ديوان الأنبياء/ سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (عليهما السلام)

سيدنا إبراهيم (عليه السلام)




نبيُّ اللهِ ذو القدرِ الكريمِ
رمى الأصنامَ بالفأسِ الجسيمِ

وقالوا "حرِّقوهُ" جزاءَ فعلٍ
فأنجاهُ العليُّ من الجحيمِ

وقال اللهُ للنيرانِ "كوني"
"سلاماً" بارداً مثلَ النسيمِ

أبو التوحيدِ لم يسجد بيومٍ
لغيرِ اللهِ خلاّقِ النُّجُومِ (1)

حنيفٌ مسلمٌ لله يسعى
صدوقُ القولِ والفعلِ الحكيمِ

(حليمٌ) ذو ثباتٍ ذو أناةٍ
وذو الإحسانِ من ربٍّ كريمِ

و(أوّاهٌ) توجَّهَ في دُعاءٍ
وما يبغي سوى الرب العليمِ

(مُنيبٌ) طائعٌ لله ماضٍ
بحُكم اللهِ بالحقِّ القويمِ

إمامُ الناسِ قُدوتُهم جميعا
خليلُ اللهِ ذو القلبِ السليمِ

قواعدُ بيتهِ رُفعت بعزمٍ
وكان دعاؤهُ عِند الحَطيمِ

تقبَّل ربنا مِنّا دعاءً
ووفِّقنا إلى الخيرِ العميمِ

مقامٌ عامرٌ أضحى مُصلّى
لتطهيرِ العِبادِ من الرجيمِ

ومَن يرغب عن الإسلامِ يأسى
ولا يغنى سوى اللهِ الحليمِ

وزُمزِمت المياهُ لأجل هاجر
لسُقيا الطفلِ من ربٍّ رحيمِ

وحَجَّ الناسُ للمولى ولبّوا
بتخليةٍ من الخُلُقِ الذميمِ

بتكبيرٍ على أزكى صعيدٍ
وتحليةٍ بآدابِ القُدومِ

"وناديناهُ أن" "صدّقتَ" "رؤيا"
فدينا الابنَ بالذِبحِ العظيمِ

كذاكَ اللهُ يجزي المُحسنينا
نِداءُ اللهِ للعبدِ الحَشيمِ

سلامُ اللهِ يا أبتي سلامٌ
مدى الأيامِ يبقى في الصميمِ

وصلى اللهُ في الأكوانِ جَمّا
على المبعوثِ بالخُلُقِ العظيمِ

وصلى اللهُ ما دامت صلاةٌ
على مَن جَدُّهُ راعي الهَشيمِ

على (أحمدْ) إمامِ الخَلقِ طُرّا
على آلٍ، وآلٍ في القديمِ (2)


1- {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُوم* فَقَالَ إِنِّي سَقِيم} (الصافات88-89).
2- آل محمد ، وآل إبراهيم عليهما الصلاة والسلام
3- ضرورتين شعريتين (هاجرْ)و(أحمدْ) بالتسكين عوض الحركة خضوعا للوزن .

سيدنا لوط (عليه السلام)




زادت فواحشهم وطالَ سقوطُ
فأتى نبيُّهُمُ إليهمْ لوطُ

قال انتهوا وتنبهوا وتندموا
من قبل أن يأتيْكُمُ التسخيطُ

قد جئتمُ ذنباً عظيماً ويلكم
فاللهُ ربٌّ عالمٌ ومحيطُ

أدعوكمُ لله وفق شريعةٍ
من نهجها التقويمُ والتوسيطُ

توبوا إلى الرحمنِ قبل عقابه
فعذابه بالكافرين مُنيطُ

إني لكمْ منكمْ إليكمْ ناصحٌ
دربُ الهدايةِ واضحٌ وبسيطُ

ومضت "سَدومُ" بغيِّها وعنادِها
يطغى عليها فسقُها وشُطوطُ

وأتى إليه ضيوفُ حُسنٍ وافرٍ
فاحتار كيف الفعلُ والتحويطُ

لما درى أهل الفساد بأمرهم
جاءوا يشد زِمامَهم تفريطُ

هرعوا إلى لوطٍ بكل صفاقةٍ
فيهم شقيٌّ مارقٌ وسقيطُ

عرضَ النبيُّ بناتِهِ لزواجهم
فلعله وِزرَ الفسادِ يُميطُ

لكنهم رفضوا وقالوا ما لنا
من حاجةٍ ومرامنا مشروطُ

وقضى الإلهُ عليهِمُ ؛ فقضاؤهُ
ما صدَّهُ متكبرٌ ورطيطُ

ودعا النبيُّ إلهَهُ لنجاتِهِ
مما جناهُ مكابرٌ ولغيطُ

نجّاهُ ربُّ العرشِ ، نجّى أهلَهُ
إلا عجوزاً أمرُها مسخوطُ

طلعَ الصباحُ على العُصاةِ بصيحةٍ
في جوفها التدميرُ والتسليطُ

جعلت أعاليَها أسافلَها فما
خدمَ البُغاةَ بيومِهم تنطيطُ

من ثم أمطرت السماءُ حجارةً
لم يَنجُ منها فاسقٌ وسليطُ

هذي حكايةُ أمةٍ من قبلنا
نزلت ودُوِّنَ سِرُّها المخطوطُ

صلى عليك اللهُ يا خير الورى
قد رامَ دربكَ مُقتَدٍ ونشيطُ

سيدنا إسماعيل (عليه السلام)





لهو الذبيحُ المُفتدى الموصولُ
بأبيهِ إبراهيمَ وهْوَ رسولُ

سارت به (هاجرْ) برفقةِ زوجها
حتى أتَوا أرضاً بها التنزيلُ

واستوطنوا البلدَ الحرامَ فمكةٌ
أرضُ الرسالةِ عِندها التبجيلُ

بجبالِ فارانٍ بوادي بيتِهِ
قدَمُ النبوّةِ أُرسيَتْ وقُبولُ

ربي، لقد "أسكنتُ من ذريتي"
واللهُ فوق العالمينَ مُعيلُ

تُرك الرضيعُ وأمهُ ولديهِمُ
شيءٌ من الزادِ اليسيرِ، قليلُ

إذ هرولتْ هاجرْ لأجلِ رضيعِها
ما في المكانِ ولا الجوارِ مَسيلُ

ما بين مروةَ والصفا، فلعلها
تجدُ المياهَ وفي الفؤادِ غليلُ

فتفجّرت زمزمْ وظلَّ سقاؤها
تُروى به أممٌ وليس يحولُ

كبُرَ الغلامُ وقد تنامى حُبُّهُ
وأبوهُ لله الرحيمِ خليلُ

كان اختبارُ اللهِ فيه مُقَدَّراً
في ابنٍ عزيزٍ ما لديهِ مثيلُ

فرأى ثلاثاً في المنامِ بأنهُ
ذبَحَ الصبيَّ ، وقد أتاهُ دليلُ

وأطاع إسماعيلُ أمرَ إلهِهِ
كأبيه، عبدٌ للمجيدِ، ذليلُ

افعلْ كما أمرَ العليمُ إلهنا
من عندهُ التدبيرُ والتأويلُ

حتماً إذا أمر الإلهُ عبادهُ
ما للعبادِ تلبُّثٌ ومَقيلُ

ومضى الخليلُ به ولمّا أسلما
ناداهُ ربٌّ خالقٌ ووكيلُ

صدَّقتَ رؤيا مَن براكَ ومَن يرى
ما في القلوبِ وإنه لكفيلُ

فلك البِشارةُ بالشمائلِ، والفدا
ولك السلامُ وقد رعاكَ جليلُ

واللهُ حقٌّ راحمٌ لعبادِهِ
واللهُ عجْزَ الصابرينَ يُقيلُ

وليرفعا البيتَ العتيقَ مثابةً
للناسِ، حيثُ سيُسمَعُ الترتيلُ

صلوات ربي للنبي المصطفى
والصبحُ يشهد تلكمُ وأصيلُ

من نسلِ إسماعيلَ كان محمدٌ
هو في الأنامِ هدايةٌ ودليلُ

سيدنا إسحاق عليه السلام




الحمدُ للهِ ذي الإكرامِ والمَددِ
الواحدِ الفَرْدِ لم يولد ولم يلِدِ

تباركَ اللهُ ذو الإنعامِ ليس لهُ
نِدٌّ ولا كان في الآزالِ والأبدِ

إسحاقُ كان نبياً جاءَ مُعجزةً
من بعد يأسِ سنينِ العجزِ ذي الأمدِ

فأمُّهُ صدَّقت إذ أنها علِمت
مشيئةَ اللهِ إذ لم تأتِ بالولدِ

فسارةُ الحُسْن نِعْمَ الزوجُ سيدةٌ
تخشى الإلهَ وترعى رايةَ الصمدِ

لما رأت زوجَها من غيرِ ما عَقِبٍٍ
أهدتهُ جاريةً تأتيهِ بالسَنَدِ

من بعدها كوفئت خيراً بما صنعتْ
إذ أحسنتْ مثلاً حقاً مع الرَشَدِ

جاءت ملائكةٌ بالخسفِ مُرسَلَةً
لقومِ لوطٍ ذوي الآثامِ والنكدِ

وعندها بُشرت بالاِبن تطلبه
من بعدما ضحكت من قولةٍ سَدَدِ

"يا ويلتى" كيف بعد اليأسِ أنجبُهُ
لا تعجبي أبداً من قدرةِ الأحدِ

فتلك قدرةُ ربٍّ واهبٍ أبداً
سبحانهُ اللهُ ، يأتي اللهُ بالرَغَدِ

هو الودودُ الذي آياتهُ عجبٌ
ما تنقضي أبداً، لم تُحصَ بالعددِ

جاءت به وهْيَ في التسعينَ طاعنةٌ
وقرّت العينُ بعد اليأسِ بالعَضُدِ

وجاء إسحاقُ إبراهيمَ في هرمٍ
هديةَ اللهِ ذي الإنعامِ في الشِدَدِ

من بعده جاء عبدُ اللهِ نافلةً
يعقوبُ ذو الصبرِ والإلهامِ والجَلَدِ

من بعدهِ يوسفُ الصديقُ ليس له
بعصرهِ شبهٌ في حُسنه الفَرِدِ

كذاكَ ربكَ ربُّ الناسِ أجمعهم
يجزي الصدوقَ بما لا كان في الخَلَدِ

أزكى الصلاةِ على أزكى الورى سِيَراً
خيرِ الأنامِ رسولِ اللهِ ذي الرَفَدِ

(محمدٍ صفوةِ الباري ورحمتِهِ)*
مُعلِّمِ الناسِ مُعْلٍ خيرَ مُعتقَدِ

* شطر البيت مقتبس من "نهج البردة" لأحمد شوقي.

سيدنا يعقوب عليه السلام




يعقوبُ ، إسرائيلُ ، ذو الأبناءِ
من صَفوةِ الآباءِ والرُحَماءِ

بذلٌ وحبٌّ خالصٌ ورعايةٌ
لكنَّ نارَ الغيرةِ العمياءِ

دبَّت إلى تلك النفوس فأحرقت
ما كان فيها من رضا وسناءِ

وتعلَّقَ الراعي الحنونُ بإبنهِ
فيه ارتأى إرثاً وطيبَ قضاءِ

وكذاكَ ربُّكَ يجتبيه لغايةٍ
سبحانهُ ذو القُدرةِ العصماءِِ

قالوا أبانا هاتِ يوسفَ علّهُ
يلهو بعينِ الإخْوةِ الأُمَناءِ

لكنَّ ذاك الإبنَ لم يرجع لهُ
والتاعَ قلبُ أبيه دون شفاءِ

"صبرٌ جميلٌ"، تلك عَبرةُ مُرسَلٍ
يستودِعُ الرحمنَ كلَّ قضاءِ

ومضت سُنونٌ والحقيقةُ لم تزل
قيدَ الخفاءِ وراءَ كل غطاءِ

ساروا بقافلةٍ فقال موصّياً
لا تدخلوا جمعاً كما النُصَراءِ

لا لم يكن يغنيه إلا حاجةٌ
في نفسِهِ المكلومةِ الأحشاءِ

وتضعضعَ الأملُ السحيقُ بعودةٍ
إلا بقلب الوالدِ الوضّاءِ

إذ قال: يا أسفى على يوسفْ* وشا
ءَ اللهُ بعدَ الصبرِ رفعُ بلاء

هفَّ الفؤادُ فقال قبل قدومِهم
ريحٌ ليوسفَ فاحَ في الأرجاءِِ

ورمَوا قميصَ الحِبِّ من بعد النوى
من بعد نزغٍ طالَ في الإمضاءِ

والتامَ* شملُ الكلِّ حولَ وصيةٍ
جمعت لُبابَ العلمِ والآلاءِ

"ما تعبدونَ"* فقيل نعبدُ ربنا
وإلهَ آباءٍ ، بخيرِ ثناءِ

واللهُ قدَّر دينَكم وبه اصطفى
ما كان من زيغٍ ولا إغضاءِ

صلى الإلهُ على النبي وآله
في المُبتدى والسدرةِ العصماءِ

وبكل عهدٍ في الخليقة طُرَّها
الرحمةِ المهداةِ في الأرجاءِ



* {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم} يوسف84.
* التام: التأَمَ.
* {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي} البقرة133.

سيدنا يوسف (عليه السلام)




اللهُ أعلَمَنا بخيرِ نصوصِ
بكتابه وبيانِهِ المقصوصِ

(إذ قالَ يوسفُ) يا أبي إني رأيـ
ـتُ كواكباً والشمسَ قيدَ رصيصِ

لا تقصُصِ الرؤيا فللشيطانِ كيـ
ـدٌ في النفوسِ برغمِ حِرصِ حريصِ

وكذاكَ ربُّ العرشِ يُعطي مَن يشا
ويُعَلّمُ التأويلَ دونَ شُخُوصِ

ويُتم نعمته كما قبلُ اقتضى
لأبيهِ إبراهيمَ بالتمحيصِ*

كم آيةٍ للسائلينِ بما جرى
ما بين بئرٍ غائرٍ وقليصِ

قالوا لَيوسُفُ في دلالٍ بيننا
وأبوهُ في غيٍّ وسُوءِ نكوصِ

(جاؤوا أباهم) يفترون وكم جرى
دمعٌ كذوبٌ من عُيونِ لصوصِ

والذئبُ من دمهِ بريءٌ إنما
خوفُ المُحِبِ مطيةٌ لغَموصِ*

وشَرَوهُ بخساً زاهدينَ به وعِنـ
ـدَ أبيه يوماً لم يكن برخيصِ

هامت به زوجُ العزيزِ وعِندما
همَّت به جاءت نُهى التخليصِ

في السِجنِ باتَ وبانَ سرُّ علومِهِ
تأويلُ أحلامٍ بعينِ بصيصِ

وكذلك التمكينُ بعدَ خروجِهِ
حُرَّاً عزيزاً سيدَ التخصيصِ*

يتبوأ الأرضَ الكريمةَ حينما
دخلوا عليهِ دون قلبِ فحيصِ

قالوا تصدَّقْ قد أصابَ زُروعَنا
يبَسٌ بفِعلِ شدائدٍ وشَصوصِ*

إنا نرى فيكَ السخاوةَ والندى
والجودُ طبعُ مُكَرَّمٍ وشخيصِ*

وكذاك كاد لإخوةٍ لم يرحموا
وأتوهُ كي يحظوا بحِملِ أصوصِ*

والْتامَ* شملُ الأهلِ بعدَ فراقهم
من بعدِ غدرٍ سابقٍ بقميصِ

خرُّوا له تحقيق رؤيا صودقت
بدعائه في موقفٍ مخصوصِ

أنباءُ غيبٍ أوحِيَت لنبينا
ما كان يعلمها ذوو التخصيصِ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى
في كلِّ عهدٍ غابرٍ منصوصِ

والآلِ ، ما طلعَ النهارُ على الدُنى
هم أهلُ مكرُمةٍ بكلِّ خُصوصِ




* غموص: كاذب
* {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} البقرة124.
* لما صار على خزائن مصر صار المسؤول عن تخصيص حاجات الناس وتوزيعها.
* شصوص: سنون مجدبة
* شخيص: سيد ذو أخلاق
* أصوص: ناقة شديدة كريمة.
* والتامَ: والتأَمَ

سيدنا أيوب (عليه السلام)




الصبرُ خُلَّةُ عبدِهِ المكروبِ
ما كان من سَخَطٍ لدى أيوبِ

لما تعرض للمصائب والأذى
ليعيشَ محتسباً بغيرِ نحيبِ

من بعدِ رزقٍ ذي حلالٍ واسعٍ
سُلبَ المباهجَ كلَّها بعصيبِ

لم يبقَ غيرُ فؤادِهِ ولسانِهِ
رَطِباً بذكرِ اللهِ خيرِ حسيبِ

طال السَقامُ فعافهُ أهلٌ له
ورَمَوهُ خارِجَ بلدةٍ بجُيوبِ

مرضٌ وفَقدٌ شاملٌ لأحبةٍ
لكنه بدعائهِ المندوبِ

نادى وناجى في البلية ربهُ
بتضرعٍ وإنابةٍ ، بخُطوبِ

قد مسني الشيطانُ فارحم حالتي
رحماكَ يا رباهُ أنت مُجيبي

وأصابني ضرٌّ وأنت تغيثني
من جولةِ الآلامِ والتعذيبِ

فأتَتْهُ من ربِّ السماءِ بشارةٌ
لِيُجيبَ دعوةَ عبدِهِ المنكوبِ

"اركضْ برجلِكَ" طالباً عينَ الشِفا
فلديك مغتسلٌ وماءُ شَروبِ

جاءته زوجته فما عرفته إذْ
كشَفَ الإلهُ الداءَ دونَ طبيبِ

ردَّ الكريمُ عليه صحتَهُ وما
أوداهُ من ولدٍ ومن تعقيبِ

فاجمع من الأعوادِ حُزمةَ شمْرَخٍ
مئةً لتجلدَ زوجةَ الأيوبِ

واضرب به ضِغثاً ولا تحنث بما
أقسمتَ من ضربٍ لها مشجوبِ

ذكرى ومعنى للبريةِ كلها
واللهُ ذو الإكرامِ خيرُ رقيبِ

فالأنبياءُ أشدُّ مَن فُتنوا لكي
يتخَلَّصوا من شائبٍ وذُنوبِ

صلى عليك اللهُ يا خير الورى
يا مَن صبرتَ على الحصارِ، بطيبِ

بشعابِ مكةَ إذ تجنى أهلُها
وبطائفٍ كم من أذىً مكتوبِ

وكذاكَ ربكَ يجتبي أحبابَهُ
في كل عهدٍ بائدٍ وقريبِ