يوم بكى الفراق على روح صعدت للسماء
ترفرف فوق رؤوس مطرقة نحو أرض كساها الجمود
خيم الصمت بسم الصبر وعافت الأبدان النوم
فماتت وهي على قيد الحياة
وقف الفراق معلنا الحداد
باكيا فعلته الشنعاء نادما
على إثم يقترفه حتى هذه الساعة
و سيظل يقترفه حتى يوم البعث والنشور
غير آبه ببغضنا وخوفنا
الكل صامت ..
والهواء يتنفس ألما
والقلوب تدمي حسرة
والدموع انهالت بلون أسود ....
ومازال يبكي الفراق
مرتديا وشاحه الأسود في ذات اللحظة
التي يرتكب فيها أثمه في مكان آخر
صوت الحياة .....
.ماباله مكتوم ؟
... أصبح صوت الأنين أعلى
ونحيب الرثاء
كصوت خيل عنيد ثائر
ورقة شجر صفراء جافة سقطت بهدوء معلنة موتها
لتختبأ بعدها الطيور خجلة من تغريدها على اوراق تذبل كل يوم
من الحزن الذي عم الأرض
الصمت ...
يصرخ باحتجاج ولكن لاأحد يسمعه
لأنه صمت ..
الكلام اصبح خرسا بعدما كان فصيحا بليغا
وكأننا بداخل زجاجه شفافه مغلقه بقطعة فلين حاجزة عنا الصوت والهواء
لانسمع ما يدور خارجها ولا يسمعنا
من هم حولها
الفراق ........
صحراء بلا واحه
برد قارص في عز الصيف
طريق طويل نهايته سرداب مظلم
الفراق نار ملتهبة تبكي رمادا
جثمان بلا أقارب
دموع تتساقط من أعين انهكها البكاء
الفراق
كسوف لا ينقشع
الفراق حيره وضياع وطير بلا وليف
الفراق
تبا لعذاب الفراق