كنتُ سأقول لك ..؟

و كنت تقول لي: "كثيرون يحكون الحب، و أقلّة يفهمونه و أن نضج القلب يعتمد على عدد التجارب التي يمرّ بها.. و تمطرني بعدد لا نهائي من القصص الحمقاء التي رماك فيها قلبك إلى أماكن و أشخاص أنت و إياه في غنىً عنهم!... و أُصرّ أنا أن النضج العاطفي يعتمد اعتماداً كلياً على مهارة الأستاذ، و ذكاء الطالب.. و أُقرّ بعدها أنا، أني مبتلاة بغباءٍ قلبي! لا يحسن استقبال من يستحقون التربع على عرشه، و يفتح أبوابه لأولئك الذين لا يستحقون الدخول! .. و لكنه مع الوقت يتدرّب على الذكاء، عله يكتسب بعض نضج..
فتلك الحوارات اللا نهائية بيني و بيني في محاولة تفسير شعورٍ لا يشبه ما أشعر عادةً، هي التي تبني بين القلب و نضجه جسراً.. تقول أنت "من يتجاهل ما يشعر به ظناّ منه أن الشعور سيختفي، أحمق لسببين! الأول: أن الشعور لا يتلاشى بالتجاهل بل يزداد، و الثاني: أن القلب إن لم يُعطى حقّ الكلام ثار!فالقلوب التي لا تستطيع النقاش تعبّر عما تريد بالصراخ.."
لا أتفق تماماً .. فهلوسات القلب أحياناً لا تستحقّ أن تُفهم.. فالعقل يا صديقي متواطئٌ مع هلوسات القلب، لو اجتمعا معاً، تفقد نضجَين، لا نضجاً واحداً!

كيف نختزل العالم في شخص واحد حين نحب.. فيوسع الشخص ذلك مداركي لتتسع العالم، أو يضيقها إلى حدٍّ لا أرى به سواه ..؟ كم نكون ضعفاء لما نستند بكلنا على قلوب من نحب، فنسقط بِعَداهم. كنت تقول لي أن مفهوم الضعف و القوة يحتاج إلى إعادة تعريف .. و أن ما يجعل منا ضعفاء هو جزء من كليتنا التي علينا ان نحتويها كاملة بالضعف و القوة، الفرح و الحزن.. الشغف و الملل..و أن ما نظنه ضعف، هو في حقيقة الأمر قوة.. كنت تُكبِر المشاعر الإنسانية التي تدفع في عينيك دمعاً.. أو تعصر قلبك شوقاً.. كنت مؤمناً أن ذلك الذي قد يسميه البعض "ضعفاً" هو ذروة الجمال.. و جمالنا لن يكون له معنى إن لم نمعن النظر في ما نسميه "قبحنا".. و تعود تقول لي.. أن القبح بحاجة لإعادة تعريف.. فالقبح الذي هو بعض خيالٍ بنينا عليه تصنيفاتنا،و رأينا العالم من خلاله.. يمكننا تحطيمه و بناء خيالٍ سواه.
و إن كان لا بد للضعف و القبح من تعريف، فذلك الحب الاتكاليّ الذي يتغنّى به الشعراء.. فيموت ذاك إن غابت حبيبته و تضيع تلك إن لم تسمع صوت عود حبيبها.. ذلك الحب الذي يشعرنا بالنقص إن لم نكتمل بنبض أحدهم.. كنت تصر أن تتهم حباً كذلك باللا نضج.. و لا يستحق نبضٌ لا ناضج وجع القلب و فرحه.. كنت تقول لي، أن على القلوب أن تقف وحدها أولاً.. تحتضن كلها أولاً .. ثم تأخذ بيد قلبٍ آخر، قلبٌ حتى و إن ترك يدها استطاعت إكمال الطريق بلا سقوط ..
و بقدر ما كنت تحب السّت.. و بقدر ما كان يستحق غناؤها "اللي شفتو قبل ما تشوفك عينيا.. عمر ضايع يحسبوه ازاي عليّا"... الــ عظمة على عظمة التي تلي نغمها.. بقدر ما روجت بنظرك لفكرة حب الاتكال الذي لا يشبه الحب! .. الحب الحقيقي كما كنت تصفه هو ذلك الذي يبتدئ بنا، و لما يسعنا ذلك القلب الذي نحمل سيتسع لغيرنا.. و عندها فقط لن يكون حب "كملني، و بكملك.." بل حب "خلينا نكبر سوا، و نشوف العالم من منظور تاني جنب منظورنا.."

سندور العالم باحثين بين حدوده عن السعادة المطلقة التي يظن بعض أملٍ يسكننا أنها موجودةٌ في إحدى زوايا هذه الأرض.. يمكن في شارعٍ زُرِعت إحدى زواياه أطفالاً، و زواياه الأخرى شجر فلّ.. يمكن في وجه عجوزٍ مدّت كفّها لتحتضن كفّك و تتلو عليك ترانيم مستقبلك .. يمكن في طعامٍ لا يشبه ما قرأه لسانك قبلاً .. يمكن في بضع وريقات نقودٍ تستلمها كل نهاية شهر .. أو في كوب قهوةٍ ساخنٍ تحتضنه أصابعك المرتعشة على نغمٍ يحتضن رعشة روحك ..أو في حبّ يحتضن قلبك و يوسعه ..
كنت تقول لي "الحياة هي دورانُ بحثٍ لانهائي عن سعادة مطلقة، تسكن في حقيقة الأمر الدائر لا المُدار.. و السعادة المطلقة هي يقيننا أنها تسكننا بتناقضاتها بين الوجع و الفرح.. و سعينا إليها في حدّ ذاته سعادة.. و بحثنا الطويل عنها في غير مكانها يصنع منها و منا وجهاً يُقابِل مرآة مقلوبة.. نبحث عن وجهنا في كل مكان، في العيون و الشوارع، و تذاكر الطائرات و الأوراق النقدية .. و السعادة كل السعادة في قلبِ المرآة و احتضان وجهك لها .."

"ما يُكتَب و لا يُقرأ، يحمل أكثر المشاعر صدقاً، و يكون أكثر الكلام استحقاقاً للقراءة.." هكذا قلت لي عندما وجدت مذكراتك القديمة. و قلت لي أننا نُثقِل حروفنا و قلوبنا بأقنعةٍ لا نهائية لتُصبِح قصصنا قابلةً للقراءة دون نقدٍ لاذع..!

ولنا في الصباح حياة أخرى تنبض بالجمال
صباحكم أذكار تزيل الهم والعناء
صباحكم نور وسعادة ﻻيمسها شقاء
صباح الخير 🌞

خررررررررررررروج

لقد استضفتك اليوم في منامي
وكنت اجمل مقيم

مَهمَا كٌنتْ وَحدكّ سَ يكٌونْ هٌناکَ دَائماً قَلباً يٌحبٌك وَانتَ ﻵ تَعلم ..