أسنِدُ ذاكِرَتِي على حائطِ غُربَـة ..
وبكُلِّ ما أوتيتُ منْ رغبَةٍ فِي البُكَاء ..
سـ أهطِل على كتفيكِ طفلاً صغيرًا .. ساذِجًا .. يمرِّغُ حزنَهُ الأثيرَ في صدَى أمنياتِك ..
يسمعُ أغنياتِك .. ويهديها للريح ..
كمُ كانَ العُمر متأخرًا بما يكفِي لقتلِي ..
وكم كانَ القهْرُ وفيًّا معِي ..
وكم كان الوقتُ كفِيلا بترويضِ شَغفِي !
هناكَ خلفَ أرصفَةِ الماضِي ..
خلف المدائنِ الشاحبَة التي كانتْ تستقبِلُنِي بالفرحِ ذاتِهِ الذي افتقدَني الآن ..
آخذُ منكِ نَفَسًا عميقًا لأغرقَ فيكِ بكلِّ تفاصيلِي ..
وأسأل عن جنونِي الذي كان يرافقني .. ويسبقني إليك ..
أسألُ عن أمنياتِي التي عصفتْ بها ريحُ النهَايَاتِ الحزِينَة ..
أتَّكئُ على لحظَةٍ موجعةٍ كي أكونَ أنا .. وتكونينَ أنتِ
فـ كلانا بلا وجعٍ في مهبِّ النسيان ..
وكلانا بلا خيبَةٍ متَّسعُ للصّدى .. و فراغٌ واسعٌ يملؤهُ المدى !
سـ أسألُ لغتِي عنكِ .. وسأسأل عينيكِ عن لغَتِي ..
سـ أقلِّبُ أوراقَ حزنِي المبلَّلة بدمعِك .. وكما كتبتُ عنكِ بحبرِ نسياني ..
سأكتبُ عنكِ مجدَّدًا بمدادِ الشوق !
ويشطِرُنِي الوفاءُ إلى أنصَافِ خيانَات !
وأتوقُ إلى أنْ أظلَّ على أُهبَةِ الحبِّ مدَى الأمنيات ..
وأنْ أُوَاري سماواتِي التي لا تكونينَ نجمَتَها الوَحيدَة .. و أُعاود السَّيْرَ على شطِّ الذّاكرة !