العـــــــــــــــــداوة
من طبيعة البشر الميل لمن يقترب منهم ويحبهم، والصد عمن يبتعد عنهم ويبغضهم،
وهذه من فطرة الله التي فطر الناس عليها، فنجد الشخص ربما أحب جاره
أكثر من أقاربه وإخوانه لقربه منه وللقائه به كل يوم، وهذا أمر عادي لا غرابة فيه.
ولكن الغريب هو من تراه في اليوم مراراً وتكراراً وتزداد عداوته لك
ويطلق لك سهام الحقد من عيونه، ولو نطق لسانه بما في قلبه لسمعت عجباً من السب والشتائم.
لكن الذي ليس له علاج هو الإصرار على العداوة والاستمرار فيها
وتجديد العداوة بين كل فترة وأخرى ومراجعتها حيناً بعد حين والبحث عن المعادى
لتقوية معاداته والسعي للإضرار به..
فمن كانت هذه حاله فقد قتل نفسه بنفسه، وقد عاش همّاً ليس له،
ولن يجد لنفسه علاجاً إلا بموت مَنْ يعادي.
ويعيش بيننا أشخاص قد امتلأت صدورهم بالعداوات، وامتلأت قلوبهم بالأحقاد،
لا همّ لهم إلا الإضرار بخلق الله، ولا شغل لهم إلا التفكير في الانتقام ممن يعادون.
العداوة في العمل
ولهؤلاء نقول: رفقاً بأنفسكم؛ فوالله لن يصيب العباد إلا ما كتبه الله لهم،
و لن تهدأ لكم أنفس وان زلتم على هذه الحال، وعودوا لفطرتكم المستقيمة،
وأعلنوا الصفاء والإخاء لإخوانكم؛ فستهنئون بحياتكم التي لم تهنئوا بها في زمن العداوة.
ولمن ابتُلي بشخص يعاديه أقول: أطع الله فيمن عصى الله فيك، فإذا كان هذا قد أعلن العداء لك،
ونصب رايات الانتقام تجاهك، فإما أن تسعى للصلح والتسامح أو على الأقل أعرض عنه
وعن مجتمعه الذي يعيش فيه، ولن تتغير حياتك بفَقْد مثل هذا الشخص،
بل ربما تكون أجمل وأفضل مما سبق. وإذا أغضبك شخص في يوم من الأيام
فليكن عقابك له هو الابتعاد عنه وعن مجتمعه الذي يعيش فيه من عداوة أو بغضاء أو حقد أو كراهية.
ولا تكن ضعيف النفس تبحث عن الانتقام لذاتك، ومحاولة إلحاق الضرر بمن تبغض.
كن عزيز النفس، عالي النظرة، سامي الأهداف، مرتفعاً عن التفاهات والحقارات
والأوساخ والأدران التي يبحث عنها غيرك.
كن كالنخلة التي يرميها الناس بحجر فتُخرج لهم أطيب الثمر.
وليكن شعارك
ليعادني مَنْ يشاء فأنا لن أعاديه وكذلك لن أبالي به
(إزرع الخير تجني خيرا)
hguJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ]h,iJ