الإهداءات |
|
|
|
14-10-2021, 05:35 PM
|
#65
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5942
|
تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
|
أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
|
المشاركات :
881,654 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkorange
|
|
تفسير
قــال تــعــالــى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}
[سورة البقرة :214]
يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء
والمشقة كما فعل بمن قبلهم, فهي سنته الجارية, التي لا تتغير
ولا تتبدل, أن من قام بدينه وشرعه, لا بد أن يبتليه، فإن صبر
على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقفة في سبيله
فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها
ومن السيادة آلتها.
ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله, بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده, فهو الكاذب في دعوى الإيمان، فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني, ومجرد الدعاوى, حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه.
فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم
{مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ}
أي: الفقر
{وَالضَّرَّاءُ}
أي: الأمراض في أبدانهم
{وَزُلْزِلُوا}
بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل, والنفي, وأخذ الأموال, وقتل الأحبة, وأنواع المضار حتى وصلت بهم الحال, وآل بهم الزلزال
إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به.
ولكن لشدة الأمر وضيقه قال
{الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ }
فلما كان الفرج عند الشدة, وكلما ضاق الأمر اتسع، قال تعالى:
{ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}
فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن.
فكلما اشتدت عليه وصعبت، إذا صابر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة, والمشقات راحات, وأعقبه ذلك, الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء، وهذه الآية نظير قوله تعالى:
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ
الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }
وقوله تعالى
{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
فعند الامتحان, يكرم المرء أو يهان.
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]
|
|
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"
|
14-10-2021, 05:39 PM
|
#68
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5942
|
تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
|
أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
|
المشاركات :
881,654 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkorange
|
|
تفسير
قــال تــعــالــى :
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}
[سورة النحل :70]
يخبر تعالى أنه الذي خلق العباد ونقلهم في الخلقة
طورا بعد طور، ثم بعد أن يستكملوا آجالهم يتوفاهم
ومنهم من يعمره حتى
{ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ }
أي: أخسه الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى
الظاهرة والباطنة حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان
يزيد ضعفه حتى إنه ينسى ما كان يعلمه
ويصير عقله كعقل الطفل
ولهذا قال:
{ لِكَيلَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
أي: قد أحاط علمه وقدرته بجميع الأشياء
ومن ذلك ما ينقل به الآدمي من أطوار الخلقة
خلقا بعد خلق
كما قال تعالى:
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ
وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]ط
تفسير
قــال تــعــالــى
{ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }
[سورة الأنعام : 15]
{ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }
فإن المعصية في الشرك توجب الخلود في النار، وسخطَ الجبار.
وذلك اليوم هو اليوم الذي يُخاف عذابه، ويُحذر عقابه
لأنه مَن صُرف عنه العذاب يومئذ فهو المرحوم
ومن نجا فيه فهو الفائز حقا
كما أن من لم ينج منه
فهو الهالك الشقي.
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]
{مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}
[سورة الأنعام : 16]
( من يصرف عنه ) يعني : العذاب
( يومئذ فقد رحمه ) يعني : فقد رحمه الله
( وذلك الفوز المبين ) كما قال :
( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة
فقد فاز ) [ آل عمران : 185 ]
والفوز : هو حصول الربح ونفي الخسارة .
📗 [تفسير ابن كثير رحمه الله]
تفسير
قال تعالى:
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55)
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) البقرة
واذكروا حين قال آباؤكم مخاطبين موسى عليه السلام بجرأة: لن نؤمن لك حتى نرى الله عِيَانًا لا يُحْجب عنّا، فأخذتكم النار المحرقة، فقتلتكم وبعضكم ينظر إلى بعض.
ثم أحييناكم بعد موتكم لعلكم تشكرون الله على إنعامه عليكم بذلك.
ومن نعمنا عليكم أن أرسلنا السحاب يظلكم من حر الشمس لمّا تُهْتُم في الأرض، وأنزلنا عليكم من نعمنا شرابًا حلوًا مثل العسل، وطائرًا صغيرًا طيب اللحم يشبه السُّمَانى، وقلنا لكم: كلوا من طيبات ما رزقناكم. وما نقصونا شيئًا بجحدهم هذه النعم وكفرانها، ولكن ظلموا أنفسهم بنقص حظها من الثواب وتعريضها للعقاب.
المختصر في التفسير
تفسير
قال تعالى:
{ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }
{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }
البقرة [٥٨ : ٥٩]
واذكروا من نعم الله عليكم حين قلنا لكم: ادخلوا بيت المقدس، وكلوا مما فيه من الطيبات من أي مكان شئتم أكلاً هنيئًا واسعًا، وكونوا في دخولكم راكعين خاضعين لله، واسألوا الله قائلين: ربنا حُطَّ عنا ذنوبنا؛ نستجب لكم، وسنزيد الذين أحسنوا في أعمالهم ثوابًا على إحسانهم.
فما كان من الذين ظلموا منهم إلا أن بدلوا العمل، وحرّفوا القول، فدخلوا يزحفون على أدبارهم، وقالوا: حَبَّة في شعرة، مستهزئين بأمر الله تعالى؛ فكان الجزاء أن أنزل الله على الظالمين منهم عذابًا من السماء بسبب خروجهم عن حد الشرع ومخالفة الأمر.
المختصر في التفسير
تفسير
﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة :٦٠]
واذكروا من نعم الله عليكم لمّا كنتم في التِّيه، ونالكم العطش الشديد، فتضرّع موسى عليه السلام إلى ربه وسأله أن يسقيكم؛ فأمرناه أن يضرب بعصاه الحجر؛ فلما ضربه تفجرت منه اثنتا عشرة عينًا بعدد قبائلكم، وانبعث منها الماء، وبيّنا لكل قبيلة مكان شربها الخاص بها، حتى لا يقع نزاع بينهم، وقلنا لكم: كلوا واشربوا من رزق الله الذي ساقه إليكم بغير جهد منكم ولا عمل، ولا تسعوا في الأرض مفسدين فيها.
المختصر في التفسير
تفسير
قــال تــعــالــى :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
[سورة البقرة:186]
هذا جواب سؤال
سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه
فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه؟
فنزل: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
لأنه تعالى, الرقيب الشهيد, المطلع على السر
وأخفى, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
فهو قريب أيضا من داعيه, بالإجابة، ولهذا قال:
{ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
والدعاء نوعان: دعاء عبادة, ودعاء مسألة.
والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه
وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.
فمن دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع
ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه
فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء
وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية
والفعلية, والإيمان به, الموجب للاستجابة، فلهذا قال:
{ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان
والأعمال الصالحة, ويزول عنهم الغي المنافي
للإيمان والأعمال الصالحة.
ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره, سبب لحصول
العلم كما قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]
|
|
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"
|
14-10-2021, 05:40 PM
|
#70
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5942
|
تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
|
أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
|
المشاركات :
881,654 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkorange
|
|
تفسير
قــال تــعــالــى
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[سورة البقرة : 25]
لما ذكر جزاء الكافرين, ذكر جزاء المؤمنين, أهل الأعمال الصالحات, على طريقته تعالى في القرآن يجمع بين الترغيب والترهيب, ليكون العبد راغبا راهبا, خائفا راجيا فقال:
{ وَبَشِّرِ } أي: [يا أيها الرسول ومن قام مقامه]
{ الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم
{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
بجوارحهم, فصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة. ووصفت أعمال الخير بالصالحات, لأن بها تصلح أحوال العبد, وأمور دينه ودنياه, وحياته الدنيوية والأخروية, ويزول بها عنه فساد الأحوال, فيكون بذلك من الصالحين, الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته.
فبشرهم { أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ }
أي: بساتين جامعة من الأشجار العجيبة, والثمار الأنيقة, والظل المديد, [والأغصان والأفنان وبذلك] صارت جنة يجتن بها داخلها
وينعم فيها ساكنها.
{ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
أي: أنهار الماء, واللبن, والعسل, والخمر، يفجرونها كيف شاءوا
ويصرفونها أين أرادوا, وتشرب منها تلك الأشجار
فتنبت أصناف الثمار.
{ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ }
أي: هذا من جنسه, وعلى وصفه, كلها متشابهة في الحسن واللذة، ليس فيها ثمرة خاصة, وليس لهم وقت خال من اللذة
فهم دائما متلذذون بأكلها.
وقوله: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا }
قيل: متشابها في الاسم, مختلف الطعوم
وقيل: متشابها في اللون, مختلفا في الاسم
وقيل: يشبه بعضه بعضا, في الحسن, واللذة, والفكاهة
ولعل هذا الصحيح ثم لما ذكر مسكنهم
وأقواتهم من الطعام والشراب وفواكههم
ذكر أزواجهم, فوصفهن بأكمل وصف وأوجزه, وأوضحه
فقال: { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ }
فلم يقل " مطهرة من العيب الفلاني "
ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق
مطهرات الخلق, مطهرات اللسان, مطهرات الأبصار
فأخلاقهن, أنهن عرب متحببات إلى أزواجهن بالخلق الحسن
وحسن التبعل, والأدب القولي والفعلي, ومطهر خلقهن من الحيض والنفاس والمني, والبول والغائط, والمخاط والبصاق, والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضا, بكمال الجمال, فليس فيهن عيب, ولا دمامة خلق, بل هن خيرات حسان, مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهن على أزواجهن, وقاصرات ألسنتهن عن كل كلام قبيح.
ففي هذه الآية الكريمة
ذكر المبشِّر والمبشَّر, والمبشَّرُ به
والسبب الموصل لهذه البشارة
فالمبشِّر: هو الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن قام مقامه من أمته
والمبشَّر: هم المؤمنون العاملون الصالحات
والمبشَّر به:
هي الجنات الموصوفات بتلك الصفات
والسبب الموصل لذلك, هو الإيمان والعمل الصالح، فلا سبيل إلى الوصول إلى هذه البشارة, إلا بهما، وهذا أعظم بشارة حاصلة
على يد أفضل الخلق, بأفضل الأسباب. وفيه استحباب بشارة المؤمنين, وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها [وثمراتها]
فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان
توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها
ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول
إلى هذا النعيم المقيم
نسأل الله أن يجعلنا منهم
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]
|
|
"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 10:43 AM
|