07-11-2017, 06:52 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Navajowhite
|
رقم العضوية : 8086 |
تاريخ التسجيل : 15 - 9 - 2017 |
فترة الأقامة : 2695 يوم |
أخر زيارة : 17-10-2018 (11:29 PM) |
الإقامة : قلوب الأنقياء |
المشاركات :
10,788 [
+
]
|
التقييم :
2147483647 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
ومضة تحليلية لنص " يراودني فيك الخوف " للأديبة البارزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى ال محمد
الحب نعمة من الله وهو ثلث الإنسان، لأن الإنسان كما هو معروف عقلٌ يدرك، وقلبٌ يحب، وجسمٌ يتحرك، فما من احد ينكر غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا لبيت حاجات العقل والقلب والجسم معاً تفوقت فقد تحب بحواسك فتهلك، وربما تكره بحواسك فتنجو،
قال تعالى
: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
[ سورة البقرة ]
ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻻﻧﻮﺍﺍﺍﺍﺍﺭ،،،
ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍﻗﻰ ،،،
ﻣﺴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺮﻗﻰ ﺍﻗﻼﻣﻜﻢ ،،،
ﻣﺴﺎﺀ ﻧﺎﺑﺾ ﺑﺎﺣﺴﺎﺱ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،،،
ﻣﺴﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﺍﻻ ﺑﺤﻀﻮﺭﻛﻢ ،،،
ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﻩ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ال همسات الغلا حين يوقظ فيك نص أدبي معين الإبداع بشكل راقي ، فانك تتجرد فيه ، وتنجذب إلى مركز إنتاجه ، تبحر بك لعبة القراءة وتستقرى مخبوءا ته وتبحربمركبك في تلك دلالية الألفاظ الكامنة عمقا في دلالة المعاني
ومن بين النصوص التي استوقفتني لحظة طويلة إن أول ما يشدك في أسلوب الأديبة البارزة ويسترعي انتباهك في مجمل نصوصها عنصر"الشكل والمضمون" لما فيهما من سلاسة التوظيف للألفاظ السلسة والمفردات على مستوى الدلالة والمعنى وكذلك الوضوح في تراكيب الصورة وانسيابها السلس منذ بداية النص وحتى نهايته بيسر وبساطة بعيدا عن التبطين اللغوية والتعقيدات في البنية الأدبية مما يساعد القارئ على الدخول إلى مساحات نصوصها وفضائها بسهولة دون تعب أو جهد. عكس ما نجد عند كثير من الأدباء الذين نجدهم يغرقون كتباتهم بسيل من الغموض بطلاسم خرساء تختنق بها ذائقة المتلقي وتضيق حتى مخيلته مسرعا للخروج من محيطها الضبابي المعقد وقد أصابه الضيق من كره للنص ومن يكتبه ويتعامل معه. وما ذلك كله إلا من أجل إظهار القليل من عضلاتهم اللغوية على حساب الحداثة والتجديد وهم بعيدون عنها بعد السماء عن الأرض في النصوص الأدبية يراودني الخوف حين أراني في عالمك بلا مرسى
أسئل ذات حب أين أكون
ويبقى الجواب دائما بعضا من علامات استفهام
هنا الشعور بالقلق الدائم والخوف من حدوث أي شيء سيئ في هذا العنوان أرادت الأديبة البارزة أن تعبر عن حالة التيه والضياع التي تؤدي إلى عدم الثبات والاستقرار المنعكس من التجربة التي دخلت فيها البارزة، فدخلنا من عنوان نصها " يُراودني فيكَ الخوف " إلى الدخول في جو الحيرة والدوران الغير مستقر. فلفظة " يُراودني " تدل مراجعه ومناقشه ، وكذلك المفردات المستخدمة في بناء النص الخوف– عدم الثبات والاستقرار في الحالة النفسية فالصورة هنا هي مجازية، ضاعت بينها المشاعر والأحاسيس
أكتب إليكَ اليوم
من مدينة قلبي الثائر
ف تتزاحم الحروف في ذهني
و يمطر الشوق فجأة ويبتلعني الحنين
ف تهدأ ثورتي كما دوما
لحظة حلم من بعيد تأتيني
أًرقُبُها و هي تتعكز على المستحيل
و أتلذذ بذاك الانتظار الذي لا يعرف الهدوء
بجناحيه على الدوام يطير
لا تسعه المسافات و المساحات
ك السلحفاة يمشي آتيا
و كأن العمر فيه بقية من الكثير
فهاتانِ العبارتان / يمشي آتيا/ بقية من الكثير/ توحي للقارئ بأنَّ البارزة حزينة , وبترميز الوقت ربَّما ستحصل على شيءٍ من أمانيها , ومع هذه الأماني ربّما يعود لها الحبيب والفرح المفقود , ومن خلال أحاسيس البارزة, نحس معاناتها من سرعة مرورا لوقت, والنصّ يصور لنا هذه المعاناة عن قُرب تصويراً دقيقاً بعيداً عن المباشرة والتصريح , ويبدو قد وُظِف الرمزُ بأسلوب فني محكم
و أنا على أعتاب الشوق أعتصر
و أنتَ على الطريق أضعتَ الانتباه
و ابتعدتَ عن حقل العهد
و عن حقل الوعد تنحيتَ
يقسو علي الحب دائما
ف أتكوم في زاوية الألم
مع حلكة الظلام و غياب التمني
و الخوف شبح يجوب
في سماء قافلة الضياع
يتربص بقلبي النازح من الدمار
و نار العشق تصرخ في الفؤاد
و في كل منعطفات النبض تصيح
أنا نار أتقد نارا وحطبي الإهمال
و كلما زاد الإهمال زدتُ اشتعال
و أنتَ تنظر إحراقي غير مبال
تلتهمني ألسِنة اللهيب و الآه تتلوها الآه
و أي لهيب يصمد أمام الخذلان
وبالرغم من النبرة الحادة في النص وتصورنا للصوت العالي المرتفع في إيقاعها والمكاشفة ببعض الجمل المباشرة أحيانا، إلا أنها جاءت بجوها العام تحوي في تسلسلها بساطة الطرح ووضوح الفكرة ومنطقية الإقناع، وكلها تنساب إلى فكر القارىء بسهولة ويسر ولا تشعرنا عند قراءتها بثقل أو جهد يمنعنا من الوصول إلى ما تقصده البارزة فصراع الحيرة يتجاذبان الأديبة مرات يمنة ويسرة بين انزياح في نبع هذا الحب تلذاذ وغرق وبين خوف الغرق فضلا عن البلل
وتبدو البارزة لم تملك الا وهي تحدث نفسها بهذه الخواطر وتجول محتارة في صراعاتها النفسية إلا أن تبوح للحرف مستظلة به من جديد من فيح ترددها وصراعتها وفيح لوعتها وفيح بعدها وفراقها فتقول
يُراودني فيكَ الخوف
الخوف من فقدكَ وتلف أجزائي
و تمرد القلق داخلي يفقداني اتزاني
و أنا أُطارد أحاسيس أحرقتني
لعلها تنطفئ على الورق
كلما أشعلتني نيران الغيرة
أكتبكَ و رعشة الخوف تشلني
كما هو حبكَ يلفني
و الشوق إليكَ يُحاصرني
و الحروف موجعة من الكتابة تمنعني يقينا كما نحس البارزة تعبر عن حالة الوجد الروحي الذي تعيشه في داخلها فهي تحاول ان تشف دون أن تصف على حد قول المتنبي الذي اوضح بذلك معلناً عن وجده الداخلي :
القلب أعلــــم يا عـــذول بـــدائه ......... و أحق منك بجفنه و بمائه
فومن أحب لأعصينك في الهوى ......... قسماً به و بحسنه و بهائه
أو على حد قول ابن الفارض
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل............. فما اختاره مضنــى به ولـــه عقل
فمن لم يمــــت في حبه ولم يعــــش به ............ ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
و كأنما أسرارها الخفية تفضي إلى كلمتها الندية أشواقها الحارة التي أحرقت أضلعها من شدة الوجد الذي تعيشه
فنبرة النص يحكمه التوسل والرجاء للمحبوب من أجل أن يحنو ويعطف على المحبوبة بتذكر الوعد الذي لم يكن هذا المحب ليخلف وعدا لها. ثم تنساب النبرة في ذكر يا نبضا كساه الحنين جنونا هنا البارزة تأخذ بتلابيب القلوب وتحلق بها في عالم خيالي ملائكي لا يستشعر عذوبتها إلا من لعب الهوى بأفئدتهم وشربت روحهم من خمرته
يا نبضا كساه الحنين جنونا
يثور ويهدأ تدريجيا
ك فوران الحليب عند الغليان
أهدأ بلمسة
و أستكين بهمسة
ف يزيد خفقان القلب
و تعود تلك الرعشة تسري
في كل الطرق المؤدية إليكَ
شيئاً ف شيئاً
توصلني إليكَ مرتبكة
و بهزيمتي مندهشة لله درّ أديبتنا عندما تلتقط الصور من ثريا الحروف , فهنا تكمن روعة البارزة
عندما تعرف مدا جمالية الصورة التي تريد أن تصل للقارئ بأبسط الطرق والكلمات
فحبها للحبيب ناره شعالة هذا الحبيب هو سبب هذه الفتنة ياله من عشق عفيف شفيف بحوارية ماتعة
نثرت حرفك درّا منثورافى أرض همسات الغلا فأنبت عشقا بقلوبنا
قد قتلتينا يا البارزة جمالا وبتُّ أحسد ذلك القلب لما حمل وتحمل من اجل الحفاظ على حبه
وتعود البارزة للخطاب اللين الذي تحصنت به لتصف حالتها الشعورية
وهنا ياتي بيت القصيد " يا نبضا كساه الحنين جنونا " وهو الخروج
وكان هنا الخروج من الذات استسلاما
لأنها لم تصمد أمام العتاب فآثرت بل ورغبت وأحبت الاستسلام للهدوء
لانها لم تجبر عليه بدليل أنها ارتدت هي و بهزيمتي مندهشة كخلاصة شاملة للنص ولاحاسيس البارزة التي لا نهاية لها اجد ان مناداتها أخيرة ملؤها الرجاء تكتنفها كل صورالجمالية للتعلق والشغف العذري النقي العفيف في ظل أعمار تجري وتلهث ثم السبيل للوصل وللاهتمام .. وكأنها بهذه السمفونية الحالمة تسلم الأمر كله للحبيب بأن يحقق لها كل أحلامها وأمنياتها وتطلعاتها فلم يعد بإمكانها فعل شيء .. خاصة وهو العالم بأحوالها وظروفها ومعاناتها وكل المخاوف في نفسها من شؤون وشجون وسرائر
جاء النص مشوب بالشكوى الرقيقة والتوجع الفاضح بين يدي الحبيب لعله تنصت لأوجاعها ويحتوي أضلاعها المحب ويأوي قلبها وروحها التي تجرعت مرارات الخوف الدائم والحيرة والغيرة والابتعاد وفاض بها وضاق
لم تعد البارزة تتمنى سوى ذلك الركن القصي من قلبه حيث سويدائها ومهجتها وأوسطها وعمقها......... هناك حيث استشعارها بالدفء الشهي والحنان الآمن والملجأ الأخير في ظل كل صنوف عذاباتها التي مرت بها أو تمر...................
الغالية البارزة كما سبق وقلت لك كل ما دخلت عالمك احس بقلبي سيتوقف بالله عليك فبأيّ نشوة و بأيّ لذّة تمنحنا أحاسيسك ، تلك التي تعادل متع الغوص في أعماق أعماقنا إنّه الشعور الجميل ، و أنت تعزفين له بكلّ ما أودع فيك من بهاء و حسن
اللغة والتراكيب :
بدت لغة الأديبة البارزة سهلة وبسيطة لكن لم يكن لقلم وفكر أخر بمقدوره أن يوظف هذه اللغة السهلة الميسرة ويخرجها في ثوب من هذا الجمال السلس
الصور والأخيلة :
لقد غص النص بالكثير من الصور والخيالات والاستعارات الجميلة واللطيفة حقا والتي تشي بانفعال الأديبة وتفاعلاتها مع حسها ومشاعرها
الإيقاع والموسيقى :
يأتي الإيقاع جميل وسلس عذب والموسيقى رغم انه ليس بنص شعري إلا أني تذوقت في الجمالية
أسلوب الأديبة:
يبدو أن هذا النص للبارزة لم يتعبها كثيرا لأنه يبدو وكأنه جاء بمنسابة معاشة وعفوية انطلقت معه أحاسيسها تفيض ببوح شجي شفيف احتاجت له البارزة قسرا فانساقت له دون شرط أو قيد
عاطفتها :
عاطفة الأديبة حية بإحساس عالي ومشاعر تميل إلى الصدق الذي نلمحه بين ثنايا السطور وهي ناتجة من مسوغات عدة لعل أبرزها حديثها الذاتي عن معاناة تعيشها
وقفة أخيرة :
النص يفيض رقة وعذوبة وأمتعنا بالصور الجمالية الرائعة
وهو ماد فعني حقيقة إلى قراءته بهذه الصورة وتأملها والوقوف عندها كثيرا
تحية تقدير لكل أديب صاحب نص يشي بكل معاني الجمالية الصادقة
وللبارزة ارفع القبعة لأنها صاحبت النص عاطفي جميل عليه بصمة عمقها وإحساسها ..
بلقم
د/ الماسة نور اليقين
في 07/11/2017
|
|
|
,lqm jpgdgdm gkw " dvh,]kd td; hgo,t ggH]dfm hgfhv.m ggH]dfm HkS hgfhv.m hgo,t j[ldgdm dvh,]kd
آخر تعديل البارزه يوم
07-11-2017 في 07:27 PM.
|