31-03-2023, 03:10 PM
|
#4
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 6704
|
تاريخ التسجيل : 22 - 12 - 2015
|
العمر : 34
|
أخر زيارة : 29-10-2024 (09:03 PM)
|
المشاركات :
286,847 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkorange
|
|
اخي - عبدالله الصالح
اشكرك واثمن جهدك والعطاء الزاهر
مصطلح “الزمن الجميل”، خصوصا لدى جيل يعيش اليوم بقايا
ذلك الزمن الرائع، كونه تمتع بفصوله
وقسماته، بل ويعيش اليوم على ذكرياته الرائعة،
نادما أو متأسفا، وهو يرى ما آلت إليه
الحياة العربية، وكيف انطفأت شعلتها
المضيئة الوضيئة، وانكفأت جمالياتها الزاهية.
أسمع اليوم من يتمنى عودتها،
وهو يتألم لما جرى من الأحوال وانهيارات
من دون أن يدري أن رجوع القديم إلى قدمه محال! كانت الناس تؤمن أن الحياة لا بد أن
تكون جميلة مع شمّ النسيم،
وأن الصباح رباح، وأن الدين المعاملة،
وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن العيش
لا بد أن يكون كريما، وان العلم نور ،
وان السلوك تحضر ، وان الابتسامة حياة ،
وأن الحريات الشخصية مقدسة،
دون فرض أي إنسان أو حزب أو سلطة
أية وصاية على الآخرين. كانت الكرامة فوق أي اعتبار،
وأن الدين لله والوطن للجميع.
زمن لم يولد من فراغ ولم يولد من بؤس التفكير،
ولم يستلبه المتزمتون أو المتهتكون..
ولم يسحقه المتعصبون والمعقدون،
ولم تتفش فيه التناقضات الصارخة،
ولم تزدحم فيه العشوائيات السكنية،
ولم تزحف عليه قيم التخلف والبدائية
والانغلاق وتغلب عليه ثقافات الكهوف الحجرية،
ولم ينتهك من قبل المستبدين والطغاة،
ولم يذبح الناس أطفالا وشيوخا كالشياه
في شوارعهم أو تقصف بيوتهم بالدبابات،
ولم يمتلئ الواقع بالفاسدين والمفسدين!
كانت قضيتنا المركزية العادلة واحدة ،
فاصبحنا غرقى بقضايا وتهم وجنايات ..
فكم يا ترى حجم الجريمة بحق اوطاننا
وشعوبنا
منذ ازمان طوال ؟ كان أصحاب الزمن الجميل يعيشون
بشكل طبيعي وآمن.. كلّ يمارس دوره
ضمن تىحترام والتقدير ،
والمنافسة شريفة،
والثقة متبادلة في المجتمع،
والأمانة تؤدى لأصحابها..
وكانت القوى المنتجة فاعلة،
، والمصلحة العامة مصانة ،
والاموال العامة محرمة ،
لا فروق بين أقليات وأكثريات،
والأحزاب والتجمعات السياسية نشيطة،
والنخب المثقفة منسجمة ومستقلة الإرادة،
والمعارك الثقافية والفكرية والإبداعية
شريفة وراقية، والمرأة محترمة في الشارع،
أو في السوق، ، أو في وسائل النقل أو المدارس .
كان ذاك الزمن يخلو من الأوبئة التاريخية، والانقسامات والتشظيات
الطائفية والمذهبية والعرقية،
لكن مع وجود طبقات
ومستويات وتمايزات ..
كان الإنسان يعرف قدر نفسه ومكانته،
وحتى مع التجاوزات، فالعنف لا نجده
لا ضد الأبرياء ولا مع الأشقياء. كان زمن الموازين الحقيقية،
بحيث كان يخلو من أية سلطة للطفيليين
والطارئين والدخلاء والرعاع والمطاردين،
فهم في موقعهم الأدنى، دون استخدامهم
في مرافق الدولة ودون اعتمادهم
من قبل المجتمع! الكل يعرف حدوده
ويدرك خطوطه،
ويفهم قيمته. لم تبتذل الأشياء
ولم تفتقد المعاني
إلا بعد انقلاب الموازين. كانت النفوس أكثر طيبة،
والمحبة تطغى على الكراهية،
كانت الناس تتعلم بقراءاتها الكثيرة،
وتهوى الجديد،
وتعشق المبدعين.
كان الرضى مزروعا في النفوس،
وكانت المشاعر أكثر رومانسية وجمالا،
بحيث يهتم الفنانون بأغنيات الأطفال ،
وآخر بالربيع ، وآخر بأغنيات الشعب ،
وآخر بالوطن الكبير .. كانت الأهواء أكثر
وداعة وودادا، والشوارع أكثر نظافة واخضرارا.
كانت الابتسامة رفيقة للبشر، أطفالا،
وشبابا، وكهولا، وعجائز.. وكانت الحياة أكثر أمانة وأمنا وإيمانا،
والمدارس أكثر تربية ومواهب، ونظافة
ونجابة ونظاما،
كانت الأناقة عنوان وكانت للمجالس
تقاليدها الرائعة،
فالمتحدث لا يقاطع أبدا
وللمراسيم جمالياتها.. يجتمعون
على فنجان قهوة ، ..
الفزعة موجودة والادب متحلي به الجمع
المشكلة تنتهي بوقتها لا تجد عدا
ولا سرقه وخطف وخيانة كانت مجتمعاتنا أكثر انسجاما،
إذ تكاد تخلو من الاتهامات العمياء،
ولا يمكن أن يستقوي الصغار على الكبار،
ولا يتجاسر الجهلاء على العلماء،
ولا تسمع بالسباب والشتائم على قارعة الطريق.
لقد انتكست القيم، وضاعت المقادير،
وتشوهت الأذواق، واستفحلت الانغلاقات،
وندرت الكلمات الجميلة، وتلوثت الشوارع،
وحلت الكراهية واستشرت الضغائن..
|
|
.
التعديل الأخير تم بواسطة مبارك آل ضرمان ; 31-03-2023 الساعة 03:15 PM
|