13-11-2017, 02:43 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Navajowhite
|
رقم العضوية : 8086 |
تاريخ التسجيل : 15 - 9 - 2017 |
فترة الأقامة : 2695 يوم |
أخر زيارة : 17-10-2018 (11:29 PM) |
الإقامة : قلوب الأنقياء |
المشاركات :
10,788 [
+
]
|
التقييم :
2147483647 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
الابحار لفهم القليل في إعجاز القرآن الكريم((اللغوي+المعنوي))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" 44 هود
يقال : إن هذه الآية تعد أفصح آيات القرآن وأبلغها, وإن كانت آياته جميعا في غاية البلاغة والفصاحة.(1)
وروى أن أعرابيا سمع بهذه الآية فقال : هذا كلام القادرين. (2)
هنا نلمس صور بلاغية في قمة الروعة والجمال.
لا عجب في ذلك, فإن هذه الآية مع قصرها قد احتوت على أكثر من خمسة وعشرين فنا بلاغيا, وقد ذكر ابن أبي الاصبع أن فيها عشرين ضربا من البديع.
هذه الآية تصور حدثا تاريخيا ثابتا بعبارات موجزة مختصرة, تحتوي على لمسات بلاغية في غاية الجمال.
لننظر إلى هذه الآية الشريفة من زوايا أربع :
- علم البيان.
- علم المعاني.
- الفصاحة المعنوية.
- الفصاحة اللفظية.
يتجلى في هذه الآية النظم المحكم للمعاني وتأديته لها بشكل جلي بعيد عن الغموض والتكلف, وهذا ما يعبر عنه بالفصاحة المعنوية.
كما أن ألفاظ هذه الآية من الألفاظ العربية السلسة, البعيدة عن التنافر, المتدفقة بكل عذوبة ورقة, وهذا ما يعبر عنه بالفصاحة اللفظية.
تأملوا هذا المقطع :
" وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي "
فيه إشارة موجزة إلى اشتراك السماء والأرض في عملية إطغاء الماء بأمر الله سبحانه وتعالى.
قيل : كلمة تحتوي داحلها الشيء الكثير, أُريد منها التعبير على سبيل المجاز عن الإرادة.
ياأرض ... يا سماء ...
الخطاب موجه إلى الجماد, مسبوقا بياء النداء .
كذلك تأملوا الترتيب في الجمل :
يا أرض ابلعي, وياسماء اقلعي.
تم تقديم أمر الأرض على أمر السماء, لأنها كانت ابتداء الطوفان.
لا حظوا الاستعارة في ( ابلعي ) و ( اقلعي)
لاحظوا الطباق بين السماء الأرض.
لا حظوا المجاز في ( يا سماء ) فالتقدير :
يا مطر السماء.
تأملوا هذه المقاطع :
( قيل )
( قضي الأمر )
( قيل بعدا )
لم يُصرح باسم الفاعل في هذه المقاطع الثلاثة, بل جاءت الأفعال في صيغة المبني للمجهول, وذلك من باب التعظيم, حيث أن هذه الأحداث التي تمت إنما فاعلها واحد لا يشاركه في أفعاله أحد, وأنه فاعل قادر مكون قاهر.
تأملوا هذين المقطعين :
وَغِيضَ المَاءُ ( حذف الفاعل وهو الأرض )
وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ - ( حذف الفاعل وهو السفينة )
تأملوا التجانس اللغوي في الكلمتين ( اقلعي ) و ( ابلعي ).
تأملوا هذا المقطع القرآني مرة أخرى :
( يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ )
أمر إلهي يصدر إلى الجمادات فتستجيب لأمره.
على ما ذا يدل هذا؟
الفائدة الأولى :
توجيه النداء الإلهي إلى السماء والأرض بخطاب كأنه موجه إلى العقلاء والمميزين ( اقلعي - بلعي ) , وتستمع السماء والأرض لهذا الخطاب فتستجيب له .
معروف أن السماء والأرض من الموجودات الضخمة جدا, ولذا فإن وجود متصرف وقادر يمتلك القدرة في أن تستجيب هذه الأشياء الضخمة لأمره, ليدل على عظمته اللامتناهية وقوته النافذة.
الفائدة الثانية :
إذا كانت القدرة الألهية تنفذ إلى الجمادات فنفوذها إلى الأحياء سيكون من باب أولى.
(1) تفسير الأمثل المجلد6
(2) التفسير المحيط لأبي حيان الأندلسي.
نتابع
لا زال البحث مستمرا حول هذه الآية الشريفة :
hghfphv gtil hgrgdg td Yu[h. hgrvNk hg;vdl((hggy,d+hgluk,d)) Htil hghfphv hgrgdg hgrvNk hg;vdl((hggy,d+hgluk,d)) td Yu[h.
|