فاتني أن أراها

فاتني أن أراها

كم مدينةً حزينةً ستزور حين تبكي؟ وكم حزنًا لا تتنبأ به يمكنه إيقافك عن زيارة الأنين والملح؟
- باعتقادك يا حبيبتي أيّنا يمكنه الصبر على تذكرك أسرع: أنا أم عيني؟
سأبالغ في استحضارك بآخر أيام حياتي لحدود أن جميع من حولي سيقولون: لم يحزن أحد مثله.
سأحبك بانشغال عن الطعام، وعن إقامتي الجبرية أمام ألعاب الأطفال الأخيرة التي أحضرتها لي من أسواق ذاكرتي وأنا صغير؛ لأشاركك بها وأحبك حين أكبر بسببها. هذه المشاعر العاشقة التي نمت بدلالك، ومساحات إشفاقك وإحسانك صنعت مني ملكًا تاجه أنت. لا أعلم لماذا أتخيّل دائمًا أنّ لي وطن آخر غير بلادي التي أردد نشيدها الوطني بكل احتفال طارئ؟ -ربما- لأنك الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي لا نشيد وطنيّ لها غير الحب. فهل سمعتِ يومًا عن نشيدٍ وطني من كلمة (أحبك)؟ هكذا تقوم الدولة التي تأخذني إليك وتسكنني في ثنايا شوارعك المشرقة. أنت الأشعة التي لا تغيب، والشمس التي يخشى الناس حرارتها فيما أنا أعشق دفء خيوطها المنسوجة بحب. أتعارض مع الذين يؤمنون بأنك لن تعودِ أبدًا. كلهم –بنظري- يخونون مشاعرهم؛ فبإحساسهم هذا إنما أرادوا بتر وجودك، ودخولك، وابتساماتك التي صنعت على ملامحي صومعة أجلس فيها لأتذكر الخلق الأول للوحة اللسان والشفتين، وأشكر خالقي.
منذ أن أقلعت أقدامك من مطار نظراتي الأخيرة وأنا مصلوب في ذات المكان أنتظر عودتك. ألا تعلمين أنّ الله خلق للعاشق البار بمحبوبته قلبين: واحدٌ للنبض، والآخر للاحتفاظ بمخلوق واحد يختاره عن حب؟ وأنا جعلتهما يحتفظان بك؛ حتى إذا ما مات أحدهما يستمر وجودك بعدي.
تركتِ لي كلمتك الأخيرة في إشارة غير مفهومة عندي. وكل الذين فسروا (تلويحة الوداع) في مطاراتهم، أو تقاطعات طرقهم، أو محطاتهم الأخيرة بأنها النهاية فقد فشلوا في التفسير: ولا أعتقد أنهم سيحصلون –حتى- على ربع آجر رغم اجتهادهم. وبالرغم من أنه فاتني أن أراك إلا أنني لم أخض في تفسيراتها أو تأويلاتها، وكل ما عناني منها أنني سجينها حتى اللحظة .. فاحسبي عمر أحدنا واقسميه على (تلويحة) ثم اقسمي بيننا الفائض.
أعلم أنني أستعيدك الآن من منظومة الأشياء المستحيلة ولكنني على أية حال فعلت ما عجزتِ عنه أنتِ؛ فأنت القادرة على الكلام لم تحاولي الوصول عبر مآذن حلقك، ولا مكبرات قلبك النابضة بالوفاء المختوم بين اثنين لعبا لعبة الحياة العسيرة معًا، وخاطرا في القفز على حبال الحب الصوتية. أعترف أنني عاجز عن فك ألغامك، كما عجزتُ عن نسيان ملامحك، وكما عجزت عن استعادة الشاهدة الوحيدة على اختياري لك. اقتنصت قلبي ومضيتِ به وتركته إحدى حدائق بابل المعلّقة المجهولة الأسرار .. مع أنّ الفرق بينها وبيني أنها حدائق تستقبل السائحين وأما أنا فلا أحد يزورني غير حنيني إليك. تعطّلت بعدك سلالمي العليا. حتى الصعود للبحث عنك في سجلات الأعلى بات مستحيلاً على عاجزٍ أضناه العمر في الكشف عنك داخل دفاتر الأرض كاملة دون أن يرى خبر عنك. إلى من أشتكيك الآن وأنت لست هنا. لا أحد يعرف طريقة كلامي سواك، ولا ذنب لي في الاحتباس حيث حبستني؛ وحدك التي تعي جيدًا كيف تنتقم لي منها .. فهلاّ فعلتِ ذلك في غيابك .. ولو لأجلي ... ؟

الموضوع الأصلي: فاتني أن أراها || الكاتب: سمو الأمير جرح || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

thjkd Hk Hvhih H,

حروفك تحمل التميّز
وهنا بين حنايا حروفك
يتأجج ابـداعك وتتـوهج أبجديتك نوراً براقاً
اعجبتني كثيرا كلماتك التي تلامس الابداع
احسـاس يــفوق واقــع الحياة
اقـدم لك احترامي لقلمك المميز
الذي يرسم لنا دائماً اروع الكلمات
سلمت يمناك ودمت على الابـداع
لروحك انفاس الورد

يسلم لي مرورك العذب سيدتي

سمو الامير الجرح

تسلم يمناك على هذا الجلب الطيب
كلمآت ذآت عذب رآئع ومشآعر جيآشه
يعطيك ربي الف عافيه
على هذا المجهود الطيب والراقي
دمت ودام عطائك لـ همسات الغلا
ودي وتقديري

كل الشكـــر لك على هاالطرح الأكثــر من رااائــــع ..
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هالتميييز ,,
بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
تقــــديري وآحتــرآمي

طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
اعذب التحايا لك

تسلم الأيادي على الطرح الرآئع
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
تقديري لك