ننتظر تسجيلك هنا



الملاحظات

الإهداءات
الصارم من مكه : يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ جمعة مباركة مقدما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 23-02-2014, 03:40 PM
غلا الكويت غير متواجد حالياً
Kuwait     Female
الاوسمة
العضو المشارك في سؤال وجواب 
لوني المفضل Darkmagenta
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل : 15 - 9 - 2013
 فترة الأقامة : 4155 يوم
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 العمر : 65
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم : 185963
 معدل التقييم : غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز غلا الكويت يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
Icon26 رجال من الكويت













يرحلون لكنهم لا يغيبون عن الذاكرة مهما طال الزمن.. فرجالات الكويت هم ساكنوها كبصمات وطنية واخلاقية وثقافية،


سنتطرق إليهم هنا وسنبــدا بـــ :-


السيد عمر عاصم :-


هو واحد من رجال الكويت الاوفياء، وأحد ملامحها الاقتصادية، كان شغله الشاغل وديدنه تنميتها والنهوض بقدراتها الاقتصادية ومكانتها الدولية، بدأ حياته العملية وهي تلقي بثوبها القديم لتلبس رداء الحداثة والمعاصرة وتكتب تاريخها الجديد، فكان من المساهمين الجادين في ذلك، نذر نفسه للوطن وواصل الاوقات في خدمته، اؤتمن فكان أمينا، اعطي الثقة فكان من اهلها.
هو واحد من اولئك الذين تساقطت اوراقهم وطوت يد الموت صفحتهم، بعد ان روى شجرة الوطن بعمل وعرق وفكر مبتكر وخلاق، تحدث الكثيرون عنه بعد الرحيل وكانت الوعود والوعود والآمال.. ولكننا نقف الآن بعد خمسة عشر عاماً على رحيله لنجد انها لم تكن سوى كلمات من الشفاه الى الاذان، فقد طوى النسيان الرجل واعماله وكأنه لم يكن ولم تكن انجازاته.
هو احمد السيد عمر عاصم، الذي تحل في هذا الشهر ذكرى رحيله الخامسة عشرة، ووجدت انه من اضعف الايمان ان اذكر القارئ الكريم به لنعلي قيم الوفاء له ولامثاله ممن قدموا العطاء الجليل وساهموا في جعل الكويت مبهجة بألوانها الصريحة المشعة وبنجومها المتألقة ولكنهم في النهاية غابوا عن ذاكرة الوطن رغم بصماتهم الواضحة على جدران الكويت.
احمد السيد عمر عاصم كان من ذوي الحكمة واصحاب المهارة في العديد من المجالات، تنوعت بين الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، تدرج في عدد من المراكز وتولى المسؤوليات الكبرى، فمن كاتب للحسابات بدائرة المالية مطلع اربعينات القرن الماضي الى وكيل وزارة مساعد لشؤون النفط بوزارة المالية وسكرتير اللجنة التنفيذية العليا ورئيس مجلس ادارة شركة البترول الوطنية لمدة عشر سنوات منذ عام 1965، هو اول محافظ لدولة الكويت في منظمة الاقطار المصدرة للبترول (الاوبك) وأحد المساهمين الفاعلين في تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية وعضو مجلس ادارته لما يقارب ربع القرن (منذ عام 1961 وحتى عام 1985)، كما انه عمل مستشاراً لشركة الزيت العربية اليابانية والشركة العربية البحرية لنقل البترول، وفي كل ذلك كان مفاوضا بارعا للكويت، حصد لها مكتسبات وفرصا تنموية مميزة اهّلته لان يكون احد مهندسي التنمية ومن مؤسسي قواعدها واعمدتها.
ليس هذا فحسب، فقد كان الوالد الكريم مرهف الحس، دأب منذ الثامنة عشرة من عمره على نظم قصائد الشعر ودراسة الادب الجاهلي والاموي والعباسي.. كان الصديق الصدوق لشاعر الكويت الرائع فهد العسكر، وقد رحل الاثنان من دون ان يخطا لنفسيهما دواوين تجمع اشعارهما التي تملأ وجدان الادب الكويتي والعربي.
لقد نظم احمد السيد عمر ألوانا متعددة من الشعر، منها ما عكس عمق حبه للاسلام وادراكه الواسع لرسالته النبيلة وإلمامه الكبير بتراثه، ومنها ما غاص في جماليات الحياة، كما انه بحروفه نسج للوطن عقوداً من اللؤلؤ، فهو من قال:
«دُم هكذا علم الكويت مكرما
لك في أعالي الجو خير مكان
رفرف على هذه الربوع
فإليك انظار البلاد رواني
انا اذا الخطب اعتراك جميعنا
نفديك بالارواح والابدان».
اما طبائعه الانسانية فهي غنية بنبل الاخلاق والكرم والجود والهدوء والايمان، وكان يتمتع بحضور طاغ له تجلياته في مجالس العائلة او الاصدقاء، متفردا بجماليات الحديث، قادرا على السرد المشوق.. كان حكواتياً بليغا يجمع بين ثراء المعرفة والعفوية.
احمد السيد عمر عاصم من رجال الكويت الذين تنحني لهم الرؤوس، واضعف الايمان ان نتذكرهم ونتحدث عنهم ان صعب تخليد ذكراهم وتكريم اسمائهم بما يستحقون.


يتبــــــــــــــــــــــــــــــع ، ، ، ، ، ، ،

الموضوع الأصلي: رجال من الكويت || الكاتب: غلا الكويت || المصدر: منتدى همسات الغلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات





v[hg lk hg;,dj H, hg;,dj vdhg




 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة

رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 03:44 PM   #2


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




عبدالعزيزملا حسين التركيت


عبدالعزيز ملا حسين التركيت عام 1943 بالقاهرة


مقدمة : رجل من رجال الكويت المخضرمين ومن شخصياتها التي لعبت دور كبير في الكويت عاش فترتين من الزمن عاصر فيها الماضي والحاضر وبداية التطور والاستقلال ومرحلة ما بعد الاستقلال ما من أحد لا يذكر ذلك الرجل ولباسه الغربي عرف عنة حبة لوطنه واخلاصة في عملة وكان معلماُ وسفيراُ ووزيراً وقيادياً بمعني الكلمة ولم تشكل حكومة من بعد الاستقلال بالكويت ألا ومن ضمنها هذا الرجل .

هو المرحوم عبدالعزيز حسين التركيت من أسرة كويتية سكنت الكويت قديما ومن أقدم الأسر التي قطنت الكويت قديما في الحي الشرقي وهو من مواليد 1920 ميلادي والدة رحمه الله عمل الغوص قديما كسائر أبناء الكويت ثم عمل في تجارة أدوات السفن رحمه الله عرف عن والدة رحمه الله التدين والتقوى مما انعكس على تربية أبنائه رحمه الله ترعرع المرحوم عبدالعزيز في الحي الشرقي ونشأة فيه وتعلم من مخالطته بأبناء الحي الكثير من أمور الحياة التي أنعكست على شخصيته الفذة .



عبدالعزيز ملا حسين وشقيقة محمد عام 1937م


تعليمة : بدأ دراسته في المدرسة المباركية ثم الاحمدية حيث أتم المرحلة الثانوية بها تلقي دراسته على يد المرحوم عبدالملك الصالح والمرحوم عبدالمحسن البحر والمرحوم راشد السيف والمرحوم سيد عمر عاصم رحمهم الله جميعاً وتعلم القراءة والكتابة واللغة العربية وحفظ القران الكريم ومبادئ الحساب كان من المميزين والنابغين في اللغة العربية و هذا يعود لحرصه على الجلوس إلي جانب المرحوم الشيخ يوسف بن عيسي القناعي رحمه الله الذي اثني علية وأولاه عناية خاصة لما رأي في المرحوم عبدالعزيز من نبوغ وحرص على المعرفة وخاصة في اللغة العربية .

دارسته في مصر: في عام 1939 أرسل من قبل دائرة المعارف إلي القاهرة للدارسة ضمة أول بعثة طلابية للدارسة في القاهر في تاريخ الكويت وسافرت البعثة عن طريق البر واستغرقت الرحلة 21 يوما للقاهرة وكانت البعثة مكونه أربعة طلاب هم :
1. المرحوم عبدالعزيزحسين التركيت رحمه الله.
2. المرحوم احمد المشاري العدواني رحمه الله .
3. المرحوم يوسف العمر رحمه الله .
4. المرحوم يوسف المشاري البدر رحمه الله .
وفي عام 1943 ميلادي تخرج من جامعة الأزهر حيث درس الدين الإسلامي واللغة العربية وفي العام نفسه التحق في المعهد العالي للمعلمين بجامعة القاهرة المتخصص في التدريس وتخرج منه في عام 1945 ميلادي وهو أول خريج من الأزهر يلتحق بالمعهد العالي للمعلمين في الكويت.



المرحوم يوسف العمر والمرحوم عبدالعزيز ملا حسين والمرحوم أحمد المشاري العدواني في عام 1942 م وهم من الدفعة الاولي المبتعثة للقاهر


وخلال فترة دراسته القاهرة اندلعت الحرب العالمية الثانية وطلبت دائرة المعارف من الطلبة الرجوع إلي الكويت ولكن المرحوم عبدالعزيز استمر في دارسته لم يرجع إلي الكويت وظل في القاهرة خوفا من أن تضيع علية فرصة الدراسة إذا رجع للكويت ورجع إليها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .

عاد إلي وطنه الكويت بعد أن أتم دارسته في عام 1945 ميلادي وعند وصولة كانت الكويت على مشارف مرحلة جديدة من نشأتها وتطورها في جميع المجلات الثقافية والتعليمة التي من ضمنها افتتاح مركز ثقافي بالقاهرة للأشراف على الطلبة المبعوثين من قبل دائرة المعارف قديما حيث عين المرحوم عبدالعزيز حسين مدير للمركز الثقافي الذي الصبح لاحقا ما يعرف باسم " بيت الكويت " قديما وكان رحمه الله هو المؤهل لإدارة هذا المركز بحكم خبرته وسافر إلي القاهرة بعد عام من وصولة الكويت متراسا بعثة طلابية كبيرة مكونة من 45 طالباً وسكنوا في القسم الداخلي" لبيت الكويت" الواقع في حي الزمالك في القاهرة.



الدفعة الطلابية الاولي للقاهر في عام 1939 م من اليمن
المرحوم أحمد العدواني والمرحوم يوسف مشاري البدر و يوسف العمرو المرحوم عبد اللطيف الشملان مبعوث من البحرين والمرحوم عبدالعزيز ملا حسين



في عام 1946 ميلادي أصدر مجلة شهرية مختصة في شئون الطلبة في القاهرة وهي "مجلة البعثة " وتطبع في المجلة في القاهرة وتوزع في الكويت شاركه في الكتابة فيها المرحوم أحمد البشر الرومي والمرحوم عبدالحميد الصانع والمرحوم أحمد العدواني وحمد الرجيب وخالد العيسي الصالح ويعقوب الحمد وجاسم القطامي وعبداالله زكريا الأنصاري الذي ترأس تحريرها بعد عبدالعزيز حسين رحمه الله .

في عام 1950م توجه إلي بريطانيا للدراسة في بعثة دراسية للدراسة في المعهد العالي للتربية في لندن وتخرج منه في عام 1952 م .

في عام 1961عين مدير لدائرة المعارف وساهم في تطوير التعليم بالكويت للبنين والبنات وخلال سفر إلي القاهرة عام 1961 م في زيارة لإجراء مباحثات تربوية مع بين الكويت ومصر كلف من قبل الشيخ عبد السالم الصباح رحمه الله بحمل رسالة طلب انضمام الكويت للجامعة العربية ومنها سافر ألي جنيف لحضور المؤتمر الدولي للتعليم ممثلا عن الكويت في هذا المؤتمر .
وخلال هذه الفترة كانت أزمة عبدالكريم قاسم وما قام به من تهديد لغزو الكويت حيث كلف بالسفر من حنيف إلي نيويورك لشرح قضية الكويت إمام منظمة الأمم المتحدة في مجلس الأمن في يوليو 1961م

وفي نفس العام عين ممثلا عن الكويت في الجامعة العربية متراسا الوفد الكويتي وحضر الجلسة المخصصة لمناقشة انضمام الكويت لعضوية الجامعة العربية وأزمة عبدالكريم قاسم وعين بمرسوم أميري من العام نفسه تاريخ 2 ديسمبر 1961 م وعين سفيرا مفوضا للكويت في الجمهورية العربية المتحدة " مصر " وقدم أوراق اعتماده للرئيس الراحل جمال عبدالناصر .



المرحوم عبدالعزيز ملا حسين رحمه الله خلال تقديم اوراق اعتمادة للرئيس جمال عبدالناصر في 20 ديسمبر 1961


عين في عام 1963 وزير للدولة في ثاني حكومة في تاريخ الكويت وظل حتى عام 1964 وخرج من الوزارة في التشكيل الوزاري الخامس ورجع مرة أخرى للوزارة في التشكيل الوزاري السابع في تاريخ 2 فبراير 1971 م وظل وزيرا للدولة حتى التشكيل الوزاري الحادي عشر في 4 مارس 1981 وخرج التشكيل الوزاري عام 3 مارس 1985م وتفرغ لأعماله الخاصة رحمه الله وأسندت إليه رئاسة المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب في عام 1973 م واستطاع خلال هذه الفترة أن يقود هذا المجلس للنهوض بالأدب والثقافة في الكويت وخرج منه بعد خروج من الوزارة في 3 مارس 1985 م .

وفاته : توفي عبد العزيز حسين التركيت في يوم الأحد الموافق 9 يونيو 1996 في مستشفي الصباح ودفن في مقبرة الصليبخات وبوفاة رحمه الله خسرت الكويت أديبا ومعلماً وسفيراً ووزيراً رحم الله المرحوم عبدالعزيز حسين التركيت الذي خدم الكويت في جميع المسؤوليات التي أنيطت به خلال تولية المناصب.


وفي الختام أرجو إن أكون وفقت في أعطاء نبذه عن شخصية من شخصيات الكويت وهو المرحوم عبدالعزيز حسين التركيبت رحمه الله الذي أعطي الكثير لبلدة الكويت وكان مثالا يحتذي به في وطنيته وأخلاصة في عمله و قيادياً بارعاً أبدع في كل المهمات الموكلة له و معلماُ ساهم في تطوير التعليم في الكويت وأدبيا له الفضل في رفعة المؤسسات الثقافية في الكويت سفيرا وكان من خيريه من مثل الكويت في الخارج وزيرا ً للدولة وكان أشهر من تقلد هذا المنصب في تاريخ الكويت سيرة عطرة لهذا الرجل وسجل حافل بالانجازات


 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 03:50 PM   #3


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




أحمــــد مشـــــــاري العـــدوانـــــــــــي


شاعر وأديب، ورمز من رموز الفكر والثقافة والادب في الكويت. تشرب منذ طفولته بثقافة دينية، حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم الدينية واطلع على قصص الانبياء في مدرسة الشيخ عبدالعزيز حمادة، وبعد ذلك التحق بالمدرسة الاحمدية فالمدرسة المباركية عام 1938.
في عام 1939 بُعث من قبل دائرة المعارف الى مصر، حيث التحق بالازهر الشريف. وبعد تخرجه فيه وعودته الى الكويت عمل مدرسا في المدرسة القبلية الابتدائية.
أما بداياته الثقافية فكانت من خلال مجلة «البعثة» التي كان يصدرها بيت الكويت في القاهرة، حيث شارك في تحريرها ونشر بعض انتاجه فيها. وفي عام 1952 شارك في اصدار مجلة «الرائد» التي كان يصدرها نادي المعلمين في الكويت حينذاك، كما عين في العام نفسه مدرسا للغة العربية في ثانوية الشويخ.
وفي عام 1963 عين وكيلا مساعدا للشؤون الفنية بوزارة المعارف، وشارك في تلك الفترة في تأليف عدد من الكتب المدرسية، كما ترأس العديد من اللجان والمؤتمرات العربية التربوية والثقافية.
في عام 1965 انتقل الى العمل في وزارة الاعلام مديرا للتلفزيون بعدها عين وكيلا مساعدا للشؤون الفنية فيها. وفي هذه المرحلة صدرت دورية «عالم الفكر» بفضل جهوده.
في عام 1972 اختاره مجمع اللغة العربية بالقاهرة ممثلا لدولة الكويت. ومن انجازاته الكبيرة ايضا: مشاركته في تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعين امينا عاما له في عام 1973. كما شارك في انشاء العديد من المراكز الفكرية والثقافية مثل مركز الدراسات المسرحية، والمعهد العالي للفنون المسرحية. وبعد تسلمه امانة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صدرت سلسلة كتب عالم المعرفة والثقافة العالمية. حاز جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مناصفة مع الشاعر احمد رامي عام 1980.
صدر له ديوان شعر باسم اجنحة العاصفة، ومسرحية هزلية بعنوان: مهزلة في مهزلة. غنيت بعض قصائده العامية والفصحى، فقد غنت له السيدة ام كلثوم اغنية: يا دارنا يا دار واغنية ارض الجدود.
صدر له ديوان ثان حمل اسم: أوشال، واشرف على جمعه وطبعه: الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سالم عباس خداده.
ومن قصائده العامية «يا ساحل الفنطاس» و«هولو بين المنازل» و«لي خليل حسين» و«فرحة العودة».

فرحة العودة

عادت لنا الأيام فوق السفينة
مرة معانا الريح ومرة علينا
بين السفر والغوص رحنا وجينا
ومهما تصير الحال ما قط شكينا
ياللي وضعنا الروح عنده رهينة
لو كانت الأقدار من صنع ايدينا
ما كان يوم فراق بيننا وبينه
احنا على ذكراك سرنا ورسينا
واحنا صدقنا الحب واحنا وفينا
حقك علينا ان كان بعدك هوينا





الشاعر أحمد مشاري العدواني
مثقف وشاعر كويتي موهوب
ترجمت قصائده إلى لغات عديدة منها الإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والإسبانية




وكان له دور كبير في بدايات المسرح الكويتي وهو صاحب فكرة تدوين الأمثال والحكم الكويتية



شارك في تحرير مجلة البعثة التي كانت تصدر في القاهرة في عام 1947م



وقام بإنشاء مجلة عالم الفكر مع أحمد أبو زيد



وشارك في إنشاء مجلات أخرى مثل عالم المعرفة والثقافة العالمية والمسرح العالمي



كما كتب النشيد الوطني الكويتي



وأغنية "أرض الجدود" التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم للكويت وأهلها




كما كتب كلمات أغنية
يافرحة السمار
للراحل عبدالحليم حافظ



 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 03:57 PM   #4


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي



محمّـــد الفايـــــــــز :-


اسمه محمد فايز العلي شاعر كويتي وُلد في العراق عام 1938م وتوفي عام 1991م عمل موظفاً في وزارة الكهرباء وبعد ذلك عمل موظفا في القسم الادبي في اذاعة الكويت .

الجزء الأول :المذكرة الأولى

أركبت مثلى " البوم " و " السنبوك " و " الشوعى " الكبير
أرفعت أشرعة أمام الريح فى الليل الضرير
هل ذقت زادى فى المساء على حصير ؟
من نخلة ماتت وما مات العذاب بقلبى الدامى الكسير
أسمعت صوت " دجاجة" الأعماق تبحث عن غذاء ؟
هل طاردتك " اللخمة " السوداء و " الدول " العنيد ؟
وهل انزويت وراء هاتيك الصخور ؟
فى القاع و " الرماي " خلفك كالخفير
يترصد الغواص . هل ذقت العذاب ؟
مثلى وصارعت العباب
أمسكت مفلقة البحار ؟
في الفجر مرتجفا لتكتمل القلادة
في عنق جارية تنام على وسادة
ريشية فى حضن سيدها . ورائحة المحار
بازارك البحرى تعبق . والبحار
مملوءة درا سيملكه سواى
كحقول تلك الأرض . يا دنيا العذاب
ما ذاق مرك مثل بحار تقاذفه العباب
عريان الا من سواد
تتهيب الأسماك منه . والبحار
أحنى من الأرض التى محلت . فلا عطر يضوع
فيها ولا نبتت كروم
مهما تلبدت الغيوم وأمطرت كل السماء
تبقى ككف بخيلة تأبى العطاء
أواه يا أرض الحرائق والسموم
البحر أحنى من ضفافك ، والشراع
أذرى الي من الصنوبر ، يا بحار
الملح فيك ألذ من عنب الدوالى فى المدينة
فخذى شراعى يا رياح خذى السفينة
سأعيد للدنيا حديث " السندباد "
ماذا يكون السندباد ؟
شتان بين خيال مجنون وعملاق تراه
يطوى البحار على هواه
بحباله
بشراعه
بارادة فوق الغيوم
بيد تكاد عروقها الزرقاء ترتجل النجوم
يا أرض يا كهف الهموم
من أمس ولم تزالى مثل ماخضة بها مات الجنين
لا السحر ثبط من جماحك لا ولا الحق المبين
من عهد " قابيل " وقمحك كل عام
يسطو عليه الدود يا أرض الظلام
مصباحى النفطى يلهث مثل عينى لا تنام
تترصد الآفاق تبحث عن ضفاف
وتهب عاصفة فتطفئه . ويرتفع " النهام ":
ضوء الشموع
من وهج عينيها فذوبى يا ضلوع
والجوع والجدرى فى الأرض الحزينة
وترصد الأسماك للبحار فى غرق السفينة
والموت فى غرق أجل من البقاء
فى عالم فيه مكان لابن آوى والقرود
الا أنا
ما دمت حيا فالبحار
مأواى . أو باع قصير
فى الأرض حين أموت . يا ملح البحار
ستكون شهدا عن قريب . والنهار
سيطل مثل عيوننا . ألقو الشراع
ودعوا السفينة يا رفاقى فى الضفاف
ها نحن عدنا ننشد " الهولو " على ظهر السفينة
من رحلة الصيف الحزينة
ها نحن عدنا للمدينة
ولسوف نبحر حين تمطر فى الشتاء



مذكرات بحار:المذكرة الثانية


الشمس ُ فوق السور تُشرق مِثل قنديل ٍ كبير
تهدي خُطانا مثلما كنا على ضوء النُجوم
في الليل نسري عبر هاتيك البحار
أيام كنت أعيش في الأعماق ِ . أبحث عن محار
لقلادة ٍ .اسِوار ِ حسناء ٍ ثرية
في الهند . في باريس . في الأرض القصية
أيام كنت بلا مدينة
وبلا يد ٍ تحنو علي ّ ولا خدينة
الا حبالي والشراع
ويدي المقرحة الأصابع ِ والضياع
والريح . والأسماك ُ في القاع الرهيب
غرثى ا تُطاردني بعالمها الغريب
عن عالمي القاسي العنيف
يابحرُ. ياقبرا ً بلا لحد ٍ . ويادنيا ً عجيبة
أجتاز عالمها المخيفَ بروح البحار كئيبة
أبدا ً يغني للسواحل والعيال
يترقبون قدومه بعد المحال
ويعود من رِحلاته كيما يعود
للبحر والأسفار . والدنيا كفاح
ضد المجاعة ِ والرياح
الجوع ُ فوق الأرض ِ والريح ُ الخؤونة في البحار
وتظل ُّ زوجته ُ هناك َ بلا سوار
وبلا قلادة
في بيتها الطيني حالمة َ وحيدة:
سيعود ثانية ً بلؤلؤة ٍ فريدة
ياجارتي سيعود بحاري المغامر
سيعود من دنيا المخاطر
ولسوف تُغرقني هداياه الكثيرة
العطر والأحجار ُ والماء ُ المعطر ُ والبخور
ولقاؤه لما يعود كأنه بدر البدور
وتظل تحلم والحياة
حلم يجول بلا نهاية
وبلا بداية
والشمس والأقمار تُشرق فوق كوكبنا الكبير
وأنا هنا في هوة ِ الأعماق ِ كالحوت ِ الصغير
فكأن هذي الشمس ماكانت . ولا كان الصباح
الا لغيري. والقناديل الصغيرة
أبداً تُضاء بغير بيتي والحدائق ُ والأقاح
في حقل غيري . والرياح أبداً تطاردني على ظهر السفينة
والموت ُوالحوت ُاللعينة
و((السيب)) و((الديين)) في كفي وآلاف ُ المحار
في القاع تُبرق ُ باخضرار
كعيون عفريت ٍ يطارده النهار
مثل المصابيح ِ الصغار
والدود ُ والأسماك حولي والحجار
أواه ياتعب البحار حطمت ظهري.
والحياة ُ رحى تدور كما يقول ((نهامنا)) في الليل: أيام تزول
وتدور أفلاك ُ الحياة ِ لغاية ٍ فوق العقول
يا أيها البحار ُ سوف تظل في ليل البحار
نجما ً بلا أفق ٍ . وفي تلك السواحل
الشمس تُشرق في الخمائل
كعروسة ِ شقراء. والدنيا نهار
في عين غيري . والسوار
سيصاغ ُ للحسناء ِ في ((بمباي )) ياروحي الكئيبة
((نهامنا )) يشدو لشطآن قريبة
سـأرى بساحلها الحبيبة:
عُدنا على ضوء ِ النجوم اليك يا دار الحبيبة
والريح نشوى والشراع ُ كأنه سرب الحمام
سار ٍ على صوت (( النهام))
ويظل ينهم والسواحل من بعيد
تبدو لنا صفراء ِ تعكس ُ كل مافينا من الشوق ِ الشديد
وتُطل كثبان ُ الرمال على الضفاف ِ حالمات
ونساؤنا المتحجبات
يضربن فوق دفوفهن كأنهن بيوم عيد
فرح ُ اللقاء ِ على الوجوه ِوفي النذور
والشمس ُ فوق َ السور تُشرق ُ مثل قتديل ٍ كبير
تهدي خُطانا مثلما كنا على ضوء النُجوم
في الليل نسري عبر هاتيك التخوم


مذكرات بحار: المذكرة الثالثة:

أحلى ليالينا الليالي المقمرات
حيثُ النجومُ الغارِقات
في الضوء كالأعراس في كهف ٍ مضاء
حيث السماء
في البحر ترسُم عالما ً نشوانَ من نور وماء
يجتثّنا ويطير فينا في الفضاء
للحور . للجنات . للدنيا الجميلة
عندي حكايات ُ لها من (الف ِ ليلة)
من ((شهرزاد)) وليلها المخمور ِ. ليل ِ الحالمات
الشاربات ِ الماء من شط ِ النجوم
مثل َ التي كانت تُغني للغيوم
فتصير ناراً ثم تُمطر ُ .
والحياة مملوءة بالسحر .
حيث الساحرات قد كن ربات ِ البيوت ِ العامرات
ونظل ّ نحلُم بالقصور .وبالدهاليز الطويلة
تلك التي قد صورتها شهرزاد ُ بألف ِ ليلة
والدود ُ في بطني يُشاركني غذائي.والوجار
خال ٍ بلا قدر ٍ .وأسماك ُ البحار
أكلت ونامت. والصحاب
يتحدثون عن الموائِد في القصور
وعن التي كانت تُعطر خدرَها المسحور َ من أشهى العطور
وعن الضفائِر عندما تُطوى على نهد ٍ وجيد
وعلى سفينتنا القمر
يَضوي ولا يُعطي كتنور ٍ بعيد
كسفينة بيضاء عالية الشراع
أو مثل َ شباك ٍ مُضاء
تحت السماء
ونروح نستوحيه كالشعراء نشكيه الهيام
حتى ننام
يارب ُ ياملكاً تعالى في السماء
يا أيها الأبدي يا نورا ً نراه ولا نراه
دعنا ننم . وبلا غيوم
ودع القمر
يضوي علينا والنجوم بلا مطر
نحن العراة المبحرين مع المخاطر والمنون
رباه لا تُمطر علينا فالزوابع والرياح
تأتي مع المطر الذي يروي الأقاح
والتين والزيتون في أرض ِ ((الغجر))
رباه أن الأرض تُزهر بالمطر
لكننا سنضيع نحن وينطفي ضوء القمر
وتهِّب عاصفةُ ويحتدم الظلام
وتذوب أنوار السماء وينتهي حلم ُ النيام
الساهرين مع القمر
والشاربين الخمرَ من كأس السهر
ويطير قنديلٌ وتضطرِِبُ السفينة
كضلُوع مُموسية ً تورِقها خطاياها الدفينة
البحر ثار
يا أيها البحارة ُ الشجعان ُ ان البحر َ ثار
القُوا الشراع
وارموا الى البحر الحمولة والمتاع
فالحوت ُ والأسماك ُ جائعة ٌ. وأمطار ُ السماء
هيهات َ تَغسِل ُ حقدَ حوت ٍ . والرجال
في البحر تُعرف ما معادنها . هضاب ٌ أم جبال
شُدوا الحبال
وتعادلوا البحر ُ يعرف ما الحرام ُ من الحلال
والريحُ ضد البحر والبحار ِ من ماضي الزمان
ونروح نقرأ بعض آيات ِ الكتاب
فالموت ُ في غرق ٍ عذاب
لكنَّ تجار السفينة ِ هؤلاء يُفضلون
موتي وموت الآخرين
وفناء َ كل ِ الأرض ِ. كل ِ العالمين
كل َ الوجود ِ. ولا يرون
أموالهم تُرمى لقاع ِ البحر ِ. تجار ُ البحار ُ
أقسى علينا من رياح البحر والحوت الكبير
ونروح نلعنهم كما لعن الكتاب
((كفار مكة)) والذي سح َّ السحاب
أحنى علينا من جميع الناس. ياقمر َالسماء
عيناك أقوى من عيونهم المريضة ِ. والنجوم
ستشع ُّ ثانية وتحترِق ُ الغُيوم
ونعود نحلُم بالجنان ِ والقيان ِ وبالدهاليز ِ
الطويلة
تلك التي قد صورتها ((شهرزادات )) سميرة ُ الملك ِ
الجميلة


مذكرات بحار:المذكرة الرابعة:

أنا ما رأيت
لكنني مازلت أذكر نار موقدنا بمنزلنا القديم
وحديث والدي الضرير ِ عن الحياة
وعن الحروب . حروبِنا ضد َ الغزاة:
الأرض ُ قاحِلة ٌ هنا حتى الذئاب
تخشى ظهيرتها.ولكن الملوك
و ((الترك)) و((الألمان)) والمتسللون
باسم الحضارة والحماية. هؤلاء المدعون
كم حاربونا بالأساطيل الكبيرة . والجنود
يترصدون شراع َ غواص ٍ يعود
كي يغرقوه
كي يقتلوه
ياقارب َ الصياد ِ اياك التوغل َ في البحار
فالبحر مثل الأرض ِ ملك ُ الاقوياء
والدُر للحسناء نجمعه ونحن ُ الى الشقاء
ويروح والدي الضرير
يبكي ويسعل. والدخان
يندس في عينيه في البيت القديم
ونروح تسأله المزيد:
ياوالدي ماذا رأيت؟
ياوالدي لم قد بكيت؟
ويظل يسعُل ثم يجهش ُ في البكاء
ويقول كنا ! أقوياء
كنا أمام هجومهم مثل الرمال على العيون
مثل الظهيرة في بلادك يابني
مثل المنون
أنا ما رأيت
لكن والدي الضرير
قد قال لي هذا بمنزلنا القديم
وأروح أسأل: ماالذي ببلادنا غير الرمال؟
ويُجيب والدي الضرير عن السؤال:
لابد للأظفار ِ من شيء تُمزِقه . ومن حمل
الحراب
أبدا يفتش عن رقاب
والأرض ُ تمنح عندما تجد الرجال
انظر. ويكشِفُ والدي عن صدره الواهي
الضعيف
وأرى الندوب َ كأعين الموتى كأوراق ِ الخريف
في صدره الواهي الضعيف و يروح يلمسها كآثار قديمة
بأصابع ٍ مثل العيون
تفلي مكان َ الجرح . تعرف أي َ تاريخ ٍ حزين
في كل جُرح ٍ . والجِراح
فخر ُ الرجال
كالوشم في الحسناء . ياوطن َ الظهيرة ِ والرمال
الموت والجدري ّ أرحم ُ من قراصنة ِ البحار
وذراك أرفع ُ , والجميع الى الزوال ُ
الا النجوم
والشمس ُ والأقمار ُ والسور العظيم
يانار موقدنا بمنزلنا القديم
مازال دفؤك في عروقي مثل آثار الجِراح
في صدر والدي الضرير
قنديل ُ عينيه أضاء َ لي الطريق
وجراحُه مثل ُ الهوامش ِ في طريق الشمس ِ . يا
وطن َ البحار
ياعندليب الفجر ِ ياعطر القرنفل ِ يا سماء
الرمل أورق َ بالدموع ِ وبالدماء


مذكرات بحار: المذكرة الخامسة:

عندي خُمور
عندي عُطور
عندي القلائد ُ والأساور للجواري والنساء
من يشتري أفراح بحار ٍ يعود مع المساء
الشمس ُ في عينيه ماتت مثلما مات العبير
والنور ُ في بيت ٍ خلا لولا الحصير
وفتيل ُ مسرجة كأهداب الضرير
لَم تُنبت الأرض ُ الزهور
وعظام ُ موتانا بها؟ اين الحبيبةُ ؟
ماتت من الجُدَري ((طيبة ))
من يشتري كل َ البِحار؟
بعيون ((طيبة )) يا نهار
قد أطفأت عينيك عيناها فحاربت الضياء
أين الضياء؟
بعيونها؟ أين انطلاقات ُ الضفيرة
ووميض ُ مَفرقها كخط ٍ من نجوم
في ليل أيامي الحزينة ِ , أين أفراح ُ اللقاء؟
لما أعود ومل أعماقي كآبات ُ المساء
أين الضفيرة ُ حين أنشرها كليل ٍ من عبير
مثل القرنفُل ِ ؟ أين ضحكتُها الحزينة
لما أعود من البحار الى المدينة؟
أفراح ُ عينيها تذيب ُ بي العناء
ولقاؤها . أواه ما أحلى اللقاء
مِن غير ِ وعد ٍ فالدموع
تهمى مع الفرح المغنى في الضلوع:
أحبابُنا دخلوا المدينة
ياليت أهدابي شراع ٌ للسفينة
غداً القلوع
أمس ِ رسونا والرحيل ُ غدا ً. ومالي من رجوع
غنيت ُ أمس ٍ للعيون ِ وللورود ِ على الخدود
غنيت ُأمس ِ لمن أ ُ حب وهمت في ليل البحار
لأعود َ ثانية ً لها. ومعي الهدايا للصغار
واليوم حاربت ُ الظهيرة َ والنهار
شمس بلا أقمار عينيها ظلام
أطف ِ الشموع
فعيون ُ ((طيبة َ)) كل ماحوت الشموع
والكل وهم ُ والحياة ُ الى الفناء
أبوابنا غُلقت كمقبرة ٍ فأمطرت السماء
بالموت ِ والجُدري ِّ أمطرت السماء
بيتي تهاوى ا مثل َ أضلاعي ومات به العبير
حتى الحصير
لم يُبق ِ منه الداء ُ شيئا يا حياتي يتفناء
أيامي الأولى ويا ((طيبة )) الجميلة
عيناك ِ تحت الأرض ِ تُبرقُ لي كفانوس ِ بعيد
يُومي الى ّ. أكاد ُ ألمس من هوى ً عرق َ الضفيرة
مذ كنت ِ عند البئر ِ تحت لظى الظهيرة
ياقطرها الذهبي ُّ يا كُحل َ العيون
ياطيب َ مبخَرة ٍ يُغازلني الدُخان
فيها فثوبي من روائحها يضوع
يا حِقها الوردي ّ ياصندوقها تحت الشموع
واضاءة الأهداف في الأخشاب من صُنع ِ الهنود
ياثوبها ياردنها المعطار حين تلفُه لما أعود
عطٌر البنفسج ِ تحت نهديها وفي فمها الورود
يا ((شهرزادي )) في البحار
أروي حكايتها لروحي. الوداع
فأنا سأرحل . أصدقائي والشراع
في الشاطيء النائي. سأرحل فالوداع



مذكرات بحار: المذكرة السادسة:

تحت الفوانيس المشعة ِ كالنجوم
السور ُ يبرق مثل خطِ النار. ياليل الهموم
ستذوب ُ في حَدق ِ العيون ِ الساهرات مع النجوم
الحاملات ِ الماء في جراتهن وفي الشفاه
ظمأ الصيام:
غدا (التتار)) سيدخلون مدينتي .أين الرجال؟
عطري سأنضحه على قدم ٍ تسير الى القتال
وضفيرتي السوداء أغزلها حبال
هُبي شمال
يا أنتَ ياريح َ البحار
هُبي شمال
((للقصر ِ)) حيث رجالنا الأبطال. ياوهج الرمال
يانار َ صحراء ِ الجنوب
وأنا وراء السور ِ أسمعها. فأشعر باللهيب
والنار في رأسي تُعربدُ .أين تجار ُ الحروب؟
أين الذين يشوهون الأرض بالدم ِ والدخان؟
أين الملوك ُ أين ((عنترُ)) ياجبال
الكل فان
الا الحقيقة ُ والرجولة ُ يابلادي . والزمان
أبداً يدور
والمجد والتاريخ ُ للشمس ِ السخية ِ والبدور
والى الخنادق ِ يا ((حراء ))
ياخندق الابطال ِ في الماضي القديم
((الشمري ّ)) على الجواد
والقصر تحت الفجر ِ يبرق ُ مثل فجر ٍ من رمال
أقوى من الأعصار ِ ياوطن الرجال
وعلى (( الجزيرة))
بطل ٌ أقلته سبوح ٌ فالعباب
واحات ُ أعناب ِ تظلله . وتبرق ُ من بعيد
سُفنُ الرجال القادمين من المدينة
جاءوا اذن فالويل للمتلصيين القابعين
تحت الجدار ِ ومن وراء القصر والمتسليين
هاهم رجال مدينتي جاءوا على متن ِ العُباب
صوت المجاديف ِ الطويلة ِ مثل ُ السنة ِ تقول:
لاشيء غير ُ الحق ِ. والأفعى الزُعاف
كأس الذين بنوا المعابد والقصور على الدماء
جاؤوا اذن . فحفيف ُ أشرعة ِ السفائن ِ مثل
أجنحة العقاب
فوق العباب
الفجر ُ تحمله السفين ُ. فياشمال
هُبي سِراعا .فالغزاة
ملاوا الصحارى والوهاد
مثل الجارد
والفجر أقوى من كهوفهم العميقة ِ. والحياة
والمجد . للاسنان . فاصدح ياهزار
هُزم َ (( التتار))
رجل ُ البحار على سفينته ِ وفي يده منار
من نور عينيه يُضاء كما النهار
خاض َ المعارك بالمعاول ِ والفؤوس ِ وبالحجار
والمجد ُ للايمان في صدر الرجال
لسفينة ٍ رجعت كأن شراعها العالي هلال
والسور ُ تحت الشمس يُبرق كالسوار
في جيد حسناء يُباركها النهار
مات ((التتار))
يا أخوتي الأبطال ُ قد مات (( التتار))
والبدر ُ يُشرق في سواحلها كلؤلؤة ٍ كبيرة
كرسالة بيضاء تحملها النجوم
لعيون ِ موتانا على تلك المفاوز ِ والتُخوم


مذكرات بحار :المذكرة السابعة:

كصرير ِ أبواب القلاع
في الفجر كالآهات في ظُلمات قاع
كدوى رعد ٍ فوق مقبرة ٍ بعيدة
كرنين أجراي ٍ عتيقة
أصواتنا فوق السفينة حين نُبحر . ((والنهام))
كغراب حارات قديمة
يشدو بألحان حزينة
للبحر والمحار : أبحرت السفينة
وغدا نعود لكم أحبائي على شاطيء المدينة
حاراتكم فوق الرمال ونحن في ليل البحار
ضوء ُ النهار نصيبنا منه الظهيرة ُ والجُثام
ومن الشموع دُخانها , صوت ُ النهام
قيثارةٌ بحرية ألواحُها الثكلى عظام
من صدر مسلول ٍ : تعالى يا ((حذام))
قد قلت ِ صدقاً ليس يفهمه الأنام
بيتي أحب اليّ من قصر ٍ يُقام
في وسط ِ مزبلة ٍ . تعالى يا ((جذام))
ويظل ينهم ثم يبكي. والمجاديف ُ الطويلة
تحت الضلوع الناتِئات
تحت البطون الخاويات
رفسات ُ عفريت ٍ تخبط . والبحار
فيها العجائب ُ . مهد ُ طفل من حجار
قبر ٌبلا لحد ٍ . عُراة ٌ يغزلون
اكليل َ عُرس ٍ. سندباد
تحت المياه يعيش كالأسماك . سقراط الحزين
والكأس ُ والقمر الجميل
كالبيت يسكنه . حُفاة ٌ يصنعون
نعلاً من الفيروز غابات ُ مخيفة
للنجم والأقمار. مقبرة ٌ كبيرة ٌ
أمواتها يتحركون
ويدي ومجدافي وصندوقي العتيق
هم عدتي في البحر ياوطني الحبيب
يا أيها الرمل المعطُر بالدماء
ياموطن الصياد ِ والبحار ِ ياخبرا ً وماء
أصواتنا فوق العُباب وراء هاتيك القلاع
كصرير ِأبواب ِ القلاع
كدوي ّ رعد ٍ فوق َ مقبرة ٍ.كأجراس ٍ عتيقة
في الليل تقرع ُ . والسفينة
وسط العُباب
((كسدوم)) أو ((روما)) التي شب الحريق
فيها ليطرب َ ذلك المجنون ُ. ياريح البحار
نام النهام ُ وفي الصدور
مات التشبب والحنين
مثل البراعم
أوراقها يبست عليها. والحناجر ُ قد يموت
الا الأغاني سوف تخلد ُ يابلادي . يارياح
سيكون بطن ُ الحوت قبري . والحياة
قد تنتهي الا العذاب
يبقى كما تبقى الطلول
بعد الزلازل ِ . فالمهود
مثل القبور
والشمس ُ تغرب مثل حسناء تموت
والبدر ُ يذبل مثل قنديل ٍ تكسر. والجبال
تنهار كالجدران . حتى الأرض ُ تُقلقها الزلازل ُ
والرياح
الا البحار
تبقى لتبتلع الجميع
كالحوت حين يجوع ياطوفان َ نوح
ياحكمة َ الدنيا القديمة
في البدء ِ كان البحر ُ لا الكلمات ُ , ياتلك
السفينة
أبناء ُ ((نوح)) فوق متنِك ِ يبحثون
عن ساحل وأنا افتش ُ عن محار
ذهب الغراب ولن يعود
الا غرابي عاد كالمطرود في وضح النهار
كرسالة ٍ سوداء يعلوها الغبار



مذكرات بحار: المذكرة الثامنة:

مازُلت أذكر كل شيء ٍ عن مدينتنا القديمة
عن حارتي الرملية الصفراء ِ والمقل ِ الحزينة
لما نحدق في السماء على السطوح
نضبت جرار ُ الماء والغدران ُ مثل يد البخيل
مَحلت فأمست كالقبور
مخسوفة ً سوداء َ تملأها الصخور
وعلى ضفاف الغارقات
بالشمس والرمل المندى والضباب
وقف الصحاب
يترقبون سفينةَ الماء التي قالوا: تعود
بالماء من نهر الشمال
فالأرض رمل ٌ والسماء
بيضاءُ صافية ٌ كنهر من جليد
هيهات َ لم تُمطر . ويهتف ُ من بعيد
نفرٌ يبشر : أن صارية ً تلوح
كهلال ِ مِئذنة يغلفها الضباب
عبرَ العُباب
وعلى ظهور جمالنا الظمأى تحجرت القِراب
سوداء َ فارغة ً يُغطيها التراب
كبطوننا تحت
صليِّ اذن فالموت أقربُ مايكون
والريح أغرقت السفينةَ والسماء
حقدت علينا يا ((أمينة))

صرخات ُ طِفلك في الظلام أتسمعينه
نهداك ملؤهما الحليبُ وأنت ظمأى تُرضعينه
في بيتك الطيني قابعةً حزينة
تتساءلين عن السفينة
وعن السحاب وعن رفاقي في المدينة
والأفق صحو ٌ والنجوم
زرقاء تُبرق مثل أقراط ٍ ثمينة
وتثور عاصفة كأن قِوى الوجود
سمعت أنينك فوق أرض لاتجود
الا برمضاء ِ الرمال وبالدماء
والجوع والجُدري يفتك بالصغار
ضحكاتهم في الليل تُبرق كالنجوم ِ وفي الصباح
يتساقطون كما الزنابق ُ حين تعصفها الرياح
وكما تنير الشمس ُ أعماق الكهوف
ايماننا بالأرض ملء قلوبنا رغمَ الجفاف
نحن الرجال
نحن العطاء اذا تعذرت الحياةُ عن العطاء
وفي السماء
الجنة الخضراءُ والمطرُ الذي يروي الحقول
لا في القصور الشامخات
أو في خزائن أغنياء مدينة ((اسطنبول )) أو ((روما))
البعيدة
تلك التي شبت بها النيران ُ .أبرقت السماء
عيناك ِ تحت ضيائها الفجري تُشرق يا ((أمينة))
مثل الشموع
والريح كالراعي الذي ألقى عصاه
لينام خلف الأفق .والبركُ الحزينة
بدأت تَفتحُ مثل أفواه ٍ الجياع
مثل البراعم حين يلفحها شُعاع
حتى ((خليفة)) جارنا الأعمى تحسس أن أمطاراً
ستهبط يا أمينة.
هل تسمعينه؟
هل تسمعين عصاه ((تقري السلم الطيني
تبحث عن مداه
فالسطح يزخرُ بالمياه
والبِركةُ الجوفاء فارغة ٌ كبطن الذئب تبحث عن
غداء
أأُختاه امطرت السماء
وذكرت قصةَ من تمرد ضد َطاغية ٍ عنيد
في ذلك الماضي البعيد
فتألبوا كي يقتلوه
وتساءل الملك ُ الذي في كفه أمر المدينة
عن ميتة ٍ أقسى من الموت الذي قد قرروه
فرموه في الصحراء حيث ُ رؤى السراب
كالماء يُبرق في مهاويها الرحاب
ويروح يركض ُ ثم تنبجس المياه بكل خطوه
فاذا الرمال ُ الصفُر ربوه
خضراء ُ تملأها الأزهار ُ والطيور
وبكوخه عند الغدير
جلس المشرد كالنبي ليكتب الكتب الكثيرة
عن رحلة الانسان فوق الأرض والدنيا الأخيرة
عيناه يُنبوعان ِ من نور وجبهته ُ ظهيرة


مذكرات بحار: المذكرة التاسعة:

لا .لا تقولي رحلتي كانت طويلة
مازلت أذكر كل شيءٍ عنك ياطيبة الجميلة
اني دفنتك في فؤادي
بين أضلاعي العليله
لا في التراب . وقد أجسُك حيت أمسك كل
شيء في جواري
القِرط يحمل ليل شعرك والمواقدُ حرّ ناري
حتى ثيابك لا يزال عبيرها عبقاً بداري
صُندوقك الهندي ذو الأصداف والحِق الصغير
قبران لي ولقلبي الدامي الكسير
يا للملاءة والعباءة غيمتان
في أفق أيامي وما أحلى السواد
لما يوشحها ستذبل يا فؤاد
كعيونها .ويح الرمال
كيف احتوتا والوجود
قد كان يصغر أن يضم حبيبتي لما أراها
خَرز القلادة أفق نجم فوق نهديها تناهي
أو دورةُ القمر الذي قد شعّ محترقاً فتاها
أين الشفاه العابقاتُ كما الزنابق في رباها؟
ورداؤها العربي حين تخيطه ليلا يداها؟
ياليتني مسرى الخيوط وابرة ٌ حملت شذاها
أين العيون الحاملات
ضوء المسارج حين يُغرقني سناها
أين الشفاهُ العابقات؟
بالطيب والجمر الشهي المثقلات
بالنار والعطر الذي هيهات تحمله الورود
في كل غابات الشَمال أو الجنوب
أواه ياموتي . وقبل مماتها ما قلتُ آها
فيم البقاء وعالمي في قبرها الرملي تناهي
قال الصحاب ُ غداً سنبحر فاستعدّ الى القلوع
فأجبتهم : كلُ البحار
بحدود قبر عبر هاتيك القفار
الرمل ُ يرضع شعرها ويمص أيامي العذاب
ياليت أعماقي تُراب
بدل ُ الرمال ِ العابقات ِ على ثراها يارفاقي في
البحار
أمس ٍ كهرت الرمل وهو لظى ونارّ
واليم َ أحببتُ الرمال
العابقات ِ بعطرها وكرهت ُ محار البحار
والعطرَ. كل جواهر الدنيا واعناق َ النساء
فحبيبتي ماتت ولو أن الحبيب
محارة ٌ لسكنت ُ أعماق البحار
لو أنها نجم ٌ لكان الليل أجمل من ينابيع النهار
ليس الجفاف بأن تعيش مع الجفاف
ان الجفاف بأن تعيش بلا حبيب
والأرضُ لولا الحبُ قبرٌ من جليد
ويحَ الحمام
أيكون بطن ُ الأرض أحنى من ضلوعي
والحجار؟
ولم َ البقاء ُ وكل ُ شيء للفناء؟
العِطر ُ والضحكات والعبث ُ المُحبب والهناء
ضوء ُ النجوم من العيون الحالمات
تحتُ الثرى . ومن الشفاه الذابلات
عطر البنفسج ِ والورود ِ العابقات
ويح الحياة
تُعطي القليل لتأخذ الشيء الكثير
من رِحلة العُمر القصير



مذكرات بحار:المذكرة العاشرة:

البحرُ أجمل مايكون
لولا شُعوري بالضياع
لولا هروبي من جفاف مدينتي الظمأى وخوفي
أن أموت
عريان في الأعماق أو في بطن ِ حوت
أني أحاذر أن أموت
لما أفكر أن لي بيتاً ولي فيه عيال
لما أحسّ بأن في الدنيا جمال
يا أيها الفجر ُ المشع ويا أصائل ياليال
الشمس ُ في الآفاق كالايمان في قاع النفوس
ومن القلوب المؤمنات
بالأرض والانسان تنبثِقُ الحقيقة والحياة
زرقاء صافية ً كعين حبيبتي عند َ اللقاء
كالفجر مالأمواج حين تنام كالأفق المضاء
وكما يشِع النجم ُ في كبد الظلام
يأتي الربيع من الشتاء
وغداً ستمطر غيمتي. ويذوب في الرمل
الصيع
والمجد للأسرار في القلب العظيم
والى المحبة للجميع
والى الربيع
في كل أرض في الشمال أو الجنوب
والمجد للمحار في كفي هدايا للعذارى
الطاهرات
الحاملات ِ جنين انسان الحياة
القارع ِ الأجراس ِ في ليل الطغاة
يابحر ُ يامحارُ ياسحر الأصائل ياغداة
آمنت أن غداً يستشرق في بلادي والحياة
ستدب ّ حتى في الرمال
ومن التشرد في البحار
سشيع في روحي النهار

مذكرات بحار: المذكرة الحادية عشرة:

وصرخت ُ: عندي وانتفضت .وأبرقت كل العيون
كشموع أقبية المناجم كالجروح الداميات:
قمر صغير
في عشة الفضيّ أمسكه. وصاح بي الصحاب:
طوباك.وانتفض الرئيس كمن يحاذر أن تذوب
من نار عيني : انه يوم جميل
قال الرئيس. وراح يُشبع ناظريه روحت أسأل
أي جِيدٍ يافلان
ستشع فيه قِلادةٌ حملت عذابي في البحار؟
وذكرت ُ, ((طيبة)) عندما انتفضت ضلوعي
كالحمامة في الصباح
حتى أكاد أشم رائحة الضفيرة والوشاح
ورطوبة البئر المثرثر ِ حين تُلقي دلوها عند المساء
طار الخيال
بضلوعي الظمأى وأقدامي تُقرحها الحبال
وكأن سرا في البحاؤ
مازلت أجله ويفهمه القراصنة الكبار
الباحثون عن المحار
وعن اللآلي والجواهر للناء الأخريات
وككف عفريت ٍ تُمد من العُباب
أبصرت صارية ً تكاد تطير, وابتسم الصحاب
عاد الغراب
وضحكت من غُبن . وغنى بعضنا: ليت النساء
الابسات لآلىء لبحار قد ذقن العذاب
ومرارة الدنيا كزوجته الحزينة
في بيتها الطيني حالمة ً وحيدة:
سيعود ثانية بلؤلؤة فريدة
ياجارتي سيعود بحاري المغامر
سيعود من دنيا المخاطر
ولسوف تُغرقني هداياه الكثيرة
العطر , والأحجار والماء المعطر , والبخور
ولقاؤه لما يعود. كأنه بدر البدور
وشعرت ُ بالحقد اللذيذ على الحياة على
الجميع على المدينة
((كفخرع)) في أرض مصر وفي الصباح
جلس الرئيس يمص ُ غليونا ويسعل رياء
كالملوك:
هذا هو الطواش والكيس الكبير
كيس النقود . وكالغراب
يعلو ويهبط في سفينتنا الحزينة.والجميع
يتساءلون - بكم يبيع؟
وكفأرتين
عيناي تندسان في ثوب الرئيس تفتشان
عن خرقة حمراء تحجب ضوء لؤلؤة عجيبة
تحلو على صدر الحبيبة
وسمعت دندنة النقود وضحكة كصرير باب:
خذها فأسواق الهنود
هيهات تملك مثلها. وكغيمة سوداء تلعنها
الجرار
شقت سفينتنا العباب وغاب ((طواشُ البحار))
كاللص في وضح النهار
والأرض تشتم من بعيد :يابحار
مازلت ِ ترزحين بكل عبء والسماء
خرساء صامته تُطل على الجميع بلا حياء


يمثل الشاعر الكويتي «محمد الفايز» أبرز شعراء منطقة الخليج العربي في مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، فهو مرحلة انتقالية أو مرحلة وسيطة في الشعر الكويتي المعاصر خاصة، وفي الشعر الخليجي عامة، حيث حفلت تجربته بالقصيدة العمودية وبشعر التفعيلة من حيث الشكل، وبكثير من الاتجاهات والأبعاد المختلفة والمتعددة من حيث المضمون، ما جعله بحق رائد المرحلة الوسيطة في شعر الفصحى الكويتي المعاصر، وأكثر الشعراء تجديدا قياسا إلى جيله وإلى مرحلته الزمنية.

ولد الشاعر محمد فايز العلي في الكويت القديمة العام 1932م، وتعلّم تعليما أوليا تقليديا، وقد تفتحت موهبته الأدبية منذ سن الخامسة عشرة، بقراءته عيون الشعر العربي القديم، ثم بدأ كتابة القصة القصيرة، واكتشف في العام 1962م أن أغلبية جمل قصصه كانت موزونة إيقاعيا، كما في قصته البحار المنشورة في جريدة الرسالة، ومن ثم تحوّل إلى كتابة الشعر، توفاه الله تعالى فجر 28 فبراير 1990م، عقب تحرير الكويت من الغزو العراقي بيومين.

نشر «محمد الفايز» أحد عشر ديوانا، وهي على الترتيب: مذكرات بحّار (1962م)، النور من الداخل (1966م)، الطين والشمس(1970م )، رسوم النغم المفكر ( 1973م )، بقايا الألواح ( 1978م )، لبنان والنواحي الأخرى (1980م)، ذاكرة الآفاق ( 1980م )، حداء الهودج (1981م )، خلاخيل الفيروز (1984م)، تسقط الحرب (1989م)، خرائط البرق (1998م) وقد صدر الديوان الأخير عقب وفاته وبه قصائد متفرقة لم تُنشر. وله أيضا مجموعة قصصية بعنوان «الأرض والتفاح»، وملحمة شعرية بعنوان «خالد بن الوليد»، ولم يضمهما إلى أعماله الكاملة التي صدرت عام 1986م.

ويعد محمد الفايز ممثلا لجيل الوسط في الشعر الكويتي المعاصر، حيث سبقه جيل الرواد الذين عاشوا مرحلة ما قبل النفط، وشهدوا نشوء الدولة ونمو المجتمع المدني في بداياته، ومن أبرز هؤلاء: أحمد العدواني، أحمد السقاف، عبدالله الرومي، عبدالمحسن الرشيد، وهؤلاء تميّزوا بالشكل العمودي في قصائدهم، وأبدعوا نصوصهم وفق أغراض الشعر العربي القديم، ونجد لديهم ملامح تأثر واضحة بالمدارس الشعرية في الحواضر العربية المركزية مثل القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق، وهذا لا يمنع من وجود تميز في تجاربهم الإبداعية.

أما محمد الفايز فهو جيل تال لهم، حيث وُلد في مجتمع ما قبل النفط، وعاصره حقبة من حياته، ولكنها حقبة التغير الاجتماعي والاقتصادي في الكويت، فقد عايش هموم من سبقه وأحاديثهم عن الغوص والسفر وفقر الحياة، وشهد الفايز تفجر النفط في الكويت، وما صاحبه من تبدلات اجتماعية كانت لها الأثر الأكبر في فكره. ومن أبرز شعراء جيل محمد الفايز: خليفة الوقيان، خالد سعود الزيد، علي السبتي، محمد أحمد المشاري. وإن كان الفايز يبزهم بوفرة نتاجه الشعري، وتميز تجربته بشكل عام، خاصة أنه تأثر بالتيارات السياسية والفكرية التي سادت في العالم العربي في حقبتي الستينيات والسبعينيات، وإن كان أغلب نتاجه الشعري تحقق في سني السبعينيات من القرن العشرين، ويضاف إلى ذلك سعيه إلى التجديد في بنية القصيدة، وفي مضامينها، وفي بنية النصوص في الديوان الشعري.

وبالنظر إلى تجربة الفايز نرى تميزا شعريا، ظهر منذ ديوانه الأول «مذكرات بحار»، وهي تجربة جديدة في الشعر الخليجي بشكل عام، والكويتي بشكل خاص، فالديوان يتناول حياة بحّار من مجتمع ما قبل النفط، ويبسط مأساته، في تجربة مكتملة الأبعاد، حظيت بأغلب صفحات الديوان، وحمل الديوان اسمها، عبر مذكرات تمتد إلى عشرين مذكرة، تمثل كل مذكرة وجها من وجوه مأساة البحّار، ونرى فيها رؤية للمجتمع الكويتي القديم، بمظاهر الفقر والعوز، وتحكّم العادات الموروثة به، ونمط التعليم التقليدي، وهيمنة العشائرية والقبلية عليه، وسيطرة كبار التجار وأصحاب السفن على مقدراته، وكيف أن البحّار يبذل روحه وهو يغوص في أعماق البحر من أجل لؤلؤة لزينة نساء الأغنياء في بقاع شتى في العالم، يقول في المذكرة الثانية:

في الليل نسري عبر هاتيك البحارْ

أيام كنتُ أعيش في الأعماق، أبحث عن محارْ

لقلادة لسوار حسناء ثريةْ

في الهند، في باريس، في الأرض القصيةْ

أيام كنت بلا مدينةْ

وبلا يد تحنو عليّ ولا خدينةْ

صارت الحياة للبحّار القديم ملازمة الأعماق، بحثا عن محار، وقد جاء الحذف هنا تلقائيا للفظة اللؤلؤة، التي قد تحويها محارة ما، ولكن يظل اللؤلؤ قيمة مالية لا جمالية لهذا البحار البائس، الذي غادر عائلته الصغيرة ترزح تحت الديون، على أمل أن يعود محملا بما يسد رمق الأفواه الجائعة. إن اللؤلؤة التي هي زينة لا غير للثريات في الهند أو باريس، قد تحمل في ثناياها روح بحار غاص بحثا عنها. ويأتي تعبير «أيام كنت بلا مدينةْ» ممثلا للوجه الآخر من الحلم، فالمدينة الحديثة تعني تقدما واستقرارا وقوانين وسلطات منظمة؛ وهذا ما وجده الفايز في حياته: فقد عايش النظام السياسي والاجتماعي العشائري والأبوي قبل النفط، وتحوّلَ هذا النظام إلى الدولة الحديثة التي ترعى أفرادها ولا تتركهم نهبا لتقلبات الطبيعة، المدينة تعني الدولة الحديثة بنظمها ومؤسساتها.

في باقي الأعمال الشعرية للفايز، نجد أصداء للتجربة السابقة، ولكنها تمثل اتجاهات مختلفة ما بين الرومانسي والوطني والاجتماعي والتغني بجمال الأمكنة والبلدان، كما في دواوين: بقايا الألواح، وحداء الهودج، وذاكرة الآفاق، ولبنان والنواحي الأخرى. وهي تمثل أصداء عديدة لتجربة الفايز، وإن عدها البعض تراجعا في مشروعه الشعري الذي كان واعدا في ديوانيه الأولين، وهذا صحيح نسبيا، وإن كان محافظا على القصيدة الممتدة، كما في ديوانه «ذاكرة الآفاق» حيث نقرأ «قصائد عن بغداد» ممتدة على ست قصائد متتابعة مرقمة، بشكل التفعيلة الممتزج بالشكل العمودي، يقول في القصيدة الثالثة:

ينهض صدرك يا بغدادُ

كبيادر من لؤلؤة

وكقوس من فيروزْ

أزرقٌ

أزرقْ

يدفق نهرك تاريخا يتدفقْ

وكقامات وصائف رومياتٍ

يحملن أباريق نبيذٍ

أشجارك ذات الظل الهابط

كالشوق الموهقْ

إن تجربة محمد الفايز تثبت بجلاء أن التطور والتجديد الشعري في العالم العربي لم يكن يسير على وتيرة واحدة في الإقليم الواحد، ففي حين كانت تسود قصيدة التفعيلة في المراكز الحضارية العربية، كان هناك شعراء في أقطار عربية أخرى يتراجعون عنها إلى القصيدة العمودية، محافظين على التوهج الإبداعي المكتسب من قصائد التفعيلة، وجمالية وموسيقية القصيدة العمودية. وهذا ما ظهر في تجربة محمد الفايز، فتراجعه إلى القصيدة العمودية، دال على أن الذائقة السائدة في الكويت خاصة والخليج عامة في زمنه ومرحلته التاريخية كانت غير متقبلة لقصيدة التفعيلة، فعزف على الوتر العمودي محافظا قدر المستطاع على رؤية تجديدية في الرؤية والجماليات النصية.



 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 04:06 PM   #5


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




الأديب عبدالرزاق البصير :-









من برنامج وثائقي إنتاج تلفزيون دولة الكويت إعداد وتقديم رضا الفيلي - سجلت الحلقة بتاريخ 05/11/1998 - أعدها للنشر عبدالله الرملي





الاستاذ عبدالرزاق البصير من مواليد حي القناعات في مدينة الكويت في بداية العشرينيات، وعندما بلغ سن التاسعة بدأ الدراسة في الكتاب، وحرص والده على توجيهه نحو دراسة القرآن الكريم لمدة 14 عاما وتابع بعد ذلك دراسة الفقه وعلوم اللغة والبلاغة والمنطق والاصول واصبح بعدها خطيبا مجددا ومفكرا تنويريا.



بدأ كتاباته الصحافية في سن مبكرة، واصبح امينا عاما لمكتبة دائرة المطبوعات والنشر ثم وزارة الارشاد والانباء ثم وزارة الاعلام، وهو من مؤسسي النادي الثقافي القومي، وواكب انشاء رابطة الادباء في دولة الكويت وله اسهامات جليلة في تطورها ومواكبتها عبر السنين، ويعتبر أول كويتي يتم اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة. عين عضوا في اول مجلس استشاري للاعلام، وعين عضوا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دورات عدة، وشارك في مؤتمرات الادباء العرب، وكتب مؤلفات عديدة في الفكر والثقافة وعن الخليج العربي والنقد الادبي والجريمة الكبرى وامانة القلم.
كتب المقالات والدراسات في الصحف منذ اكثر من 60 عاما في دولة الكويت والخليج والعالم العربي.
منح شهادات التكريم والتقدير لانجازاته الادبية والثقافية من قبل مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وامارة الشارقة بالاضافة الى تكريمه من قبل كلية الاداب في جامعة الكويت.


من الشخصيات القريبة الى قلبك الاديب والباحث احمد البشر الرومي الذي كان له تأثير كبير عليك وكان له ارتباط كبير ووثيق بخطك الفكري في السعي نحو تعميق الثقافة الكويتية ودراسة التراث والتاريخ وتوظيف كل ذلك في واقع المجتمع الكويتي، ما الذي يمكن ان تحدثنا عن تجربتك وصداقتك مع أحمد البشر؟

في الحقيقة أحمد البشر يعتبر عقلية حرة ومستنيرة وهادئة ولكن عند كلمته لا يجامل احداً، وكان لا يميل الا الى الشعر الواضح والمفهوم وكان لا يقبل الشعر الغامض وغير المفهوم، وهو عطوف الى كل من يحتاج العطف، وكان شديد الصراحة.

وأدعو كل شخص الى قراءة كتاب د. يعقوب يوسف الغنيم عن المرحوم احمد البشر لانه يعطي صورة واقعية عن تاريخ الكويت وليس بالذات عن احمد البشر.

والمرحوم احمد البشر قام بتأليف كتاب عن الامثال الكويتية المقارنة واخرجه في 4 مجلدات كاملة، وانك اذا قرأت هذه الكتب فستتعرف على الطريقة التي يطلع بها احمد البشر، وكانت جميع اهتماماته الأدبية متعلقة بالكويت وتاريخها وانه اصدر كتاباً صغيراً عن تاريخ الكويت يتحدث فيه عن احداث معينة حدثت على ارض الكويت على مدار التاريخ ومنها على سبيل المثال ذكره بان الفرزدق قد دفن بأرض كاظمة، وكان اهتمامه كبيراً الى درجة انه قبل وفاته بايام معدودة اخبرني بانه يريد السفر الى مصر لانه سمع عن كتاب يتحدث عن تاريخ الكويت ولكن الموت عاجله قبل ان يحصل على هذا الكتاب، ولابد لي من ان اسجل للتاريخ ان البشر كان علماً من اعلام الكويت المستنيرة، وان صداقتي له كان لها التأثير الكبير علي وامتدت منذ بداية الاربعينيات الى حين وفاته.

خصوصية التنوير

المجتمع الكويتي كان يمتاز بخصوصية التنوير والانفتاح والتسامح والديموقراطية والحريات في تصوركم، ما العوامل والاسباب التي اوصلت المجتمع الكويتي وقادته الى هذه الخصوصية وهذا التميز عبر تاريخها والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؟

اود ان نستعرض للحقيقة وللتاريخ بشواهد معينة فالكويت عرفت الرابطات الادبية والنواحي الثقافية مبكراً، فالمدرسة المباركية بنيت عام 1912 والنادي الادبي انشئ عام 1911، فالكويت كانت لها ميول ثقافية ظهرت مبكراً، فليس من العجب ان يكون الشعب الكويتي بهذه الصورة من النضج لان عمر الثقافة بالنسبة الى الكويت عمر طويل جداً واصبح يقارب الـ 80 عاماً فالكويت تمتاز باستقبال المثقفين ومعالجة القضايا الثقافية منذ زمن طويل، وليس بالغريب عليها هذه الديموقراطية، فالشيخ صباح الاول جاء باختيار الكويتيين ولم يأت على ظهر دبابة واحتل السلطة ولم يُفرض على اهل الكويت، وهذا باعتراف جميع المؤرخين الذين تحدثوا عن تاريخ الكويت، فمنذ نشأة الكويت والحاكم لا يُفرض على الشعب بل يكون مختاراً منه، ولهذا السبب الديموقراطية متأصلة في الكويت.

واحب ان أؤكد ان شهادتي هذه ليست من باب المحاباة ولكن من تاريخ الكويت، فنظام الحكم في الكويت على مدار تاريخها كان ديموقراطياً وبمشاركة الشعب فكل الحكام الذين حكموا الكويت تمت مبايعتهم من قبل الشعب.

المؤتمر الشعبي الكويتي

المؤتمر الشعبي الكويتي في جدة عام 1990 أكد وجسد وجدد الروح الكويتية المتفقة على مبدأ واساس الحركة الديمرقراطية والانشاء والولاء للقيادة والشرعية الدستورية، ما انطباعاتك عن تلك التجربة؟

أنت لمست في نفسي شيئا عظيما جدا فنحن لا نريد التحدث عن فظائع الغزو العراقي الغاشم ولكن مع تلك الفظائع فان الكويتيين لم يوافقوا على ان تمر تلك الاحداث مرور الكرام وقاموا باغتنام فرصة اقامة المؤتمر الشعبي واكدوا على عدم تخليهم عن ديموقراطيتهم على الرغم من الظروف الصعبة ولم يتخلوا عن حرياتهم وتمسكوا بالدستور والولاء له، ولم يجد المحتل مواطنا واحدا ليستعين به ورفضوا رفضا قاطعا التخلي عن حرياتهم، وكانوا يقومون بالخروج في مظاهرات وتوزيع المنشورات حتى انني قمت بكتابة مقالين اثناء فترة الاحتلال وتم توزيعها كمنشورات وكانت النساء توزع المنشورات المخبأة في عباءاتهن على البيوت من اجل الدعوة الى الصمود في وجه المحتل.

فكل ما عبر عنه الكويتيون اثناء فترة الغزو يعتبر تمسكا بالدستور حتى اصبح جزءا من حياتهم لا يستطيعون التخلي عنه اطلاقا، فانا لا اعجب من الندوات التي تقام منذ التحرير الى الان ولم ألحظ ان الندوات انقطعت سواء قبل الغزو ام بعده واصبحت في ازدياد فالكويتيون اناس فطروا على الثقافة منذ بداية نشأتها، وانني انتهز هذه الفرصة لان ادعو الله بان يحفظ الكويت من كل مكروه ويزيد شعبها تثقفا وتمسكا بالديموقراطية.

رحلة الصحافة

كنت من أوائل الكويتيين الذين نشروا مقالات في مجلة «الرسالة» المصرية ومجلة «البحرين» البحرينية وواكبت مسيرة الصحافة الكويتية منذ بداياتها في العشرينيات مع مجلات «الكويت» و«كاظمة» ما رحلتك مع الصحافة الكويتية؟

ابتدأت الصحافة الكويتية على مجلة «الكويت» عام 1928 بعد ان قام باصدارها المغفور له باذن الله عبدالعزيز الرشيد وكانت هذه المجلة مناسبة لذلك الزمان، والصحافة في الكويت لها عمر طويل، وعلى الرغم من عمرها هذا فانها بدأت فعليا بعد استقلال الكويت وبدأت الصحافة منذ ذلك التاريخ بجميع انواعها واختلافاتها، وكانت اولى الصحف هي جريدة «الرأي العام» والتي اصدرها عبدالعزيز المساعيد.

وكانت هنالك صحف اخرى قبلها ولكنها كانت شعبية وامكاناتها محدودة وليست مثل الصحف الاخرى مثل «الفجر» و«الشعب» والتي اصدرهما عبدالوهاب محمد وخالد خلف على التوالي، وكانت هذه الصحف تتبع النوادي آنذاك مثل نادي المعلمين والنادي الثقافي القومي والنادي الاهلي ولم يكن بالامر السهل ان تصدر تلك النوادي مثل هذه المجلات والصحف لانه لم يكن في الكويت مطبعة وبالتالي كانوا يرسلونها للطباعة في لبنان وكانوا يعانون كثيرا من اجل طباعة تلك المجلات، وانه عندما تم انشاء مطبعة في الكويت كان بمثابة يوم عيد لاصحاب المجلات والصحف بالاضافة الى المثقفين والمفكرين والكتاب في الكويت لانهم استطاعوا اخيرا ان يطبعوا كتبهم في الكويت وانا اريد ان اضف ان شغف الكويتيين بالثقافة شغف عجيب جدا ويتحملون جميع الشدائد وينفقون الاموال في سبيل ان تكون لديهم ثقافة يعملون على تنميتها وان يشغلوا اوقاتهم بتنمية الافكار.

الرؤساء العرب

التقيت بالعديد من الزعماء وقادة الدول بحكم الانشطة والمؤتمرات الثقافية التي شاركت بها هل من ذكريات وانطباعات عن تلك اللقاءات؟

عادة في جميع المؤتمرات التي تقام يكون الرئيس في استقبال المؤتمرين وبالتالي اجتمعت بجميع الرؤساء العرب تقريبا مثل الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس هواري بومدين الى بورقيبة وتحدثت معهم، ولكن كانوا جميعهم يخصونني بمقابلة خاصة واستقبال خاص جدا ولا اعلم لماذا وكنت أجد عندهم تكريما لاستحقه.

حياتي اليومية

هل لنا ان نتحدث في خصوصية انسانية خاصة بك وعن حياتك الشخصية والعائلية، وما نظام حياتك اليومي، وعلاقتك بابنائك وما النمط لحياتك الاجتماعية في الكويت وعلاقتك بالاخرين؟

انا شخصيا توصلت الى حقيقة اتخذتها في حياتي وهي الا أعد نفسي في اسرتي كأب له الأمر والنهي وان تكون لي الكلمة النافذة وهذا الامر يشهد به افراد اسرتي، وفي الواقع انني اعد نفسي صديقا لهم واحاورهم ويحاورونني، ولهذا السبب فانني اعيش حياة سعيدة، لا يمكن تصورها لانني لا اجعل نفسي الآمر الناهي وتجدهم ينطلقون على حريتهم.

انا شخص من ناحية الاصدقاء لا اصادق الا شخصا التقي معه فكريا قبل كل شيء ولا يمكن ان اصادق على الاطلاق الذي يختلف معي فكريا ولذلك تجد ان جميع اصدقائي التقيت معهم فكريا قبل ان اصادقهم.

اما حياتي اليومية تكد تجري على نمط واحد منذ اكثر من 40 سنة واقضي على الاقل يوميا من 4 الى 5 ساعات في القراءة والكتابة حيث انني قمت بتعيين سكرتيري الذي كان يقرأ لي في وزارة الارشاد والأنباء لكي يقرأ لي في البيت يومياً، بالاضافة الى القراءة الصباحية والتي عندما تقاعدت قمت بتعيين موظف يأتيني في الصباح ونجلس معاً ليقرأ لي لمدة 5 ساعات يومياً بالاضافة الى بعض الاحيان يأتي في المساء ويقوم بالقراءة ايضاً، واقوم بقراءة الكتب بانواعها واشكالها بالاضافة الى الصحف اليومية واقوم بتلخيص بعض الكتب الى ان وصلت بطاقات التلخيص للكتب الى 50 بطاقة، وانا شخصياً احب الغناء وقد اجلس في بعض الاحيان واستمع الى اغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وهذه باختصار حياتي اليومية.

وأنا من الاشخاص الذين لا استطيع ان امكث في البيت ليومين دون ان اخرج للزيارة وكنت اقوم بزيارة الرابطة الادبية التي كنت عضواً في الهيئة الادارية لها انا واحمد السقاف وخليفة الوقيان وقررنا ان نبتعد عن الهيئة الادارية حتى نفسح المجال للشباب وتكون مطعمة بالتجديد.

علاوة على ذلك اقوم بزيارة الدواوين مثل ديوانية عبدالعزيز الصقر وديوانية عبدالعزيز حسين وفاء له حيث لا يمكن ان اترك زيارتها، وكذلك زيارة ديوانية الميلم، وكنت لا اجلس الا اذا وجدت بعض البرامج التلفزيونية التي من الممكن ان تعجبني.

تاريخ طويل

على الرغم من انك من اوائل الرواد في الكويت فكرياً وادبياً وثقافياً الا انه من الملاحظ ان عطاءكم ومردودكم في كتابة الكتب وطباعة المؤلفات يكاد يكون قليلاً ومتواضعاً اذا ما قارناه بتاريخكم الطويل والثري، ما الكتب التي قمتم بتأليفها ونشرها؟

اشارك الذين يقولون عني هذا ولكن في الواقع انا قمت بتأليف 6 كتب وقمت بنشرها ومنهم «تأملات في الادب والحياة» و«الخليج العربي والحضارة المعاصرة» و«في رياض الفكر» و«في النقد الادبي» و«ادباء مجهولون معروفون»، ولكن كان ينبغي ان انشر وأؤلف اكثر من هذا وان اقوم بكتابة ونشر بحوث اكثر بصورة اكبر من تلك، ولكن ماذا استطيع ان افعل في مزاجي الذي يتفاعل مع الشعب، وان مشكلتي انه اذا حدثت مشكلة في الكويت وشعرت ان الشعب متفاعل معها فأنني لا استطيع ان اقرأ او اكتب شيئاً حتى اشارك الناس في مشاكلهم، وهذا هو الذي جعل كتبي قليلة، والله يشهد ان هذا مزاجي انفعل فيه مع الشعب، وانني قد اسهر الليالي اذا شعرت ان قضية ما مشغول بها الشعب وتقسم رأي المجتمع، والله اعلم اذا كانت هذه الصفة سيئة او حسنة وانا لا استطيع الا ان اسير مع المزاج هذا.




الواقع الثقافي



عبر نصف قرن من الزمان شاركتم بنشاط وعطاء جاد ومخلص في الحياة الثقافية والفكرية لبلدكم دولة الكويت، ومن موقع الحكمة والتجربة وانك من الشخصيات المخضرمة فكرياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، فما تصوراتك للواقع الثقافي والفكري لدولة الكويت راهناً؟



اولاً يجب ان نعرف ونقول ان الكويت جزء من الأمة العربية وانها تتأثر بوقائع واحداث الأمة العربية وتتأثر بالثقافة العربية، فالكويت احد المنابع التي تصب في النهر العربي الثقافي الكبير، وكما نعرف لاتزال تصدرعالم المعرفة وسلسلة المسرح العالمي، ولاتزال تصدر مجلة عالم الفكر ومجلة العالم العربي. وفي هذه المناسبة لابد ان اذكر الامين العام الجديد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي تعتبر مقالته في مجلة العربي حديث الشهر والذي اول ما اقرأه في تلك المجلة والذي يدل على انه يقوم بالقراءة كثيراً وتجد نفسك في عالم ثقافي واسع لانه يجيد اللغة الانكليزية فتجده يتنوع في قراءاته وافكاره ويستخلص من تلك الثقافة اموراً كثيرة. اما الناحية الثقافية في الكويت فلا نستطيع ان نقول انها مرضية ولكن يمكننا القول بانه في الكويت توجد ثقافة ممتازة بما يعقد فيها من مؤتمرات ثقافية وبما يصدر فيها من كتب كثيرة بالنسبة الى صغر حجم الكويت، وانه لا يكاد ينقضي شهر الا وتجد انه تم اصدار كتب جديدة، ولكنني اريد ان الفت الانظار الى الجريمة الكبرى التي وقعت للكويت وكان لها تأثير عظيم عليها ولذلك نجد ان غالبية الكتب التي صدرت هي سياسية وتتحدث عما حدث في الغزو واعتبر ذلك امراً عظيماً لهذا البلد الصغير الذي ساهم اسهامات عظيمة وكثيرة في الثقافة العربية وفي السياسة العربية وفي الاقتصاد العربي وارجو ان تنجو الامة العربية من هذا الظلام الذي تعيشه وبذلك تكون الكويت مع الأمة العربية اينما كانت وحيثما صارت في اي موقع تكون مع الأمة العربية ولا تتخلى عنها بأي شكل من الاشكال.



عصر جديد



نحن قاب قوسين او ادنى من دخول عصر جديد وعالم جديد ودخول القرن الحادي والعشرين والذي يحمل في طياته الكثير من المستجدات والتحولات والتحديات، فكيف يمكن ان تحدثنا عن دخول القرن الحادي والعشرين؟



ان الكويت تسعى بشتى الطرق الى ان تدخل القرن الجديد وتستقبله ولكن في واقع الامر ينبغي ان نعرف ان الكويت تتعرض لمشاكل اقتصادية كثيرة وخطيرة ولكنها تكافح للتغلب على هذه المشاكل، وارجو وآمل واؤمن بان الكويت في القرن الجديد ستستقبل وستحتضن العلوم والتكنولوجيا واظن اننا في الكويت نستخدم احدث ادوات التكنولوجيا في جميع مرافق حياتنا وفي مؤسساتنا ووزاراتنا ولذلك انا اعتقد ان بلدنا ستكون من الدول الحضارية والدليل على ذلك نظامها الديموقراطي والحريات الموجودة فيها.
















منذ عقد الأربعينيات من القرن الماضي، والأستاذ عبدالرزاق البصير يكتب المقالات، ويحضر الندوات، ويشارك في المناقشات، وقد تكون له اسم لامع بسبب نشاطه هذا، وبسبب الأفكار التي كان يطرحها في كل ما يشارك به من كتابة أو قول. ولقد عرفته قبل أن يكون لي به اتصال مباشر عن طريق هذا الذي ذكرته عنه، ولكن الفرصة اتيحت لي فالتقيت به في وزارة الإرشاد والأنباء حين انتقلت إليها ولم يكن اسمها آنذاك قد صار (وزارة الإعلام) ذهبت إليه في مكتبة الوزارة التي كان يعمل أمينا لها، وقد وجدت منه الترحيب والاهتمام، وكان سروري بهذا اللقاء كبيرا وبخاصة وأنه تم بعد قراءتي لما كان يكتبه في الصحف ومتابعة مداخلاته في بعض الندوات. ولقد استمرت العلاقة بيننا بعد ذلك، ولما كنت قد انتقلت في ذلك الوقت إلى العمل في الوزارة التي يعمل بها فقد كانت الفرصة لي متاحة للقائه بصورة دائمة، وزادت وثوقا حين شكلت لجنة التراث العربي في الوزارة فكنت معه في عضويتها مما أدام الاتصال.


كان الجلوس مع هذا الرجل مفيدا وممتعا، تخرج منه وقد حصلت على معلومات كثيرة بسبب كثرة ما يقرأ، وبسبب شدة حبه للعلم وأهله، ومخالطته لغيره من الأدباء والعلماء الذين تحس وأنت نستمع إليه حين يتحدث عنهم بمدى صلته بهم ومعرفته لهم.


واستمرت علاقتي مع هذا الرجل الطيب أزوره ويزورني، ونتحدث دائما بواسطة المسرَّة. إلى أن كان ذلك اليوم الذي اتصلت به فوجدته من خلال الحديث قلقا منزعجا، وعندما سألته عن ذلك أخبرني أنه ذاهب الآن إلى المستشفى لعمل فحوصات طبية يخشى أن تكون نتائجها غير سارة، فقلت له: حماك الله من كل سوء، وسوف تظهر النتائج لصالحنا جميعا إن شاء الله. ولكن الأمور جاءت على خلاف ما توقعت، وثبت وجود المرض الخبيث، وفي يوم لاحق أبلغني أنه ذاهب إلى لندن من أجل العلاج فتمنيت له الشفاء، ولم ألبث إلا أياما محدودة حتى اتصلت به فكلمني من فراش مرضه، وكان صوته ضعيفا على خلاف العادة، إذ يبدو أن المرض اللعين قد بدأ يفتك فتكته، قال لي: إنه يتلقى علاجا مستمرا، ولكنه يائس من الشفاء. وآخر كلمة قالها: ادعو لي. ولقد كتبت يوم ذلك كلمة نشرت في إحدى صحفنا ذكرت فيها مآثره ودعوت كل من سمع به إلى الدعاء له، وقلت: إنه لا يريد منكم غير الدعاء.


لقد قضى الله قضاءه بأسرع مما كنت أتصور، فتوفي في سنة 1999م، وأصبت بعده باكتئاب شديد حتى أنني لم استطع الذهاب لتعزية أهله إلا في آخر يوم لهم في جلستهم التي كان الحزن مخيما عليها مثلما كان مخيما عليَّ.


***


الأديب المفكر عبدالرزاق ابراهيم عبدالله المعروف بالبصير، ولد في منطقة الشرق سنة 1925م، ودرس في كتاب تديره المطوعة صالحة الشمالي، وقد ذكر لي يوما أن هذا الكتاب كان مختلطا فيه الأولاد وفيه البنات، وقد درس فيه القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تعلم على يد أحد العلماء كثيرا من العلوم وبخاصة النحو والفقه، والفلسفة القديمة، وجال على عدد من حلقات العلم يستفيد منها ويضيف إلى ذلك ما يستنتجه من قراءاته الكثيرة في كتب منوعة مستفيدا من قارئ يقرأ له بسبب إصابته في بصره منذ كان في السنة الرابعة من عمره، ولقد استطاع بمزيد من الجهد والاهتمام والرغبة الشديدة في التعلم أن يصل إلى مرتبة مرموقة، فيكون من أدباء الكويت البارزين، ويدعى للعمل قاضيا للأحوال الشخصية في المحاكم. وارتفع ذكره حتى تم اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة بترشيح من الدكتور طه حسين، ولم يتخلف البصير منذ اختياره لهذه العضوية المشرفة عن حضور الجلسات أو تقديم البحوث حتى توفي.


هذا وكانت له مشاركات في عدد من الأندية الكويتية كان منها النادي الثقافي القومي الذي انضم إليه في سنة 1952م، ورابطة الأدباء، التي انتخب عضوا في مجلس إدارتها منذ سنة 1967م حتى سنة 1980م.


ولقد كون لنفسه مكتبة كبيرة تزهو بما فيها من أمهات الكتب، وقد كان يحلو له الجلوس فيها لما يجده من متعةفي جلوسه بين هذا التراث العظيم الذي تعب في تكوينه حتى جاوز الخمسة آلاف مجلد. وكان لحبه لمكتبته يدرك كل ما فيها من كتب، ويعرف موضع كل كتاب فما إن يذكر اسم واحد منها حتى يشير إلى موضعه، وهذه مزيّة من مزاياه الدالة على الذكاء وقوة البصيرة.


وله إلى جانب ذلك عدد من المؤلفات نذكرها فيما يلي:


-1 كتاب تأملات في الأدب والحياة هو أول ما أصدره عبدالرزاق البصير من كتبه، وهو كتاب متوسط الحجم، أصدرته له مكتبة الأمل في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وطبعته مطبعة الجبل بلبنان.


يتكون الكتاب من عدة مقالات سبق له أن نشرها في عدد من الصحف، وقد اختار مما نشره فيما سبق مقالات ذات صلة ببعضها بحيث يمكن أن يطلق اسم الكتاب الذي أوردناه هنا على أي من تلك المقالات.


ومما جاء في مقدمة الكتاب قوله:


«وفي اعتقادي أن كل فرد من تلك الفئات يخلص لفنه ويقدم للناس ما في قدرته، ينبغي على النقاد إذا ما تيقنوا إخلاصه لفنه أن يسلكوا في طريقهم لنقده سلوك المرشد الهادي، لا سلوك الهادم الحاقد. ولاسيما إذا كان الكاتب يعترف بأنه لا يمتلك من الطاقات والمواهب ما يجعله في عداد الموهوبين».


وهذا تمهيد لما سوف يقوله لاحقا:


«وكاتب هذه السطور من هذا النوع من الناس يعتقد في نفسه أن طاقاته الفكرية والفنية طاقات محدودة جدا، وهو إذ يقدم هذه الأحاديث المتواضعة إنما هو من باب الاستجابة لكثير من الأصدقاء. ثم إنه يرى في تقديمها نوعا من التعليم للكاتب نفسه. فربما يقرؤها ناقد نزيه فيتفضل بإرشاده إلى ما ابتعد عنه من صواب الفكر، وتنبيهه إلى ما غفل عنه من خطأ في الأسلوب».


هذا ويضم الكتاب خمسة عشر موضوعا هي كلها تأملات في الأدب والحياة، كما أرادها الأستاذ البصير.


-2 الخليج العربي والحضارة المعاصرة، وقد نشر الأستاذ عبدالرزاق البصير هذا الكتاب في سنة 1986م، وطبعته مطبعة حكومة الكويت، وعنوانه يدل على فحواه فهو يتناول كل ما يتعلق بالخليج العربي تاريخا وحضارة وأدبا ورجالا. وفيه من التنوع الشيء الكثير مما يحدونا إلى القول بأن أبناء هذه المنطقة جديرون بالاطلاع عليه ودراسته.


-3 شعراء معروفون مجهولون، وهذا كتاب من مؤلفات الأستاذ عبدالرزاق البصير وهو على صغره كثير الفائدة، لأنه انتقى مختارات جيدة من عيون الشعر قالها عدد من الشعراء الذين تميز شعرهم بالرقة. ومن ذلك ما قاله ابن زريق في قصيدته العينية المشهورة التي مطلعها:


لا تعذليه فإن العذل يولعه


قد قلت حقا ولكن ليس يَسْمعُهُ


ومما قاله ابن النحاس:


بات ساجي الطرف والشوق يلحّ


والدّجى إن يمض جنح يأتِ جُنْحُ


ومنها:


كم أداوي القلب قلت حيلتي


كلما داويت جُرحاً سال جُرْحُ


وهذه من القصائد التي تغنى عندنا بألحان الصوت المعروفة.


-4 وله: الجريمة الكبرى في الكويت وأمانة القلم. ألف هذا الكتاب وأصدره عبدالرزاق البصير في سنة 1995م. وقد طبعته مطبعة حكومة الكويت في 287 صفحة من القطع الصغير.


واضح من عنوان الكتاب أن المؤلف يهدف إلى الاشارة إلى موضوع الغزو العراقي للكويت، وقد تضمن الكثير من المعلومات الخاصة مع بعض الذكريات المرة، والوقائع التي تثبت مكر المحتلين وظلم قوات الاحتلال. كما تضمن دور ابناء الكويت حكومة وشعبا في الدفاع عن الوطن وانهاض عملية التحرير، يضاف الى كل ذلك أحاديث المؤلف المتنوعة التي تتحدث عن الأوضاع القائمة بعد التحرير وعن المستقبل الذي ننتظره لوطننا. وعلى كل حال فإنه على الرغم من الحجم الصغير للكتاب الا انه جمّ المنفعة، ويكفي أن نعده تذكارا لأيام كئيبة مررنا بها.


-5 وكتابه: نظرات في الأدب والنقد، وهذا الكتاب من منشورات «كتاب العربي»، وقد صدر في سنة 1990م ضمن السلسلة التي تصدرها مجلتنا العريقة، وتعنى فيها باختيار الأفضل فتقدمه إلى قرائها.


الكتاب في مائتي صفحة من القطع الوسط، وقد تم تقسيمه إلى أربعة فصول كلها معبرة عن أفكار عبدالرزاق البصير، وعن اهتمامه في الأدب واللغة والفكر بعامة. الفصل الأول من هذه الفصول الأربعة بعنوان: لغويات، تحدث فيه المؤلف عن اللغة وحاجات العصر، وعن الترجمة الى اللغة العربية ومنها، وعن الآثار الأدبية والترجمة. معرجاً على تعريب التعليم الجامعي متحدثا عن مجمع اللغة العربية، ثم مشكلة العامية.


وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: «في الشعر والنقد» وهو الموضوع الذي يستهوي أديبنا البارز فيكتب فيه دائماً وتحت هذا الفصل سبعة فروع ترأسها فرع عنوانه: الفن احساس وشعور بالمسؤولية.


والفصل الثالث عنوانه: «لمحات من الأدب في الخليج العربي» تحدث فيه عن أحمد البشر الرومي وكتاب الأمثال الكويتية المقارنة، وعن فهد العسكر، والشيخ يوسف بن عيسى، وعن الأدب القطري، والغوص على اللؤلؤ، وعن الموسمات الأدبية في الخليج العربي.


أما الفصل الرابع والأخير فكان بعنوان: «متفرقات» وهو يضم خمسة مقالات أخذت صفة التنوع أولها عن أدب المهجر وآخرها عن موقف العرب من الحضارة.


هذا هو كتاب عبدالرزاق البصير «نظرات في الأدب والنقد»، وعرضنا له هنا لا يغني عن قراءته.


***


أما كتاباته المتفرقة في الصحف فقد كانت كثيرة، وكان يكتب لعدد مما تصدره الكويت منها، ومما يصدر في الخارج، وقد رصد له أول مقال نشره فكان في سنة 1943م نشرته جريدة «البحرين» ثم استمر في الكتابة والنشر حتى صار لا ينقطع عن موالاة الصحف بما يكتب وكان ذلك حتى أيامه الأخيرة.


وتكفينا متابعة ما نشر في مجلة البعثة التي بدأ يكتب لها منذ صدورها ففي ما نجده في مقالاته المنشورة في هذه المجلة التي أضحت من التراث الفكري والأدبي للكويت، ما يدل على تسلسل عمله في هذا المجال، وهذا ما كتب بحسب سنوات النشر:


في شهر مايو لسنة 1947م نشر في مجلة البعثة مقالا تحدث فيه عن تجربته في القراءة ومتابعة الأدب الذي استهواه منذ صغره، يقول: «منذ الصغر وأنا أحب الأدب وأكلف به أشد الكلف، أحب الأدب بجميع ألوانه» ثم يقول إنه لا يحب قراءة الروايات التي يقبل عليها القراء فينصرفون بها عن الأدب الحق». وقد خاض تجربة ذاتية مهمة حين قرأ إحدى الروايات لينظر سر تعلق القراء بهذا اللون من الأدب، وقد أعجبته الرواية ولكنه علق على ذلك بأنه لا بأس بقراءة هذه الروايات بشرط أن تكون هادفة ومفيدة.


وفي المجلد الخامس من مجلة البعثة له مقال نشره في العدد الصادر منها في شهر يناير لسنة 1951م، يتحدث فيه عن واجب المعارف، وهو يرى أن دائرة المعارف تعنى بالتعليم ونشره بين الأبناء، ولكنها ينبغي أن يكون لها دور في نشر الثقافة العامة بين الناس، وهو يرى أنه من المعيب أن يواصل التلميذ دراسته ويتزود بالعلوم المختلفة ويظل والده بعيدا عن اللحاق بهذا الركب، يقول البصير: «فعلى المعارف - إذن - أن تتخذ أنجح الوسائل لتوجيه الناس لفهم الحياة، لكي يدركوا أن لهم حقوقا، وأن عليهم واجبات» ثم يوضح الطريق إلى ما يريد بقوله: «ويخيل إليَّ أن أحسن الوسائل إلى ذلك هي إنشاء دور للمحاضرات العامة، وإنشاء إذاعة يقوم عليها أناس أدباء مخلصون، ولا بد من العناية بالصحافة والتمثيل، فإن هذين العاملين قد أصبحا من ضروريات الحياة».


وفي شهر مارس 1952م كتب مقالا تحت عنوان: متفرقات، تحدث فيه عن ثلاث نقاط مهمة، إحداها عن التعليم وما طرأ على مناهجه في ذلك الوقت من تغيير. والثانية عن الشعر الكويتي أما الثالثة فهي تعليق على ندوة أقامها طلاب الكويت في لندن، وفيها يبدي فخره بهؤلاء الشبان الذين انشغلوا بهموم وطنهم على الرغم من غربتهم وانشغالهم بالدراسة.


وصدر عدد شهر يناير لسنة 1952م، وضمن رسائل القراء نشرت مجلة البعثة له رسالة يتحدث فيه عن عزوفه عن القراءة والكتابة، وفي هذا يقول إنه تغير تغيرا كبيرا بعد نكبة فلسطين التي جعلته يحس بالاحباط وبالتالي فإنه توقف عن كل نشاط.


وفي شهر يونيو 1952م، له مقال تحت عنوان متفرقات يتحدث في جزء منه عن الشاعر (كشاجم)، وفي جزء آخر عن الموازنة بين مقتضيات العقل، وهجوم العاطفة على الإنسان، أما الجزء الأخير فكان مداعبة قصد بها سواق السيارات الذين يستعملون أبواقها دون داع فيزعجون المارة، ويقضون على تركيزهم.


وفي شهر سبتمبر 1953م، نشرت البعثة لصاحبنا مقالات ضمن باب «حديث الشهر» وكان عنوان مقاله هو: «محاورة مع صديق»، وفيه يتحدث عن لقائه بهذا الصديق وما دار بينهما من حوار في موضوعات شتى، وكان تركيز المتحاورين على النواحي الدينية وقد ختماه بدعائهما الله سبحانه طالبين الهداية والرشاد.


وفي عدد البعثة الصادر في شهر يناير لسنة 1954م مقال للبصير تحت عنوان خواطر، وفيها يشير إلى أن أمور البلاد التعليمية والطبية وغيرها صارت إلى الأحسن ولكنه يرى أن المعلم والطبيب وكل من بيده عمل ينبغي أن يؤدوا واجباتهم أفضل أداء، وألا يركنوا إلى التساهل، وعدم بذل الجهد في أعمالهم، لأن ما يقومون به فيه خدمة للوطن، وفي تساهلهم في أداء الواجب إضرار بهذا الوطن.


***


الدكتور عبدالله القتم أحد أساتذة جامعة الكويت البارزين، له اختصاص في الأدب العربي، وله اهتمام بالبحث والتنقيب في هذا المجال الخصب، كما أنّ له مكتبة عامرة بأمهات الكتب منها قسم كبير خاص بدواوين الشعر، وله صلات طيبة مع عدد من الأدباء في داخل الكويت وفي خارجها.


كان الدكتور عبدالله على صلة وثيقة بالأستاذ عبدالرزاق البصير، وكانت بينهما مدارسات في المجال المشترك بينهما وهو الأدب بشعره ونثره، وقد حدثني الأستاذ البصير عن صاحبه الدكتور عبدالله كثيرا، وأثنى على اهتمامه بالقراءة والبحث، وعن طريقه عرفت الدكتور، وصارت لي به صلة قوية.


عندما توفي الأستاذ البصير لم يكن هناك من هو أولى بالكتابة عنه من صاحبه الدكتور عبدالله، الذي ألف كتابه القيم: «التحدي والتنوير في فكر عبدالرزاق البصير» ونشره في سنة 2002م، وقد تناول الكتاب كل ما يقع تحت هذا العنوان على هيئة فصول كان أولها الفصل الخاص بسيرته الذاتية، والثاني كان عن الصورة التي برزت للبصير في عيون الآخرين، وخصص المؤلف فصلا لاهتمام صاحبنا المشترك باللغة العربية وآدابها، وأما الفصل الرابع فكان «البصير والفكر الإنساني» ثم: «البصير والفكر الإسلامي» وكان الفصل السادس هو آخر فصول الكتاب وكان عن «البصير والفكر الليبرالي» ثم خاتمة الكتاب.


يبدو جليا اهتمام الدكتور عبدالله القتم ببحثه هذا، وقد كان هذا الاهتمام ذا دلالة على مقدرته بصفته مؤلفا وعلى تقديره للأستاذ البصير الذي ارتبط به برابطة ثقافية امتدت زمنا وأكسبت كلا منهما حب الآخر.


رأى الدكتور القتم صاحبه كاتبا في الصحف من الدرجة الأولى وذلك إضافة إلى اهتمامه الفكري والبحثي، فقدم لكتابه بمقدمة مستفيضة عن الصحافة الكويتية منذ بداياتها الأولى إلى وقتنا الحاضر. وفي نهاية المقدمة أرسل بعض التساؤلات التي تنبئ القارئ منذ بداية كتابه عن الموضوعات التي سوف يبحثها فيما يتعلق بالبصر، فهو يقول: «كيف أصبح عبدالرزاق البصير كاتبا صحفيا ومفكرا خليجيا؟ وكيف عاش البصير؟ وما ثقافته وآراؤه؟ هل خدمت الظروف البصير في حياته؟ وهل نعده كاتبا فقط، أم مفكرا كاتبا؟ وما الموضوعات التي كتب فيها البصير... وهكذا ينطلق المؤلف في تساؤلاته التي رد عليها في كتابه القيم «التحدي والتنوير في فكر عبدالرزاق البصير»، ولن يكون لنا مجال هنا لاستعراض الكتاب كاملا بسبب ضيق المساحة المحددة لهذا المقال، ولكننا نكتفي بما تقدم، وسوف يرى القارئ عند عودته إلى هذا الكتاب كل ما يريد معرفته.


وأصدر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت كتابا بمناسبة احتفاليته المعروفة: «منارات ثقافية كويتية» وقد صدر هذا الكتاب بمناسبة الندوة التي عقدت بهذه المناسبة في اليوم الثالث من شهر نوفمبر لسنة 1999م وكان موضوعها: عبدالرزاق البصير. أما هذا الكتاب فقد صدر باسم: «البصير والتنوير» ألفه كل من الدكتور محمد حسن عبدالله والدكتور سليمان الشطي، وبذلا فيه جهدا طيبا، وعلى الرغم من صغر الكتاب فإنه مليء بالتحليلات المهمة، محيط بكافة الجوانب التي يحتاج المرء إلى معرفتها مما يتعلق بالبصير وفكره وأدبه، وتمكنه من أدوات الثقافة مما جعل له الريادة في الأدب والثقافة عندنا.


النسخة التي بين يدي مستعارة، وسوف أعيدها إلى معيرها، وكنت حاولت أن أحصل على نسخة تبقى معي من هذا الكتاب فلم استطع، فهل أجد في المجلس من يتكرم بإهدائي المطلوب؟


***


وبعد؛ فيا أستاذنا وصديقنا عبدالرزاق البصير، كم نتمنى أن تكون معنا في هذه الأيام البائسة التي نحياها وسط مشكلات لا تنتهي، وبين أناس كل همهم المناصب والمصالح المادية حتى ولو كان ذلك على حساب الكويت التي لم يعد لها في قلوبهم ذرة حب، ولا لهفة إشفاق، ويكفينا الاطلاع اليومي على تصريحاتهم ومنازعاتهم في الصحف لنعرف عظم المأساة التي يعيشها وطننا؛ أناس لا يعجبهم العجب، ولا يسعدهم أن يقوم أي مواطن بعمل صالح، لقد اغتصبوا كل شيء وليس من خلاص إلا في الضرب الشديد على أيديهم، أما أنت يا عبدالرزاق البصير فإنه على الرغم من شوقي إلى أيامك وتمنياتي في استمرار وجودك بَيْننا فإنني أشفق عليك من معايشة هذه المأساة لأنني أعرف مدى حبك للكويت، ومدى تعلقك بالحق. يرحمك الله.












 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 04:17 PM   #6


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




مبــــارك الميـــــــــــــال :-







كثير من شبابنا وشاباتنا لا يعرفون شيئا عن المراحل الاولى للاعلام الكويتي، وكثير منهم لا يعلمون شيئا عن اذاعة دولة الكويت وعن أول مذيع كويتي قال (هنا الكويت) من الاذاعة الكويتية، وانا هنا أريد ان اسلط الضوء على مسيرة الاعلام الكويتي ومتى بدأت ومن هم رجالها الاوائل.
ان اذاعة الكويت افتتحت في شهر مايو عام 1951م أو 1952م ان لم تخني الذاكرة، وكان اول من اعلن في هذه الاذاعة بنداء (هنا الكويت) احد الشباب الكويتيين الذين كانت لديهم الرغبة الشديدة في العمل الاعلامي وهو الاخ الزميل المرحوم الاستاذ مبارك عبدالرحمن الميال الذي ولد في الحي الشرقي من العاصمة الكويتية في يوم 1931/8/6م ونشأ يتميا بعد وفاة المرحوم والده وهو في سن مبكرة جدا من عمره، وقد قامت المرحومة والدته كما هي عادة نساء الكويت الأوليات بتربيته خير تربية ونشأ تحت رعايتها تنشئة طيبة حيث وجد عندها الحنان والمحبة اللذين جمعت منهما ما يحتاجه هذا الطفل اليتيم منها ومن ابيه (يرحمهما الله تعالى).
درس مبارك الميال في مدرسة اهلية كويتية خاصة ثم في المدرسة الشرقية التي انتقل منها الى المدرسة المباركية التي ترك الدراسة فيها سنة 1947م، و بدأ الميال حياته العملية بعد ذلك في الشركة البريطانية التي كانت تزاول اعمال الاتصالات السلكية واللاسلكية في الكويت آنذاك، وبقي يعمل بها منذ ترك الدراسة حتى سنة 1950م، ثم التحق بدائرة الامن العام حيث عين رئيسا لقسم اللاسلكي فيها حتى سنة 1954م، وفي فترة لاحقة التحق بالادارة العامة للموانئ والجمارك ولكنه في سنة 1956م صار مديرا لادارة البريد والبرق والهاتف التي هي الآن (وزارة المواصلات) ثم صار مديرا للادارة العامة للجمارك ثم وكيلا مساعدا في وزارة المواصلات حتى تقاعده عن العمل في سنة 1983م.
اعرف هذا الرجل الكريم معرفة جيدة حينما كنت التقي واياه في مكتب الزميل العزيز المرحوم الاستاذ حمد علي المؤمن في دار الاذاعة الكويتية حينما كان المرحوم المؤمن مراقبا عاما لبرامج الاذاعة الكويتية فوجدت المرحوم الميال مواطنا كويتيا مخلصا يحمل بين جنبيه حب الجميع واحترام الجميع من زملاء وغيرهم، حقيقة ان الكويت عزيزة وعالية المقام برجالها وشبابها من امثال المذيع الاول الاستاذ مبارك عبدالرحمن الميال الذي انتقل الى جوار ربه الكريم يوم الجمعة 22 جمادي الآخرة من عام 1415هـ الموافق 1994/11/25م، هذه نبذة مختصرة جدا عن حياة وسيرة احد رجال الاعلام الاوائل من الكويتيين، رحمك الله أيها الزميل الكريم برحمته الواسعة ورحمنا الله واياكم جميعا برحمته التي وسعت كل شيء بحق سيدنا المصطفى النبي الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيت الطيبين الاطهار وصحابته المنتجبين الابرار، قولوا آمين.




 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
قديم 23-02-2014, 04:23 PM   #7


الصورة الرمزية غلا الكويت
غلا الكويت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4013
 تاريخ التسجيل :  15 - 9 - 2013
 العمر : 65
 أخر زيارة : 02-10-2015 (12:51 PM)
 المشاركات : 25,483 [ + ]
 التقييم :  185963
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي



بشر يوسف الرومي
(1257–1347)(1841–1909م)

المولد والنشأة:
هو بشر يوسف أحمد محمد صالح بشر محمد الرومي، ولد في محلة (فريج) الرومي بمنطقة الشرق في الكويت عام 1257هـ الموافق عام 1841م.
ينتمي إلى أسرة عريقة، ينتهي نسبها إلى بطن الشملان ثم السلقا ثم الجبل ثم العمارات ثم البشر من قبيلة عنزة()، وقد ارتبطت هذه الأسرة ارتباطاً وثيقاً بالبحر، من خلال عملها في مهنة الغوص على اللؤلؤ الذي كان مصدر رزقها الرئيس.
وكانت أسرة الرومي قد نزحت مع أسرتي الصباح والخليفة، وأسر أخرى (فيما يسمى بالعتوب) من منطقة اليمامة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث كانوا يسكنون في "الهدار" من منطقة الأفلاج في نجد، وكبير أسرة آل رومي هو محمد الدراج، لأنه كان يسحب على مدرج بعد إصابته بقلة مدفع، وكان قاضي الجماعة، وقد هاجرت تلك الأسر لأسباب فُصلت في كتب التاريخ().
ومن تلك المنطقة خرجت أسرة الرومي مهاجرة إلى قطر مع الأسر التي ذكرناها آنفاً، فاستقرت في مدينة الزبارة التي تقع على ساحل قطر الغربي قرب البحرين، وكانت قطر آنذاك تحت سيادة بني خالد ويحكمها من قِبلهِم آل مسلم().
وبعد مدة غير معروفة خرجت من قطر، واستقرت مع أسرة الصباح وآل خليفة وعدد من الأسر الأخرى في "الصبية" بالجهة الشمالية الشرقية من الكويت، ثم غادروها إلى جزيرة فيلكا التي استقروا فيها مدة من الزمن، ثم غادروها إلى أرض الكويت بعد الإذن من ابن عريعر، ويقال انه وهبهم الكوت()، وكانوا مجموعة من العشائر والأسر استقرت في ذلك الكوت (الكويت) واختارت فيما بعد صباح الأول أميراً لها ما بين سنة 1110 وسنة 1130هـ على وجه التقريب().
أسرة الرومي .. مثال للبر والإحسان:
أسرة الرومي من الأسر الكويتية المعروفة، التي لها سابق أفضال حميدة وخصال مجيدة، فقد عاشت في الكويت وعاصرت جميع الأحداث التي مرت عليها منذ نشأتها، وتنوعت مجالات بذلها وعطائها فكان لها مواقف مشهودة في تاريخ البلاد، ومن ذلك:
- شارك أبناؤها بأرواحهم وأموالهم في المواقع والأحداث التي شهدتها الكويت، وأبلوا في ذلك بلاءً حسناً، وأظهروا شجاعة نادرة وقدموا تضحيات مجيدة، بذلوا فيها أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن بلادهم وعزتها وكرامتها، وحظي بعضهم بوسام الشهادة الذي هو أرفع وسام.
- قامت هذه الأسرة ببناء جزء من سور الكويت القريب من محلتهم، بأموالهم الخاصة، ولم يكتفوا بتحمل جهد البناء فحسب، بل تكفلوا بإطعام أهل المحلة الذين قاموا ببناء السور معهم.
- اتصفت أسرة الرومي بحسن الأخلاق، وطيب المعشر، وكانوا من أصحاب الدواوين الكويتية المعروفة، وخاصة دواوينهم بالشرق، سواء ديوان شملان الحالي أو ديوان بشر الرومي سابقاً.
- عناية أسرة الرومي الخاصة بالعلم وأهله، ويشهد لهم بذلك تبرعهم للمدرسة المباركية، وإنشاؤهم مدرسة السعادة، وزيارات العلماء المتكررة لهم، وإقامتهم عندهم، ومنهم الشيخ عبدالعزيز العلجي، والشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء شيخ فارس)، وعبدالعزيز الثعالبي، ونجم الدين الهندي، والشيخ يوسف بن إبراهيم آل الشيخ مبارك.
أسرة الرومي .. ارتباط بالبحر ووفاء له:
وتمثل الارتباط الوثيق لهذه العائلة بالبحر في عدة مظاهر منها:
أولاً: امتلاكها أسطولاً كبيراً يضم شتى أنواع السفن الشراعية المستخدمة في الغوص على اللؤلؤ.
ثانياً: تميز عدد كبير من أبنائها العاملين في مجال "التنوخذ" (قيادة السفن)، حيث بلغ عدد نواخذة الغوص الذين نعرفهم من هذه العائلة أحد عشر نوخذة().
ثالثاً: بروز عدد كبير من الطواشين (تجار اللؤلؤ - الطواويش) من هذه الأسرة، حيث بلغ عدد الذين نعرفهم منهم ستة عشر طواشاً.()
رابعاً: انحصار إمارة الغوص – بعد وفاة ابن تمام ومن بعده ابن مهنا – في أسرة الرومي.
فقد تولى الإمارة يوسف بن أحمد الرومي، وبعد وفاته تولاها محمد بن بشر الرومي، ثم راشد بن أحمد الرومي آخر أمراء الغوص، الذي يُضرب به المثل في معرفته بالبحر وقيعانه ومجاريه، وظلت الإمارة في حوزته حتى انتهاء مهنة الغوص وكساد تجارة اللؤلؤ بعد اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في اليابان.
ولم تتولَّ أسرة من أسر الكويت إمارة الغوص بعد يوسف بن أحمد الرومي سوى أسرته، ويؤكد ذلك التميز الشيخ يوسف بن عيسى القناعي() بقوله: "وقُوَّاد الغوص (أمراء الغوص) هم الذين بيدهم الحل والترحال والقفال()، وأول قائد عُرف بالكويت هو ابن تمام، ثم بعده ابن مهنا، ثم أحمد بن يوسف الرومي، وبعده استمرت القيادة (إمارة الغوص) في هذا البيت إلى يومنا هذا"().
خامساً: تخليد الفولكلور الكويتي لثلاثة من أبرز رجالات صناعة الغوص على اللؤلؤ من عائلة الرومي ومن أشهر الطواويش في الكويت، وهم المرحوم راشد بن أحمد الرومي – آخر أمير للغوص، والمرحوم حسين بن علي آل سيف الرومي, والمرحوم شملان بن علي آل سيف الرومي، إذ تقول الأهزوجة الكويتية في بعض أبياتها: "يا اللومي ... هات بن رومي ... يا اليوهرة (أي الجوهرة) ... يبي (أي احضري) حسين من بحره ... ياالدانة (أي اللؤلؤة) ... جري شملان من أذانه".()

رحلته مع العلم كان الكُتَّاب هو المحطة الأولى التي تزود منها الشاب بشر الرومي بخير زاد، فتعلم بين أروقته تلاوة القرآن الكريم، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة، وكان ذلك هو الحد الأدنى من التعليم آنذاك. وما كان هذا ليرضي طموح بشر الوثاب، وتعطشه لطلب العلم النافع ومجالسة العلماء، فاتصل ببعضهم واقترب منهم، وتزود مما عندهم من العلم.

زواجه:
تزوج المحسن بشر الرومي من نفس أسرته وهي بنت علي بن سيف الرومي، ولحرصه – رحمه الله - على أن يكون بينه وبين أهل العلم نسب، تزوج من السيدة منيرة إبراهيم الغانم حفيدة العالم الجليل السيد عبدالجليل الطبطبائى()، متمنياً من الله أن يرزقه الذرية الصالحة التي تقر بها عينه وتسعد بها نفسه، وقد حقق الله له ما تمنى ورزقه ذرية طيبة مباركة.
مظاهر حب المحسن بشر الرومي للعلم وأهله:
صداقته الحميمة للشيخ أحمد بن محمد الفارسي - شيخ الكويت آنذاك - فكانت بينهما روابط حميمة وتزاور وتشاور وتواصل، ولفرط حبه له اشترى مزرعة في قرية الفنطاس – بالقرب من مزرعة الشيخ الفارسي – ليسكنها في فصل الربيع، ويتعلم من صديقه العالم الجليل.
- نزول الكثير من العلماء الذين كانوا يزورون الكويت بكثرة في ذلك الوقت ضيوفاً عليه وعلى أسرته الكريمة، ومنهم: الشيخ عبدالرحمن (سلطان العلماء وشيخ فارس في وقته)، والشيخ العلامة عبدالعزيز بن صالح العلجي، الذي كان يزور الكويت مرة كل عام.
- حرص بشر الرومي على تلقي العلم من ذلك الأخير، ولم يشأ أن تقتصر الاستفادة من هذا الشيخ العلامة عليه هو فحَسب، بل حرص على تعليم بعض أولاده وأبناء عائلته الفقه علَى مذهب الإمام مالك - رحمه الله - على يدي الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي.
- بادل الشيخ العلجي بشر الرومي وعائلته حباً بحب ووفاءً بوفاء لما لمسه فيهم من صفات حميدة تنم عن حسن الخلق، فقد بلغ حب الشيخ العلجي لبشر وأبنائه وآل بيته درجة كبيرة، حتى إنه انقطع عن زيارة الكويت بعد موت صديقه بشر رحمه الله.
- حرصه على مجالسة العلماء الأفاضل وزيارتهم في دواوينهم، ومنها ديوان الملا حسين التركيت، الذي كان يواظب على حضور مجلسه عصر كل يوم جمعة، إذ يقول الباحث عدنان سالم الرومي في كتابه "علماء الكويت وأعلامها": "كان يحضر في هذا المجلس عدد لا بأس به من طلبة العلم الشرعي وشيوخه، ومنهم: الشيخ عبدالله الخلف، والشيخ سيد يعقوب سيد عبدالوهاب، والحاج سليمان الحداد، والشيخ يوسف بن حمود، والشيخ البصير) محمد بن جنيدل، والشيخ عبدالله بن خالد العدساني، والشيخ عبدالعزيز حمادة، والشيخ مساعد العازمي، والشيخ عطية الأثري، والشيخ أحمد الفارسي، والوجيه بشر بن يوسف الرومي. ولم يكن أحد من عامة الناس يحضر هذا المجلس، لعلمهم أن عصر ذلك اليوم مخصص لهؤلاء الرجال الذين كانت تطلق عليهم العامة اسم (المطاوعة)، وكان سليمان الحداد يختم مجلسهم – عادة – بقصيدة من محفوظاته، وكان ذا صوت شجي جميل يأخذ بألباب الحاضرين والمارة"().
زهده:
كثيراً ما تغر الدنيا أهلها، مع أن الله تعالى حذر عباده منها، وضرب الكثير من الأمثال في كتابه العزيز لتبيان حقيقتها، قال تعالى: " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)" سورة الحديد .
وقد كان المحسن بشر الرومي رحمه الله زاهداً في الدنيا وزخرفها وزينتها، حتى إنه ابتعد عن مهنة الغوص ومشاغلها ومشاكلها، وترك الأمر لله ثم لأولاده وأولاد أخيه، وتفرغ لأمور الآخرة، وقد لاحظ عامة الناس هذا السلوك واضحاً عليه، فنطقت أهازيجهم بمدحه، وطربت ألسنتهم بالثناء عليه، ومما قالوا فيه:

بشر ما فيه عذاريب كل العرب عارفينه
بشر عباد المسجد أبو صلاة طويلة()

وقد لازمته صفة الزهد هذه طوال حياته، فكان كالشجرة الخضراء الوارفة الظلال التي تنشر ظلها على من حولها، وقد مدح الشاعر صقر الشبيب فيه هذه الصفة بقوله:
فأنفقتـها تسعـين عامـاً كأنـها لغرسك فيها الصالحات حقولُ
وكل امرئ يسعى إلى ذاك لو غدا له جامع الأخلاق وهو ذلـولُ
غرست جميلاً فاجتنـيت ثمـاره محامد ممـن قال أو سيـقولُ

سلامة فطرته:
كان – رحمه الله – حريصاً على الإحسان إلى الناس وعدم الإساءة إليهم أو إيذائهم، ولم يكن - رحمه الله - يتجنب أذى الناس تكلفاً ولا تصنعاً، وإنما كان ذلك منطلقاً من فطرة سليمة نقية، ونفس طيبة رضية، أملت عليه حب النفع للناس والبعد عن الأذى وبُغض من يفعله، وقد وصف ذلك الشاعر صقر الشبيب في القصيدة ذاتها بقوله:
كما كنت مطبوعاً على تركِكَ الأذى وبُغضِكَ من يمشي بهِ ويصولُ
فَرُحـتَ ولمْ يَرْهـبْ أذَاكَ مُجـاوِرٌ وما بِكَ عَنهُ لو أردتَ نُكـُولُ
ولكِنـه مـا زالَ طبعُــكَ آبيــاً سِوى ما بـه مِنَّا يُسَرُّ نَزيـلُ()
أوجه الإحسان في حياته:
كان لنشأة المحسن بشر الرومي – رحمه الله - في بيئة كريمة، لها أيادٍ بيضاء في وجوه الخير كافة، أكبر الأثر في تعدد أوجه الإحسان لديه، وليس من الإنصاف أن نشرع في الحديث عن أوجه الإحسان في حياة ابنهم المحسن بشر الرومي قبل أن نعرّج على جانب من سيرتهم العطرة، ومنهم:
عبدالرحمن بن يوسف الرومي:
له إسهامات كبيرة في نجدة الدولة ونصرتها، حيث تكفل بتجهيز جزء من الجيش الكويتي من ماله الخاص، وكانت له أيادٍ بيضاء في مواسم الحج، بما كان يقدمه من ولائم لحجاج بيت الله الحرام الذين يصاحبونه في رحلة الحج إلى الديار المقدسة().
النوخذة عبدالله بن أحمد بن يوسف الرومي:
وعرف في زمانه بلقب "عبدالله باشا"، وكان له فضل كبير في إعادة البحارة الكويتيين الذين سافروا عام 1889م إلى جزيرة سيلان للغوص على اللؤلؤ وتقطعت بهم السبل بعد فشل رحلتهم، ولم يجدوا المال الكافي للعودة إلى وطنهم، فتحمل "عبدالله باشا" تكاليف عودتهم من ماله الخاص().
السيد صالح بن حمد الرومي:
وقد اشتهر عن هذا الرجل أنه تبرع بأرضه التي كانت تقع في منطقة الشرق لبناء مقبرتين لدفن الموتى، بل كان يجهز لهم الكفن والطيب والكافور من ماله الخاص.
المحسن حسين بن علي آل سيف الرومي:
وهذا الرجل لا يزال ذكر كرمه وجوده يُتداول حتى وقتنا هذا بين أهل الكويت من بدو وحضر، وقد اشتهر بلقب "إمْعَشِّي العوسج"()مما يدل على جوده وكرمه.
شملان بن علي آل سيف الرومي:
الذي ساهم في بناء المدرسة المباركة، وأنشأ مدرسة السعادة للأيتام، وشارك بمجهود وافر في إنشاء مسجد المطبة(). كما ساهم بثلث ولده "علي" - الذي استشهد في حرب الجهراء - في تأسيس مسجد علي الشملان، الواقع في دوار شارع عبدالله المبارك في المرقاب().
وإلى جانب ذلك كله، فقد كان لأهل الإحسان من آل الرومي، حبس() على ساحل البحر يعرف بحبس الرومي، وهو عبارة عن مرساة من الحجارة تكون داخل البحر، يستعملها أهل المحلة في أعمالهم البحرية وغيرها().
في هذه البيئة الصالحة ووسط هؤلاء المحسنين الكرام رحمهم الله جميعاً، نشأ المحسن بشر الرومي، الذي تعددت أوجه إحسانه، وامتدت كشجرة مباركة، يتفيأ الكثيرون ظلها، ويطعمون من خيرها.

عمارة المساجد: أراد المحسن بشر الرومي – رحمه الله - أن يبني بيتاً لله تعالى في الأرض، يكون ذخراً له عند الباري عز وجل، وسبيلاً إلى دخول جناته ونيل مرضاته في الآخرة، قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (التوبة 18). وقد وفقه الله تعالى إلى نيل هذا الشرف العظيم، ليس ببناء مسجد واحد بل مسجدين:

مسجد الرومي:
كان المحسن بشر الرومي - رحمه الله - يمتلك "ياخوراً"() مع أسرته في محلة المطبة، وهو جزء من أرضهم - المقامة عليها الآن أبراج العوضي - في منطقة الشرق، ونظراً لحرص بشر على أداء الصلوات جماعة، شرع يفكر مع أسرته في تأسيس مسجد قريب من "ياخورهم" - حيث لم تكن هناك مساجد في تلك المنطقة آنذاك ولم يطل تفكيرهم، إذ سرعان ما خصصوا قطعة أرض من جهة الغرب من "الياخور" ليبنى عليها مسجد لله تعالى، متحملاً أيضاً نفقات البناء والتجهيز، مبتغياً من هذا العمل الثواب الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ" أخرجه أحمد في مسنده.
وسرعان ما علا البناء وصدح صوت المؤذن بالنداء من فوق مئذنة مسجد الرومي الذي يقع في منطقة الشرق على شارع دسمان (شارع أحمد الجابر حالياً)، مقابل ياخور حسين بن علي بن سيف الرومي قريباً من أبراج العوضي وذلك في عام 1339 هـ (1920م)،()وقد امتدح الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي صديقه بشر وأسرته لقيامهم بهذا العمل الجليل قائلاً:
إن هذا مسجد منشرح حيث بانـوه كرام صلحوا
فخذوا تاريخه غُرٌّ بداً (آل بشر بالتقى هم ربحوا)()
وقد بُني المسجد في أول الأمر من الطين وكُسي بالجبس، وكانت مساحة الخلوة المصلى فيها صغيرة لا تسع سوى ثلاثة صفوف. وأما "الليوان" فكان يسع صفين آخرين.
ويمتاز مسجد بشر الرومي بكثرة نوافذه وطولها مما يجعل الضوء والتهوية الصحية فيه متوافرين دائماً، وللمسجد بابان أحدهما يطل على شارع أحمد الجابر، والآخر على الناحية الشرقية.
وقد قامت دائرة الأوقاف العامة بتجديده عام 1372هـ (1952)()، كما قام المحسن الحاج عبدالله بن ناصر البناي بإنشاء منارته الحالية، والتي اقتبس منها مهندسو أبراج العوضي - القريبة من المسجد – شكل أقواس البناية فازدانت الأبراج بها().

ومن فضل الله تعالى أن هناك أكثر من وقف على هذا المسجد، والمعروف منها حالياً اثنان فقط هما:1- وقف خالد بن فايز الخميس: وهو عباره عن بيت للإمام في فريج حسين بن علي الرومي، مع بيت آخر بجواره للمؤذن.2- وقف آمنة بنت علي: وهو عباره عن بيت في محلة المطبة، أوقفته على مصالح المسجد، من بناء وحصر وزيت ودلو وغيرها، مما يحتاجه المسجد، بعد أن تقام مصالح البيت الموقوف من بناء وغيره، مما تستدام به غلته.

المواصفات العامة للمسجد:
- المساحة الكلية للمسجد 700 متراً مربعاً.
- يتسع المسجد لعدد 400 مصلٍّ.
- ارتفاع المئذنة 18 متراً .
- بني المسجد على الطراز العادي القديم.
مسجد بالأحساء:
رغب المحسن بشر الرومي رحمه الله في الإستزادة من الخير والثواب، فأسس مسجداً آخراً في الصالحية بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، بعد أن أشار عليه بذلك صديقه الحميم الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي – من علماء الأحساء آنذاك – الذي سعى في بناء مسجد في تلك المنطقة، وطلب من آل الرومي التبرع لهذا المشروع الخيري النبيل، فكان بشر أول المساهمين فيه.

عطفه على الفقراء :

اعتنى الإسلام بالفقراء عناية بالغة، وأوصى بهم في مواضع عدة من القرآن الكريم، وجعلهم من مستحقي الزكاة في قوله تعالى: " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)" سورة التوبة.
ولذلك كان – رحمه الله - عطوفاً على الفقراء والمساكين شفوقاً بهم، فكان ديوانه مفتوحاً لهم طول اليوم لتقديم الطعام والشراب، وكان يمتلئ بهؤلاء الفقراء والمساكين، حتى إن الكيس الكبير من الأرز لم يكن يكفي سوى يومين.
أما أهل بيته - الذين تعلموا منه حب الخير - فكانوا يعدون الطعام ويوزعونه على الفقراء في بيوتهم، عملاً بقول الحق جل وعلا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا(8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9) سورة الإنسان.
وكان رحمه الله يحث أهله ويشجعهم على الإكثار من هذا العمل الطيب، فكانوا ينفقون الأموال ويقدمون الطعام ويفعلون الخير، ندية نفوسهم، راضية قلوبهم، مبسوطة أيديهم، بغير منٍّ ولا أذى ولا تفاخر، وقد سجل الشاعر صقر الشبيب ذلك العمل الجليل فقال:
فكـم من ضعـيف نلـته بمـعونة وأسعدته والمسعدون قليلُ
وكـم عاثر مـنا أقلــت عـثاره وقد عز ما بين الأنام مقيلُ
وكـم نال مـنا السائلـون رغائـباً على حين عز السائلين منيلُ
طبعت على حسن اصطناعك كل ما إلى خير نفع للضعيف يؤولُ
فكنت كثـير النفـع فـينا عميـمه إذا اختص بالنفع الخليل خليلُ()
إكرامه لجيرانه:
ليس من المستغرب أن يحسن بشر الرومي معاملة جيرانه، وهو الذي قرأ كتاب الله صغيراً، وتشرب من تعاليمه، فكان يغمرهم بفيض بِره وكرمه، ويشملهم بحسن المعاملة وطيب المعشر وحلاوة اللسان، الذي هو من علامات الإيمان وطريق إلى حب الرحمن، متأسياً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبى ذر - رضي الله - عنه بقوله: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ"() متفق عليه.
وقد انعكس ذلك على أخلاق المحسن بشر الرومي – رحمه الله - الذي شهد له كل من جاوره وعائلته بما سبق من صفات الجود والكرم، وحسن المعاملة وسمو الأخلاق، وقد عبر الشاعر صقر الشبيب عن هذا الإحساس قائلاً:
فكنتَ وحظُّ الجـارِ ممـا يحبُّـه لديك كما يقضي الجوارُ جزيلُ
وكنت على أمـنٍ لجَـارك دائمـاً من البادرات الموديات حصولُ
إذا ما استمال الجـار كيـد جـاره ففيك عن الكيدِ الذميمِ عـدولُ
وما كنَت - لو شئت المكيدةَ - عاجزاً ولا كان عنها في شباك فلول()
ولـكن أبـيت إلا الوفاءَ وحســنَه عليـك سـجايا كـلهن جميلُ()
الإصلاح وحسن المشورة:
كان المحسن بشر الرومي محباً للإصلاح بين الناس، باذلاً للنصيحة، عاملاً بالحديث الذي رواه أبو رقية تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" رواه مسلم.
وقد سجل رحمه الله مواقف مشرفة عديدة تدل على ترسخ هذه الصفة فيه، ولعل أبرزها دوره فى إنهاء أزمة هجرة تجار اللؤلؤ() وذلك عندما نصح الشيخ مبارك الصباح بأن يرسل ابنه (الشيخ سالم) برسالة فيها الأمان والعفو والصفح عما حدث، ليرجعوا إلى بلادهم سالمين مكرمين.
فاستجاب الشيخ مبارك لنصيحته المخلصة، وأرسل ابنه (الشيخ سالم) مع الوجيه فارس الوقيان، فأبلغهم الرسالة وتم الصلح بحمد الله تعالى.
ويدل هذا على ذكاء بشر وفطنته وقدرته على احتواء المشكلات قبل تفاقمها، قال تعالى: "يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269)" سورة البقرة.
وقد مدح الشاعر صقر الشبيب موقفه هذا في قوله مخاطباً بشر الرومي:
وكم لضعيف شهب حق أبنتها ولولاك لم يبرح بهن أفول()
نظارة الوقف الخيري:
كان المحسن بشر الرومي محلاً لثقة الناس وحبهم، لتحليه بالأخلاق الأصيلة والصفات الحميدة، وقد تعددت صور هذه الثقة فيه، ومن ذلك أن الواقف السيد علي بن حسين بن علي السليمان اختاره وصياً على أراضيه التي أوقفها على الفقراء والمساكين، المسماة "بالحربية" والواقعة في محلة "بريهة" في منطقة العشار أحد مضافات البصرة، وقد ظل بشر وصياً عليها إلى وفاته.
وقبل أن يلقى وجه ربه الكريم وَكَّلَ أبناءه أوصياء نيابة عنه، فظلوا أوصياء عليها من بعده إلى أن ذهبت هذه الأرض. يقول السيد عدنان بن سالم الرومي: "أن هذا العمل يدل على ثقة الناس به وحبهم له، وقد يكون بشر مساهماً مع الوصي ولكننا لا نملك دليلاً على ذلك".
وفاته:
بعد عمر طويل قارب التسعين سنة قمرية، قضاها المحسن الكريم بشر الرومي – رحمه الله - زاهداً في الدنيا، باذلاً الكثير من ماله في أوجه الخير والإحسان، انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه في غرة جمادى الأولى عام 1347هـ، الموافق 14/11/1928م، ودفن في الجهة الشمالية من مقبرة هلال المطيري بمنطقة الشرق.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته، وأسكنه فسيح جناته.
قالوا عنه:
كان بشر الرومي - رحمه الله - حفياً كريماً بالكثير من أهل بلده وكان منهم الشاعر الضرير صقر الشبيب الذي نشأ بين عائلته، فأسبغ عليه من عطفه وكرمه، وسار على هذا النهج أولاده من بعده، لذلك جاء رثاء صقر الشبيب لبشر الرومي - رحمه الله - كرثاء الابن لأبيه، لا يوازيه في حرارته وفيض مشاعره إلا رثاؤه للشيخ العلامة عبدالله الخلف الدحيان.
يقول شاعر الكويت صقر الشبيب في مرثيته الرائعة للمرحوم بشر الرومي():
عَلَيْكَ لِشَرْقِيِّ الكُوَيْـتِ يَطـُـولُ بُكَـاءٌ وإِنْ لَـمْ يُجْدِهِ وعَوِيـلُ()
وَأَنَّى لشرقي الكويــت تجـلـدٌ وقد جدَّ منك اليومَ عنه رحـيلُ
تجــلُّدنا لمّا فقـدناك سـدَّ مـا له من سـبيل لاعِجٌ وغلــيلُ
فليـس إلى حُسـن التجـلد لِلألى صَرَمتُهُم يا بشـرُ عنكَ سـبيلُ
عليك أذلْنا الدمعَ() من بعـد صوته فأصبح بعد العـزِّ وهو ذلـيلُ
وغـيرُ كـثيرٍ إن غدونا وكُلُّـنا لمَا صانَ من دمع علـيك مُذيلُ
فإنـك ظـل – والحـياة هواجر تَفَـيأهُ ضـاحي العُفاةِ - ظليلُ()
إذا راح عـنه أو إليهِ من الورَى سِـوَاكَ كـما يقضي هواهُ يميلُ
فأنتَ علـيهِ قدْ وجدنـاكَ عاكِـفاً وعَنـهُ لشيءِ لمْ نَجِدكَ تحـولُ()
وفَضلُ حَياةِ المرءِ ما كانَ نافِـعاً ومَحَيا الأُلَى لا ينفعون فُضولُ()
وَكُلُّ على حُكـمِ السَّجـِّيةِ كائـنُ لهُ حسبَ ما منه اقتضَتهُ نزولُ
ولكـن أبتّ إلا الوفاءَ وحُســنَهُ عليـكَ سَـجايـا كُلُّهنَّ جمـيلُ
فَرُحْـتَ وكلُّ بينَ فكـيهِ مِقـولٌ عليكَ كما شـاء الثـناءُ يجـولُ
قَطَعت من المحيا الطويل طريقَـه وأنت لمقطـوعِ الجمـيلِ وَصولُ
وآيـةُ حــُبِّ اللهِ للمـرء تركـهُ له وَعْر طُرق العرفِ وهو سهولُ
ومِثلك في الدنـيا الثناءُ نصــيبهُ يـردده فَــرْدٌ بـها وقــبيلُ
وفي داره الأخرى لـدى الله حَظُّهُ ثوابٌ إلـيه يطمــئنُ جلــيلُ
وإنَّ اجتماعَ الحمدِ والأجر لامـرئ لَحظُّ لأعــناقِ الحـظوظِ مميلُ
وهل راقَ إلا ذَـيْن شيءُ ينالُــهُ فتى رأيُهُ فيــما يراه أصــيلُ
فَقَرَّ وطِبْ عيـناً ونفـساً فكلُّ مـا حصلتَ علـيه اليومَ لـيس يزولُ
أسالَ غزير الدمع فَقْدُ ابن يوسـفٍ وللدمـعِ فقـدانُ الـكرِيم يسـيلُ
وحـقَّ له أنـَّا نُسـيل نفـوسـَنا مع الدمع لو لم يبـق مـنه بديـلُ
ولكـن مضى بِشـرٌ وظلَّ "محمد" وهـذا لـهذا مُشْـبِهٌ وعـديــلُ
فكان لنا عن شَيْخِهِ خـيرَ سـلوة ولا غَـرْوَ أن أَسْلى أَبَاهُ سلــيلُ
فيا بشر إن ترحـل فـيوم "محمد" سلـيلك لم يدرك ضـحاه أصـيلُ
يحـفّ به من آلك الغـر معـشر لهم حيث حل الأكرمـون حلـولُ
فسر غير مرغوب عليهم فكلـهـم "قؤول لـما قـال الكـلام فعـولُ"
عـَزاءَكُـمُ يا آلَ بِشـْرٍ فَمِثْلكـم لما نـابَ بالصـبر الجميلِ حُمولُ
وكُلُّ امـرئٍ مهـما تعاظـم قَدْرُهُ سيخضـع مـنه للمـنون تلـيلُ()
رحم الله المحسن الكريم بشر الرومي، وجزاه عما فعل خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته
المصادر والمراجع:
* مقابلة مع السيد عدنان سالم الرومي من أحفاد المحسن بشر بن يوسف الرومي.
- أحمد البشر الرومي - ديوان صقر الشبيب: شاعر الكويت – مكتبة الأمل - الكويت.
- د. أحمد مصطفى أبو حاكمة –تاريخ الكويت الحديث – الطبعة الأولى – دولة الكويت 1984م.
- الأمانة العامة للأوقاف – تاريخ دائرة الأوقاف العامة (1368هـ - 1377هـ) - الكويت 1995م.
- القبس - العدد 3593 - 14/5/1982.
- بيت الزكاة – سلسلة محسنون من بلدي – الجزء الأول والثاني - الكويت 1998م /2000م.
- سيف مرزوق الشملان – تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزءان الأول والثاني – مطبعة الحكومة – الكويت 1978م.
- سيف مرزوق الشملان – من تاريخ الكويت – الطبعة الثانية - ذات السلاسل – الكويت 1986م.
- شجرة نسب قبيلة عنزة - التي تم التصديق عليها من الشيخ عروة بن هذال عام 1893م.
- عبدالله محمد عبدالعزيز الجزاليني - تاريخ الأفلاج وحضارتها – الطبعة الأولى – الرياض 1413هـ (1992م).
- الشيخ عبدالعزيز الرشيد - تاريخ الكويت – الطبعة الثانية – دار مكتبة الحياة – بيروت 1971م.
- عدنان سالم الرومي – تاريخ مساجد الديرة القديمة – الطبعة الأولى – الكويت 1988م.
- عدنان سالم الرومي – تاريخ مساجد الكويت القديمة - الكويت 2003م.
- عدنان سالم الرومي - علماء الكويت وأعلامها– الطبعة الأولى - مكتبة المنار - الكويت 1999م.
- من رسالة الشيخ مبارك الصباح إلى المعتمد البريطاني – مذكرة حول النظام السياسي لدولة الكويت – من إعداد مركز البحوث والدراسات الكويتية.
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - صفحات من تاريخ الكويت – الطبعة الخامسة – شركة ذات السلاسل - الكويت 1987م.

* وثق هذه المادة حفيده السيد عدنان سالم الرومي



 
 توقيع : غلا الكويت











أستودعكم الله
مسافــــــــــــرة


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أو , الكويت , ريال

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ علم دوله الكويت ميارا ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ 46 11-06-2014 07:29 PM
جولة فى دولة الكويت ميارا ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ 29 06-05-2014 09:12 PM
تاريخ العملات في الكويت.. من مسكوكات الاسكندر الاكبر الى الروبية وانتهاء بالدينار غلا الكويت ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ 15 06-04-2014 05:27 PM
حكام الكويت غلا الكويت ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ 71 06-04-2014 05:27 PM
دوله الكويت ميارا ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ 26 27-05-2013 11:23 AM


الساعة الآن 07:56 AM

أقسام المنتدى

¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ | ❀ همســـــات العام ❀ | ❀ همســـــات الترحيب والإهداءات ❀ | ❀ همســـــات الحوار والنقاش الجاد ❀ | ۞ همســـــات الإسلامي ۞ | ¨°o.O (المنتديات الأدبية) O.o°¨ | ❀ همســــات المقال و الخواطر والنثر للمنقول ❀ | ❀ همســــات شعر وشعراء للمنقول ❀ | ❀ همســــات قصص وروايات ❀ | ¨°o.O (المنتديات الأسـريـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الديكور و الكروشيه ❀ | ❀ همسات عالم حواء ❀ | ❀ همســـات عالم آدم ❀ | ❀ همســـات التاريخ والتراث والأنساب ❀ | ❀ همســـات الرياضه ❀ | ( همســـات السيارات والدرجات الناريه) | ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ | ❀ همســـات الصحه والطب ❀ | ¨°o.O (منتديات الرياضية والفن والتسلية) O.o°¨ | ❀ همســـات الترفيه والطرائف ❀ | (همسات الالعاب والتسليه ) | ❀ همســـات جـسـر الـتـواصــل ❀ | ❀ همســـــات المسلسلات العربيه والأجنبية ❀ | ¨°o.O (المنتديات الثقافية والفكرية) O.o°¨ | ❀ همســـــات English word ❀ | ❀ همسات الجامعة والطلبه والطالبات ❀ | ❀ همســـات الاسرة والحمل ❀ | ❀ همســـات المطبخ ❀ | ¨°o.O (منتديات اليوتيوب والصـور والأنمي والمسلسلات) O.o°¨ | ❀ همســـات الصور ❀ | ( لآئحة الشرف ) | ¨°o.O (منتديات الـتـقـنـيـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ❀ | ❀ مجلات ودواوين همسات الغلا ❀ | ❀ همـسآت آلسويتش مآكس والتصاميم والجرافيكس ❀ | فارغ | ❀ همســـات الــ YouTube | ¨°o.O (منتدى المشرفين والادارة) O.o°¨ | (همســـات المواضيع المكرره والمحذوفه) | ❀ حصريات عدسة ومطبخ الأعضاء ❀ | ❀ حصريات بأقلام الاعضاء لم يسبق لها النشر ❀ | ❀ همسات مدونات الأعضاء [ blog ] ❀ | ( حصريات الأديبه همس الروح ) | ❀ أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) ❀ | ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ | (همسات المسابقات والفعاليات ) | ۞ همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ۞ | ❀ همسات النثرْ و الخواطر والشعر بقلم العضو سبق نشرها ❀ | ❀ همسات جنان الكلمة ديزاين ❀ | ❀ همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا ❀ | (الخيمه الرمضانيه) | ¨°o.O (منتديات الفوتوشوب والسويتش ماكس) O.o°¨ | ركن الاديبة قَبَس | ❀ همسات حقيبة المصمم ❀ | ( قسم الفواصل والإكسسوارات لتنسيق المواضيع ) | ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ | ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ | ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ | ❀ همسات تطوير الذات ❀ | قلعة عميدة الادباء البارزه | ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) | (همسات كرسي الإعتراف و ASK ME ) | ۞ همسات الحج والعمرة ۞ | ❀ همسات القصائد الصوتيه والمرئيه ❀ | (همسات الطفل ) | (حصريات ملاذ الفرح) | ( همسات أعز الحبايب الأم ) | ¨°o.O ( المنتديات الادارية ) O.o°¨ | ¨°o.O ( الاقسام الخاصه ) O.o°¨ | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | ❀ همســـات الأعضــــاء ❀ | ( همسات الثقافه العامه ) | ❀ همسات الألفيات و التهاني وتواصل الأعضاء ❀ | ❀ حصريات تطوير الذات والنقاش الحر ❀ | ❀ قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ❀ | فارغ | ❀ الطيور المهاجره ❀ | (مكتب المدير العام) | ( مسابقات رمضان ) | ( قناة وحصريات البرنسيسه فاتنة ) | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | ( المدونات الخاصه blog ) | ( همسات العزاء والدعاء بالشفاء للمرضى ) | ( قسم خاص للأنمي ) | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | ❀ إستراحة الأعضـــــــاء والمقهى الأدبي ❀ | ❀ حصريات قناة همسات الغلا ❀ | O.o°¨( منتدي الحصريات الأدبيه )¨°o.O | ❀ حصريات التصاميم و 3d ❀ | ❀ حصريات المقالات ❀ | ( ومضات خواطر وشعر حصرية ) | ( همســات رابطة الأدباء ) | ملحقات الفوتوشوب وطلبات الرمزيات والتواقيع | °¨(حصريات الرسم والخط العربي)¨° | دآر عمدآء الأدب | ( قناة وحصريات الجوري ) | °¨( ورشة عمل الفعاليات والمواضيع )¨° | ❀ حصريات الروايات والقصص القصيرة ❀ | ( قناة و حصريات ميارا ) | ❀ حصريات الشعر والمساجلات ❀ | الارشيف الخاص بالهمسات | ( السيرة الذاتيه للاعضاء ) | (أكاديمية صـفوة الأقلام) | قلعة عميدة الادباء الدكتوره نور اليقين | (ركن المصمم بو خالد) | ركن الاديب أعذب ميسان | ( حصريات النـور ) | ❀ همسات تاريخ العرب وأنسابها وأيامها ❀ | قلعة عميد الادباء عبدالله الصالح | ركن الشاعرة سيدة الحرف | قلعة عميدة الادباء أرجوحة حرف | ركن الشاعر القارظ العنزي | قلعة عميدة الادباء هند | قلعة عميد الادباء نجم ضاوي | (حصريات الأديبة فاتنة ) | فارغ | ركن الاديبه غروب | ركن الاديبه ملك | ❀ همسات واحة الفعاليات الأدبية الدائمة ❀ | ( حصريات مبارك آل ضرمان ) | ( حصريات ابن عمان ) | ( المدونات الخاصه جدا blog ) | ( حصريات ريحانة بغداد وفلسطين ) | قلعة عميد الادباء البرنس مديح ال قطب | OO°¨( منتدي الحصريات )¨°OO | (المطبخ الرمضاني) | دورة الفوتوشوب المنوعة آلآحترافية | ركن الأديب البراء الحريري | قلعة عميدة الأدباء تيماء | همسات الردود المميزة والحصرية | ❀ حصريات الشروحات ❀ | ❀ تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية ❀ | ركن الأديبة هَدهَدة حرف | ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ | ❀ الشكاوي والاقتراحات الخاصه للحصريات ❀ | حصريات أمير الكتاب الاستاذ ليتك وهم | مدونة الدكتور الأديب لسان العرب | ركن الكاتبة مواليف البدر | ❀ همســـات اجتماع الاداريين ❀ | نجم الأسبوع | ركن الشاعر أحد الصابرين | ❀ همسات السياحة والسفر ❀ | ۞ قسم الأحاديث النبوية ۞ | ❀ همسات الرحلات البريه والقنص ❀ | ❀ همسات تطوير استايلات وعروض مجانيه ❀ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant