29-05-2012, 01:22 AM
|
|
|
النِاِر فيً حيآة الٌعرب وترآثهآ.. قروب همسات
النار في حياة العرب وتراثها
احتلت النار جانباً مهماً في التراث الشعبي (الفولكلور) عند العرب قديماً وحديثاً, وخصوصاً عند عرب الصحراء والأرياف والنجوع.
ومن يقرأ ويتمعن في كتب التراث والمراجع العربية القديمة سيجد ان كل الرموز والدلالات الخاصة بالنار مازالت هي هي لم تتغير عند أبناء البادية في جزيرة العرب, وهذا ما لاحظناه واضحاً رغم بعد المسافة الزمنية بينهم وبين أجدادهم عرب الجاهلية..
فهي متوارثة من زمن (ثمدا ثمود وبنية العمود) وهم يقصدون بكلمة (ثمدا ثمود) قوم ثمود. و(بنية العمود) البدو بناة بيوت الشعر ويقول علماء اللغة إن النار أصلها بالواو أي »نور« لأن تصغيرها »نُويرة« ويقال: »نِييرة« بمعنىالنار وجمع النار نيران وأصلها »نوران« انقلبت الواو إلى ياء في »نيران« لكسرة ما قبلها ان كسر حرف النون, ومن النار أخذ العرب »النوار« وهو زهر الشجر والعشب و»الأنوار« بمعنى الحسن المشرف اللون.
نار العرس أو نار الزواج
عندما يتزوج (يعرس) الشاب البدوي, يعملون له حجرة, وهي عبارة عن ساحة كبيرة - والساحة هي قطعة كبيرة من الصوف أو الوبر المنسوج - تثبت على أعمدة خشبية مغروزة بالأرض, وبعد ان تلف هذه الساحة وتثبت بالأعمدة تصبح على شكل حجرة مربعة. توضح بداخلها العروس ويزف عليها عريسها (زوجها). ويحفرون بجانب هذه الحجرة حفرة كبيرة (موقد) ويملأون هذه الحفرة بالحطب ويشعلون
النار فيه, وتبقى هذه النار مشتعلة حتى الصباح فكلما خفتت أو ضعفت زادوها حطباً حتى تزداد اتقاداً واشتعالاً, ولا يغفلون عنها أبداً فيجب ان تكون النار في اشتعال دائم.
وهم يتفاءلون بهذه النار ويقولون: (إن شاء الله تشب ناره) أو (إن شاء الله تشب نارهم) أو (إن شاء الله تحيا ناره) أو (إن شاء الله تحيا نارهم).
والمقصود بهذا الكلام, الدعاء للزوج ولعائلته بالولد الصالح والذرية الصالحة التي تحيي ذكرهم وتعلي شأنهم بين العربان.
ويقول في أمثالهم: (العرب الفلانيين طفت نارهم) أو (ماتت نارهم) أي انقطع عقبهم, أو أن ذريتهم طالحة, فهم في كلتا لحالتين لم يخلفوا من يحيي ذكرهم, فهم كالنار التي انطفأت أو ماتت عقب شبوبها.
وإذا كانت الأسرة مغمورة وغير مشهورة
(طافية النار) وأنجبت ولداً نجيباً ذائع الصيت فإنها حينئد تصبح (نارها شابة) وهذا الولد النجيب ذو العالم الغانم (شب نار أهله).
ومن كلمات الدعاء بالشر قول أحدهم لصاحبه: (
عسى ما تشب النار عند حجرتك)
أو (عسى الله يطفي نارك)
أو (عسى تموت نارك).
وجاء في أمثالهم:
(ما ترث إلا الرماد)
أو (النار ما يرث إلا السماد)
يضرب بالرجل الفاسد أو الخامل
الذي ينحدر من عائلة كريمة.
والسماد هو الرماد في كلام البدو
وهو من الفصيح.
وجاء في أمثالهم:
(سماد بوجه العدو) وهي من ملكما الدعاء على العدو بالخذلان والانكسار. والسماد هو الرماد في كلام البدو المعاصرين والقدامي وهو من الفصيح. ومن العادات القديمة عند عرب الجاهلية,
إن القوم إذا أصابتهم نازلة كقتل رجالهم في المعارك فإن نساءهم يكثن الرماد والتراب على رؤوسهن ووجوههن.. ومازالت هذه العادة مستخدمة عند عرب اليوم.
...............
hgkAhAv tdW pdNm hgRuvf ,jvNeiN>> rv,f ilshj <<hgkAhAv hgRuvf odlm tdW ilshj ,jvNeiN>> rv,f
|
