فصل من الذاكرة

فصل من الذاكرة

منذ عقدٍ من الزمان
كنتُ منتدباً في وظيفةٍ رسميه
وذهبت حينها الى دِمَشقْ
وآثرتُ السكن في أحد احيائها
القديمه
ولم أكترث لـ بهرجة الوظيفه
ولا حتى لموقع ومكانة الفندق
وجلست أبحثُ عن بيتٍ
في حي القيمريه
وفي طريقي صادفتُ بائع الجرائد
ألقيت عليه السلام بكل حب
كان رده علي بالمثل الا ان وجهه كان متجهما
فـ سالته مابالك وأجاب بأستحياء هل أنت عربي
وأجبته نعم ولِمَ السؤال
طئطئ رأسه وقال ماذا تريد
قلت , أبحثُ عن بيتٍ هنا كي أسكنه بضعةُ
أيام وأتمنى لو كان بيتاً قديماً كما نراه
في مسلسلاتكم
صمت برهة وأجاب عندي بيت
لكني أسكن الطابق العلوي فيه
واحدى غرفه فارغه
قلت أوَ تسمح لي أن اسكن عندك
أجابني في ابتسامه بسيطه
قال لمَ لا لي مدخلي ولك مدخلك
قلت حسناُ لنذهب اليه كي اراه
واضع حقيبتي فيه وارتاح قليلاً
أخذني من يدي واثناء الطريق
جلس يمازحني قليلاً بلغةٍ رائعه
جميله , من ثم وصلنا البيت
وفتح الباب وقال يارب ياساتر
اتسترو ياجماعه
معي ضيف
اخذني الى غرفتي واراني فيها كل شيئ
وماهو مسموح لي وماهو غير مسموح
ثم أراني مدخلي الذي سوف ادخله منه
دون احراجٍ لأ أحد
شكرته وطلبت منه أن ياخذني
كي ارى الحاره
ومافيها من معالم جميله
قال لي يا أبني ريح حالك وقيلل
وبعدين باحذك
ماحدث اني غفوت ساعه او أقل
قليلاً
وصحوت قبيل المغرب بقليل
قلت اذهب للصلاة واتعرف على
الحي
في طريقي وأنا عائد الى البيت
رأيت بائع حمص وطلبت منه ( صحن )
بعد الترحيب من البائع أعطاني صحن الحمص
وهو مرصع بـ الاحمر والاخضر والاصفر
وأحسست بأنه لوحة فنيه وليس صحن كي آكل منه
وهناك على طرف الحي يوجد بائع فلافل
تفوح منه رائحه ماشممتها ابدا قَطْ
سالته بكم تبيعه قال يابني شو بدك على راسي
وتلك النبرة الجميله
وابتسامته الرقيقه قلت هل لي بخمسة حبات
قال من عيوني واحسست بأنه قالها صدقاً
لامجاملة بائع
واكملت طريقي في العودة الى البيت
واذا بي أمرُ على مخبز وصاحبه يلبس
على رأسه لفة وكأنها تاج القيت السلام
وأجابني بكل حب اهلا وسهلا شو كنك جديد
بالحاره يا ابني
أجبته نعم فـ أنا اعشق دمشق كما اعشق بغداد
وأحببت أن أمر والقي السلام عليها
واحسست بأن هناك نهرٌ سوف يجري
من عيوني
فـ أنا اعشق دمشق وبغداد
وأرى فيهما شموخ العرب وحضارة
لم يعرفها أحدْ
أخذت منه رغيفين من الخبز
وعدت الى بيتي أو بالاصح الى غرفتي
واذا بصاحب البيت ينتظرني
خفت في البدايه وقلت ماذا به
قال وينك عم دور عليك
واجبته خيراً ياعم
قال ننتظرك كي نتعشا معاً
ويكون بينا عيش وملح
ورأى ماذا أحمل بين يدي
وأحسست بأنه سوف يغضب
لـ أنني أحمل بين ذراعي عشائي
ظهرت ابتسامه بين شفتيه
معاتباً
قال ولو انت بالشام وتشتري عشا
تعال تعال
واخذني من يدي الى وسط البيت
البحره وقواوير الورد
ورائحة الياسمين الفواحه
وعيني تذهب الى قوار فُلْ
اقتربتُ منها كي اشم عبقها
هذهِ هي الشام ومثلها بغداد
حماكِ الله ياشام حماك الله يا دمشق

الموضوع الأصلي: فصل من الذاكرة || الكاتب: طارق الروسان || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

twg lk hg`h;vm H, hg`h;vm twg

طارق الروسان
سلم الله يمينك
لهذا المقال الرائع

دمت اسناذي القدير بهذا التـألق

تقديري لـ سموك الكريم


.


.

مقال رائــع وراقي
ابدااع بكل ماتحمله الكلمه
جميل ماخط لنا قلمك
في منتهى الذووق والجمال
قلب من ورق

سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي

نبوح بما نتذكر
هل تعلم
عندما نكتب عن الذكريات
وننبث الذاكره
تفرح رائحه ذاك المكان
ونشتم وروده
نسمع همسات أصحابه
ونسعد بنغم أحداثة
أبدعت كثيراً
في رسم حرف من الذاكره
رائع

مقالة قمة الرووعه

قلم يستحق المتابعه والتشريف

مودتي؛؛

هلا وغلا
اخى الحبيب
طارق الروسان
مقال رائع بحق
ننتظر منكم كل جديد
يسلمواااااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــ مديح ال قطب ــــرنس