لم تكن الساعه مؤاتيه للأستماع والقراءه
فالرياح القادمه من خلف الجبال
تسبح على مناكبها طيور من السحاب الابيض
ام هي تاهت في الريح حين غير الاتجاه
تجيء كحرجف وزفزف تقتلعني الى سحابها السابح في الفكر
فأنا اتهادى في مركبي على بحيرة من الصبر
ماشأنك بي ايلول وهذا السحاب
مازالت الصقور تطعم صغارها في جبال كوراب وبيسترا
ومازلت اذكر آبائها في أزمنة العمر والوطن
كنت الواقف على مفترق الرياح التي تحملها
ربما الدروب حين تفرعت واندفعت في اودية الاغتراب
كنت ذاهب ً اجيء بشيء من السرور
قطفت باقات من الخزامى وقصيدتين موشحتين بالحنين
الآن ذبلت امام عيناي ودموعي لا تصلح للسقيا والتحنيط
والاوديه مملؤه بالهذيان ونقيع الدمع
فالحماده مازالت تعبق بالشيح
وغدرانها تنضح بالنجوم ويغتسل من مائها القمر
من يقتلع هذه الاشواك التي تسري بأوردتي
وهي تتكاثر بأطراد تدفع بي الى العزله حيث سهوك الريح والبكاء
لقد فعلت الذكرى لتنثرني حبرا على الاوراق العتيقه
ومن ايقضها السحاب الابيض يسامرها قلبي
ولا تركتني اسبر الاعماق غوصا في محيط الصبر والشمس