السيدة سودة بنت زمعة بن قيس
هي السيدة سودة بنت زمعة بن قيس, تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السابع لؤي, وهي مكية قرشية.
ولم يكن أبو السيدة سودة على الإسلام وبالمناسبة فقد كان رجلا معمرا عاش طويلا.
تعد السيدة سودة من أوائل الذين أسلموا
قد كانت السيدة سودة صاحبة بيت من البيوت التي دخلت في الإسلام, فقد كانت متزوجة من الصحابي الجليل السكران بن عمرو وهو أحد الصحابة الذين أسلموا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من البداية, وهو أبن عم السيدة سودة, وهكذا فالسيدة سودة وزوجها من أوائل من أسلم وظلوا طائعين لله, وتعرضوا للاضطهاد كما تعرض له المسلمين في صدر الإسلام, ومع بداية الهجرة للحبشة هاجرت السيدة سودة وزوجها إلى هناك.
وكانت تتعمد أن تمشي أمامه....
كانت السيدة سودة كبيرة مسنة عند زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم حيث وصل عمرها إلى السبعين أو الثمانين, فهي أكبر من السيدة خديجة وبالتالي فهي أكبر بكثير من النبي صلى الله عليه وسلم في السن.
وإذا اطلعنا على كتب السيرة و التراجم نجد أنها كانت توصف بأنها امرأة جسيمة, وهو لقب عادة ما يطلق على الرجال أي أن صاحب هذا اللقب هو رجل طويل عريض ضخم, وكانت أمنا تتميز بمشية معينة يبتسم لها الرسول صلى الله عليه وسلم, وكانت تتعمد أن تمشي أمامه هذه المشية حتى تدخل البهجة على قلبه صلى الله عليه وسلم.
-----------
وقد حبا الله أمنا سودة بخفة الظل والمرح والكلمات الرقيقة, مع أنها لم تكن ذات جمال, والسيدة سودة تعد من المعمرات, فقد عاشت طويلا بعد النبي صلى الله عليه وسلم, وماتت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب.
-----------
الإشاعة:
وكما أسلفنا, فقد هاجرت السيدة سودة مع زوجها الصحابي الجليل السكران بن عمرو إلى الحبشة, وأثناء تواجدهم هناك أشيعت إشاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد انتصر وأن مكة كلها قد أسلمت, وقرر الكثير ممن كانوا في الحبشة العودة إلى مكة, وطبعا لم يكن هذا الخبر أكثر من إشاعة كما قلنا, والأمر في مكة مازال في غاية السوء, وللأسف فالعائدون إلى مكة كان ينتظرهم هناك وضع بالغ الصعوبة.
والسيدة سودة وزوجها كانوا ممن عادوا من الحبشة, وأثناء رحلة العودة توفى السكران, وقد كان رجلا كبيرا في السن, وهذا أصبحت مصيبة السيدة سودة مصيبتان, موت زوجها وما ينتظرها في مكة من أهلها الغير مسلمين, وبعد كل هذا هل عرفنا لماذا تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟, وهل أحسسنا إلى أي مدى وصلت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
هم يتعجبون!!!! اما نحن فلا
=========
لما عرف خبر زواج السيدة سودة من النبي صلى الله عليه وسلم ذهلت قريش! أيفعل هذا؟! محمد الذي كان متزوجا من السيدة خديجة الجميلة العظيمة يتزوج من سودة بنت زمعة؟!ولماذا يفعل هذا؟ فليتعجب المشركون... أما نحن المسلمون فلا نتعجب, فمن يفهم دينه جيدا ومؤمن ومحب لدينه يستطيع أن يفهم كل ما يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم من أفعال.
لن نقول أنها كانت تضحية, ولكنها كانت مواساة شفقة ورحمة من النبي صلى الله عليه وسلم, وعزاء منه لها على موت زوجها.
ولكن يتساءل البعض يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزوجها أحد من أصحابه, فنرد ونقول أنه إن كان الأمر من قبيل المواساة والتضحية, فمن لها سوى النبي صلى الله عليه وسلم, ويكون هو صلى الله عليه وسلم أول من يقوم بها! ووالله إنه لأكبر رد على أعداء الإسلام ومن يحاول أن يشكك في عظمة نبينا, بل إنه شرف لنا, فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يضحي ويواسي ويقف بجوار هذه المرأة العجوز التي لا تتصف بالجمال.
نعود لقصة الزواج, فكما قلنا عندما ذهبت السيدة خولة للرسول صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج إما البكر وهي السيدة عائشة أو الثيب وهي السيدة سودة, فبدأ صلى الله عليه وسلم بالسيدة سودة التي كان على علم تام بظروفها, قبل السيدة عائشة الصغيرة.
وهكذا.. ذهبت السيدة خولة للسيدة سودة وقالت لها:"
قالت السيدة سودة: وما ذاك ؟
قالت السيدة خولة: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخطبك
قالت السيدة سودة: وأنا يتزوجني رسول الله ؟
قالت السيدة خولة:نعم ذكرك لي وطلب ان اتيك
قالت السيدة سودة:فاستأذني من أبي
استأذني من أبي !!!! هنا وقفه ومهما طالت فلابد منها
هل نعلم إلى أي سن وصلت السيدة سودة عندما ذهبت إليها السيدة خولة, وبالتالي نستطيع أن نتصور ولو تقريبا المرحلة العمرية لأبوها ولا ننسى طبعا أنه كافر, ولكن ماذا كان ردها عندما أتتها السيدة خولة تطلبها للنبي صلى الله عليه وسلم, وقد تزوجت من قبل... ووصلت إلى عمر كبير!
وهكذا ذهبت السيدة خولة إلى والد السيدة سودة تقول له:" أرسلني محمد ابن عبد الله لأخطب ابنتك
فقال:" كفىء كريم ، ذلك الرجل لا يجزع له انف
لا يمكن ان يرفضه احد .
فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بأخرى لمدة سنتين, أي أنه بقي معها بدون زوجة أخرى لمدة سنتين.
بعض المواقف والأفضال لأمنا سودة:
=========
حتى خفت أن يسقط الدم من أنفي!
--------
كما ذكرنا فقد كنت أمنا سودة ذات طبيعة مرحة ولكنها كانت طيبة جدا وتحب أن ترسم البسمة على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومن هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته أنه إذا صلى بالناس الفروض لم يطل عليهم, أما قيام الليل فنعلم كيف كان قيامه صلى الله عليه وسلم, فهي نافلة فمن شاء أن يصلي قيام الليل مع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يتحمل طول قيام الرسول.
وفي مرة كانت السيدة سودة تصلي القيام مع النبي صلى الله عليه وسلم, فلما انتهت من الصلاة قالت له:
يا رسول الله صليت معك فركعت ركوعا حتى خفت
أن يسقط الدم من أنفي ، فكنت أصلي معك ويدي على أنفي ،هل تجوز الصلاة ؟
فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت :
يا رسول الله أصلي معك بعد ذلك ، ولكن خفف من
الركوع والسجود حتى لا امسك أنفي .
فضل لها في رقبة الحجاج...
--------
ولا بد أن نذكر أن للسيدة سودة فضل كبير علينا خاصة على الحجاج, فالحجاج يدينون بفضل غير عادي لأمنا سودة, فما هو هذا الدين؟
إنها معلومة لا يعلمها الكثير, فكما قلنا فالسيدة سودة امرأة جسيمة ثقيلة في حركتها, ففي حجة الوداع التي حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم, وكما نعلم فالحجاج في اليوم التاسع من ذي الحجة بعد النفرة من عرفات وتوجههم إلى مزدلفة فالسنة أن يبيتوا هناك حتى الفجر, وبالطبع يكون الزحام شديد, فأثناء هذه الحجة وحيث الزحام الشديد و أن أمنا سودة كما قلنا امرأة كبيرة في السن, فقالت:
يا رسول الله لا أطيق البقاء الى الفجر ، فرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب قبل الفجر لترجم قبل الزحام ثم تذهب وتطوف طواف الافاضه
فكانت هي صاحبة الفضل علينا في هذه الرخصه ، ولكن لمن يستطيع فالأولى أن يبقى في المزدلفه حتى الفجر
وهنك قصة أخرى مهمة جدا في حياة السيدة سودة لابد من ذكرها....
وإني أهب يومي لعائشة....
----------
فقد ذهبت السيدة سودة يوما للنبي صلى الله عليه وسلم, وكان هذا في السنة الخامسة من الهجرة, وقد بلغت من السن ما بلغت وقالت له:
يا رسول الله لا تطلقني فاني أرجو أن أكون زوجتك
في الجنة وأني أهب يومي لعائشه
وقد استغل المستشرقون هذه النقطة وقالوا أنه أراد أن يطلقها لأنها كبرت في السن! فكيف يكون هذا وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أصلا كبيرة في السن! ومعاذ الله أن تكون هذه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف يفكر هؤلاء الناس؟!.
ولكن لماذا قالت له لا تطلقني؟ فقد نزلت آيات في القرآن الكريم يخير فيها الله سبحانه وتعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يبقين معه أو يطلقهن, فما هي مناسبة هذه الآيات؟
المناسبة أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يعشن معه ويتحملن معه ضيق العيش, ولكن بعد غزوة خيبر والفتوحات الإسلامية وكثرة الغنائم, وأصبح للنبي صلى الله عليه وسلم خمس الغنائم, فبدأن يطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيد لهن في نفقات المعيشة, وهو صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلم الأمة النظام في الإنفاق, وبالتالي لابد أن يكون صلى الله عليه وسلم خير قدوة فيعطي القليل, فتحدث مشكلة بسبب هذا الموضوع فنزلت الآيات بالتخيير فالسيدة سودة هي الوحيدة التي ذهبت للنبي عليه الصلاة والسلام عندما سمعت هذا الكلام وقالت له ما ذكرناه بخصوص تنازلها عن يومها للسيدة عائشة, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من عدله الشديد يقسم الأيام بين زوجاته, كل زوجة يوم فيذهب للزوجة صاحبة اليوم ويقضي عندها القيلولة ويتغذى ويتعشى ويبيت عندها ويصلي عندها القيام, ثم يذهب ليصلي الفجر ويرجع عندها ثم يذهب للزوجة الأخرى....., وهكذا كان عدل النبي صلى الله عليه وسلم الشديد بين زوجاته, فكل رجل يقول أن التعدد حلال وينسى أنه إن لم يعدل بين في الزيجتين سوف يأثم إثما شديدا فيهما, ويحاسب حسابا شديدا يوم القيامة.
لذا عندما سمعت السيدة سودة الآيات
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾ ...
(الأحزاب).
خافت أن تكون هي المعنية, و فكرت في أن باقي الزوجات أجمل وأكثر شبابا, فقررت أنها لا تريد أي شيء حتى ليلتها تنازلت عنها لأحب زوجة لقلب النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة, وقالت له:"يا رسول الله اني اجعل ليليتي لعائشه
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:" أتحبين ذلك .
فقالت:"نعم يا رسول الله أحب ذلك ، واريد ذلك
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لك ما شئت
والحقيقة أننا هنا لابد وأن نتكلم عن العدل, والعدل بين النساء والرحمة, وهناك سورة في القرآن الكريم اسمها سورة النساء, سميت سورة النساء بهذا الاسم لأنها تتكلم عن كل المستضعفين في الحياة, عن اليتامى والضعفاء, وعن الميراث وكيفية توزيع الثروة بعد الوفاة حفاظا على حقوق الأولاد والضعفاء, تتكلم عن المستضعفين في الأرض والأقليات المسلمين في الأماكن التي يكونون مستضعفين فيها, فتسمية السورة بهذا الاسم أنسب رمز للمستضعفين, ووجوب العدل معهم, فمن يستطيع أن يعدل مع زوجته في البيت يستطيع أن يعدل عند توزيع الميراث, ومن يستطيع أن يعدل مع زوجته عند الشجار يستطيع أن يعدل مع الموظف الذي يعمل تحت رئاسته, فيا للحكمة من الله عز وجل, فمن يستطيع أن يعدل مع النساء يستطيع أن يعدل مع كل المستضعفين, وكان النبي صلى الله عليه وسلم رمزا لهذا العدل مع السيدة سودة.
وبهذا تبرعت السيدة سودة بليلتها للسيدة عائشة, فأصبحت لسيدة عائشة هي الوحيدة من بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم التي لها ليلتان, وكانت السيدة عائشة تقول:
والله ما احب الي من سوده ،وكان هذا لسببين
أما الاول فلتبرعها بليلتها
والثاني: أن السيدة عائشة عندما تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم كانت صغيرة في السن, فكانت السيدة سودة بمثابة الأم للسيدة عائشة تعلمها وتراعيها وتأخذ بيدها, فكانت السيدة عائشة تحمل للسيدة سودة مشاعر الأم والحب الشديد.
ولكن لا يخفى علينا أن السيدة سودة أعطت يومها للسيدة عائشة إكراما وحبا للنبي صلى الله عليه وسلم.
وختاما:
وفي ختام الحديث عن أمنا سودة نقول أنها عمرت بعد النبي طويلا, ولم ترو عنه سوى خمسة أحاديث فقط, وماتت في زمان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ودفنت في البقيع.
وهكذا دفنت أمنا سودة في بقيع الغرقد, وسيدنا أبي هريرة هو من صلى عليها وحمل النعش.
وأخيرا... نعود لنقطة البداية, فالسيدة سودة أمنا, هل مازلنا نذكر, ربما تكون مشاعرنا تجاه السيدة خديجةهي أمنا المجاهدة التي جاهدت وصبرت وأنفقت , أما أمن سودة فهي أمنا الطيبة العطوفة التي أحبت النبي صلى الله عليه وسلم و تنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة وتتودد إليها أرضاء وإكراما للنبي صلى الله عليه وسلم.
منقول من(منتدى التوحيد الخالص) اي خطا باي كلمه نتمنى ابلاغنا
hgsd]m s,]m fkj .lum fk rds hgwpdm fk fkj alum s,dj rds
|