أخر اوراق التوت

خـــــــــــــــــاص

طَيْفٌ وحَرْفٌ والْتَقَتْ روحاهُما
وتعـارفا فتـَآلـفَ الْقَـلْبـانِ

هَمْـسٌ ولَمْسٌ بَعْدَ شَـوْقٍ حَارِقٍ
فَتَـلذَّذا ما ضَـاعَ بالْحِـرْمـانِ

عَجَباً لِأَطْـيافٍ تُلامِـسُ بَعْضَها
بَعْضاً فَتُشْـعِلُ جذْوَة الإنْسَـانِ

ما أَنْ يَمَـسَّ الْإِلْـفُ هـذا إِلْفَهُ
وكِلاهُـما يَشْـتَاقُ للتَـحْـنانِ

إلاَّ وَتُـولَدُ دُونَ خَـوْفٍ نَشْوَةٌ
تَنْمُـو وتَرْفَـعُ رايةَ الْعِصْـيانِ

مَنْ ذَا يُؤَجِّـجُ بالرِّضَـا ثَوْرَاتِها
فيَصِـيرُ مِنْـها سَيِّـدَ الطُّـوفَانِ

من ذا يُرَوِّضُ بالْهَـوَى عِصْيَانَها
ليَكُوْنَ فارِسَ مُهْـرَة الفرْسـانِ

ياللْحُروْف إذا تَبُوْحُ بما اشْتَهتْ
روْحَاهُما تَطْـغَى على الْكِتْمانِ

وَعَلَى بُسَاطِ الْحُبِّ تنْشُرُ سِحْـرَها
بِبَـلاغَةٍ وَفَصَــاحَةِ التّـبْيـانِ

لا تُخْطِئُ الْقَلْبَ الرَّهِيفَ بِمَسْمَعٍ
تسْـرِي إِلَيْهِ فَتَشْـتَهِي الْعَيْـنانِ

طَيْفٌ وحرفٌ لَيْسَ إِلاَّ فَاسْتَـوَى
ثَمَرُ الْغَـرَامِ عَلَى ذُرَا الْأَغْـصَانِ

أَهِىَ الْعُيُـونُ فَـمَا رَأَتْ عَيْنَاهُمَا
صُـوَراً لِيَعْشَـقَ أَيُّـهَا الْإِثْنَـانِ

أَمْ قَدْ تَقُـولُ الْأُذْن تَعْشَـقُ قَبْلَمَا
تَهْـوَى الْعُيُـونُ وَذَاكَ قَـلْبٌ ثَانِ

لَمْ يَسْمَـعَا مِنْ قَبْـلُ أَوْ يَتَـلاقَيَا
فَـبِأَيِّ قَـلْبٍ يَعْشَـقُ الطَّيْـفَانِ

لأني أحبك مُذْ كنتِ غيباً
وطيفا وحلما بسقف السماءْ

يئنّ اشتياقي ليوم التلاقي ،
ليومٍ أعانق فيك الهواءْ

وأُوفيكِ شوقا لعينيك حتى ،
ليُمسي لهيبا بغير انتهاءْ

فأبحث عن شهد ثغر يداوي
ويطفي لهيبي بدفء وماءْ

فأعجب مما أُلَقّاه موجا ،
ويهتف قلبي ونعم السخاءْ

ألا فارْوِ عمرا تلظى جفافا
وزيديه غيثا بحجم الرجاءْ

وإني لأرجو لو انّا بليلٍ
يموت الصباح ويحيا المساءْ

وصُبّي بثغري قطوفا تدلّت
إذا غصت هاجت بفيض الثناءْ

فما كنتُ إلا لأرقى لجِذعٍ
رطيبٍ نديٍّ بكل اشتهاءْ

لأشقى دنوّاً وبُعدا بعشقٍ
وياليت عمري بهذا الشقاءْ

تعالَيْ غرورا خضوعا سواء
فأنت بقلبي جميع النساءْ

وقولي إذا شئت أو لا تقولي
فعيناك قالت حروف النداءْ

وفي كل عينٍ كتاب طويل
بحرفين مما تضم الهجاءْ

فلم أدر هل ذاك ظِلٌ لعيني
ومرآة حرفَيّ حاءٌ وباءْ

أم انّي تجسدت فيك ابتداءً
فكنت انتهاء لروحي الرداءْ

وتوضَّأَتْ أنثى الخيال بحسنها
فأْتَمَّ طوْعاً خلفها الأقمارُ

وتساقطتْ كل النجوم بكفِّها
فتحيَّرتْ في وصفها الأشعارُ

والليل يسرق من جدائل شَعرها
لولا ... لَماَ خشعت له الأبصارُ

يا ليْتَ أنِّي والسّحاب بثغرها
حُبْلى وقد ورَدتْ بها الأخبارُ

فتسوقها نحوي بكل رضابها
وتؤزّها فيُذيبني الإعصارُ

يا ليت أني والربيع بصدرها
وتمايلت طرباً له الأزهارُ

فأَبِيتُ أقْطفُ من ثمار جِنانها
ما تشتهي نفسي وما تختارُ

يا ليتني لما تَنُوءُ بجِذْعِها
ولآلئٌ مِن جِيدِها تنهارُ

أُلْقي بثغري كَيْ يُلَمْلِمَ عقدها
فتَمِيدُ مِنْ لَمَساتِهِ الأحجارُ

آهٍ إذا أُسْكِرْتُ من فنجانها
لتغيَّرَتْ مِن بَعْدِها الأقْدارُ

لو أنّني قلمٌ يُسَطِّرُ عِشقها
لمْ تَكْفِهِ في وصفها الأحبارُ

زارني بالْأمْس طيْفُك
ثائِراً غَضْبانَ يَفْرِكْ

قُلْتُ أَهْلاً . قَالَ وَيْحَكْ
قُلْتُ سَهْلاً . قالَ وَيْلَكْ

أَيْنَ أنْتَ دَخَلْتَ قَلْبي
فاسْتَحَالَ الْبابُ بَعْدَكْ

وانْتَزَعْتَ الْقَلْبَ مِنِّي
واسْتَبَحْتَ الرُّوحَ وَحْدَكْ

واتَّخَذْتَ الْقَلْبَ قَصْراً
كُلُّهُ تاللهِ مِلْككْ

واعْتَلَيْتَ الْقَلْبَ تِيهاً
إِنْ أَمَرْتَ يُطَاعُ أَمْرُكْ

وافْتَرَشْتَ الْعَيْنَ مَهْداً
والْتَحَفْتَ الْجَفْنَ سِتْرَكْ

وامْتَطَيْتَ الْحُلْمَ صَحْواً
أوْ مَنَاماً مِثْل رَحْلكْ

ثُمَّ هَجْرٌ مِنْكَ يُضْني
مَنْ تَكُونُ وكَيْفَ تُدْرَكْ

قُلْتُ صَبْراً . قالَ مَهْلَكْ
قُلْتُ عُذْراً . قالَ تهْلكْ

قُلْتُ إنْ أَهْلِكْ فَمَرْحَى
في رِحَابٍ قُلْتِ أَمْلُكْ

أَغْرِقِيني في جَمَالٍ
في دَلالٍ أيْنَ بَذْلُكْ

اغْضَبي ثُورِي تَعالَيْ
واصْرُخِي اللهَ صَوْتُكْ

هَدِّدِي أَرْكانَ قلْبي
نَدِّدِي قُولي أُحِبُّكْ

واقْتُلِي شَوْقاً تَلَظَّي
في فُؤدِاي قَبْلَ قَلْبِكْ

وانْزِفي حُباًّ وعِشْقاً
واعْلَمِي أَنِّي أُحِبُّكْ

يَقُولُونَ رِفْقاً بِكلِّ النِّساءِ
كأنَّ القَصَائِدَ محْضُ ادِّعاءْ

ومَا قلتُ إلا كلاماً بحَقٍّ
لأني أنا بَحْرُ سِرِّ النّساءْ

إذا قُلْتُ فيهنَّ شِعْراً فإني
صَدقتُ تماماً وربِّ السَّماءْ

تَقُولُ نُوَلِّيكَ حَوَّا طَبِيباً ؟
أقولُ أصَبْتَ فَعِنْدِي الدَّواءْ

وأَعْلَمُ عِلْماً هَدانِيهِ ربِّي
ولَيْسَ غُروراً ولا كِبْرِياءْ

وأمْلكُ مفتاح حواءَ حَاءٌ
وتَفْتَحُ كلّ المغاليقِ باءْ

فأَسْكنُ ما شئتُ مِنها بِعِزٍّ
وأَهْجرُ إنْ دَبَّ فيها الغَباءْ

أنا مَنْ يُشَدُّ الرِّحالُ إليهِ
أنا موْطِن العشْقِ والإِنْتماءْ

وأوْطانُ كلّ العَذارَى وَحُلْمٌ
يُراوِدُهُنَّ صَباحَ مَساءْ

وكم منْ نساءٍ غَرِقْنَ ببحْرِي
فَيَظْلَلْنَ ظَمْأَى بِطَعْمِ الرّوَاءْ

أنا البَحْرُ يحلُو لحوّاءَ مَوْجي
تَهيمُ فترضى لِيَ الإِنْحِناءْ

وتلهثُ بالشّكْرِ في كل حينٍ
لأني فَرَضْتُ عليها الغِناءْ

فتعزفُ لَحْناً شَجِيّاً بصوْتٍ
رقيقٍ وعذْبٍ إلى ما أَشاءْ

لأنّي أنا البَحْرُ مِنْ دونِ غَدْرٍ
أُعَلِّمُ كلّ البِحَارِ الوَفاءْ

فإنْ قُلْتَ رِفْقاً بحوّاءَ فاعْلَمْ
بأنِّي رَفِيقٌ بكلّ الإِمَاءْ

لا تسألوني كيف يقْتات الهـوى
أو كيـف يُطْـفِي ناركم بالنّارِ

أو كيف يغْزو القلب فى أوْكارهِ
بالسّـهْد والأشْـواق والأفكارِ

غـاراتهُ ليْـليـّة لا تنْـتهي
إلا بصبـحٍ كاشِـف الأسْرارِ

ينْأَى بجيْـشٍ مُسْـتَبِدٍّ رَيْثَما
يأْتِـي إليهِ اللّـيل بالأسْـتارِ

كَيْ يسْتبيح القلْبَ قهْراً خُفْيةً
مُسْـتدْعياً حِلْـفاً من الأنْصارِ

جُنْدٌ غِلاظٌ لا يُبالي جَمْعُـهمْ
إلاّ بنصْـرٍ أو بأخْـذِ الثّـارِ

مِنْ كلّ قلبٍ مَسّهُ سِحْر الهوى
واجْتاحَـه حبٌّ كما الإعْصارِ

جَيْشُ الهوى يا سادَتي مُسْتَعْمِرٌ
أشْباهُـهُ جَيْـشٌ من الكُفّـارِ

فاطْلبْ مِنَ اللهِ الهُدَى ثمّ اسْتَعِذْ
مِنْ شَـرّه ليْـلا وبالأسْـحارِ

ثمّ اسْألوني عَنْ جِراحاتِ الهوى
قـدْ كنتُ يوماً سَـيّدَ الإبحارِ

لَمْ يَبْقَ بحرٌ أو محيطٌ فى الهـوى
إلاّ ومَـرّتْ فـوْقَهُ أسْـفارِي

والرّيحُ كانت طَوْعَ أمْرِي عِنْدَما
أَبْحَـرْتُ ضِدَّ المـوْجِ والتّـياَّرِ

لكِنَّني والآنَ صَـارَتْ شُهْـرَتي
مَيْتٌ صَـرِيعُ الْعِشْـقِ حَىُّ الدَّارِ

هو/

الآنَ أصبحتِ الحياةُ جميلة
بَعد التلاقي يا نعيمَ حياتي


هي/
أهديكَ عمري كلّه يا مهجتي
فالعمرُ دونَكَ لا يُمثِّل ذاتي


هو/

الآنَ أعترفُ ابتداءً أنني
أهواكِ يُفْسَخُ عقْدُها بِمماتي


هي/

تفديك روحي لا تقل موتاً إذَا
آنَ الأوانُ أهَبْكَ مِن سَنَواتي


هو/

لا لا رجوْتُكِ لا تقولي هكذا
لو متُّ قبلكِ مرحباً بوفاتي

أو مت بعدكِ فالحياةُ جهنمٌ
مَن ذا سيرحمُ بعدها آهاتي

لو أنّ موتي فوق صدركِ يالَها
من موتةٍ أُنهي بها لحَظَاتي

ويكونُ آخر ما أراهُ من الدُّنَا
عيناكِ تحنو ساعةَ السكراتِ


هي/

آآآهٍ حبيبي لا تَصِفْ لىَ مشهداً
يكوي الفؤادَ ويقتلُ البسماتِ

تاللهِ أحرقتَ الفؤاد بوصفهِ
رحماك قد سالتْ لهُ عَبَرَاتي

خَلِّ الكلامَ عن المماتِ لوقتهِ
وتعالَ ننْعمُ بالزَّمانِ الآتي


هو ساهم الطرف سارح الفكر /

لَمْ يَبْق إلا ساعةً من عمرِنا
مهْما تطولُ بقربِها ساعاتي

يومٌ يَمرُّ كَبرْهةٍ إن أقبلتْ
وأراهُ إن رحَلَتْ كما السنواتِ


هي /

مالى أراك حبيب قلبي ساهماً
لَوْما أغارُ عليكَ من نظراتي

لَأَبَيْتُ إلاّ أنْ أُمتِّع ناظري
مِن حُسْن صمتك أو شذا الكلماتِ


هو /

صمتي كلامي أو شرودي إنما
لكِ أنتِ وحدكِ يا ضِيَا ظُلُماتي

فالصمت فى حرم الملاك تعبّدٌ
وأراكِ حتماً أجملَ الملكاتِ


هي /

يا ويلتي مِنْ ذا الكلامِ وسحرهِ
ما زلتُ أَسمعُ بَعدهُ نبَضاتي

لَكَأنَّ قلبيَ أُحْكِمَتْ أوتارهُ
وعَزَفْتَ أنتَ عليهِ بالهمَساتِ

هِشششششششش اسمع :

أُحبك ..
أُحبك ..
أُحبك ..
قلبي يقولُ أهذهِ دقَّاتِي ؟

إنى أُحبكَ مالَها لا تكْفني
حتّى وإنْ قِيلَتْ بكُلِّ لُغاتي


هو /

ما لَلْخُدود وُرودُها قد أيْنَعَتْ
خجلاً وها هىَ حُمْرَةُ الوَجَناتِ

وبريقُ عينيكِ استباحَ بِرِقَّةٍ
قلبي تُصِيبُ سِهَامُهُ رَغَبَاتِي

فأتاكِ طَوْعاً راكعاً مُسْتسلِماً
ومُتيـَّماً لِيُسَلِّــمَ الرَّاياتِ

حتَّى جَثَا بِفِناءِ حُضْنِكِ , ها هُنا
والآنَ , ضِعْتُ فلَمْلِمي أشْتَاتِي