كنتُ سأقول لك ..؟

أشم رائحة العطر في يديك

وأجزم بأن العطر ينساق أليك

يا فتنة من الجمال تكونت

هل تمسكين بمعصمي لأحتويك .

دعي خصلات شعرك تتطاير وتعلو في سمائي

فأنا رجل شرقي أحمل قلب تنين يحرقة الشوق

أنفث أشواقي نحو وجهك في الصباح والمساء

لتصل لقلبك حبيبتي وتعلو به إلى سقف السماء .

أحملي قيثارتك وأعطيني

لحناً بأسم الشوق يغريني

فأنا متيم بكِ منذ ألف سنة

يا سندسية الجمال يا عندمية الشفاه

يا من خاصرتك جسر مابين النهرين

أذوب أنا كقطعة ثلج في شمسك فأحميني

أحملي قيثارتك وأعطيني

لحناً بأسم الشوق يغريني

يا مُخملية الجسد يا ثورة شكي ويقيني

أكتبكِ حروفاً هيروغليفية في كل دواويني

أخفيكِ عن عين العالم لأنك سر التلويني

أحملي قيثارتك وأعطيني

لحناً بأسم الشوق يغريني

يا شدّو العصفور وصوت نهر التشريني

يا وجه القمر وذاك القمر يسامر وجعي وآنيني

يا سكرة خمر أحاديثك زادت ثورات براكيني

ما عدت أحتمل غيابك فأنتي دمُ شراييني .

شاطريني أحلامك وأتركيني في ذاكرتك حلم لا يمحى

فأنا مفتون بكِ وأنتي قدري في ذلك العشق الأسطوري

أخرجي من فاهك تآوهات الأشتياق فوق وسادتك

وسأكون فصل شتاء قارس يجمد كل زفرات آنينك .

يحّ عطرك الذي ترك الشوارع تغرق من رائحته

وجعل الأرصفة تصطدم ببعضها أرتباك في صفوف

ويحّ لهُ ذلك العطر الذي لازالت بقايا شذراته في ذاكرتي

برغم غيابك وأبتعادك برغم عنادك الذي كسر فنجان قهوتي

برغم كل الأشياء ألتي تحتضر فوق طاولتي وفي أجزاء غرفتي

برغم كل الأنشطارات في مدونتي برغم جفاف اليراع من مداده

برغم كل شيء من ذلك الغياب الذي أشعل مواقد الحزن في الزوايا

لازال عطرك فواح في مملكتي في جدران أزقتها في اللوآن أبوابها

في ملابسي في كفوف يدي في خاصرتي وحاضرتي وبداوتي

ياسيدة أذهلت العالم بداخلي وجعلت من الأحلام سعادتي

عودي ألى رفوف مكتبة صدري فلا تهجريها فعطرك يجعلها تنتشيء .

أقتربي مني أكثر ومدي يديك لرذاذ المطر

وسأضع كفي وعاء يجمع لكِ قطرات شوقي

سأروي حنينك شوقاً وعشقاً بطعم التوت أو طعم سُكر .

جلست حائرة سيدتي والصمت يلازم شفتاها

لا زالت تجادل أناملها والشوق يداعب نجواها

شرنقة إن حضرت صارت فراشة طارت في الاجواء

سيدتي ما كنت أعلم بأني فلسفة أخرى تزيد الروح بالأنواء

قلمي طفل يتيم الحظ ترميه الأقدار يوماً في وجه الأرض

تلطخ وجهه بالصفعات تمزق شريان مصلوب فوق الصفحات

سيدتي لا يهدأ بالي حتى أسكب وقود الماء في صدر الويلات

جلست سيدتي حائرة والصمت يلازم عيناها اقرأها بالشكل المطلوب .

أحتاجك ولكن يمنعني عنك أشياء كثيرة

يمنعني عنك أن أجرح مشاعرك أن أغضبك

أن أرهق قلبك الصغير بمطاردة جيوشي له

احتاجك ولكن بقدر احتياجك المفعم بالشوق لي

فأنا منذ عرفتك تسكنين مخيلتي وتستقرين بداخلي

لم أتذوق منك سوى فاكهة الحب برغم قسوة فصولك

أحتاجك ولكن ما يجعلني أقف فوق أرصفة الطرقات

هو بأنني أنتظر مرور حافلة حضورك إلى قلبي .