29-11-2016, 12:41 AM
|
#611
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4613
|
تاريخ التسجيل : 15 - 3 - 2014
|
أخر زيارة : 06-11-2021 (10:54 PM)
|
المشاركات :
60,536 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : White
|
|
بقدر ما كان يسهل عليّ العودة إلى ماضي و مراجعة ذكرياته بكل ما فيها، بقدر ماكنت أسترجعه في كل مرة حين أنام، بقدر ذاكرتي التي تُجيد إغتيال ملامح حاضري، كل ما حاولت عبورها، و المضي عنها.. كنت أتناسى حُبًا قديمًا لآية الله “ القمر”!
أتذكر كيف كنت أدمن النظر إليه، بوجه الطفولة الذي لم يكن يعي ما يعني تأمّل؟
ما يعني أن أحب النظر إلى صفحة الضوء في السماء؟
و لمَ أحب؟
لم أدرك معنى هذا التعلق ومبرره..كنت أستلقي لأراقب القمر بصمت، و لا أمل من تفحصه و متابعته يختفي بين السحب، كنت أرى الضوء يظهر دائمًا، رغم إختفائه المؤقت عنّي، كنت ألحظه بين السحب بيقين بعودته، إنتظرها بتلهف لأدمن تأمله من جديد و مضى العمر، لأنسى.. و أرى آخرين يُحبون البحر، يتأملونه و يُسرفون في الحديث عنه، شيئًا فشيئًا إنتقلت إليّ عدوى هذا الحب، أو هكذا ظننت أتذكر جيدًا أنني كنت أهمل البحر في حضرة القمر ، أتذكر كيف تحوّلت من حب القمر إلى البحر و الآن أشعر بعمق عودتي إليّ و إليه كان البحر رمزًا للحياة المتحركة المتقلبة، أتخيله يحمل كل الأوجاع و يرميها بعيدًا، و قد يعود بها.. و كأنه مصدر لأعماقنا، لأفكارنا، لمشاعرنا، هو ما تحت سطح هذا الجسد الساكن، هو كل ما يحدث في أنفسنا، و يتركنا بين مد و جزر، كما أيامنا لكن القمر؟
سكون، و ضوء..إنعكاس لكل لهيب، هدأ و إستوى ليلتمع في سماء مظلمة و ليل هادئ، حضر ليترك البريق في قلوبنا، ليجعلنا نؤمن بالضياء، و تدرك قلوبنا الرحمة كنت و القمر و الآن أعود إليه، بلهفة الطفل الذي لم يكبر، أو ربما وجد شيئًا منه على الطريق، وجد السكون الذي تعلق به عُمرًا، وجد كنزه المفقود، و قلبه المطمئن لا أدري، لكن ربما نضج القلب لكنه يريد العودة إلى أصله القديم، إلى سكونه الذي لم يُهلكه وجع الحياة، إلى ضيائه الفطري ربما يجد طريقه الآن، بل سيجد.. لأن بداية الطريق نور، و ليس أي نور .
|
|
|