بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين , و الصّلاة و السّلام على أفضل رسله , و خاتم أنبيائه , محمّد الصّادق الأمين المبعوث إلى النّاس أجمعين , و على آله و صحبه حملة لواء الدّين , و على من تبعهم بإحسان من الأئمّة و الهداة و الدّعاة و الصّالحين , و على كلّ من سلك سبيلهم إلى يوم الدّين.
أمّا بعد :ما أجمل الخوض في سيرة خير الأنام محمّد عليه الصّلاة و السّلام.....و ما أحلى التّذكير بمناقبه و سننه كعملٍ منبثقٍ من صميم الإيمان و غريزة الحبّ و التّفاني , و كدعوةٍ لنصرته و موالاته صلّى الله عليه و سلّم .
و سُنَن الرّسول كثيرة , منها ما نعلمها و منها ما نجهلها , و ما ذلك إلاّ لتقصيرنا في التّنقيب عنها أو فتور هِمَمِنا , و قلّة دَأَبِنا و اجتهادنا.
و يشاء الله أن تأتي حملة [على أنفاس محبوبي] لتُنَبِّهنا إلى تقاعسنا فتوقظ فينا ذلك الحماس الذي نحتاجه و بقوّة في وقتنا الحالي مع ما يتعرّض له الإسلام و المسلمين من إهانةٍ و تحقيرٍ.
فلنرفع هممنا عاليا , و لنترك الخمول لأصحابه , و لنستعدّ للجهاد في سبيل تحقيق نصرة ديننا و نبيّنا الكريم , وفاءً لحقّه و طمعّا في نيل شفاعته يوم القيامة و صحبته في جنّات النّعيم ,
و من هذا المنطلق أحببنا التّذكير بسنّة مهجورة نكاد نفتقدها في معظمّ البيوت المسلمة ...ألا و هي سنّة القيلولة التي كان يعتمدها عليه الصّلاة و السّلام لما فيها من فوائد, و إلاّ لما كان قدوتنا يحرص عليها....
و فد ثَبَت ذلك في الأحاديث الموثوقة على اختلافها في كونها سُنَّة قوليّة أو فعليّة ....المهمّ أنّها سنّة فعلية بتأكيد جلّ العلماء و الشّيوخ...و سَنُبَيِّن ذلك لاحقًا بحول الله .
و يأتي العلم الحديثليؤكّد لنا منافع القيلولة و سبحان الله ...إنّنا لنعجب و الله ممّا توصّل إليه (العلم الحديث) في تعديد منافعها و ذكر أوقاتها و مدّتها ممّا يُطابق عادة المسلمين من عهد الصّحابة إلى عهدنا هذا ....إلاّ بعض الاختراقات طبعًا ....
و لتوضيح تلك السُنَّة المهجورة و ارتباطها بالعلم الحديث ارتأينا وضع بحثٍ مُصَغّر عن سنّة النّوم و القيلولة و تأكيد العلم الحديثلمنافعهما و فوائدهما , و سيكون الموضوع مُتَجدّدا بإذن الله , فترقّبن محاوره بقسمنا للاستفادة و العزم على اتّباع نهج قدوتنا و معلّمنامحمّد عليه أفضل الصّلوات و التّسليم.
و أحيطكنّ علما بأنّ محور[القيلولة و تأكيد العلم الحديثلمنافعها ] هومن ترجمتي لبعض المقالات من مصادر موثوقة بُعِثَت على بريدي الإلكتروني باللغة الفرنسية , فأحببتُ مشاركتكنّ ما تحتويه من علمٍ و حقائق مُذهِلة توصّل إليها العلم الحديث , و لكن....نتأسّف و الله أن يكون اكتشاف ذلك من علماءٍ غير مسلمين ...و الأدهى و الأمرّ أن نعلم أنّ الغربيين يعتمدونها حتّى في شركاتهم و مواقع عملهم و نحن المسلمون هجرناها و لم نعد نبحث عنها إلاّ من رحم ربّي ....
ألا أخوات الإسلام ...فلنَعُد إلى فطرتنا و ديننا , و لنتعمّق فيه و في مبادئه , و لنبحر في سيرة سيدنا و حبيبنا المصطفى صلّى الله عليه و سلّم , و لنراجع سُنَنِه لنطبّقها بحذافيرها , و الخير كلّ الخير فيها لو كنّا نعلم ....و نحن أولى بذلك من غيرنا... فما الذي يحجمنا عن فعل ذلك؟؟...إلاّ تهاوننا و قلّة علمنا و ضعف هممنا ....
اللهمّ لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا و تقبّل منّا إنّك أنت السّميع المجيب .
و ما عملنا ذلك إلاّ لوجهك يا ربّ و أنت من وراء القصد فاجعلنا من عبادك المُخلصين....