره


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:56 PM   #12


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

عاشر حلقاتنا

سيدنا لوط عليه السلام

ارسله الله ليهدى قومه ويدعوهم الى عباده الله
وكانوا قوما ظالمين ياتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا ياتون الرجال شهوه
من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات ارادوا ان يخرجوه
هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من ال بيته
اما امراته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله ان ينجيهم ويهلك المفسدين
فجاءت له الملائكه واخرجوا لوط ومن امن به واهلكوا الاخرين بحجاره مسومه.
حال قوم لوط:
دعى لوط قومه الى عباده الله وحده لا شريك له
ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش
واصطدمت دعوته بقلوب قاسيه واهواء مريضه ورفض متكبر
وحكموا على لوط واهله بالطرد من القريه
فقد كان القوم الذين بعث اليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعه
كانوا يقطعون الطريق
ويخونون الرفىق، ويتواصون بالاثم
ولا يتناهون عن منكر
وقد زادوا فى سجل جرائمهم جريمه لم يسبقهم بها احد من العالمين
كانوا ياتون الرجال شهوه من دون النساء
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.
فصار الرجال اهدافا مرغوبه بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمه تستوجب الطرد
كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه
ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.
كانوا يرتكبون جريمتهم علانيه فى ناديهم
وكانوا اذا دخل المدينه غريب او مسافر او ضيف لم ينقذه من ايديهم احد
وكانوا يقولون للوط: استضف انت النساء ودع لنا الرجال
واستطارت شهرتهم الوبيله
وجاهدهم لوط جهادا عظيما
واقام عليهم حجته
ومرت الايام والشهور والسنوات
وهو ماض فى دعوته بغير ان يؤمن له احد
لم يؤمن به غير اهل بيته
حتى اهل بيته لم يؤمنوا به جميعا
كانت زوجته كافره
وزاد الامر بان قام الكفره بالاستهزاء برساله لوط عليه السلام
فكانوا يقولون:
{ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
فىئس لوط منهم
ودعا الله ان ينصره ويهلك المفسدين
ذهاب الملائكه لقوم لوط:
خرج الملائكه من عند ابراهيم قاصدين قريه لوط
بلغوا اسوار سدوم
وابنه لوط واقفه تملا وعاءها من مياه النهر
رفعت وجهها فشاهدتهم
فسالها احد الملائكه:
ياجاريه
هل من منزل؟
قالت
[وهى تذكر قومها]:
مكانكم لا تدخلوا حتى اخبر ابى واتيكم
اسرعت نحو ابيها فاخبرته
فهرع لوط يجرى نحو الغرباء
فلم يكد يراهم حتى
{سِئ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}
سالهم:
من اين جاءوا؟
وما هى وجهتهم؟
فصمتوا عن اجابته
وسالوه ان يضيفهم
استحى منهم وسار امامهم قليلا ثم توقف والتفت اليهم يقول:
لا اعلم على وجه الارض اخبث من اهل هذا البلد
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت فى القريه
غير انهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه
وعاد يسير معهم ويلوى عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضى به الى اهل القريه
حدثهم انهم خبثاء انهم يخزون ضيوفهم
حدثهم انهم يفسدون فى الارض
وكان الصراع يجرى داخله محاولا التوفىق بين امرين
صرف ضيوفه عن المبيت فى القريه دون احراجهم
وبغير اخلال بكرم الضيافه
عبثا حاول افهامهم والتلميح لهم ان يستمروا فى رحلتهم
دون نزول بهذه القريه
سقط الليل على المدينه
صحب لوط ضيوفه الى بيته
لم يرهم من اهل المدينه احد
لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجه بغير ان تشعره
اسرعت الى قومها واخبرتهم الخبر
وانتشر الخبر مثل النار فى الهشيم
وجاء قوم لوط له مسرعين
تساءل لوط بينه وبين نفسه:
من الذى اخبرهم؟
وقف القوم على باب البيت
خرج اليهم لوط متعلقا بامل اخير
وبدا بوعظهم:
{هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
قال لهم:
امامكم النساء
زوجاتكم
هن اطهر
فهن يلبين الفطره السويه
كما ان الخالق
جلّ فى علاه
قد هيّئهن لهذا الامر
{فَاتَّقُواْ اللّهَ}
يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد ان لمسها من جانب الفطره
اتقوا الله وتذكروا ان الله يسمع ويرى
ويغضب ويعاقب واجدر بالعقلاء اتقاء غضبه
{وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِى}
هى محاوله يائسه لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم
وينبغى عليهم اكرام الضيف لا فضحه
{الَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}
اليس فىكم رجل عاقل؟
ان ما تريدونه
لو تحقق
هو عين الجنون
الا ان كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطره المنحرفه المريضه
ولا القلب الجامد الميت
ولا العقل المريض الاحمق
ظلت الفوره الشاذه على اندفاعها
احس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم
نازح اليهم من بعيد بغير عشيره تحميه
ولا اولاد ذكور يدافعون عنه
دخل لوط غاضبا واغلق باب بيته
كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين
فدهش لوط من هدوئهم
وازدادت ضربات القوم على الباب
وصرخ لوط فى لحظه ياس خانق:
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
تمنى ان تكون له قوه تصدهم عن ضيفه
وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فىه وياوى اليه
غاب عن لوط فى شدته وكربته انه ياوى الى ركن شديد
ركن الله الذى لا يتخلى عن انبيائه واوليائه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقرا هذه الايه:
"رحمه الله على لوط
كان ياوى الى ركن شديد"
هلاك قوم لوط:
عندما بلغ الضيق ذروته
وقال النبى كلمته
تحرك ضيوفه ونهضوا فجاه
افهموه انه ياوى الى ركن شديد
فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف
نحن ملائكه
ولن يصل اليك هؤلاء القوم
ثم نهض جبريل
عليه السلام
واشار بيده اشاره سريعه
ففقد القوم ابصارهم
التفتت الملائكه الى لوط واصدروا اليه امرهم ان يصحب اهله اثناء الليل ويخرج
سيسمعون اصواتا مروعه تزلزل الجبال
لا يلتفت منهم احد
كى لا يصيبه ما يصيب القوم
اى عذاب هذا؟
هو عذاب من نوع غريب
يكفى لوقوعه بالمرء مجرد النظر اليه
افهموه ان امراته كانت من الغابرين
امراته كافره مثلهم وستلتفت خلفها فىصيبها ما اصابهم
سال لوط الملائكه:
اينزل الله العذاب بهم الان
انبئوه ان موعدهم مع العذاب هو الصبح
{أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}
خرج لوط مع بناته وزوجته
ساروا فى الليل وغذوا السير
واقترب الصبح
كان لوط قد ابتعد مع اهله
ثم جاء امر الله تعالى
قال العلماء:
اقتلع جبريل
عليه السلام
بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد
رفعها جميعا الى عنان السماء حتى سمعت الملائكه اصوات ديكتهم ونباح كلابهم
قلب المدن السبع وهوى بها فى الارض
اثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجاره من الجحيم
حجاره صلبه قويه يتبع بعضها بعضا
ومعلمه باسمائهم
ومقدره عليهم
استمر الجحيم يمطرهم
وانتهى قوم لوط تماما
لم يعد هناك احد
نكست المدن على رؤوسها
وغارت فى الارض
حتى انفجر الماء من الارض
هلك قوم لوط ومحيت مدنهم
كان لوط يسمع اصوات مروعه
وكان يحاذر ان يلتفت خلفه
نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت
تهرا جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح
قال العلماء:
ان مكان المدن السبع
بحيره غريبه
ماؤها اجاج
وكثافه الماء اعظم من كثافه مياه البحر الملحه
وفى هذه البحيره صخور معدنيه ذائبه
توحى بان هذه الحجاره التى ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعله
يقال ان البحيره الحاليه التى نعرفها باسم
"البحر الميت"
فى فلسطين
هى مدن قوم لوط السابقه
انطوت صفحه قوم لوط
انمحت مدنهم واسمائهم من الارض
سقطوا من ذاكره الحياه والاحياء
وطويت صفحه من صفحات الفساد
وتوجه لوط الى ابراهيم
زار ابراهيم وقص عليه نبا قومه
وادهشه ان ابراهيم كان يعلم
ومضى لوط فى دعوته الى الله
مثلما مضى الحليم الاواه المنيب ابراهيم فى دعوته الى الله
مضى الاثنان ينشران الاسلام فى الارض
تابعو معنا الحلقه الحاديه عشر




 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:57 PM   #13


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

الحاديه عشر حلقاتنا

سيدنا شعيب عليه السلام


ارسل شعيب الى قوم مدين وكانوا يعبدون الايكه
وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم
فدعاهم الى عباده الله وان يتعاملوا بالعدل ولكنهم ابوا واستكبروا
واستمروا فى عنادهم وتوعدوه بالرجم والطرد وطالبوه
بان ينزل عليهم كسفا من السماء فجاءت الصيحه وقضت عليهم جميعا
سيرته:
دعوه شعيب عليه السلام:
لقد برز فى قصه شعيب ان الدين ليس قضيه توحيد والوهيه فقط
بل انه كذلك اسلوب لحياه الناس
ارسل الله تعالى شعيبا الى اهل مدين
فقال شعيب
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُه}
نفس الدعوه التى يدعوها كل نبى لا تختلف من نبى الى اخر
لا تتبدل ولا تتردد هى اساس العقيده
وبغير هذه الاساس يستحيل ان ينهض بناء
بعد تبيين هذا الاساس بدا شعيب فى توضيح الامور الاخرى التى جاءت بها دعوته
{وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّى ارَاكُم
بِخَيْرٍ وَإِنِّى اخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ}
بعد قضيه التوحيد مباشره ينتقل النبى الى قضيه المعاملات اليوميه
قضيه الامانه والعداله
كان اهل مدين ينقصون المكيال والميزان
ولا يعطون الناس حقهم وهى رذيله تمس نظافه القلب واليد كما تمس كمال المروءه والشرف
وكان اهل مدين يعتبرون بخس الناس اشياءهم
نوعا من انواع المهاره فى البيع والشراء
ودهاء فى الاخذ والعطاء
ثم جاء نبىهم وافهمهم ان هذه دناءه وسرقه افهمهم انه يخاف عليهم بسببها من عذاب يوم محيط
انظر الى تدخل الاسلام الذى بعث به شعيب فى حياه الناس
الى الحد الذى يرقب فيه عمليه البيع والشراء قال:
{وَيَا قَوْمِ اوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ
النَّاسَ اشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الارْضِ مُفْسِدِينَ}
لم يزل شعيب ماضيا فى دعوته ها هو ذا يكرر نصحه لهم بصوره ايجابيه بعد صوره النهى السلبيه
انه يوصيهم ان يوفوا المكيال والميزان بالقسط بالعدل والحق
وهو يحذرهم ان يبخسوا الناس اشيائهم
لنتدبر معا فى التعبير القرانى القائل:
{وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ اشْيَاءهُمْ}
كلمه الشئ تطلق على الاشياء الماديه والمعنويه
اى انها ليست مقصوره على البيع والشراء فقط
بل تدخل فىها الاعمال او التصرفات الشخصيه
ويعنى النص تحريم الظلم سواء كان ظلما فى وزن الفاكهه او الخضراوات
او ظلما فى تقييم مجهود الناس واعمالهم ذلك ان ظلم الناس يشيع فى جو الحياه
مشاعر من الالم والياس واللامبالاه
وتكون النتيجه ان ينهزم الناس من الداخل وتنهار علاقات العمل
وتلحقها القيم
ويشيع الاضطراب فى الحياه ولذلك يستكمل النص تحذيره من الافساد فى الارض:
{وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الارْضِ مُفْسِدِينَ}
العثو هو تعمد الافساد والقصد اليه فلا تفسدوا فى الارض متعمدين قاصدين
{بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ}
ما عند الله خير لكم
{إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
بعدها يخلى بينهم وبين الله الذى دعاهم اليه ينحى نفسه ويفهمهم انه لا يملك لهم شيئا
ليس موكلا عليهم ولا حفىظا عليهم ولا حارسا لهم انما هو رسول يبلغهم رسالات ربه:
{وَمَا انَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}
بهذا الاسلوب يشعر شعيب قومه بان الامر جد، وخطير
وثقيل اذ بين لهم عاقبه افسادهم وتركهم امام العاقبه وحدهم
رد قوم شعيب:
كان هو الذى يتكلم وكان قومه يستمعون توقف هو عن الكلام وتحدث قومه:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ اصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ ان نَّتْرُكَ
مَا يَعْبُدُ ابَاؤُنَا اوْ ان نَّفْعَلَ فِى امْوَالِنَا
مَا نَشَاء إِنَّكَ لَانتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}
كان اهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون الماره ويعبدون الايكه
وهى شجره من الايك حولها غيضه ملتفه بها وكانوا من اسوا الناس معامله
يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما وياخذون بالزائد ويدفعون بالناقص
انظر بعد هذا كله الى حوارهم مع شعيب:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ اصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ ان نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ابَاؤُنَا}
بهذا التهكم الخفىف والسخريه المندهشه واستهوال الامر
لقد تجرات صلاه شعيب وجنت وامرته ان يامرهم ان يتركوا ما كان يعبد اباؤهم
ولقد كان اباؤهم يعبدون الاشجار والنباتات وصلاه شعيب تامرهم ان يعبدوا الله وحده
اى جراه من شعيب؟
او فلنقل اى جراه من صلاه شعيب؟
بهذا المنطق الساخر الهازئ وجه قوم شعيب خطابهم الى نبىهم
ثم عادوا يتساءلون بدهشه ساخره:
{اوْ ان نَّفْعَلَ فِي امْوَالِنَا مَا نَشَاء}
تخيل يا شعيب ان صلاتك تتدخل فى ارادتنا
وطريقه تصرفنا فى اموالنا
ما هى علاقه الايمان والصلاه بالمعاملات الماديه؟
بهذا التساؤل الذى ظنه قوم شعيب قمه فى الذكاء
طرحوا امامه قضيه الايمان وانكروا ان تكون لها علاقه بسلوك الناس وتعاملهم واقتصادهم
هذه المحاوله للتفريق بين الحياه الاقتصاديه والاسلام
وقد بعث به كل الانبىاء، وان اختلفت اسماؤه
هذه المحاوله قديمه من عمر قوم شعيب
لقد انكروا ان يتدخل الدين فى حياتهم اليوميه
وسلوكهم واقتصادهم وطريقه انفاقهم لاموالهم بحريه
ان حريه انفاق المال او اهلاكه او التصرف فىه شئ لا علاقه له بالدين
هذه حريه الانسان الشخصيه وهذا ماله الخاص
ما الذى اقحم الدين على هذا وذاك؟
هذا هو فهم قوم شعيب للاسلام الذي جاء به شعيب
وهو لا يختلف كثيرا او قليلا عن فهم عديد من الاقوام فى زماننا الذى نعيش فىه.
ما للاسلام وسلوك الانسان الشخصى وحياتهم الاقتصاديه
واسلوب الانتاج وطرق التوزيع وتصرف الناس فى اموالهم كما يشاءون؟
ما للاسلام وحياتنا اليوميه؟
ثم يعودون الى السخريه منه والاستهزاء بدعوته
{إِنَّكَ لَانتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}
اى لو كنت حليما رشيدا لما قلت ما تقول
ادرك شعيب ان قومه يسخرون منه لاستبعادهم تدخل الدين فى الحياه اليوميه
ولذلك تلطف معهم تلطف صاحب الدعوه الواثق من الحق الذى معه
وتجاوز سخريتهم لا يباليها ولا يتوقف عندها ولا يناقشها
تجاوز السخريه الى الجد افهمهم انه على بينه من ربه
انه نبى يعلم وهو لا يريد ان يخالفهم الى ما ينهاهم عنه
انه لا ينهاهم عن شئ ليحقق لنفسه نفعا منه انه لا ينصحهم بالامانه
ليخلوا له السوق فىستفىد من التلاعب
انه لا يفعل شيئا من ذلك انما هو نبى
وها هو ذا يلخص لهم كل دعوات الانبىاء هذا التلخيص المعجز:
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}
ان ما يريده هو الاصلاح هذه هى دعوات الانبىاء فى مضمونها الحقيقى وعمقها البعيد
انهم مصلحون اساسا، مصلحون للعقول والقلوب والحياه العامه
والحياه الخاصه
بعد ان بين شعيب عليه السلام لقومه اساس دعوته
وما يجب عليهم الالتزام به وراى منهم الاستكبار
حاول ايقاض مشاعرهم بتذكيرهم بمصير من قبلهم من الامم
وكيف دمرهم الله بامر منه فذكرهم قوم نوح
وقوم هود
وقوم صالح
وقوم لوط
واراهم ان سبيل النجاه هو العوده لله تائبين مستغفرين
فالمولى غفور رحيم
تحدي وتهديد القوم لشعيب:
لكن قوم شعيب اعرضوا عنه قائلين:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا}
انه ضعيف بمقياسهم ضعيف لان الفقراء والمساكيهم فقط اتبعوه
اما عليه القوم فاستكبروا واصروا على طغيانهم انه مقياس بشري خاطئ
فالقوه بيد الله والله مع انبىاءه. ويستمر الكفره فى تهديهم قائلين:
{وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا انتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}
لولا اهلك وقومك ومن يتبعك لحفرنا لك حفره وقتلناك ضربا بالحجاره
نرى انه عندما اقام شعيب عليه السلام الحجه على قومه
غيروا اسلوبهم فتحولوا من السخريه الى التهديد واظهروا حقيقه كرههم له
لكن شعيب تلطف معهم تجاوز عن اساءتهم اليه وسالهم سؤالا كان هدفه ايقاظ عقولهم:
{قَالَ يَا قَوْمِ ارَهْطِى اعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ}
يا لسذاجه هؤلاء انهم يسيئون تقدير حقيقه القوى التى تتحكم فى الوجود
ان الله هو وحده العزيز والمفروض ان يدركوا ذلك المفروض الا يقيم الانسان وزنا فى الوجود لغير الله
ولا يخشى فى الوجود غير الله ولا يعمل حسابا فى الوجود لقوه غير الله
ان الله هو القاهر فوق عباده
ويبدو ان قوم شعيب ضاقوا ذرعا بشعيب فاجتمع رؤساء قومه
ودخلوا مرحله جديده من التهديد هددوه اولا بالقتل
وها هم اولاء يهددونه بالطرد من قريتهم
خيروه بين التشريد والعوده الى ديانتهم وملتهم التى تعبد الاشجار والجمادات
وافهمهم شعيب ان مساله عودته فى ملتهم مساله لا يمكن
حتى التفكير بها فكيف بهم يسالونه تنفىذها
لقد نجاه الله من ملتهم فكيف يعود اليها؟
انه هو الذى يدعوهم الى مله التوحيد
فكيف يدعونه الى الشرك والكفر؟
ثم اين تكافؤ الفرص؟
انه يدعوهم برفق ولين وحب وهم يهددونه بالقوه
واستمر الصراع بين قوم شعيب ونبىهم حمل الدعوه ضده الرؤساء والكبراء والحكام
وبدا واضحا ان لا امل فيهم لقد اعرضوا عن الله
اداروا ظهورهم لله فنفض شعيب يديه منهم لقد هجروا الله
وكذبوا نبيه واتهموه بانه مسحور وكاذب فليعمل كل واحد
ولينتظروا جميعا امر الله
هلاك قوم شعيب:
وانتقل الصراع الى تحد من لون جديد راحوا يطالبونه بان يسقط عليهم كسفا من السماء ان كان من الصادقين
راحوا يسالونه عن عذاب الله اين هو؟
وكيف هو؟
ولماذا تاخر؟
سخروا منه وانتظر شعيب امر الله
اوحى الله اليه ان يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القريه
وخرج شعيب وجاء امره تعالى:
{وَلَمَّا جَاء امْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ امَنُواْ
مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَاخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ
الصَّيْحَةُ فَاصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
(94)
كَان لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
(94)}
(هود)
هى صيحه واحده صوت جاءهم من غمامه اظلتهم
ولعلهم فرحوا بما تصوروا انها تحمله من المطر
ثم فوجئوا انهم امام عذاب عظيم ليوم عظيم
انتهى الامر
ادركتهم صيحه جباره جعلت كل واحد فىهم يجثم على وجهه فى مكانه الذى كان فىه فى داره
صعقت الصيحه كل مخلوق حى لم يستطع ان يتحرك او يجرى او يختبئ او ينقذ نفسه
جثم فى مكانه مصروعا بصيحه
تابعو معنا الحلقه الثانيه عشر


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
قديم 18-09-2019, 06:58 PM   #14


الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي





بسم الله الرحمن الرحيم

الثانيه عشر حلقاتنا

سيدنا يوسف عليه السلام


ولد سيدنا يوسف وكان له 11 اخا وكان ابوه يحبه كثيرا
وفى ذات ليله راى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين
فقص على والده ما راى فقال له الا يقصها على اخوته
ولكن الشيطان وسوس لاخوته فاتفقوا على ان يلقوه فى غيابات الجب وادعوا ان الذئب اكله
ثم مر به ناس من البدو فاخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته ان ترعاه
ولكنها اخذت تراوده عن نفسه فابى فكادت له ودخل السجن
ثم اظهر الله براءته وخرج من السجن
واستعمله الملك على شئون الغذاء التى احسن ادارتها فى سنوات القحط
ثم اجتمع شمله مع اخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه
سيرته:
قبل ان نبدا بقصه يوسف عليه السلام
نود الاشاره لعده امور
اولها اختلاف طريقه روايه قصه يوسف عليه السلام فى القران الكريم
عن بقيه قصص الانبياء
فجاءت قصص الانبياء فى عده سور
بينما جاءت قصه يوسف كامله فى سوره واحده
قال تعالى فى سوره
(يوسف):
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ احْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا اوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
(يوسف - 3)
واختلف العلماء لم سميت هذه القصه احسن القصص؟
قيل انها تنفرد من بين قصص القران باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم
وقيل لان يوسف تجاوز عن اخوته وصبر عليهم وعفا عنهم
وقيل لان فىها ذكر الانبياء والصالحين
والعفه والغوايه
وسير الملوك والممالك
والرجال والنساء
وحيل النساء ومكرهن
وفىها ذكر التوحيد والفقه
وتعبير الرؤيا وتفسيرها
فهى سوره غنيه بالمشاهد والانفعالات
وقيل:
انها سميت احسن القصص لان مال من كانوا فىها جميعا كان الى السعاده
ومع تقديرنا لهذه الاسباب كلها
نعتقد ان ثمه سببا مهما يميز هذه القصه
انها تمضى فى خط واحد منذ البدايه الى النهايه
يلتحم مضمونها وشكلها
ويفضى بك لاحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ احكامه رغم وقوف البشر ضدها
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ}
هذا ما تثبته قصه يوسف بشكل حاسم
لا ينفى حسمه انه تم بنعومه واعجاز
لنمضي الان بقصه يوسف
عليه السلام
ولنقسمها لعدد من الفصول والمشاهد ليسهل علينا تتبع الاحداث
الفصل الاول طفوله يوسف

المشهد الاول:
ذهب يوسف الصبى الصغير لابيه
وحكى له عن رؤيا راها
اخبره بانه راى فى المنام احد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له
استمع الاب الى رؤيا ابنه وحذره ان يحكيها لاخوته
فلقد ادرك يعقوب
عليه السلام
بحدسه وبصيرته ان وراء هذه الرؤيه شانا عظيما لهذا الغلام
لذلك نصحه بان لا يقص رؤياه على اخوته خشيه ان يستشعروا ما وراءها لاخيهم الصغير
غير الشقيق
حيث تزوج يعقوب من امراه ثانيه انجبت له يوسف وشقيقه
فيجد الشيطان من هذا ثغره فى نفوسهم
فتمتلئ نفوسهم بالحقد
فىدبروا له امرا يسوؤه
استجاب يوسف لتحذير ابيه
لم يحدث اخوته بما راى
واغلب الظن انهم كانوا يكرهونه الى الحد الذى يصعب فيه ان يطمئن اليهم ويحكى
لهم دخائله الخاصه واحلامه
المشهد الثانى:
اجتمع اخوه يوسف يتحدثون فى امره
{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَاخُوهُ احَبُّ إِلَى ابِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ ابَانَا لَفِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
اى نحن مجموعه قويه تدفع وتنفع
فابونا مخطئ فى تفضيل هذين الصبيين على مجموعه من الرجال النافعين
فاقترح احدهم حلا للموضوع:
{اقْتُلُواْ يُوسُفَ اوِ اطْرَحُوهُ ارْضًا}
انه الحقد وتدخل الشيطان الذى ضخم حب ابيهم ليوسف وايثاره عليهم حتى جعله يوازي القتل
اكبر جرائم الارض قاطبه بعد الشرك بالله
وطرحه فى ارض بعيده نائيه مرادف للقتل
لانه سيموت هناك لا محاله
ولماذا هذا كله؟
حتى لا يراه ابوه فىنساه فىوجه حبه كله لهم
ومن ثم يتوبون عن جريمتهم
{وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}
قال قائل منهم
حرك الله اعماقه بشفقه خفيه
او اثار الله فى اعماقه رعبا من القتل:
ما الداعى لقتله؟
ان كنتم تريدون الخلاص منه
فلنلقه فى بئر تمر عليها القوافل
ستلتقطه قافله وترحل به بعيدا
سيختفى عن وجه ابيه
ويتحقق غرضنا من ابعاده
انهزمت فكره القتل
واختيرت فكره النفى والابعاد
نفهم من هذا ان الاخوه
رغم شرهم وحسدهم
كان فى قلوبهم
او فى قلوب بعضهم
بعض خير لم يمت بعد
المشهد الثالث:
توجه الابناء لابيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهم
دار الحوار بينهم وبين ابيهم بنعومه وعتاب خفى
واثاره للمشاعر
{مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ}
ايمكن ان يكون يوسف اخانا
وانت تخاف عليه من بيننا ولا تستامننا عليه
ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟
لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟
وردا على العتاب الاستنكارى الاول جعل يعقوب عليه السلام ينفى
بطريقه غير مباشره
انه لا يامنهم عليه
ويعلل احتجازه معه بقله صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب:
{قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِى ان تَذْهَبُواْ بِهِ وَاخَافُ ان يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَانتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}
ففندوا فكره الذئب الذى يخاف ابوه ان ياكله
نحن عشره من الرجال
فهل نغفل عنه ونحن كثره؟
نكون خاسرين غير اهل للرجوله لو وقع ذلك
لن ياكله الذئب ولا داعى للخوف عليه
وافق الاب تحت ضغط ابنائه
ليتحقق قدر الله وتتم القصه كما تقتضى مشيئته
المشهد الرابع:
خرج الاخوه ومعهم يوسف
واخذوه للصحراء
اختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بالقائه فى البئر
واوحى الله الى يوسف انه ناج فلا يخاف
وانه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه
المشهد الخامس:
عند العشاء جاء الابناء باكين ليحكوا لابيهم قصه الذئب المزعومه
اخبروه بانهم ذهبوا يستبقون
فجاء ذئب على غفله
واكل يوسف
لقد الهاهم الحقد الفائر عن سبك الكذبه
فلو كانوا اهدا اعصابا ما فعلوها من المره الاولى التى ياذن لهم فىها يعقوب باصطحاب يوسف معهم
ولكنهم كانوا معجلين لا يصبرون
يخشون الا تواتيهم الفرصه مره اخرى
كذلك كان التقاطهم لحكايه الذئب دليلا على التسرع
وقد كان ابوهم يحذرهم منها امس
وهم ينفونها
فلم يكن من المستساغ ان يذهبوا فى الصباح ليتركوا يوسف للذئب الذى حذرهم ابوهم منه امس
وبمثل هذا التسرع جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به فى غير اتقان ونسوا فى انفعالهم ان يمزقوا قميص يوسف
جاءوا بالقميص كما هو سليما
ولكن ملطخا بالدم
وانتهى كلامهم بدليل قوى على كذبهم حين قالوا:
{وَمَا انتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}
اى وما انت بمطمئن لما نقوله
ولو كان هو الصدق
لانك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله
ادرك يعقوب من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الاكذوبه الواضحه
ان يوسف لم ياكله الذئب
وانهم دبروا له مكيده ما
وانهم يلفقون له قصه لم تقع
فواجههم بان نفوسهم قد حسنت لهم امرا منكرا وذللته ويسرت لهم ارتكابه
وانه سيصبر متحملا متجملا لا يجزع ولا يفزع ولا يشكو
مستعينا بالله على ما يلفقونه من حيل واكاذيب:
{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ انفُسُكُمْ امْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
المشهد الاخير من الفصل الاول من حياه سيدنا يوسف
عليه السلام:
اثناء وجود يوسف بالبئر
مرت عليه قافله
قافله فى طريقها الى مصر
قافله كبيره
سارت طويلا حتى سميت سياره
توقفوا للتزود بالماء
وارسلوا احدهم للبئر فادلى الدلو فيه
تعلق يوسف به
ظن من دلاه انه امتلا بالماء فسحبه
ففرح بما راى
راى غلاما متعلقا بالدلو
فسرى على يوسف حكم الاشياء المفقوده التى يلتقطها احد
يصير عبدا لمن التقطه
هكذا كان قانون ذلك الزمان البعيد
فرح به من وجده فى البدايه
ثم زهد فىه حين فكر فى همه ومسئوليته
وزهد فيه لانه وجده صبيا صغيرا
وعزم على التخلص منه لدى وصوله الى مصر
ولم يكد يصل الى مصر حتى باعه فى سوق الرقيق بثمن زهيد
دراهم معدوده
ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الاهميه
انتهت المحنه الاولى فى حياه هذا النبى الكريم

لنبتدا المحنه الثانيه
والفصل الثانى من حياته
ثم يكشف الله تعالى مضمون القصه البعيد فى بدايتها
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ وَلَـكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
لقد انطبقت جدران العبوديه على يوسف
القى فى البئر
اهين
حرم من ابيه
التقط من البئر
صار عبدا يباع فى الاسواق
اشتراه رجل من مصر
صار مملوكا لهذا الرجل
انطبقت الماساه
وصار يوسف بلا حول ولا قوه
هكذا يظن اي انسان
غير ان الحقيقه شئ يختلف عن الظن تماما
ما نتصور نحن انه ماساه ومحنه وفتنه
كان هو اول سلم يصعده يوسف فى طريقه الى مجده
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ}
ينفذ تدبيره رغم تدبير الاخرين
ينفذ من خلاله تدبير الاخرين فىفسده ويتحقق وعد الله
وقد وعد الله يوسف بالنبوه
وها هو ذا يلقى محبته على صاحبه الذى اشتراه
وها هو ذا السيد يقول لزوجته اكرمى مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا
وليس هذا السيد رجلا هين الشان
انما هو رجل مهم
رجل من الطبقه الحاكمه فى مصر
سنعلم بعد قليل انه وزير من وزراء الملك
وزير خطير سماه القران
(العزيز)
وكان قدماء المصريين يطلقون الصفات كاسماء على الوزراء
فهذا العزيز
وهذا العادل
وهذا القوى
الى اخره
وارجح الاراء ان العزيز هو رئيس وزراء مصر
وهكذا مكن الله ليوسف فى الارض
سيتربى كصبى فى بيت رجل يحكم
وسيعلمه الله من تاويل الاحاديث والرؤى
وسيحتاج اليه الملك فى مصر يوما
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ وَلَـكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
تم هذا كله من خلال فتنه قاسيه تعرض لها يوسف
ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه على يوسف فىقول:
{وَلَمَّا بَلَغَ اشُدَّهُ اتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
(يوسف)
كان يوسف اجمل رجل فى عصره
وكان نقاء اعماقه وصفاء سريرته يضفىان على وجهه مزيدا من الجمال
واوتى صحه الحكم على الامور
واوتى علما بالحياه واحوالها
واوتى اسلوبا فى الحوار يخضع قلب من يستمع اليه
واوتى نبلا وعفه
جعلاه شخصيه انسانيه لا تقاوم
وادرك سيده ان الله قد اكرمه بارسال يوسف اليه
اكتشف ان يوسف اكثر من راى فى حياته امانه واستقامه وشهامه وكرما
وجعله سيده مسئولا عن بيته واكرمه وعامله كابنه

الفصل الثانى فى حياته:
المشهد الاول:
فى هذا المشهد تبدا محنه يوسف الثانيه
وهى اشد واعمق من المحنه الاولى
جاءته وقد اوتى صحه الحكم واوتى العلم
رحمه من الله
ليواجهها وينجو منها جزاء احسانه الذى سجله الله له فى قرانه
يذكر الله تعالى هذه المحنه فى كتابه الكريم:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الابْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّى احْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
(23)
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا ان رَّاى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
(يوسف)
لا يذكر السياق القرانى شيئا عن سنها وسنه
فلننظر فى ذلك من باب التقدير
لقد احضر يوسف صبيا من البئر
كانت هى زوجه فى الثلاثه والعشرين مثلا
وكان هو فى الثانيه عشرا
بعد ثلاثه عشر عاما صارت هى فى السادسه والثلاثين ووصل عمره الى الخامسه والعشرين
اغلب الظن ان الامر كذلك
ان تصرف المراه فى الحادثه وما بعدها يشير الى انها مكتمله جريئه
والان
لنتدبر معنا فى كلمات هذه الايات
(وَرَاوَدَتْهُ)
صراحه
(عَن نَّفْسِهِ)
واغلقت
(الابْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ)
لن تفر منى هذه المره
هذا يعنى انه كانت هناك مرات سابقه فر فيها منها
مرات سابقه لم تكن الدعوه فىها بهذه الصراحه وهذا التعرى
فيبدوا ان امراه العزيز سئمت تجاهل يوسف لتلميحاتها المستمره واباءه
فقررت ان تغير خطتها
خرجت من التلميح الى التصريح
اغلقت الابواب ومزقت اقنعه الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه
ثم يتجاوز السياق القرانى
الحوار الذى دار بين امراه العزيز ويوسف عليه السلام
ولنا ان نتصور كيف حاولت اغراءه اما بلباسها او كلماتها او حركاتها
لكن ما يهمنا هنا هو موقف يوسف
عليه السلام
من هذا الاغواء
يقف هذا النبى الكريم فى وجه سيدته قائلا
{قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّى احْسَنَ مَثْوَاى إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
اعيذ نفسى بالله ان افعل هذا مع زوجه من اكرمنى بان نجانى من الجب وجعل فى هذه الدار مثواى الطيب الامن
ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله
فيرتكبون ما تدعيننى اللحظه اليه
ثم
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا ان رَّاى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
اتفق المفسرون حول همها بالمعصيه
واختلفوا حول همه
فمنهم من اخذ بالاسرائيليات وذكر ان يعقوب ظهر له
او جبريل نزل اليه
لكن التلفىق والاختلاق ظاهر فى هذه الزوايات الاسرائيليه
ومن قائل:
انها همت به تقصد المعصيه وهم بها يقصد المعصيه ولم يفعل
ومن قائل:
انها همت به لتقبله وهم بها ليضربها
ومن قائل:
ان هذا الهم كان بينهما قبل الحادث
كان حركه نفسيه داخل نفس يوسف فى السن التى اجتاز فيها فتره المراهقه
ثم صرف الله عنه
وافضل تفسير تطمئن اليه نفسى ان هناك تقديما وتاخيرا فى الايه
قال ابو حاتم:
كنت اقرا غريب القران على ابى عبيده
فلما اتيت على قوله تعالى:
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}
قال ابو عبيده:
هذا على التقديم والتاخير
بمعنى ولقد همت به
ولولا ان راى برهان ربه لهم بها
يستقيم هذا التفسير مع عصمه الانبياء
كما يستقيم مع روح الايات التى تلحقه مباشره
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
وهذه الايه التى تثبت ان يوسف من عباد الله المخلصين
تقطع فى نفس الوقت بنجاته من سلطان الشيطان
قال تعالى لابليس يوم الخلق
{إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}
وما دام يوسف من عباده المخلصين
فقد وضح الامر بالنسبه اليه
لا يعنى هذا ان يوسف كان يخلو من مشاعر الرجوله
ولا يعنى هذا انه كان فى نقاء الملائكه وعدم احتفالهم بالحس
انما يعنى انه تعرض لاغراء طويل قاومه فلم تمل نفسه يوما
ثم اسكنها تقواها كونه مطلعا على برهان ربه
عارفا انه يوسف بن يعقوب النبيى
ابن اسحاق النبى
ابن ابراهيم جد الانبياء وخليل الرحمن
يبدو ان يوسف
عليه السلام
اثر الانصراف متجها الى الباب حتى لا يتطور الامر اكثر
لكن امراه العزيز لحقت به لتمسكه
تدفهعا الشهوه لذلك
فامسكت قميصه من الخلف
فتمزق فى يدها
وهنا تقطع المفاجاه
فتح الباب زوجها
العزيز
وهنا تتبدى المراه المكتمله
فتجد الجواب حاضرا على السؤال البديهى الذى يطرح الموقف
فتقول متهمه الفتى:
{قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ ارَادَ بِاهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ ان يُسْجَنَ اوْ عَذَابٌ الِيمٌ}
واقترحت هذه المراه
العاشقه
سريعا العقاب
المامون
الواجب تنفيذه على يوسف
خشيه ان يفتك به العزيز من شده غضبه
بيّنت للعزيز ان افضل عقاب له هو السجن
بعد هذا الاتهام الباطل والحكم السريع جهر يوسف بالحقيقه ليدافع عن نفسه:
قَالَ هِى رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى
تجاوز السياق القرانى رد الزوج
لكنه بين كيفىه تبراه يوسف
عليه السلام
من هذه التهمه الباطله:
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ اهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
(26)
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ
(27)
فَلَمَّا رَاى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
(28)}
(يوسف)
لا نعلم ان كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البدايه
ام ان العزيز استدعاه بعد الحادثه لياخذ برايه
كما اشارت بعض الروايات ان هذا الشاهد رجل كبير
بينما اخبرت روايات اخرى انه طفل رضيع
كل هذا جائز
وهو لا يغير من الامر شيئا
ما يذكره القران ان الشاهد امرهم بالنظر للقميص
فان كان ممزقا من الامام فذلك من اثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهى صادقه وهو كاذب
وان كان قميصه ممزقا من الخلف فهو اذن من اثر تملصه منها وتعقبها هى له حتى الباب
فهى كاذبه وهو صادق
{فَلَمَّا رَاى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)}
(يوسف)
فتاكد الزوج من خيانه زوجته عندما راى قميص يوسف ممزق من الخلف
لكن الدم لم يثر فى عروقه ولم يصرخ ولم يغضب
فرضت عليه قيم الطبقه الراقيه التي وقع فىها الحادث ان يواجه الموقف بلباقه وتلطف
نسب ما فعلته الى كيد النساء عموما
وصرح بان كيد النساء عموم عظيم
وهكذا سيق الامر كما لو كان ثناء يساق
ولا نحسب انه يسوء المراه ان يقال لها:
{إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
فهو دلاله على انها انثى كامله مستوفىه لمقدره الانثى على الكيد
بعدها التفت الزوج الى يوسف قائلا له:
{يُوسُفُ اعْرِضْ عَنْ هَـذَا}
اهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به
هذا هو المهم
المحافظه على الظواهر
ثم يوجه عظه
مختصره
للمراه التى ضبطت متلبسه بمراوده فتاها عن نفسها وتمزيق قميصه:
{وَاسْتَغْفِرِى لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
انتهى الحادث الاول
لكن الفتنه لم تنته
فلم يفصل سيد البيت بين المراه وفتاها
كل ما طلبه هو اغلاق الحديث فى هذا الموضوع
غير ان هذا الموضوع بالذات
وهذا الامر يصعب تحقيقه فى قصر يمتلئ بالخدم والخادمات والمستشارين والوصيفات

المشهد الثانى:
بدا الموضوع ينتشر
خرج من القصر الى قصور الطبقه الراقيه يومها
ووجدت فيه نساء هذه الطبقه ماده شهيه للحديث
ان خلو حياه هذه الطبقات من المعنى
وانصرافها الى اللهو
يخلعان اهميه قصوى على الفضائح التى ترتبط بشخصيات شهيره
وزاد حديث المدينه
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِى الْمَدِينَةِ امْرَاةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}
وانتقل الخبر من فم الى فم
ومن بيت الى بيت
حتى وصل لامراه العزيز

المشهد الثالث:
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ ارْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَاعْتَدَتْ
لَهُنَّ مُتَّكَأً وَاتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا
وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَايْنَهُ اكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ ايْدِيَهُنَّ
وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ
(31)
قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِى لُمْتُنَّنِى فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ
فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا امُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا
مِّنَ الصَّاغِرِينَ
(32)}
(يوسف)
عندما سمعت امراه العزيز بما تتناقله نساء الطبقه العليا عنها
قررت ان تعد مادبه كبيره فى القصر
واعدت الوسائد حتى يتكئ عليها المدعوات
واختارت الوان الطعام والشراب وامرت ان توضع السكاكين الحاده الى جوار الطعام المقدم
ووجهت الدعوه لكل من تحدثت عنها
وبينما هن منشغلات بتقطيع اللحم او تقشير الفاكهه
فاجاتهن بيوسف:
وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا
{فَلَمَّا رَايْنَهُ اكْبَرْنَهُ}
بهتن لطلعته
ودهشن
{وَقَطَّعْنَ ايْدِيَهُنَّ}
وجرحن ايديهن بالسكاكين للدهشه المفاجئه
{وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ}
وهى كلمه تنزيه تقال فى هذا الموضع تعبيرا عن الدهشه بصنع الله
{مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ}
يتضح من هذه التعبيرات ان شيئا من ديانات التوحيد تسربت لاهل ذلك الزمان
ورات المراه انها انتصرت على نساء طبقتها
وانهن لقين من طلعه يوسف الدهش والاعجاب والذهول
فقالت قوله المراه المنتصره
التى لا تستحى امام النساء من بنات جنسها وطبقتها
والتي تفتخر عليهن بان هذا متناول يدها
وان كان قد استعصم فى المره الاولى فهى ستحاول المره تلو الاخرى الى ان يلين:
انظرن ماذا لقيتن منه من البهر والدهش والاعجاب
لقد بهرني مثلكن فراودته عن نفسه لكنه استعصم
وان لم يطعنى سامر بسجنه لاذلّه
انها لم ترى باسا من الجهر بنزواتها الانثويه اما نساء طبقتها. فقالتها بكل اصرار وتبجح
قالتها مبيّنه ان الاغراء الجديد تحت التهديد
واندفع النسوه كلهم اليه يراودنه عن نفسه
كل منهن ارادته لنفسها
ويدلنا على ذلك امران
الدليل الاول هو قول يوسف عليه السلام
{رَبِّ السِّجْنُ احَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ}
فلم يقل
{ما تدعونى اليه}
والامر الاخر هو سؤال الملك لهم فيما بعد
{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ}
امام هذه الدعوات
سواء كانت بالقول ام بالحركات واللفتات
استنجد يوسف بربه ليصرف عنه محاولاتهن لايقاعه فى حبائلهن
خيفه ان يضعف فى لحظه امام الاغراء الدائم
فيقع فيما يخشاه على نفسه
دعى يوسف الله دعاء الانسان العارف ببشريته
الذى لا يغتر بعصمته
فيريد مزيدا من عنايه الله وحياطته
ويعاونه على ما يعترضه من فته وكيد واغراء
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ احَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ اصْبُ إِلَيْهِنَّ وَاكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ}
واستجاب له الله
وصرف عنه كيد النسوه
وهذا الصرف قد يكون بادخال الياس فى نفوسهن من استجابته لهن
بعد هذه التجربه
او بزياده انصرافه عن الاغراء حتى ما يحس فى نفسه اثرا منه
او بهما جميعا
وهكذا اجتاز يوسف المحنه الثانيه بلطف الله ورعايته
فهو الذى سمع الكيد ويسمع الدعاء
ويعلم ما وراء الكيد وما وراء الدعاء

ما انتهت المحنه الثانيه الا لتبدا الثالثه
لكن هذه الثالثه هى اخر محن الشده

الفصل الثالث من حياته:
المشهد الاول:
يسجن يوسف عليه السلام:
ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امراه العزيز ونساء طبقتها
فلم يجد اصحاب هذه البيوت طريقه لاسكات هذه الالسنه سوى سجن هذا الفتى الذى دلت كل الايات على برائته
لتنسى القصه
قال تعالى فى سوره
(يوسف):
{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَاوُاْ الايَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)}
(يوسف)
وهكذا ترسم الايه الموجزه جو هذا العصر باكمله
جو الفساد الداخلى فى القصور
جو الاوساط الارستقراطيه
وجو الحكم المطلق
ان حلول المشكلات فى الحكم المطلق هى السجن
وليس هذا بغريب على من يعبد الهه متعدده
كانوا على عباده غير الله
ولقد راينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عباده الله الى عباده غيره
وها نحن اولاء نرى فى قصه يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الانبياء
صدر قرارا باعتقاله وادخل السجن
بلا قضيه ولا محاكمه
ببساطه ويسر
لا يصعب فى مجتمع تحكمه الهه متعدده ان يسجن برئ
بل لعل الصعوبه تكمن فى محاوله شئ غير ذلك
دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الاعصاب اقرب الى الفرح لانه نجا من الحاح زوجه العزيز ورفيقاتها
وثرثره وتطفلات الخدم
كان السجن بالنسبه اليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر فى ربه
ويبين لنا القران الكريم المشهد الاول من هذا الفصل:
يختصر السياق القرانى ما كان من امر يوسف فى السجن
لكن الواضح ان يوسف
عليه السلام
انتهز فرصه وجوده فى السجن
ليقوم بالدعوه الى الله
مما جعل السجناء يتوسمون فيه الطيبه والصلاح واحسان العباده والذكر والسلوك
انتهز يوسف
عليه السلام
هذه الفرصه ليحدث الناس عن رحمه الخالق وعظمته وحبه لمخلوقاته
كان يسال الناس:
ايهما افضل
ان ينهزم العقل ويعبد اربابا متفرقين
ام ينتصر العقل ويعبد رب الكون العظيم؟
وكان يقيم عليهم الحجه بتساؤلاته الهادئه وحواره الذكى وصفاء ذهنه
ونقاء دعوته
وفى احد الايام
قَدِمَ له سجينان يسالانه تفسير احلامهما
بعد ان توسما فى وجهه الخير
ان اول ما قام به يوسف
عليه السلام
هو طمانتهما انه سيؤول لهم الرؤى
لان ربه علمه علما خاصا
جزاء على تجرده هو واباؤه من قبله لعبادته وحده
وتخلصه من عباده الشركاء
وبذلك يكسب ثقتهما منذ اللحظه الاولى بقدرته على تاويل رؤياهما
كما يكسب ثقتهما كذلك لدينه
ثم بدا بدعوتهما الى التوحيد
وتبيان ما هم عليه من الظلال
قام بكل هذا برفق ولطف ليدخل الى النفوس بلا مقاومه
بعد ذلك فسر لهما الرؤى. بيّن لهما ان احدها سيصلب
والاخر سينجو
وسيعمل فى قصر الملك
لكنه لم يحدد من هو صاحب البشرى ومن هو صاحب المصير السيئ تلطفا وتحرجا من المواجهه بالشر والسوء
وتروى بعض التفاسير ان هؤلاء الرجلين كانا يعملان فى القصر
احدهما طباخا
والاخر يسقى الناس
وقد اتهما بمحاوله تسميم الملك
اوصى يوسف من سينجو منهما ان يذكر حاله عن الملك
لكن الرجل لم ينفذ الوصيه
فربما الهته حياه القصر المزدحمه يوسف وامره
فلبث فى السجن بضع سنين
اراد الله بهذا ان يعلم يوسف
عليه السلام
درسا
فقد ورد فى احدى الرويات انه جاءه جبريل قال:
يا يوسف من نجّاك من اخوتك؟
قال:
الله
قال:
من انقذك من الجب؟
قال:
الله
قال:
من حررك بعد ان صرت عبدا؟
قال:
الله
قال:
من عصمك من النساء؟
قال:
الله
قال:
فعلام تطلب النجاه من غيره؟
وقد يكون هذا الامر زياده فى كرم الله عليه واصطفاءه له
فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد

المشهد الثانى:
فى هذا المشهد تبدا نقطه التحول
التحول من محن الشده الى محن الرخاء
من محنه العبوديه والرق لمحنه السلطه والملك
فى قصر الحكم
وفى مجلس الملك:
يحكى الملك لحاشيته رؤياه طالبا منهم تفسيرا لها
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى ارَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ
سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ
يَا ايُّهَا الْمَلأُ افْتُونِى فِي رُؤْيَاى إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}
لكن المستشارين والكهنه لم يقوموا بالتفسير
ربما لانهم لم يعرفوا تفسيرها
او انهم احسوا انها رؤيا سوء فخشوا ان يفسروها للملك
وارادوا ان ياتى التفسير من خارج الحاشيه
التى تعودت على قول كل ما يسر الملك فقط. وعللوا عدم التفسير بان قالوا للملك
انها اجزاء من احلام مختلطه ببعضها البعض
ليست رؤيا كامله يمكن تاويلها

المشهد الثالث:
وصل الخبر الى الساقى
الذى نجا من السجن
تداعت افكاره وذكره حلم الملك بحلمه الذى راه فى السجن
وذكره السجن بتاويل يوسف لحلمه
واسرع الى الملك وحدثه عن يوسف
قال له:
ان يوسف هو الوحيد الذى يستطيع تفسير رؤياك
وارسل الملك ساقيه الى السجن ليسال يوسف
ويبين لنا الحق سبحانه كيف نقل الساقى رؤيا الملك ليوسف بتعبيرات الملك نفسها
لانه هنا بصدد تفسير حلم
وهو يريد ان يكون التفسير مطابقا تماما لما رءاه الملك
وكان الساقى يسمى يوسف بالصديق
اى الصادق الكثير الصدق
وهذا ما جربه من شانه من قبل
جاء الوقت واحتاج الملك الى راى يوسف
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ وَلَـكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
سُئِلَ يوسف عن تفسير حلم الملك
فلم يشترط خروجه من السجن مقابل تفسيره
لم يساوم ولم يتردد ولم يقل شيئا غير تفسير الرؤيا
هكذا ببراءه النبى حين يلجا اليه الناس فيغيثهم
وان كان هؤلاء انفسهم سجانيه وجلاديه
لم يقم يسوف
عليه السلام
بالتفسير المباشر المجرد للرؤيا
وانما قدم مع التفسير النصح وطريقه مواجهه المصاعب التي ستمر بها مصر
افهم يوسف رسول الملك ان مصر ستمر عليها سبع سنوات مخصبه تجود فيها الارض بالغلات
وعلى المصريين الا يسرفوا فى هذه السنوات السبع
لان وراءها سبع سنوات مجدبه ستاكل ما يخزنه المصريون
وافضل خزن للغلال ان تترك فى سنابلها كى لا تفسد او يصيبها السوس او يؤثر عليها الجو
بهذا انتهى حلم الملك
وزاد يوسف تاويله لحلم الملك بالحديث عن عام لم يحلم به الملك
عام من الرخاء
عام يغاث فيه الناس بالزرع والماء
وتنمو كرومهم فىعصرون خمرا
وينمو سمسمهم وزيتونهم فىعصرون زيتا
كان هذا العام الذى لا يقابله رمز فى حلم الملك
علما خاصا اوتيه يوسف
فبشر به الساقى ليبشر به الملك والناس

المشهد الرابع:
عاد الساقى الى الملك
اخبره بما قال يوسف
دهش الملك دهشه شديده
ما هذا السجين؟
انه يتنبا لهم بما سيقع
ويوجههم لعلاجه
دون ان ينتظر اجرا او جزاء
او يشترط خروجا او مكافاه
فاصدر الملك امره باخراج يوسف من السجن واحضاره فورا اليه
ذهب رسول الملك الى السجن
ولا نعرف ان كان هو الساقى الذى جاءه اول مره
ام انه شخصيه رفىعه مكلفه بهذه الشؤون
ذهب اليه فى سجنه
رجا منه ان يخرج للقاء الملك
فهو يطلبه على عجل
رفض يوسف ان يخرج من السجن الا اذا ثبتت براءته
لقد رباه ربه وادبه
ولقد سكبت هذه التربيه وهذا الادب فى قلبه السكينه والثقه والطمانينه
ويظهر اثر التربيه واضحا فى الفارق بين الموقفىن:
الموقف الذى يقول يوسف فيه للفتى:
اذكرني عند ربك
والموقف الذى يقول فيه:
ارجع الى ربك فاساله ما بال النسوه الاتى قطعن ايدهن
الفارق بين الموقفىن كبير

المشهد الخامس:
تجاوز السياق القرانى عما حدث بين الملك ورسوله
ورده فعل الملك
ليقف بنا امام المحاكه
وسؤال الملك لنساء الطبقه العليا عما فعلنه مع يوسف
يبدوا ان الملك سال عن القصه ليكون على بينه من الظروف قبل ان يبدا التحقيق
لذلك جاء سؤاله دقيقا للنساء
فاعترف النساء بالحقيقه التى يصعب انكارها
{قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ}
وهنا تتقدم المراه المحبه ليوسف
التى يئست منه
ولكنها لا تستطيع ان تخلص من تعلقها به
تتقدم لتقول كل شئ بصراحه
يصور السياق القرانى لنا اعتراف امراه العزيز
بالفاظ موحيه
تشى بما وراءها من انفعالات ومشاعر عميقه
{انَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
شهاده كامله باثمها هى
وبراءته ونظافته وصدقه هو
شهاده لا يدفع اليها خوف او خشيه او اى اعتبار اخر
يشى السياق القرانى بحافز اعمق من هذا كله
حرصها على ان يحترمها الرجل الذى اهان كبرياءها الانثويه
ولم يعبا بفتنتها الجسديه
ومحاوله يائسه لتصحيح صورتها فى ذهنه
لا تريده ان يستمر على تعاليه واحتقاره لها كخاطئه
تريد ان تصحح فكرته عنها:
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ انِّى لَمْ اخُنْهُ بِالْغَيْبِ}
لست بهذا السوء الذى يتصوره فينى
ثم تمضى فى هذه المحاوله والعوده الى الفضيله التى يحبها يوسف ويقدرها
{وَانَّ اللّهَ لاَ يَهْدِى كَيْدَ الْخَائِنِينَ}
وتمضى خطوه اخرى فى هذه المشاعر الطيبه
{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لامَّارَةٌ بِالسُّوءِ
إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
ان تامل الايات يوحي بان امراه العزيز قد تحولت الى دين يوسف
تحولت الى التوحيد
ان سجن يوسف كان نقله هائله فى حياتها
امنت بربه واعتنقت ديانته
ويصدر الامر الملكى بالافراج عنه واحضاره
يهمل السياق القرانى بعد ذلك قصه امراه العزيز تماما
يسقطها من المشاهد
فلا نعرف ماذا كان من امرها بعد شهادتها الجريئه التى اعلنت فيها ضمنا ايمانها بدين يوسف
وقد لعبت الاساطير دورها فى قصه المراه
قيل:
ان زوجها مات وتزوجت من يوسف
فاكتشف انها عذراء
واعترفت له ان زوجها كان شيخا لا يقرب النساء
وقيل:
ان بصرها ضاع بسبب استمرارها فى البكاء على يوسف
خرجت من قصرها وتاهت فى طرقات المدينه
فلما صار يوسف كبيرا للوزراء
ومضى موكبه يوما هتفت به امراه ضريره تتكفف الناس:
سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصيه
وجعل العبيد ملوكا بالطاعه
سال يوسف:
صوت من هذا؟
قيل له:
امراه العزيز
انحدر حالها بعد عز
واستدعاها يوسف وسالها:
هل تجدين فى نفسك من حبك لى شيئا؟
قالت:
نظره الى وجهك احب الى من الدنيا يا يوسف
ناولنى نهايه سوطك
فناولها
فوضعته على صدرها
فوجد السوط يهتز فى يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها
وقيلت اساطير اخرى
يبدو فيها اثر المخيله الشعبيه وهى تنسج قمه الدراما بانهيار العاشقه الى الحضيض
غير ان السياق القرانى تجاوز تماما نهايه المراه
اغفلها من سياق القصه
بعد ان شهدت ليوسف
وهذا يخدم الغرض الدينى فى القصه
فالقصه اساسا قصه يوسف وليست قصه المراه
وهذا ايضا يخدم الغرض الفنى
لقد ظهرت المراه ثم اختفت فى الوقت المناسب
اختفت فى قمه ماساتها
وشاب اختفاءها غموض فنى معجز
ولربما بقيت فى الذاكره باختفائها هذا زمنا اطول مما كانت تقضيه لو عرفنا بقيه قصتها

الفصل الرابع من حياته:

المشهد الاول:
بعد ما راى الملك من امر يوسف
براءته
وعلمه
وعدم تهافته على الملك
عرف انه امام رجل كريم
فلم يطلبه ليشكره او يثنى عليه
وانما طلبه ليكون مستشاره
وعندما جلس معه وكلمه
تحقق له صدق ما توسمه فيه
فطمئنه على انه ذو مكانه وفى امان عنده
فماذا قال يوسف؟
لم يغرق الملك شكرا
ولم يقل له:
عشت يا مولاى وانا عبدك الخاضع او خادمك الامين
كما يفعل المتملقون للطواغيت
كلا انما طالب بما يعتقد انه قادر على ان ينهض به من الاعباء فى الازمه القادمه
كما واورد القرطبى فى تفسيره
ان الملك قال فيما قاله:
لو جمعت اهل مصر ما اطاقوا هذا الامر
ولم يكونوا فيه امناء
كان الملك يقصد الطبقه الحاكمه وما حولها من طبقات
ان العثور على الامانه فى الطبقه المترفه شديد الصعوبه
اعتراف الملك ليوسف بهذه الحقيقه زاد من عزمه على تولى هذا الامر
لانقاذ مصر وما حولها من البلاد من هذه المجاعه
قال يوسف:
{اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الارْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ}
لم يكن يوسف فى كلمته يقصد النفع او الاستفاده
على العكس من ذلك
كان يحتمل امانه اطعام شعوب جائعه لمده سبع سنوات
شعوب يمكن ان تمزق حكامها لو جاعت
كان الموضوع فى حقيقته تضحيه من يوسف
لا يثبت السياق القرانى ان الملك وافق
فكانما يقول القران الكريم ان الطلب تضمن الموافقه
زياده فى تكريم يوسف
واظهار مكانته عند الملك
يكفى ان يقول ليجاب
بل ليكون قوله هو الجواب
ومن ثم يحذف رد الملك
ويفهمنا شريط الصور المعروضه ان يوسف قد صار فى المكان الذى اقترحه
وهكذا مكن الله ليوسف فى الارض
صار مسئولا عن خزائن مصر واقتصادها
صار كبيرا للوزراء
وجاء فى روايه ان الملك قال ليوسف:
يا يوسف ليس لى من الحكم الا الكرسى
ولا ينبئنا السياق القرانى كيف تصرف يوسف فى مصر
نعرف انه حكيم عليم
نعرف انه امين وصادق
لا خوف اذا على اقتصاد مصر

المشهد الثانى من هذا الفصل:

دارت عجله الزمن
طوى السياق دورتها
ومر مرورا سريعا على سنوات الرخاء
وجاءت سنوات المجاعه
وهنا يغفل السياق القرانى بعد ذلك ذكر الملك والوزراء فى السوره كلها
كان الامر كله قد صار ليوسف
الذى اضطلع بالعبء فى الازمه الخانقه الرهيبه
وابرز يوسف وحده على مسرح الحوادث
وسلط عليه كل الاضواء
اما فعل الجدب والمجاعه فقد ابرزه السياق فى مشهد اخوه يوسف
يجيئون من البدو من ارض كنعان البعيده يبحثون عن الطعام فى مصر
ومن ذلك ندرك اتساع دائره المجاعه
كما كيف صارت مصر
بتدبير يوسف
محط انظار جيرانها ومخزن الطعام فى المنطقه كلها
لقد اجتاح الجدب والمجاعه ارض كنعان وما حولها
فاتجه اخوه يوسف
فيمن يتجهون
الى مصر
وقد تسامع الناس بما فىها من فائض الغله منذ السنوات السمان
فدخلوا على عزيز مصر
وهم لا يعلمون ان اخاهم هو العزيز
انه يعرفهم فهم لم يتغيروا كثير
اما يوسف فان خيالهم لا يتصور قط انه العزيز
واين الغلام العبرانى الصغير الذى القوه فى الجب منذ عشرين عاما او تزيد من عزيز مصر
شبه المتوج فى سنه وزيه وحرسه ومهابته وخدمه وحشمه وهيله وهيلمانه؟
ولم يكشف لهم يوسف عن نفسه
فلا بد من دروس يتلقونها:
{فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}
ولكنا ندرك من السياق انه انزلهم منزلا طيبا
ثم اخذ فى اعداد الدرس الاول:
{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِاخٍ لَّكُم مِّنْ ابِيكُمْ}
فنفهم من هذا انه تركهم يانسون اليه
واستدرجهم حتى ذكروا له من هم على وجه التفصيل
وان لهم اخا صغيرا من ابيهم لم يحضر معهم لان اباه يحبه ولا يطيق فراقه
فلما جهزهم بحاجات الرحله قال لهم:
انه يريد ان يرى اخاهم هذا
{قَالَ ائْتُونِى بِاخٍ لَّكُم مِّنْ ابِيكُمْ}
وقد رايتم اننى اوفى الكيل للمشترين
فساوفيكم نصيبكم حين يجئ معكم
ورايتم اننى اكرم النزلاء فلا خوف عليه بل سيلقى منى الاكرام المعهود:
{الاَ تَرَوْنَ انِّى أُوفِى الْكَيْلَ وَانَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ}
ولما كانوا يعلمون كيف يضن ابوهم باخيهم الاصغر
وبخاصه بعد ذهاب يوسف
فقد اظهروا ان الامر ليس ميسورا
وانما فى طريقه عقبات من ممانعه ابيهم
وانهم سيحاولون اقناعه
مع توكيد عزمهم
على الرغم من هذه العقبات
على احضاره معهم حين يعودون:
{قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ ابَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}
ولفظ
(نراود)
يصور الجهد الذى يعلمون انهم باذلوه
اما يوسف فقد امر غلمانه ان يدسوا البضاعه التى حضر بها اخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف
وقد تكون خليطا من نقد ومن غلات صحراويه اخرى من غلات الشجر الصحراوى
ومن الجلود وسواها مما كان يستخدم فى التبادل فى الاسواق
امر غلمانه بدسها فى رحالهم
والرحل متاع المسافر
لعلهم يعرفون حين يرجعون انها بضاعتهم التى جاءوا بها

المشهد الثالث:

ندع يوسف فى مصر
لنشهد يعقوب وبنيه فى ارض كنعان
رجع الاخوه الى ابيهم
وقبل ان ينزلوا احمال الجمال ويفكوا متاعهم
دخلوا على ابيهم
قائلين له بعتاب:
ان لم ترسل معنا اخانا الصغير فى المره القادمه فلن يعطينا عزيز مصر الطعام
وختموا كلامهم بوعد جديد ليعقوب عليه السلام
{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
ويبدوا ان هذا الوعد قد اثار كوامن يعقوب
فهو ذاته وعدهم له فى يوسف
فاذا هو يجهز بما اثاره الوعد من شجونه:
{قَالَ هَلْ امَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا امِنتُكُمْ عَلَى اخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ ارْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
(يوسف)
وفتح الابناء اوعيتهم ليخرجوا ما فىها من غلال
فاذا هم يجدون فىها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها
مردوده اليهم مع الغلال والطعام
ورد الثمن يشير الى عدم الرغبه فى البيع
او هو انذار بذلك
وربما كان احراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مره اخرى
واسرع الابناء الى ابيهم
{قَالُواْ يَا ابَانَا مَا نَبْغِى}
لم نكذب عليك
لقد رد الينا الثمن الذى ذهبنا نشترى به
هذا معناه انهم لن يبيعوا لنا الا اذا ذهب اخونا معنا
واستمر حوارهم مع الاب
افهموه ان حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم
ويؤثران على اقتصادهم
وهم يريدون ان يتزودوا اكثر
وسوف يحفظون اخاهم اشد الحفظ واعظمه
وانتهى الحوار باستسلام الاب لهم
بشرط ان يعاهدوه على العوده بابنه
الا اذا خرج الامر من ايديهم واحيط بهم
نصحهم الاب الا يدخلوا
وهم احد عشر رجلا
من باب واحد من ابواب بمصر
كى لا يستلفتوا انتباه احد
وربما خشى عليهم ابوهم شيئا كالسرقه او الحسد
لا يقول لنا السياق القرانى ماذا كان الاب يخشى
ولو كان الكشف عن السبب مهما لقيل

المشهد الرابع:

عاد اخوه يوسف الاحد عشر هذه المره
{وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ اوَى إِلَيْهِ اخَاهُ قَالَ إِنِّى انَاْ اخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69)}
(يوسف)
يقفز السياق قفزا الى مشهد يوسف وهو يحتضن اخاه ويكشف له وحده سر قرابته
ولا ريب ان هذا لم يحدث فور دخول الاخوه على يوسف
والا لانكشفت لهم قرابه يوسف
انما وقع هذا فى خفاء وتلطف
فلم يشعر اخوته
غير ان السياق المعجز يقفز الى اول خاطر ساور يوسف عند دخولهم عليه ورؤيته لاخيه
وهكذا يجعله القران اول عمل
لانه اول خاطر
وهذه من دقائق التعبير فى هذا الكتاب العظيم
يطوي السياق كذلك فتره الضيافه
وما دار فىها بين يوسف واخوته

ويعرض مشهد الرحيل الاخير

ها هو ذا يوسف يدبر شيئا لاخوته
يريد ان يحتفظ باخيه الصغير معه
يعلم ان احتفاظه باخيه سيثير احزان ابيه
وربما حركت الاحزان الجديده احزانه القديمه
وربما ذكره هذا الحادث بفقد يوسف
يعلم يوسف هذا كله
وها هو ذا يرى اخاه
وليس هناك دافع قاهر لاحتفاظه به
لماذا يفعل ما فعل ويحتفظ باخيه هكذا؟
يكشف السياق عن السر فى ذلك
ان يوسف يتصرف بوحى من الله
يريد الله تعالى ان يصل بابتلائه ليعقوب الى الذروه
حتى اذا جاوز به منطقه الالم البشرى المحتمل وغير المحتمل
وراه صابرا رد عليه ابنيه معا
ورد اليه بصره
امر يوسف
عليه السلام
رجاله ان يخفوا كاس الملك الذهبيه فى متاع اخيه خلسه
وكانت الكاس تستخدم كمكيال للغلال
وكانت لها قيمتها كمعيار فى الوزن الى جوار قيمتها كذهب خالص
اخفى الكاس فى متاع اخيه
وتهيا اخوه يوسف للرحيل
ومعهم اخوهم
ثم اغلقت ابواب العاصمه
{ثُمَّ اذَّنَ مُؤَذِّنٌ ايَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}
كانت صرخه الجند تعني وقوف القوافل جميعا
وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع كقضاء خفى غامض
اقبل الناس
واقبل معهم اخوه يوسف
{مَّاذَا تَفْقِدُونَ}
هكذا تسائل اخوه يوسف
قال الجنود:
{نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ}
ضاعت كاسه الذهبيه
ولمن يجئ بها مكافاه
سنعطيه حمل بعير من الغلال
قال اخوه يوسف ببراءه:
لم نات لنفسد فى الارض ونسرق
قال الحراس
(وكان يوسف قد وجههم لما يقولونه):
اى جزاء تحبون توقيعه على السارق؟
قال اخوه يوسف:
فى شريعتنا نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه
قال الحارس:
سنطبق عليكم قانونكم الخاص
لن نطبق عليكم القانون المصرى الذى يقضى بسجن السارق
كانت هذه الاجابه كيدا وتدبيرا من الله تعالى
الهم يوسف ان يحدث بها ضباطه
ولولا هذا التدبير الالهى لا متنع على يوسف ان ياخذ اخاه
فقد كان دين الملك او قانونه لا يقضى باسترقاق من سرق
وبدا التفتيش
كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف
فامر جنوده بالبدء بتفتيش رحال اخوته اولا قبل تفتيش رحل اخيه الصغير
كى لا يثير شبهه فى نتيجه التفتيش
اطمان اخوه يوسف الى براءتهم من السرقه وتنفسوا الصعداء
فلم يبقى الا اخوهم الصغير
وتم استخراج الكاس من رحله
فامر يوسف باخذ اخيه عبدا
قانونهم الذى طبقه القضاء على الحادث
اعقب ذلك مشهد عنيف المشاعر
ان احساس الاخوه براحه الانقاذ والنجاه من التهمه
جعلهم يستديرون باللوم على شقيق يوسف
{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ اخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}
انهم يتنصلون من تهمه السرقه
ويلقونها على هذا الفرع من ابناء يعقوب
سمع يوسف باذنيه اتهامهم له
واحس بحزن عميق
كتم يوسف احزانه فى نفسه ولم يظهر مشاعره
قال بينه وبين نفسه
{انتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ اعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}
لم يكن هذا سبابا لهم
بقدر ما كان تقريرا حكيما لقاعده من قواعد الامانه
اراد ان يقول بينه وبين نفسه:
انكم بهذا القذف شر مكانا عند الله من المقذوف
لانكم تقذفون بريئين بتهمه السرقه
والله اعلم بحقيقه ما تقولون
سقط الصمت بعد تعليق الاخوه الاخير
ثم انمحى احساسهم بالنجاه
وتذكروا يعقوب
لقد اخذ عليهم عهدا غليظا
الا يفرطوا فى ابنه
وبدءوا استرحام يوسف:
يوسف ايها العزيز
يوسف ايها الملك
{إِنَّ لَهُ ابًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ احَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
قال يوسف بهدوء:
كيف تريدون ان نترك من وجدنا كاس الملك عنده
وناخذ بدلا منه انسانا اخر؟
هذا ظلم
ونحن لا نظلم
كانت هى الكلمه الاخيره فى الموقف
وعرفوا ان لا جدوى بعدها من الرجاء
فانسحبوا يفكرون فى موقفهم المحرج امام ابيهم حين يرجعون

المشهد الخامس:

عقدوا مجلسا يتشاورون فيه
لكن السياق القرانى لا يذكر اقوالهم جميعا
انما يثبت اخرها الذى يكشف عما انتهوا اليه
ذكر القران قول كبيرهم اذ ذكّرهم بالموثق الماخوذ عليهم
كما ذكرهم بتفريطهم فى يوسف من قبل
ثم يبين قراره الجازم:
الا يبرح مصر
والا يواجه اباه
الا ان ياذن ابوه
او يقضى الله له بحكم
فيخض له وينصاع
وطلب منهم ان يرجعوا الى ابيهم فىخبروه صراحه بان ابنه سرق
فَاُخِذَ بما سرق
ذلك ما علموه شهدوا به
اما ان كان بريئا
وكان هناك امر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه
فهم غير موكلين بالغيب
وان كان فى شك من قولهم فليسال اهل القريه التى كانوا فىها
اى اهل مصر
وليسال القافله التى كانوا فيها
فهم لم يكونوا وحدهم
فالقوافل الكثيره كانت ترد مصر لتاخذ الطعام

المشهد السادس:

فعل الابناء ما امرهم به اخوهم الكبير
وحكوا ليعقوب
عليه السلام
ما حدث استمع يعقوب اليهم وقال بحزن صابر
وعين دامعه:
{بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ انفُسُكُمْ امْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
عَسَى اللّهُ ان يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
{بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ انفُسُكُمْ امْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
كلمته ذاتها يوم فقد يوسف
لكنه فى هذه المره يضيف اليها الامل ان يرد الله عليه يوسف واخاه فيرد ابنه الاخر المتخلف هناك
هذا الشعاع من اين جاء الى قلب هذا الرجل الشيخ؟
انه الرجاء فى الله
والاتصال الوثيق به
والشعور بوجوده ورحمته
وهو مؤمن بان الله يعلم حاله
ويعلم ما وراء هذه الاحداث والامتحانات
وياتى بكل امر فى وقته المناسب
عندما تتحق حكمته فى ترتيب الاسباب والنتائج
{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا اسَفَى عَلَى يُوسُفَ
وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}
وهى صوره مؤثره للوالد المفجوع
يحس انه منفرد بهمه
وحيد بمصابه
لا تشاركه هذه القلوب التى حوله ولا تجاوبه
فينفرد فى معزل
يندب فجيعته فى ولده الحبيب يوسف
الذى لم ينسه
ولم تهوّن من مصيبته السنون
والذى تذكره به نكبته الجديده فى اخيه الاصغر فتغلبه على صبره الجميل
اسلمه البكاء الطويل الى فقد بصره
او ما يشبه فقد بصره
فصارت امام عينيه غشاوه بسبب البكاء لا يمكن ان يرى بسببها
والكظيم هو الحزين الذى لا يظهر حزنه
ولم يكن يعقوب
عليه السلام
يبكي امام احد
كان بكاؤه شكوى الى الله لا يعلمها الا الله
ثم لاحظ ابناؤه انه لم يعد يبصر ورجحوا انه يبكى على يوسف
وهاجموه فى مشاعره الانسانيه كاب
حذروه بانه سيهلك نفسه:
{قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ
حَرَضًا اوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
(85)
قَالَ إِنَّمَا اشْكُو بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللّهِ وَاعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
(86)}
(يوسف)
ردهم جواب يعقوب الى حقيقه بكائه
انه يشكو همه الى الله
ويعلم من الله ما لا يعلمون
فليتركوه فى بكائه وليصرفوا همهم لشئ اجدى عليهم
{يَا بَنِى اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَاخِيهِ
وَلاَ تَيْاسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْاسُ
مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
انه يكشف لهم فى عمق احزانه عن امله فى روح الله
انه يشعر بان يوسف لم يمت كما انبئوه
لم يزل حيا
فليذهب الاخوه بحثا عنه
وليكن دليلهم فى البحث
هذا الامل العميق فى الله

المشهد السابع:

تحركت القافله فى طريقها الى مصر
اخوه يوسف فى طريقهم الى العزيز
تدهور حالهم الاقتصادى وحالهم النفسى
ان فقرهم وحزن ابيهم ومحاصره المتاعب لهم
قد هدت قواهم تماما ها هم اولاء يدخلون على يوسف
معهم بضاعه رديئه جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شئ ذى بال
وعندما دخلوا على يوسف
عليه السلام
رجوه ان يتصدق عليهم
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا ايُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا
وَاهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَاوْفِ لَنَا
الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِى الْمُتَصَدِّقِينَ}
انتهى الامر بهم الى التسول
انهم يسالونه ان يتصدق عليهم
ويستميلون قلبه
بتذكيره ان الله يجزى المتصدقين
عندئذ
وسط هوانهم وانحدار حالهم
حدثهم يوسف بلغتهم
بغير واسطه ولا مترجم:
{قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَاخِيهِ إِذْ انتُمْ جَاهِلُونَ
(89)
قَالُواْ اإِنَّكَ لَانتَ يُوسُفُ قَالَ انَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا اخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ
عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ اجْرَ الْمُحْسِنِينَ
(90)
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ اثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
(91)}
(يوسف)
يكاد الحوار يتحرك بادق تعبير عن مشاعرهم الداخليه
فاجاهم عزيز مصر بسؤالهم عما فعلوه بيوسف
كان يتحدث بلغتهم فادركوا انه يوسف
وراح الحوار يمضى فىكشف لهم خطيئتهم معه
لقد كادوا له وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى امْرِهِ
مرت السنوات وذهب كيدهم له
ونفذ تدبير الله المحكم الذى يقع باعجب الاسباب
كان القاؤه فى البئر هو بدايه صعوده الى السلطه والحكم
وكان ابعادهم له عن ابيه سببا فى زياده حب يعقوب له
وها هو ذا يملك رقابهم وحياتهم
وهم يقفون فى موقف استجداء عطفه
انهم يختمون حوارهم معه بقولهم
{قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ اثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ}
ان روح الكلمات واعترافهم بالخطا يشيان بخوف مبهم غامض يجتاح نفوسهم
ولعلهم فكروا فى انتقامه منهم وارتعدت فرائصهم
ولعل يوسف احس ذلك منهم فطمانهم بقوله
{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ ارْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
لا مؤاخذه
ولا لوم
انتهى الامر من نفسى وذابت جذوره
لم يقل لهم اننى اسامحكم او اغفر لكم انما دعا الله ان يغفر لهم
وهذا يتضمن انه عفا عنهم وتجاوز عفوه
ومضى بعد ذلك خطوات
دعا الله ان يغفر لهم وهو نبى ودعوته مستجابه
وذلك تسامح نراه ايه الايات فى التسامح
ها هو ذا يوسف ينهى حواره معهم بنقله مفاجئه لابيه
يعلم ان اباه قد ابيضت عيناه من الحزن عليه
يعلم انه لم يعد يبصر
لم يدر الحوار حول ابيه لكنه يعلم
يحس قلبه
خلع يوسف قميصه واعطاه لهم
{اذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَـذَا فَالْقُوهُ عَلَى وَجْهِ ابِى
يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِاهْلِكُمْ اجْمَعِينَ}
وعادت القافله الى فلسطين

المشهد الثامن:

ما انت خرجت القافله من مصر
حتى قال يعقوب
عليه السلام
لمن حوله فى فلسطين:
انى اشم رائحه يوسف
لولا انكم تقولون فى انفسكم انني شيخ خرِف لصدقتم ما اقول
فرد عليه من حوله
لكن المفاجاه البعيده تقع. وصلت القافله
والقى البشير قميض يوسف على وجه يعقوب
عليهما السلام
فارتدّ بصره
هنا يذكر يعقوب حقيقه ما يعلمه من ربه
{قَالَ الَمْ اقُل لَّكُمْ إِنِّى اعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
فاعترف الاخوه بخطئهم
وطلبوا من اباهم الاستغفار لهم
فهو نبى ودعاءه مستجاب
الا ان يعقوب عليه السلام
{قَالَ سَوْفَ اسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
ونلمح هنا ان فى قلب يعقوب شيئا من بنيه
وانه لم يصف لهم بعد
وان كان يعدهم باستغفار الله لهم بعد ان يصفو ويسكن ويستريح

ها هو المشهد الاخير فى قصه يوسف:

بدات قصته برؤيا
وها هو ذا الختام
تاويل رؤياه:
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ اوَى إِلَيْهِ ابَوَيْهِ وَقَالَ
ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ امِنِينَ
(99)
وَرَفَعَ ابَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا ابَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ
قَدْ جَعَلَهَا رَبِّى حَقًّا وَقَدْ احْسَنَ بَى إِذْ اخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ
وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ ان نَّزغَ
الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِى
إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(100)}
(يوسف)
تامل الان مشاعره ورؤياه تتحقق
انه يدعو ربه
{رَبِّ قَدْ اتَيْتَنِى مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الاحَادِيثِ
فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ انتَ وَلِيِّى
فِى الدُّنُيَا وَالاخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَالْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ}
هى دعوه واحده
تَوَفَّنِى مُسْلِمًا
وهنا نكون روينا القصه كامله
والقادم سوره يوسف كامله وما كامل الا وجه الله الكريم
تابعو معنا الحلقه الثالثه عشر


 
 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , معكم , أو , الانبياء , الي , السلام , اجل , حاتم , سيدنا , عليه , نعيش , قصص


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يونس ساجد في بطن الحوت ميارا ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ 14 05-08-2021 12:02 AM
ديوان الأنبياء/ سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (عليهما السلام) تيماء قلعة عميدة الأدباء تيماء 66 05-03-2020 11:41 AM
من بلاغة القرآن عيسى عليه السلام ليس له قوم! همس الروح ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 14 17-01-2019 10:25 PM
صور آثار الأنبياء الاداره ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ 10 13-04-2013 07:36 AM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 11 13-02-2013 11:33 PM


الساعة الآن 09:12 AM

أقسام المنتدى

¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ | ❀ همســـــات العام ❀ | ❀ همســـــات الترحيب والإهداءات ❀ | ❀ همســـــات الحوار والنقاش الجاد ❀ | ۞ همســـــات الإسلامي ۞ | ¨°o.O (المنتديات الأدبية) O.o°¨ | ❀ همســــات المقال و الخواطر والنثر للمنقول ❀ | ❀ همســــات شعر وشعراء للمنقول ❀ | ❀ همســــات قصص وروايات ❀ | ¨°o.O (المنتديات الأسـريـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الديكور و الكروشيه ❀ | ❀ همسات عالم حواء ❀ | ❀ همســـات عالم آدم ❀ | ❀ همســـات التاريخ والتراث والأنساب ❀ | ❀ همســـات الرياضه ❀ | ( همســـات السيارات والدرجات الناريه) | ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ | ❀ همســـات الصحه والطب ❀ | ¨°o.O (منتديات الرياضية والفن والتسلية) O.o°¨ | ❀ همســـات الترفيه والطرائف ❀ | (همسات الالعاب والتسليه ) | ❀ همســـات جـسـر الـتـواصــل ❀ | ❀ همســـــات المسلسلات العربيه والأجنبية ❀ | ¨°o.O (المنتديات الثقافية والفكرية) O.o°¨ | ❀ همســـــات English word ❀ | ❀ همسات الجامعة والطلبه والطالبات ❀ | ❀ همســـات الاسرة والحمل ❀ | ❀ همســـات المطبخ ❀ | ¨°o.O (منتديات اليوتيوب والصـور والأنمي والمسلسلات) O.o°¨ | ❀ همســـات الصور ❀ | ( لآئحة الشرف ) | ¨°o.O (منتديات الـتـقـنـيـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ❀ | ❀ مجلات ودواوين همسات الغلا ❀ | ❀ همـسآت آلسويتش مآكس والتصاميم والجرافيكس ❀ | فارغ | ❀ همســـات الــ YouTube | ¨°o.O (منتدى المشرفين والادارة) O.o°¨ | (همســـات المواضيع المكرره والمحذوفه) | ❀ حصريات عدسة ومطبخ الأعضاء ❀ | ❀ حصريات بأقلام الاعضاء لم يسبق لها النشر ❀ | ❀ همسات مدونات الأعضاء [ blog ] ❀ | ( حصريات الأديبه همس الروح ) | ❀ أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) ❀ | ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ | (همسات المسابقات والفعاليات ) | ۞ همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ۞ | ❀ همسات النثرْ و الخواطر والشعر بقلم العضو سبق نشرها ❀ | ❀ همسات جنان الكلمة ديزاين ❀ | ❀ همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا ❀ | (الخيمه الرمضانيه) | ¨°o.O (منتديات الفوتوشوب والسويتش ماكس) O.o°¨ | ركن الاديبة قَبَس | ❀ همسات حقيبة المصمم ❀ | ( قسم الفواصل والإكسسوارات لتنسيق المواضيع ) | ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ | ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ | ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ | ❀ همسات تطوير الذات ❀ | قلعة عميدة الادباء البارزه | ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) | (همسات كرسي الإعتراف و ASK ME ) | ۞ همسات الحج والعمرة ۞ | ❀ همسات القصائد الصوتيه والمرئيه ❀ | (همسات الطفل ) | (حصريات ملاذ الفرح) | ( همسات أعز الحبايب الأم ) | ¨°o.O ( المنتديات الادارية ) O.o°¨ | ¨°o.O ( الاقسام الخاصه ) O.o°¨ | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | ❀ همســـات الأعضــــاء ❀ | ( همسات الثقافه العامه ) | ❀ همسات الألفيات و التهاني وتواصل الأعضاء ❀ | ❀ حصريات تطوير الذات والنقاش الحر ❀ | ❀ قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ❀ | فارغ | ❀ الطيور المهاجره ❀ | (مكتب المدير العام) | ( مسابقات رمضان ) | ( قناة وحصريات البرنسيسه فاتنة ) | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | ( المدونات الخاصه blog ) | ( همسات العزاء والدعاء بالشفاء للمرضى ) | ( قسم خاص للأنمي ) | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | ❀ إستراحة الأعضـــــــاء والمقهى الأدبي ❀ | ❀ حصريات قناة همسات الغلا ❀ | O.o°¨( منتدي الحصريات الأدبيه )¨°o.O | ❀ حصريات التصاميم و 3d ❀ | ❀ حصريات المقالات ❀ | ( ومضات خواطر وشعر حصرية ) | ( همســات رابطة الأدباء ) | ملحقات الفوتوشوب وطلبات الرمزيات والتواقيع | °¨(حصريات الرسم والخط العربي)¨° | دآر عمدآء الأدب | ( قناة وحصريات الجوري ) | °¨( ورشة عمل الفعاليات والمواضيع )¨° | ❀ حصريات الروايات والقصص القصيرة ❀ | ( قناة و حصريات ميارا ) | ❀ حصريات الشعر والمساجلات ❀ | الارشيف الخاص بالهمسات | ( السيرة الذاتيه للاعضاء ) | (أكاديمية صـفوة الأقلام) | قلعة عميدة الادباء الدكتوره نور اليقين | (ركن المصمم بو خالد) | ركن الاديب أعذب ميسان | ( حصريات النـور ) | ❀ همسات تاريخ العرب وأنسابها وأيامها ❀ | قلعة عميد الادباء عبدالله الصالح | ركن الشاعرة سيدة الحرف | قلعة عميدة الادباء أرجوحة حرف | ركن الشاعر القارظ العنزي | قلعة عميدة الادباء هند | قلعة عميد الادباء نجم ضاوي | (حصريات الأديبة فاتنة ) | فارغ | ركن الاديبه غروب | ركن الاديبه ملك | ❀ همسات واحة الفعاليات الأدبية الدائمة ❀ | ( حصريات مبارك آل ضرمان ) | ( حصريات ابن عمان ) | ( المدونات الخاصه جدا blog ) | ( حصريات ريحانة بغداد وفلسطين ) | قلعة عميد الادباء البرنس مديح ال قطب | OO°¨( منتدي الحصريات )¨°OO | (المطبخ الرمضاني) | دورة الفوتوشوب المنوعة آلآحترافية | ركن الأديب البراء الحريري | قلعة عميدة الأدباء تيماء | همسات الردود المميزة والحصرية | ❀ حصريات الشروحات ❀ | ❀ تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية ❀ | ركن الأديبة هَدهَدة حرف | ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ | ❀ الشكاوي والاقتراحات الخاصه للحصريات ❀ | حصريات أمير الكتاب الاستاذ ليتك وهم | مدونة الدكتور الأديب لسان العرب | ركن الكاتبة مواليف البدر | ❀ همســـات اجتماع الاداريين ❀ | نجم الأسبوع | ركن الشاعر أحد الصابرين | ❀ همسات السياحة والسفر ❀ | ۞ قسم الأحاديث النبوية ۞ | ❀ همسات الرحلات البريه والقنص ❀ | ❀ همسات تطوير استايلات وعروض مجانيه ❀ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant