تفسير: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)
♦ الآية: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا
أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (76).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:
﴿ وإذا لقوا الذين آمنوا ﴾ يعني: منافقي اليهود ﴿ قالوا آمنا ﴾ بمحمَّدٍ وهو نبيٌّ صادقٌ نجده في كتبنا ﴿ وإذا خلا بعضهم إلى بعض ﴾ يعني: إذا رجع هؤلاء المنافقون إلى رؤساهم لاموهم فقالوا: ﴿ أتحدثونهم ﴾ أتخبرون أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ﴿ بما فتح الله عليكم ﴾ من صفة النَّبيِّ المُبشَّر به ﴿ ليحاجُّوكم ﴾ ليجادلوكم ويخاصموكم ﴿ به ﴾ بما قلتم لهم ﴿ عند ربكم ﴾ في الآخرة يقولون: كفرتم به بعد أن وقفتم على صدقة ﴿ أفلا تعقلون ﴾ أفليس لكم ذهن الإنسانيَّة؟
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل":
قوله عزّ وجلّ: ﴿ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: يَعْنِي: مُنَافِقِي الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ إِذَا لَقُوا الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ،
﴿ قالُوا آمَنَّا ﴾: كَإِيمَانِكُمْ، ﴿ وَإِذا خَلا ﴾: رَجَعَ ﴿ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ﴾، كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ وَوَهْبُ بن يهودا، أو غيرهم مِنْ رُؤَسَاءِ الْيَهُودِ، لِأَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ،
﴿ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾: بِمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِكُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا حَقٌّ وَقَوْلَهُ صِدْقٌ، وَالْفَتَّاحُ: الْقَاضِي، وقال الكسائي: بما بيّنه لكم من العلم بِصِفَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَعْتِهِ، وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: بِمَا أنزل الله عليكم وأعطاكم، وَنَظِيرُهُ ﴿ لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، أي: أنزلنا، وقال أبو عُبَيْدَةَ: بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ وأعطاكم، ﴿ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ ﴾: ليخاصموكم بِهِ، يَعْنِي: أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَحْتَجُّوا بِقَوْلِكُمْ عَلَيْكُمْ، فَيَقُولُوا: قَدْ أَقْرَرْتُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ حَقٌّ فِي كِتَابِكُمْ، ثُمَّ لَا تَتَّبِعُونَهُ؟ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ حِينَ شَاوَرُوهُمْ فِي اتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ حَقٌّ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَتُحَدِّثُونَهُمْ بما فتح الله عليكم، ليكون لَهُمُ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ. عِنْدَ رَبِّكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُمْ أَخْبَرُوا الْمُؤْمِنِينَ بِمَا عَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْجِنَايَاتِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَذَابِ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ، لِيَرَوُا الْكَرَامَةَ لِأَنْفُسِهِمْ عَلَيْكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ قَوْلُ يَهُودَ قُرَيْظَةَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ حِينَ قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، فَقَالُوا: مَنْ أَخْبَرَ مُحَمَّدًا بِهَذَا؟ مَا خَرَجَ هَذَا إِلَّا مِنْكُمْ، ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾.
jtsdv: (,Y`h gr,h hg`dk Nlk,h rhg,h Nlkh) Nlkh) gHkkh gr,h hg`dk jtsdv: