27-04-2014, 11:17 AM
|
|
وقضى ربك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً
.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر.
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام:
ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول:*يقول
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24﴾
[
سورة الإسراء
لمجرد أن الله سبحانه وتعالى رفع الإحسان للوالدين إلى مستوى عبادة الله عز وجل، كان لبرِّ الوالدين في الإسلام شأن كبير
..
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾
ولكن بادئ ذي بدء ينبغي أن نفرق تماماً بين العبادة والإحسان العبادة لله وحده، والإحسان للوالدين، هناك أناس تختلط عندهم الأوراق ينصرفون إلى طاعة والديهم ولو في معصية الله، وهم يتوهمون أن هذا من البرِّ للوالدين
.
ربنا سبحانه وتعالى يقول
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾
((
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..))*
[حديث شريف أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود عن علي رضي الله عنه
سيدنا سعد بن أبي وقاص، قالت له أمه: إما أن تكفر بمحمد وإما أن أدع الطعام حتى أموت، فقال: يا أمي لو أن لك مئة نفس فخرجت واحدة واحدة، ما كفرت بمحمد، فكلي إن شئت أو لا تأكلين
..
فرق كبير بين العبادة والإحسان، الله جل جلاله رفع أمر الإحسان وجعله إلى جنب الأمر بعبادته، لأن أعظم عمل على الإطلاق بعد عبادة الله أن تحسن لوالديك، ولكن فيما لا يتعارض مع منهج الله، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أيها الإخوة الكرام: يشتد الأمر ببرِّ الوالدين في حالات خاصة، قال تعالى
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ﴾
الأب يقول عندي ولدان، عندي ثلاثة أولاد، لكن يأتي حين من الزمان يصبح الأب عند ابنه، ضعفت قواه، ترك العمل، أصبح عند ابنه، ابنه هو الآمر والناهي، قال تعالى
:
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ﴾
إذا كان أحدهما قد بلغ من الكبر عتياً وكان عندك، فهو في أمسِّ الحاجة إلى رعايتك
.
الأب الشاب القوي قد لا يحتاج إلى ابنه إطلاقاً، ولكن إذا تقدمت السن وقلَّ العمل، وهُمش الإنسان، الآن الأب والأم في أشد الحاجة إلى الرعاية والعطف، والإكرام
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ﴾
يا أيها الإخوة الكرام: أعجب أشد العجب، ممن اختصر برَّ الوالدين إلى يوم واحد في العام أعجب أشد العجب، مع أنك مأمور ببرِّ الوالدين وإكرامهما على مدار العالم، ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً في الثلاثمئة والخمسة والستين يوماً أبداً.. كل يوم ينبغي أن تقدم شيئاً لوالديك
.
أيها الإخوة الكرام: فلسفة ذلك أن الله سبحانه أن الله سبحانه وتعالى منحك نعماً ثلاث هي من أجلِّ النعم، النعمة الأولى نعمة الإيجاد.. قال تعالى
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1
)﴾
[
سورة الإنسان
عليك وكان الوالدان سبباً وجودك
.
فلأن نعمة الإيجاد من أجل النعم، كان شكر الذي كان الإيجاد بسببهما ينبغي أن يكون أجلَّ الشكر، هذه ناحية.
الناحية الثانية: أن النعمة الثانية الكبرى التي أنعم الله بها عليك هي نعمة الإمداد، أمدك بكل ما تحتاج، لكن في فترة الطفولة كنت ضعيفاً لا تقوى على شيء، لا تعلم شيئاً، لا تحسن شيئاً.. محبة الله، ورحمة الله، ورأفة الله، ولطف الله تجسدت في محبة الأم والأب..
إذاً نعمة الإيجاد بسبب الأم والأب، ونعمة الإمداد عن طريق الأم والأب.
هذا الحليب الذي في ثدي أمك، إنه يتبدل تركيبه في الرضعة الواحدة نسب الماء تقل في أثناء الرضعة الواحدة، ونسب المواد الأساسية تزداد في الرضعة الواحدة، فلأن يتبدل تركيب الحليب كل يوم من باب أولى حليب دافئ شتاءً بارد صيفاً، معقم، في كل مناعة الأم، قال تعالى
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10
)﴾
[
سورة البلد
قال ابن عباس: النجدان هما الثديان
..
فنعمة الإمداد جاءت عن طريق الأم والأب، والنعمة الجليلة الثالثة هي نعمة الهدى والرشاد، وفي أغلب الأحيان تأتي التربية، ويأتي التوجيه ـ أقول في أغلب الأحيان ـ ويأتي الحض على أن تكون على حق، وأن تبتعد عن الباطل، وأن تتحلى بمكارم الأخلاق عن طريق الأب والأم فالنعم الجليلة الثلاث هي من فضل الله عليك، ولكن قدرها الله أن تكون من خلال الأم والأب، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:*
((*مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّه*))*
[أخرجه الترمذي وأحمد عن أبي سعيد
إن جاءك خير من إنسان أو من مخلوق مخير، يعني أعطاك باختياره الله سبحانه وتعالى هو الأصل في هذا الخير ؛ لأنه خلقه، وألهم فاعله وسمح لفاعله، وجمعك معه، لكن هذا الذي قدم لك شيئاً بمحض اختياره ينبغي أن تشكره، ف
:
((مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّه
أيها الإخوة الكرام: درس ثالث: لعل الله سبحانه وتعالى أراد من نظام الأبوة والأمومة هكذا سنته، وهذا قانونه، أن نتوالد من أب وأم، وأن نلحظ رحمة الأب والأم، وأن نلحظ حرص الأب والأم، وأن نلحظ رأفة الأب والأم، وأن نلحظ أن الناس مهما كثروا ليس فيهم إلا إنسانان، هذان هما الأم والأب يتمنيان أن تكون فوقهما علماً، ومكانةً، وغنىً، ونجاحاً، وتوفيقاً.. ليس في الأرض كلها إنساناً يقبل أن تتفوق عليه إلا الأب والأم
.
أيها الإخوة الكرام: لعل الله جل جلاله أراد أن يطلعنا، وأن يعرفنا برحمته التي لا حدود لها، بعفوه الذي لا حدود له، برأفته التي لا حدود لها، بلطفه الذي لا حدود له من خلال مثلين أمامك هما الأم والأب.
أيها الإخوة الكرام: ثلاث حقائق ؛ العبادة شيء، والإحسان شيء آخر، العبادة لله وحده والإحسان للوالدين، بكل التفاصيل، بكل الوسائل، بكل الإمكانات المتاحة، أما أن تخلط بينهما فهذا ليس من الصواب في شيء، لو أمرت الأم ـ وقد تكون جاهلة، وقد تكون مقصرة، وقد تكون بعيدةً عن الله ـ لو أمرتك بما يغضب الله لا ينبغي أن تطيعها في ذلك، ولكن تلطف معها قال تعالى
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15
)﴾
[
سورة لقمان
لذلك قالوا هناك أب أنجبك، وهناك أب زوجك، وهناك أب دلك على الله
.
﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28
)﴾
[
سورة الكهف
الشيء الثاني في هذه الخطبة أن أجل نعم على الإطلاق نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، وشاءت حكمة الله أن يكون الأصل في ذلك أن الأب والأم سببا وجودك، وأن الأب والأم سببا الإمداد، لذلك قال بعض المفسرين حينما قال الله عز وجل
:
﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39
)﴾
[
سورة طه
لولا أن الله سبحانه وتعالى ألقى في قلب الأم هذه الرحمة التي لا توصف ما عاش طفل، تروي الآثار، والقصة رمزية كلياً، لكن لها مدلول، أن أماً تخبز خبزها وطفلها إلى جانبه، فكلما وضعت الرغيف في التنور قبلت ابنها وضمته، مرَّ سيدنا موسى، قال: يا رب ما هذه الرحمة، قال: سأنزعها، فلما نزع الله الرحمة من قلب الأم ألقته في التنور
.
أليس بعض الحيوانات تأكل أطفالها، فهذه الرحمة التي في قلب الأب والأم،وضعها الله في قلوب الأمهات لتستمر الحياة، لذلك لن تجد أمراً في كتاب الله يأمر الآباء والأمهات بالعناية بأولادهن ؛ لأن هذا العمل من طبع الإنسان.. هل هناك أمر أن تأكل ؟.. لا، طبعك يقتضي أن تأكل تجوع، كذلك جعل الله الرحمة بالأولاد شيئاً مركباً في جبلة الأمهات والآباء، لكن حينما يرحم الإنسان كل الناس هنا يرقى.. الرحمة العامة*
الرحمة الخاصة يتمتع بها كل مخلوق، وهي ليست كسبية بل فطرية لكن الرحمة التي تؤجر عليها وترقى بها أن ترحم كل الخلق، أن ترحم البعيد والقريب، أن ترحم الصغير والكبير.
أيها الإخوة الكرام: الرحمة شيء بكل ما في هذه الكلمة من معنى ؛ لأن الأم حينما تنام الساعة الثانية عشرة وهي متعبة أشد التعب، ثم يبكي ابنها بعد ساعة جسمها، وتركيب جسمها، وطبيعة جسمها يقتضي أن تنام، ما الذي يوقظها ؟.. رحمة في قلبها، ما الذي يجعل الأم تجوع ليأكل ابنها ؟ وتمرض ليشفى، وتسهر لينام ؟.. رحمة أودعها الله في قلوب الأمهات.
أرحم الخلق بالخلق على الإطلاق رحمة النبي عليه الصلاة والسلام.. أرحم الخلق بالخلق، هؤلاء الذين كذبوه، وآذوه، وضربوه، هؤلاء الذين استخفوا به، وسخروا من دعوته، وقد قصدهم من مكة مشياً على رجليه، جاءه جبريل قال: يا محمد، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين قال:*
((اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
أرحم الخلق بالخلق وهو النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك قال الله عنه
:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُم﴾
[
سورة آل عمران من الآية 159
رحمة*
وقال عن ذاته
﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾
[
سورة الكهف
الرحمة كلها عند الله عز وجل
.
أيها الإخوة الكرام: الفكرة الأولى أن العبادة شيء والإحسان شيء آخر، لا ينبغي أن نخلط بينهما، وأن نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد هي من أجل النعم، وشاءت حكمة الله أن تكون هذه النعم من خلال الأب والأم في الأعم الأغلب.
وشيء آخر: لعل الله أراد من نظام الأبوة والأمومة أن نتعرف بشكل غير مباشر إلى رحمة الله، وإلى عطفه، وإلى رأفته، وإلى لطفه وإلى أنه أراد الخير لنا.
أيها الإخوة الكرام: بقي شيء آخر: لا ينبغي لمسلم أن يختصر برَّه بأمه يوماً في العام بل إن المسلم الحق يبرُّ أمه وأباه كل يوم في العام، إلى أن يلقى الواحد الديان، هذا هو الدين، ليس عندنا يوم في السنة.. إلى أن يلقى الواحد الديان..
أيها الإخوة الكرام:*
((عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَمَنَعَ وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبوداود وأحمد والدرامي]
((حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ..))*
((*ليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يغفر له*))*
((وَوَأْدَ الْبَنَاتِ
والوأد له أنواع كثيرة، المعنى الضيق أن تحفر حفرة وأن تضعها فيها والمعنى الموسع أن تضيعها، أن تفسد عليها دينها، أن تطلقها بلا حدود وبلا قيود، وبلا توجيه، وبلا رعاية
.
أن تسمح لها أن تخرج كما تشاء، إلى أن تلقى الله وهي عاصية يوم القيامة تقول: يا رب لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي ؛ لأنه كان سبب فسادي.
فهذا الذي تأتيه بنت فيحسن تربيتها، إلى أن يزوجها أو يتوفى عنها فله الجنة.
أيها الإخوة الكرام:*
((وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ
وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:
((*أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد
دققوا في الآية
:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾
يقابل هذه الآية ـ أكبر الكبائر أن تشرك لا أن توحد، وأن تسيء لا أن تحسن.. الإشراك بالله وعقوق الوالدين
..*
((وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ*))
وعن سَعْد بْن عُبَادَةَ رَضِي اللَّه عَنْه
:
((*تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد ومالك
حائطي: يعني بستاني
حديث ورد في صحيح البخاري، معنى ذلك أن الصدقة عن الأم والأب تصل إليهما.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا:
((*أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم اسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ فَقَالَ اقْضِهِ عَنْهَا*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد ومالك
من أبرِّ البرِّ أن تبرئ ذمة أبيك وأمك بعد موتهما
..
هناك أولاد أنا أعدهم أبطالاً، يعطيهم أبوهم في حياته زيادة عن إخوتهم ظلماً، ومحاباة، فبعد موت أبيهم يعيدون قسمة التركة إلى أصلها برؤوا ذمة والدهم من الظلم..
عن النُّعْمَانَ بْن بَشِيرٍ قال:
((*إِنَّ أَبِي بَشِيرًا وَهَبَ لِي هِبَةً فَقَالَتْ أُمِّي أَشْهِدْ عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا الْغُلَامِ سَأَلَتْنِي أَنْ أَهَبَ لَهُ هِبَةً فَوَهَبْتُهَا لَهُ فَقَالَتْ أَشْهِدْ عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُكَ لِأُشْهِدَكَ فَقَالَ رُوَيْدَكَ أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ كُلُّهُمْ أَعْطَيْتَهُ كَمَا أَعْطَيْتَهُ قَالَ لَا قَالَ فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا إِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ إِنَّ لِبَنِيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه ومالك
من أبرِّ البرِّ أن تبرئ ذمة أبيك وأمك بعد موتهما، لتصحيح أخطائهما فيما يتعلق بإرثهما
.
أيها الإخوة الكرام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:
((*جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ*))*
[أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد
من علامة أخر الزمان نجد الشاب لطيفاً إلى أقصى الدرجات مع أصدقائه، أما مع أمه وأبيه، هو فظ غليظ، لا يُحتمل
..*
يقول هذا الرجل للنبي عليه الصلاة والسلام:*
((..*مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ*))
يعني أولى الناس على الإطلاق بمودتك، ولطفك، وأدبك، وخدمتك واهتمامك، أمك وأبوك
.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((*مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ*))*
[أخرجه البخاري والترمذي وأحمد
وأمه هي الرحم الحقيقية التي أنجبته
..
يعني إذا كان الأمر بصلة الرحم له هذا الجزاء، فمن باب أولى أن تكون الأم في الدرجة الأولى.
((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ*))
وا مثل ذلك، فكان رزقهم قليلاً وحياتهم نكدة
.
أيها الإخوة الكرام: وعن عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّه عَنْه قال:*
((سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد والدرامي
أفضل الأعمال على الإطلاق الصلاة لوقتها، ثم برُّ الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله
.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:*
((مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد
هذا الحديث دقيق جداً، يعني أي إساءة ترتكبها مع الناس من دون شعور منهم يصلون إلى أبويك الذين ربوك هذه التربية، فالذي يخاف أن يسبب لأمه وأبيه مسبةً، وحرجاً، وعاراً، فليستقم في معاملة الناس لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال
:*
((*مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ*))
أيها الإخوة الكرام: حديث آخر دقيق جداً: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
:*
((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ حَدَّثَنَا*))*
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد
يعني برُّ الوالدين رفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الجهاد والجهاد كما تعلم ذروة الإسلام
.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((*رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ*))*
[أخرجه مسلم وأحمد
إن أدركت أحد أبويك، أو كليهما، وبررتهما كما ينبغي فهذا العمل كافٍ لدخول الجنة
.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((*إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ
قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
".
[أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدرامي
الحديث تعرفونه
.
الآن له استنباط آخر، الولد الصالح يكون صالحاً إذا دعا لوالديه، فمن لوازم الولد الصالح أن يدعو لوالديه، لذلك المسلم في كل صلاة يقول: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
عن مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ:*
((بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا قَالَ: نَعَمِ ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا*))*
[أخرجه أبو داود وابن ماجه
وهذا كله من برِّ الوالدين
..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
((*إِنِّي جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا))*
[أخرجه النسائي وأبو داود وابن ماجه
أتى النبي ليجاهد معه، قال
:*
((تَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا*))
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ
:
((*يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا قَالَ هُمَا جَنَّتُكَ وَنَارُكَ*))*
[أخرجه ابن ماجه
ببرهما تدخل الجنة، وبعقوقهما تدخل النار
..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:*
((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلَا عَاقٌّ وَالِدَيْهِ وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ*))*
[أخرجه أحمد والنسائي والدرامي
أيها الإخوة الكرام: مرةً ثانية، نحن المسلمين نبرُّ أمهاتنا، وآبائنا طوال العام، وهذا هو سلوك المسلم الذي يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
أيها الإخوة الكرام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا لغيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني..
الدعاء
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك اللهم هب لنا علاً صالحاً يقربنا إليك
.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارض عنا، اقسم لنا من خشيتك، ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، مولانا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.
اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء.
اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب.
اللهم صن وجوهنا باليسار، ولا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع، وأنت من فوقهم ولي العطاء وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء.
اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا من رضوانك يا رب العالمين.
اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير
,rqn vf;
|